كثيراً ما نسمعهم يقولون: هذه فُتاتُ خبز باستعمال اسم الإشارة (هذه) - تَوَهُّماً أنَّ (فُتات) جمع
مؤنَّث والصواب أنْ يقال: هذا فُتَات خبز بالتذكير؛ لأنَّ (فُتات) مفرد مُذَكَّر مثل كلمة (حُطَام) وهذا
الذي يَتَمَشَّى مع الاستعمال الصحيح، كما في المعاجم اللغويَّة - و(الفُتات) - بضمّ الفاء ما تَفَتَّت
من الشيء وتَسَاقط - جاء في مختار الصحاح: «(فُتاتُ) الشيء وما تَكَسَّر منه»، وفعله: (فَتَّ)،
جاء في الوسيط: «(فَتَّهُ) فَتّاً: دَقَّه وكَسَّرَه، فهو فاتٌّ، واسم المفعول: مَفْتُوت، وفَتِيْت، وفَتُوتُ.
ويقال: فَتَّ في عَضُـدِه: أَوْهَنَ قُوَّتَه وعَزْمَه».
ومن تصاريف الكلمة غير ما ذُكرَ: فَتَّتَ، انْفَتَّ، وتَفَتَّتَ، والفَتّ، والفَتَّة، ومعانيها تَتَمَحْور حول
الدقّ والتكسير والتفتيت، وما أحلى الفَتِيت والفَتَّة!
إذنْ، قُلْ: هذا فُتَات خبز - بالتذكير،
ولا تقل: هذه فُتَات خبز - بالتأنيث. لأنَّ (الفُتَات) مفرد مُذَكَّر مثل (الحُطَام) و(الرُّفَات) .. إلخ.
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
كثيراً ما نسمعهم يقولون: امْتَقَعَ لونُه - بالبناء للمعلوم يريدون: تَغَيَّرَ لونُه - وهذا غير صحيح،
والصواب أنْ يقال: امْتُقِعَ لونُه - بالبناء للمجهول - أي تَغَيَّر لونُه وهذا هو النطق الصحيح للفعل
- كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب، جاء في الوسيط: ''(امْتُقِع) لونُه - بالبناء
للمجهول: تَغَيَّرَ من حُزْنٍ أو فَزَعٍ أو مَرَضٍ''، ولا يجوز أنْ يقال: امْتَقَعَ لونُه - بالبناء للمعلوم؛
لأنَّ هناك أفعالاً لا تُستعمل إلّا بالبناء للمجهول مثل: احْتُضِرَ الجريح، واسْتُشْهِد الجنديّ وعُنِي
بحاجتك .. إلخ - فهذه الأفعال وشبهها لا تُسْتَعْمَلْ إلأَّ بالبناء للمجهول. وقد أكَّد ذلك النحويُّون
خاصة، وعلماء اللغة عامَّة.
إذنْ، قُلْ: امْتُقِعَ لونُه - بالبناء للمجهول - ولا تقل: امْتَقَعَ لونُه - بالبناء للمعلوم. وأشار في
الوسيط إلى أنَّه يقال: امْتَقَعَ - بالبناء للمعلوم إذا كان المعنى (شَرِبَ) كأن يقال: ''امْتَقَعَ الفصيل
ما في ضَرْع أُمِّه'' أي شَرِبَه أَجْمَع.
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
كلمة (الطاجن) فارسيَّة مُعَرَّبة، تقابلها في العربية: (المِقْلَى): اسم آلة القَلِي أو (الصَّحْفَة) التي
ينضج فيها الطعام وهي من الفخَّار وتكون مستديرة غالباً. وصارت كلمة (الطاجِن) غير عربيَّة
أصلاً؛ لأنَّ الطاء والجيم لا يجتمعان في أصل كلام العرب، وفيها لغات يقال: (طاجِن) - بكسر
الجيم، و(طاجَن) بفتحها، و(طَيْجَن) على وزن (فَيْعَل) - كما في المعاجم اللغويَّة؛
جاء في المصباح: ''(الطَاجِنُ): مُعَرَّب، وهو المِقْلَى، وتفتح الجيم وقد تُكْسَرُ والجمع (طواجِن)،
و(الطَّيْجَنُ) لغة، وجمعه (طَيَاجِن)''. ويكثر استعمال هذه الكلمة في (المغرب)، لأنَّ هناك طبخة
معروفة عندهم يسمّونها (الطاجن) والفعل من ذلك: (طَجَنَ) يقال: (طَجَنَ) الشيءَ طَجْناً: قلاه
وأنضجه في الطاجِن، ويقال: (طَجَّنه) بالتشديد، و(مُطَجَّن) أي مقليٌّ في الطّاجِن - ينظر الوسيط
(طَجَنَ).
