فيه فتوى بعنوان : كيف نرد على مَن يجيز لبلاد الكفّار محاربة الحجاب ؟؟
في حديث بيننا وبين إحدى الأخوات حول إلزام في بلاد المسلمين وصلنا إلى كيف نرد على من يقول " يلزموننا بالحجاب لأننا على أرضهم فهو بلد مسلم .. فلِمَ ليس لنا الحق بأن نمنع الحجاب على أرضنا فنحن بلد غير مسلم "؟
فكيف نرد عليهم؟
الجواب :
الرّد عليهم مِن وُجوه :
الوجه الأول : أنهم يزعمون أن بلادهم بلاد حُرّية ، وهذه حُرّيّة شخصية ، على حسب أعرافهم ، وإلاّ فإنها حقيقة شرعية .
الوجه الثاني : أن فِعلنا وإلزام نسائهم بعدم التهتّك مُستمَدّ مِن دِين الله ، وهو دِين سماوي ، ورسالته عالمية ، وما يُريدونه إنما هو أفعال وأهواء شخصية ، وأين هذا من ذاك ؟!
الوجه الثالث : أن التعرِّي ظاهر في حياتهم ، وهو خِلاف ما كانت عليه بلادهم قبل ما يُقارب المائة سنة ، فالتمسّك بالحجاب رُجوع إلى الأصل المتّفق عليه بيننا وبينهم .
بل إن الحجاب قد وَرَد في التوراة والإنجيل !!
فهو أصل دِيني بيننا وبينهم !
الحجاب والنِّقَاب كانا مما ذُكِر في الديانات السابقة !
وينقلون عن " بولس " قوله في رسالته إلى أهل كورنثوس ( الإصحاح : 11 : 5-6 ) : " إذ المرأة كانت لا تتغطى فليقص شعرها ، وإن كان قبيحا بالمرأة أن تَقصّ أو تَحلق فلتتغطّ " !
وهم يقولون : " بولس الرسول " .
وفي سفر التكوين (24: 66) : " فأخَذَتِ البرقع وتَغَطَّتْ " !
وقال أحد القساوسة المصريين : " كلام الكتاب المقدس واضح والمرأة التي تكشف شعرها تكون في عدم توافق مع الله " !
ولم يتم إلغاء هذا إلاّ في عام 1970 م ، مِن قِبَل بابا الفاتيكان !
الوجه الرابع : أن الراهبات يلبسن ملابس خاصة ، بل هي ملابس ساترة في كثير من الأحيان ، فلِمَ لا تُمنَع بِحجّة أنها تُخالف قانون البلد ؟!!
وهذا يُبيِّن أن الحرب ليست من أجل قانون ! وإنما هي حرب على الفضيلة ! وكل ما له صِلة وعلاقة بالدِّين الإسلامي ..
فالتَّعرِّي حُريّة شخصية ! وكل رذيلة مسموح بها !
بينما الحجاب ليس حُريّة شخصية ، والفضيلة ممنوعة !
الوجه الخامس : أن في بعض تلك الدّول عادات وأعراف لا يستطيعون كسرها ، بل قد عجبتُ حين وقفت على بعض مظاهر العادات القَبَلِيَّة في بعض دُول أوربا !!
ففي بعض دُول أوربا توجد فئات تنتمي إلى قبائل ! لها عاداتها وأعرافها ، بل ولهم مدارس خاصة ، كل ذلك لئلا تختلط قبائلهم بعامّة الشعب ، فتضيع عاداتهم وأعرافهم !
وقد وقفتُ على مهرجان أُقيم في دولة أوربية ، فسألت عنه ، فقيل : هذا من أجل جَمْع المال للمدارس الخاصة بأهل المنطقة ، فهم يُقيمون مدارس خاصة بهم ، ولا يسمح كثير منهم بتدريس أبنائهم في مدارس الحكومة !!
وإن تعجب أيضا ففي بعض الدول الغربية توجد أيضا فئات لا تسمح بِثقافات الدولة التي يُقيمون فيها ، فلا يسمحون بإدخال التلفاز إلى بيوتهم ، لئلا تتأثّر ثقافاتهم القَبَلِيَّة !!
وترفض بعض دُول أوربا ( بل من دول المجموعة الأوربية ) دُخول ثقافات دُول مُجاورة لها ! رغم الاشتراك في الدِّيَانة ! بل وحتى مع إزالة الحدود بين تلك الدّول !
فليعتبروا الحجاب أحد تلك الثقافات الكثيرة التي لم تستطع دُول أوربا وأمريكا تغييرها !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
حساب مشكاة الفتاوى في تويتر:
https://twitter.com/al_ftawa
:::::::::::::::::::::
هل يجوز للإنسان أن يسأل عمّا بدا له ؟ أم يدخل ذلك في كثرة السؤال المَنهي عنها ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=98060
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)