جزى الله خيرا من نظمها ومن نقلها
كل الود
اللهم لا تخز والدي يوم يبعثون
الْلَّهُم صَلّي عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْم وَآَل إِبْرَاهِيْم إِنَّك حَمِيْد مَجِيْد
أَسْأَل الْلَّه أَن يَجْعَلَك مِمَّن قَال الْلَّه لَهُم أَدْخِلُوَا الْجَنَّة مِن غَيْر حِسَاب
![]()
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ"[الحديد:16]
بالله قولك هذا سال من عسل
أم قد صببت على أسماعنا العسلا
بوركت ياشيخ ماجد
حشرنا الله وإياكم مع حبيبنا المصطفى بأبي وأمي
هذا نبينا
أيْقنتُ أنَّ رسولَ الله أنقَذَنِي * والفَضْلُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَكْفُولُ
فِي يَومِ قَارِعَةٍ تُرجَى نَوَائِلـُه * آمل شَفَاعَتَهُ والكلُ مَشْغُولُ
شَرَفاً حَبَاهُ الله مَكرُمَةً * دُونَ العَالَمِينَ مَقَامَا فَيهَ تفْضيٍلُ
في داجِيَ الليلِ مَسْرَى البُراقِ بِهِ * ومُدِلجَ الأَقْصَى أولُو العَزْمِ البَهَالِيلُ
يَمشون خَلْفَ رسُولِ الله يَغْبِطُهم * نَهْجٌ عِلِيْهِ كَمَالُ الشَّرعِ مَسْدُولُ
ما زال يقْدُمُهم عِنْدَ الحِجْرِ مُدّكِرَا * خَيْرَ الدُّعَاءِ وجَوْفُ الليلِ تهَلِيلُ
حتَّى أَناخَ بِحْبلِ اللهِ مَرْكَبـُه * مِنْ فَوقِ سَابِعَةٍ أَدنَاها تَذْلِيلُ
يَطوِي السَّماءَ بِلا قَيْدٍ يُكَبّلُه * وَلهَانَ يَدْفَعُهُ للشَّوقِ تَقْبِيلُ
وما سَماءُ بِخيرِ الرُّسًلِ إِذ دَخَلُوا * إلا قَتِيلٌ صَرِيعُ العِشْقِ مَنْحُولُ
لقَد قَامَ مَقَامَا ما يًجَاوِزْه * رُسُلُ الإلهِ وجِبْرَائِيلُ مَعْزُولُ
في غَيْر سَابِقَةٍ لِلخَلقِ كُلِّهمِ * كانَ الشُّهودُ عَيانا مَا فيه تَخْييلُ
سَكَنَ الفُؤَادُ طَرُوبا إِذ تَغَشَّاهُ * سُحُبُ الجَلالِ وفَاتَ الْعَيْنَ تَطْوِيْلُ
فَأمْسَ النَّبيُ بِحُجْبِ اللهِ مُشْتَملاً * وأضْحَى بِقَلْبٍ بِنُورِ اللهِ مَصْقُولُ
وآنسَ القَولَ يَقينا وهو مُنْتعِلٌ * وإنَّ الكَليمَ عَنِ النَّعْلينِ مَسْؤُولُ
وأَدْرَكَ النَّجْوَى بِلذةٍ قَصُرَتْ * عَنْها العُقُولُ فَما لِلحقِّ تَمْثِيلُ
هَذا النَّبيُ فلا تَجْهلْ مَكَانَتــَه * دُوْنَه النَّفْسُ وكُلُّ المَالِ مَبْذُولُ
أَنْعِم بِغِبْطَتِهِ وَالْزَمْ شَرِيْعَتـَهُ * يَنَالَكْ الفَضْلُ والإِنْعَامِ والسُؤْلُ
آدم وعِيْسَى ورُسُلُ اللهِ بَيْنَهُمُ * مِنْهُمْ لِأَحْمَدَ المِيْثَاق مَحْمُولُ