يتبيَّن أنَّ كلمة (الطاجِن) فارسيَّة مُعَرَّبة، ورديفها العربي: المِقْلَى أو الصَّحْفَة.
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
الضِّرْس: كلمة عربيَّة صحيحة وليست عاميَّة كما يظنّه بعضهم، والضِّرْسُ والسنّ مترادفان -
أي أنَّ معناهما واحد، غير أنَّ (الضِّرْس) مُذَكَّر، والسنّ مؤنَّث - أي أنَّك تقول: ضِرْسي يؤلمني
بالتذكير، وسِنِّي تُؤلمني (بالتأنيث) كما في المعاجم اللغويَّة - فهكذا نطقت العرب،
جاء في المصباح المنير: "(الضِّرْس) : مُذَكَّر لا يجوز تأنيثه، فإن رأيته في شعر مؤنَّثاً فإنّما يُعنى
به السنّ، وقال أبو حاتم: (الضِّرْس) : مُذَكَّر، وربّما أنَّثوه، على معنى السنّ، وأنكر الأصمعي
التأنيث. وجمعه (أضراس)، وربما قيل: (ضُرُوس).
وفي الوسيط: "الضِّرْس: السِّنّ الطاحنة ... وضِرْسُ العقل: واحد من أربعة تخرج في أقصى
الأضراس بعد استكمال الأسنان". ومن الضِّرْس قيل: حربٌ ضَرُوس أي شديدة مهلكة.
يتبيَّن أنَّ (الضِّرْس) عربيّ فصيح مثل (السِّنّ).
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
كثيراً ما نسمعهم يقولون: مَلْعَقَة - بفتح الميم، وفي اللهجة المصرية: مَلْعَأَه بفتح الميم، وقلب
القاف همزة، وقولهم: (مَلْعَقة) - بفتح الميم غير صحيح،
إذ الصحيح (مِلْعَقَة) بكسر الميم؛ لأنها اسم آلة. فقياس اسم الآلة من الثلاثي أن يرد على ثلاثة
أوزان - مِفْعَل مثل مِبْرَد، ومِفْعَال مثل: مِفْتاح، ومِفْعَلة مثل: مِلْعَقَة جميعها بكسر الميم، وهذا هو
النطق الصحيح - كما في المعاجم اللغويَّة؛ فهكذا نطقت العرب، جاء في الوسيط: ''(المِلْعَقَة) :
(بكسر الميم) أداةٌ يُتَنَاول بها الطعام وغيره، والجمع (ملاعق). وفي المصباح: ''(المِلْعَقَة)، وهي
بكسر الميم آلة معروفة''، وإذا أريد المرّة الواحدة قِيل: لَعْقَة - بفتح اللام، وإذا أُريد اسم الهيئة
قيل: لِعْقَة الأكُول - بكسر اللام، وإذا أريد الشيء القليل بقدر ما تأخذه المِلْعقة أو الإصبع قيل:
لُعْقَة - بضمِّ اللام. و(اللَّعُوق) بالفتح: كلّ ما يُلْعَقُ كالدواء والعسل وغيرهما - والشيء اليسير.
و(اللُّعَاق - بالضم ما بقي في فم الأكل من طعام لَعِقَه - كما في المعاجم اللغويَّة.
