السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل مهذب مشرف مشكاة الاستشارات هذه رسالة وصلت من خلال بريد الموقع لاحدى الأخوات تقول فيها :
السلام عليكم
في الحقيقة لم تعد لدي رغبة في العيش مع عائلتي ولا في الدراسة ولا في أي شيء جميل في الحياة .
لاكن بدات أفكر في الزواج أريد ان أعرف هل ما أمر به له علاقة بسن المراهقة حيت عمري هو 17 سنة
ولكم جزيل الشكر
وداعا يا من جعلتِ الحب بديلا عن كل شيء
من المعلوم أن الفراق له وقع فاجع بين المحبين وهو يعكس مشاعر الحزن،ويكرس ألم الفراق هذا إذا كان الغائب حياً تُنتظر عودته فيتجدد نحوه الشوق بحسب طول غيابه ومسافة ابتعاده، ويظل الأمل معلقاً عليه والرجاءُ مرتبطاً به في تعليل للنفس بالآمال المرتجاة لهذه العودة القريبة، والصلة به موصولة على بُعده على أساس عودة منتظرة ورجعة مؤملة كما هو واقعنا في هذه الدنيا..
فكيف إذا كان الفراق أبدياً لا يُنتظر له إياب ولا يُؤمل بعده عودة؟ وذلك كما هو واقع الحال في رحيل مَن ينتهي أجله ولا رجعة له من رحلته الأبدية إلى دنيا الناس..
لاشك أن الفاجعة حينئذٍ ستكون فادحة والحزن أعم وأشمل. لانقطاع الأمل وتلاشي الرجاء في أوبة الراحل وعودة الغائب، وهنا يتعمق الحزن فيهزّ كيان المحزون ولا يخفف لواعج الفراق ويهدّئ من توترات المحزون سوى الدموع التي يسفحها، والرثاء الذي يخفّفها ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
أسأل الله العظيم أن يهدي قلبك ويشرح بالإيمان صدرك ...
عمر الشباب هو عمر المسؤوليّة ، فالشاب والفتاة حين يبلغ سن التكليف فهذا يعني أن الشريعة تجعله على عتبة المسؤوليّة عن تصرفاته وسلوكه .
في هذاالعمر يحب الشاب أن ينفرد عن الاخرين بآرائه وأفكاره واختياراته . .
يحب أن يخرج من الجو ( المسيطر ) في العائلة سيما لو أنه كان يعيش وسط عائلة غير متفاهمة أو عائلة ( سلطوية ) بين افرادها ..
تشعر الفتاة أو الشاب في الرغبة بالخروج من الجو العائلي عندما تغيب الروح العاطفية أو عندما لا يجدون الأمن العاطفي بين أفراد العائلة .
وهنا يستغل الشيطان هذاالحدث في توجيه هذه الرغبة ويجنح بها إلى الإنحراف ...
لذلك النصيحة لك أخيّة ..
أن تجاهدي نفسك على طرد فكرة الخروج من العائلة ..
وأن تجتهدي في ان تكوني قريبة من والديك فهما أكثر منك خبرة في الحياة وأحرص على مصلحة نفسك ..
تعوّدي أن تكوني إيجابيّة داخل البيت ... ساعدي والدتك اهتمي بإخوانك ...
اجلسي مع والدك احكي له يومك ..
استمعي لما يقوله لك ..
الزواج ياأخيّة .. ليس ( نزهة ) !
الزواج مسؤوليّة عظيمة ..
وفيها تحديات وتبعات . .
وتحتاج إلى تأهيل نفسي واجتماعي وفكري وثقافي قبل الارتباط ..
تأكدي دائماً أنه بقدر ما تملكين من المعرفة بقدر ما تمونين أقدر على فهم الحياة ..
لذلك لا تفكري أبداً أن تتركي الدراسة أو أن تتأخري عنها .
بقدر بعدك عن العلم والتعلّم بقدر ما تحكمين على نفسك بأن تكوني غير مهمةّ في مجتمعك !
وبقدر بُعدك عن أهلك ووالديك بقدر ما تزيدين على نفسك من الشعور بالضغط الإجتماعي الذي قد يولّد الانفجار ..
كلما شعرت بمثل هذا الشعور ..
افزعي للاستغفار والصلاة .. وقومي بعمل إيجابي لحظتها مع والدتك أو والدك أو إخوانك .
أسأل الله العظيم أن يكفيك شر نفسك وأن يجعلك من الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله .
التعديل الأخير تم بواسطة مهذب ; 11-19-08 الساعة 10:07 AM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)