بِبَطْنِ مَكَةَ إذْ صَاحَ هَاتِفُهُم * وُلِدَ الكَرِيمُ صَفِيُ الخَلْقِ مَعْلُولُ
أَشْكَلَ الفَمِّ مَشْمُومَ رَآئِحَةٍ * أَزْهَرَ اللّونِ فِي العَيْنَينِ مَكْحُولُ
رَخْصَ البَنَانِ يَزْدَانُ الحَرِيرُ * به أَنْوَرَ الخَدّينِ زَانَ الوَجْهَ تَسْهِيلُ
يَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلَمٍ إِذَا ابْتَسَمَ * كَأنّهُنّ الدّرُ واليَاقُوتُ واللُؤلُؤ
وقَالَ كُلُّ سَلِيمٍ لا شَكَ جَوْهـَرُه * أَصْلُ الجَمَالِ ومِنْهُ الحُسْنُ مَوصُولُ
لَقَدْ رَأَيْتُ جَمالًا مَا يُبَّينُه * طَرَفُ الحَدِيْثِ ويَقْصُرُ دَونَه الطُّولُ
ومَا تَراهً تَماما إِلا شِبْهَ صُورَتِهِ * بَانَتْ مَلامِحُه وثَوبُ اللّيلِ مَسْدُولُ
فَرْدُ الخَلِيقَةِ قَد كَمُلَتْ جِبِلَّتُهُ * ما عَابَهُ قِصَرٌ ولم ْيـُشْنِهِ الطُّـولُ
صَفْوُ الفُؤَادِ ذُو عَطْفٍ ومَرْحَمَةٍ * بَرُّ السَّرِيرَةِ عَلى التّحْنَانِ مَجْبُولُ
لا تَسْأمِ النَّفْسُ مِن تَطْرِيْبِ مَجْلِسِهِ * ومَا لَها عَن رِيَاضِ الأُنْسِ تَحْوِيلُ
إِذا تَحَدّثَ فَخَرَزاتٌ مُنَضَّدَةٌ * عَلى خُيُوطٍ مِن الدِّيْبَاجِ مَسْتُولُ
ومَا بَيْنَ فَكْرَتِهِ وإعْلامُ فِكْرَتِهِ * حَشْدٌ مِن الأُسْدِ وإِعْظَامٌ وتَبْجِيلُ
إنَّ الرَّسُولَ لَشَرَفٌ يُسْتَعَزُ بِه * مُكَمّلٌ بِفُيُوضِ اللهِ مَشْمُولُ
سَادَتْ بِبَعْثَتِهِ بَيْدَاءُ مُجْدِبَةٌ * دِينُه الحَقُ فَيا حُسَّادُه زُولُوا
زَالَتْ بِمَولِدِهِ شُرُفَاتٌ وأَبْنِيةٌ * نَارٌ مُؤَجَّجَةٌ وإِشْرَاكٌ وتَضْلِيلُ
والطَّيْرُ تَرْمِي بِأَحْجَارٍ مُسْوّمَةٍ * جِيَفُ الأّحَابِشِ فمَصْرُوعٌ ومَقْتُولُ
في ثُلّةٍ مِنْ خِيَارٍ سَالتْ دِمَاؤُهُمُ * بِبَطْنِ مَكّةَ لمَــّا سَادَ تَهْوِيلُ
يَقْضُونَ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ يَقُتـُلُهُمْ * لِلسّبْقِ أَفْئدَةٌ مَا شَابَها مِيَلُ
فَأمْسَتْ بِلادٌ بِحَالٍ لا يُخَوِّفُها * إِلا تَحَلُّلُها عمَّا فيه تَنْزِيلُ
هُمْ أُولوا الفَضْلِ مَا سَادَتْ خُيُولُهُمُ * مَحْضُ الهِدَايةِ في الدُّنيَا قَنَادِيلُ
لمْ تَثْلَمِ الهَيْجَا يَومًا رِمَاحَهُمُ * شُمُّ الأُنُوفِ عَنِ المَغْنَى مَعَازِيلُ
سَادُوا وبَادُوا فَمَا بَادَتْ شَمَآئلُهُمْ * تَفْنَى رَكَآئِبُهُم ومَا تَفْنَى الأَنَآجِيلُ
فَيَا لَهَا مِنْ مِلّةٍ أَحْيَتَ مَنَاقِبَهُمْ * مَاَتَت فَأَوقَدَهَا فِي الغَارِ جِبْرِيْلُ