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
كثيراً ما نسمعهم يقولون: رجلٌ مُهَاب - بصياغة اسم المفعول من الفعل (أهاب) أي بضمّ الميم
تَوَّهموا أنَّ فعله: أهابَ، وهذا غير صحيح،
والصواب: رجلٌ مَهِيب؛ يقال: فلانٌ مَهِيب الطلعة أي جليل وعظيم يهابُه الناس، لأنَّ فعله أصلاً
ثلاثي (هابَ)، يقال: هابَ يَهِيبُ فهو مَهِيْبٌ، وأصله مَهْيُوب - ثم تحوَّل وفق القاعدة الصرفية إلى
(مَهِيْب)، مثل قولهم: مَبِيع، والأصل مَبْيُوع.
فليس في المعاجم اللغويَّة (أَهَابَ) بمعنى عَظَّم وأَجَلَّ أو بمعنى حَذِر وخاف حتى يقال: مُهَاب أما
(أهابَ به) بمعنى دعاه للعمل أو لتركه فأمرها يختلف، يقال: أهبت بصاحبي إلى الخير. وأهاب
بكذا وكذا.
جاء في الوسيط: “(هابَه): أجلَّه وعظَّمه وحَذِره وخافه. فهو هائب ... واسم المفعول: مَهُوب،
ومَهِيب ... وأهاب به: دعاه للعمل أو لتركه”.
إذنْ، قُلْ: هو مَهِيبُ الطلعة لا مُهَاب الطلعة.
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
كثيراً ما نسمعهم يقولون: طَالَعَ في الكتاب، وطَالَعَ في كذا – بتعدية الفعل (طالع) بحرف الجرّ
(في)، وهذا غير صحيح،
والصواب أنْ يقال: طَالَعَ الكتابَ – بتعدية الفعل (طالع) بنفسه إلى المفعول به، وهذا هو الاستعمال
اللغويّ الصحيح – كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب، جاء في الوسيط: “(طالَعَ)
الشيءَ مُطَالَعَةَّ، وطِلاعاً: اطَّلَعَ عليه بإدامة النظر فيه، وطالَعَ الكتابَ: قَرَأَه، وطالَعَ فلانًَا: نَظَرَ ما
عنده، وطالَعَ فلاناً بالأمر: أَطْلَعَه عليه، وطالَعَ فلاناً بكتبه: أَرْسَلَها إليه لِيَطَّلِعَ عليها” ولم أعثر
في المعاجم اللغويَّة على تعدية الفعل (طالَعَ) بحرف الجر (في)
إذنْ، قُلْ: طَالَعَ الكتاب - بتعدية الفعل بنفسه،
ولا تقل: طَالَعَ في الكتاب – بتعدية الفعل بحرف الجرّ (في).
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
كثيراً ما نسمعهم يقولون: ما قال كذا وكذا إلَّا وأبْدَعَ فيه كأنْ يقال: ما قال شعراً إلَّا وأبْدَعَ فيه،
وما فَعَلَ كذا وكذا إلَّا وأَحْسَنَ فيه بإقحام حرف (الواو) بعد (إلّا)، وهذا غير صحيح،
والصواب أنْ يقال: ما فَعَلَ فلانٌ شيئاً إلَّا أَحْسَنَ فيه، وما قال فلانٌ شعراً إلَّا أبْدَعَ فيه - بحذف
(الواو) بعد (إلَّا)؛ لأنها حَشْوٌ لا فائدة منه، وزيادة لا مُسَوِّغَ لها. فحذف (الواو) يَسْمُو بالعبارة،
ويزيدها وضوحاً وجمالاً، ويعانق الصواب.
إذنْ، قُلْ: ما قال شعراً إلَّا أَبْدَعَ فيه،
ولا تقل: ما قالَ شعراً إلَّا وأبْدَعَ فيه فالصواب: حذف (الواو) بعد كلمة (إلَّا).
