فضيلة الشيخ
كيف يكون من قال " علي الطلاق بكذا " يميناً مع أنه ليس فيه حرف من أحرف القسم؟
وجزاكم الله خيراً
واختر لنفسك منزلاً تعلو به *** أو متْ كريماً تحت ظلّ القسطل ِ
فالموتُ لا يُنجيكَ من آفاتهِ *** حصنٌ ولو شيّدتَهُ بالجنـــــــدل ِ
موتُ الفتى في عزِّهِ خيرٌ له *** من أن يبيتَ أسيرَ طرفٍ أكحلِ
الجواب :
وجزاك الله خيرا .
هذا مثل تحريم ما أحَلّ الله ، وقد قال الله عزّ وَجَلّ لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) .
فاعُتِبر تحريم الحلال بِحُكْم اليمين .
وفي صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الْحَرَامِ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .
وفي رواية له : إذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَهْي يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كل يمين من أيمان المسلمين غير اليمين باللّه عز وجل مثل الحلف بالطلاق والعِتاق، والظهار، والحرام، والحلف بالحج، والمشي، والصدقة، والصيام، وغير ذلك ؛ فللعلماء فيها نزاع معروف عند العلماء ، سواء حَلَف بِصيغة الْقَسَم ، فقال : الحرام يلزمني، أو العتق يلزمني، لأفعلن كذا . أو حلف بِصيغة العِتق ، فقال : إن فعلت كذا فعلي الحرام، ونسائي طوالق، أو فَعَبِيدي أحرار ، أو مالي صَدقة ، وعَلَيّ الْمَشْي إلى بيت اللّه تعالى .
والله تعالى أعلم .
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)