إقْرَأْ هَدَاكَ الذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ * القُرْآنِ فِيَها مَوَآعِيظٌ وتَفْصِيلُ
إقْرَأْ جَزَاكَ اللهُ عَنْ أُمَمٍ * في العَالمَينَ مَقَامًا يَفُوتُ الحَصْرَ تَنْوِيلُ
أَرجُو وآمُلُ أَنْ تَبْقَى مَوَدَتـُه * وَمَا يَكُونُ لِقَلْبٍ عَنَها تَحْوِيْلُ
حتَّى يَبِيتُ جَبِينِي لا أَسَى * لَكُمُ في دَارِ بَاقِيَةٍ فَوتُها المِيَـلُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طَالِتْ مَقَالَتُهُ * عَزَّهُ الوَصْفُ وقَدْ خَانَهُ القِيْلُ
كُلُّ المَحَامِدِ في مِحْرَابِهِ نَذْرٌ * وأَكْمَلُ الوَصْفِ مِنَ الرَّحْمنِ تَنْزِيلُ
ذكرى المولد
يَا خَيْرَ مَنْ جَادَ الإلهُ لِكَونِهِ * مِنْ نَسْمَةٍ طَابَتْ بِمَجِيْئهَا الْأرجَاءُ
زَانَتْكَ في الخَلْقِ الْجَمِيْلِ مَحَاسِنٌ * أَضْوتَ بِهِنَّ لَيَاليَ قَمْرَاءُ
وَبَلَغْتَ فِي الْخُلُقِ الْعَظِيمِ مَدَارِكَاً * يَعْلُو بَهِنَّ ويَصْعَدُ العُظَمَاءُ
فَإذَا رَحِمْتَ فَأمٌّ قدْ بَدَا * لِفُؤَادِهَا أَوْلَادُهَا الرُّضَعَاءُ
وإذَا حَنَوتَ أُبُوَةٌ تَسَعُ الْوَرَى * وفَعَلْتَ مَا لمْ تَفْعَلِ الآبَاءُ
وإذَا صَحِبْتَ فَصَادِقٌ وَمُصَدَّقٌ * هَذَانِ لِلْصَحْبِ هُمَا الْكُفَلاءُ
وإذا بَدَوتَ النُّصْحَ أو أَسْرَرْتَه * كَسَاكَ مِنْ حُسْنِ الْمَقَالِ رِدَاءٌ
وإذا نَطَقْتَ بِالحَرْفِ الْمُرَادِ نَظَمْتَهُ * وعَلاكَ بِالصَّمْتِ الْجَمِيلِ بَهَاءُ
وإذَا سَعَيْتَ عَلَى الْأَرَامِلِ فَبَيْتُهُمْ * وَعَلَى الْيَتِيْمِ فَأرَضٌ دُوَنهُ وسَمَاءُ
وإذَا صَغَيْتَ إلى الْأَكَابِرِ قَدَرْتَهُم * وإلى الضَّعَافِ غَدَو هُمُ الْكُبَرَاءُ
وِاذَا بَسَطَّتَ مَنَحْتَ بِالْكفَّ النَّدَى * وإذَا قَبَضْتَ تَسِيرُ بِكَفَّكَ الأنْوَاءُ
وَإذَا غَضِبْتَ فَلِلْإلهِ مُنَاصِرًا * لا تَسْتَمِيلُ بِقَلْبِكَ الأَهْوَاءُ
وَإذَا عَفَوْتَ فَعَنْ كَرِيْمِ سَجِيَةٍ * مَصْبُوغَةٍ لا ضِغْنٌ ولَا بَغْضَاءُ
وإذَا اقْتَضَيْتَ الدّيْنَ أو أَقْضَيْتَهُ * فَجَمِيْلُ أَمْرِكَ أَخْذُهُ وَقَضَاءُ
ضَمِنَ الْخَصِيمُ لِعَهْدِهِ حُسْنَ الْوَفَاء * وَلِعَهْدِهِمْ فِي الذَّمَّةِ الْغُرَمَاءُ
لَمْ تَكُنْ فَظّاً ولَا غَلِيظَاً قَلْبُهُ * لَتَفَرَّقَتْ مِنْ حَولِكَ الْجُلَسَاءُ