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
نسمع بعضهم يقول: خذلَ صاحبه خُذْلاناً - بضمّ الخاء - أي ترك عَوْنَه ونُصْرَتَه -[COLOR="rgb(139, 0, 0)"] وهذا الضبط غير صحيح،
والصواب: خَذَلَه خِذْلاناً - بكسر الخاء - مصدر الفعل (خَذَلَ) - كما في المعاجم اللغويَّة - فهكذا نطقت
العرب - جاء في مختار الصحاح: «خَذَلَه يَخْذُلُه بالضمّ - (خِذْلاناً) بكسر الخاء - تَرَكَ عَوْنَه ونُصْرَتَه»
وفي المصباح: «خَذَلْتُه وخَذَلْتُ عنه - والاسم: الخِذْلان - (بكسر الخاء) إذا تركْتَ نُصْرَتَه، وإعانته
وتَأَخَّرت عنه». وفي الوسيط أنَّه يقال: خَذَلْتُه خَذْلاً وخِذْلاناً - أي أنَّ مصدر خَذَلَ له وجهان: خَذْل، وخِذْلان - بكسر الخاء - ومعروف أنَّ بعض الأفعال في اللغة العربيَّة قد يكون لها مصدر أو مصدران أو أكثر - كما في المظانّ اللغويَّة ومثال ذلك: نَقَصَ نَقْصاً ونُقْصَاناً، ونَقِيْصَةً[/COLOR].
إذَنْ، قُلْ: خِذْلان - بكسر الخاء، ولا تقل: خُذْلان - بضمِّها.
جُروحُ الأمة لا تتوقف عن النّزف !
نسمع بعضهم يقول: خذلَ صاحبه خُذْلاناً - بضمّ الخاء - أي ترك عَوْنَه ونُصْرَتَه -[COLOR="rgb(139, 0, 0)"] وهذا الضبط غير صحيح،23رمضان1433هـ 11:06 صباحاً ولد السيح ما قالَ شعْراً إلاّ أَبْدَعَ فيه لا ما قال شِعْراً إلَّا وأَبْدَعَ فيه
والصواب: خَذَلَه خِذْلاناً - بكسر الخاء - مصدر الفعل (خَذَلَ) - كما في المعاجم اللغويَّة - فهكذا نطقت
العرب - جاء في مختار الصحاح: «خَذَلَه يَخْذُلُه بالضمّ - (خِذْلاناً) بكسر الخاء - تَرَكَ عَوْنَه ونُصْرَتَه»
وفي المصباح: «خَذَلْتُه وخَذَلْتُ عنه - والاسم: الخِذْلان - (بكسر الخاء) إذا تركْتَ نُصْرَتَه، وإعانته
وتَأَخَّرت عنه». وفي الوسيط أنَّه يقال: خَذَلْتُه خَذْلاً وخِذْلاناً - أي أنَّ مصدر خَذَلَ له وجهان: خَذْل، وخِذْلان - بكسر الخاء - ومعروف أنَّ بعض الأفعال في اللغة العربيَّة قد يكون لها مصدر أو مصدران أو أكثر - كما في المظانّ اللغويَّة ومثال ذلك: نَقَصَ نَقْصاً ونُقْصَاناً، ونَقِيْصَةً[/COLOR].
إذَنْ، قُلْ: خِذْلان - بكسر الخاء، ولا تقل: خُذْلان - بضمِّها.
كثيراً ما نسمعهم يقولون: ما قال كذا وكذا إلَّا وأبْدَعَ فيه كأنْ يقال: ما قال شعراً إلَّا وأبْدَعَ فيه،
وما فَعَلَ كذا وكذا إلَّا وأَحْسَنَ فيه بإقحام حرف (الواو) بعد (إلّا)، وهذا غير صحيح،
والصواب أنْ يقال: ما فَعَلَ فلانٌ شيئاً إلَّا أَحْسَنَ فيه، وما قال فلانٌ شعراً إلَّا أبْدَعَ فيه - بحذف
(الواو) بعد (إلَّا)؛ لأنها حَشْوٌ لا فائدة منه، وزيادة لا مُسَوِّغَ لها. فحذف (الواو) يَسْمُو بالعبارة،
ويزيدها وضوحاً وجمالاً، ويعانق الصواب.
إذنْ، قُلْ: ما قال شعراً إلَّا أَبْدَعَ فيه،
ولا تقل: ما قالَ شعراً إلَّا وأبْدَعَ فيه فالصواب: حذف (الواو) بعد كلمة (إلَّا).
موضوع جميل جدا
شــــــــــــــــــــــــــــــكرا
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله كل خير
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)
قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة
مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح
https://albdranyzxc.blogspot.com/
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)