صَبْرٌ جَمِيْلٌ وَكّذاكَ هَجْرٌ مِثْلُهُ * أنَّى لَهُ فِي العَالَمِينَ كِفَاءُ
أخٌ كَرِيمٌ ومِنْ كَرِائمِ أَهْلِنَا * قُلتَ اذْهَبُوا بَلْ أنَتُمُ الطُّلَقَاءُ
يَا مِنْ بِهِ الْأخْلاقُ تَمّتَ وَاسْتَوَى * رُكْنٌ رَكِينٌ سَامِقٌ وبِنَاءُ
نِعْمَ الْيَتِيمُ غَدَتَ مَعَالِمُ يُتْمِهِ * شَرَفاً لِدِينٍ شَادَهُ الضُّعَفَاءُ
صَنَعَتْكَ عَلَى عَيْنِ الإلهِ عِنَايَةٌ * ومحبةٌ لا يُرْتَجَى بِقَبِيلِهَا شُفَعَاءُ
يَوْمٌ يَحُورُ عَلَى الْبَقِيَّةِ فَخْرُهُ * مِيْلادُهُ إرْسَالُهُ وبُكَاءُ
ويَتِيْهُ زَهْواً عَلَى الشُّهُورِ رَبِيْعُهُ * وَزَمَانُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضَّاءُ
طَرِبَ الوُجُودُ لَمَّا قِيْلَ مُحَمَّدٌ * بُشْرَاكُمُ بَأوَانِهِ بُشْرَاءُ
أَنْتَ الذَّي ضَمِنَ الْغَزَالِ مَجِيْئَهُ * وفَرَقَتْ تَشْتَكِي لِصَغِيرِهَا الْوَرْقَاءُ
وإلَيْهِ حَنَّ الْجِذْعُ لمَّا أنْ بَدَا * لِلْمِنْبَرِ الطَّرْفَاءِ صَارَ رُقَاهُ
والنُّوقُ تَذْرُفُ دَمْعَةً مِنْ لَوْعَةٍ * ثِقْلاً تَنُوءُ بِحِمْلِهِ الْكَوْمَاءُ
أبْدآ إلَيْكَ الغُصْنُ حُسْنَ إجَابَةٍ * وَتَسَابَقَتْ لِأكِنَّةٍ دَهْمَاءُ
وَعَلَيْكَ كَمْ صَلَّى الجَمَادُ وَسَبَّحَتْ * بِأكُفِّكَ الحَصْبَاءُ
وتَحُولُ كَفُّكَ الصُّخُورَ مَهِيْلَةً * حَتَّى تَغُوصَ لِوَزْنِهَا الحِرْبَاءُ
والشَّمْسُ فَوقَ الكُلِّ بَادٍ عَيْنُهَا * وعَلَيْكَ مِنَهَا مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ
وإذَا رَمَقْتَ بِطَرْفَةٍ كَبِدَ السَّمَاءِ* سَالَتْ بِهِ مِنْ وَقْتِهَا الجَرْدَاءُ
وبِئرُ الأقْدَمِيْنَ دَارِسَةُ الطَّوَى * لِلظَّامِئينَ نَدِيَّةٌ رَوَّاءُ
خَطَفْتَ أبْصَارَ الرَّاصِدِينَ فَمَا لَهُمْ * فِي الدَّارِ ثُمَّ الغَارِ قَطُّ رَجَاءُ
وأبْصَرَتْ عَيْنُ تَسِيْلُ دِمَاؤُهَا * وأعْيُناً جَهِدَتْ مِن لَيْلِهَا الرَّمْدَاءُ
الْمُرْسَلُونَ أَجْنَادٌ صُفَّتْ لَكَ * وجَمَعَ القُلُوبَ مِنْ التَّابِعِيْنَ صَفَاءُ
مَا تَأَخَّرَ عَنْ يَمِيْنِكَ وَاحِدٌ * وجُمُوعُهُمْ بِشَمَالِكَ سُعَدَاءُ
واسْتَقْبَلَ الْمَلأ الكِرَامُ فِي عَلْيَآئِهِمْ * إنْسَانَ عَيْنِكَ ذِكْرُهُمْ إطْرَاءُ
يَا مَنْ لهُ حُجُبُ الإلهِ كَوَاشِفٌ * وسِدْرَةٌ مَا جَازَهَا العُرَفَاءُ
حَفِيَ الإلهُ بِشَخْصِكُمْ دُونَ الْمَلأ * فِي الْلّيْلَةِ الْغَرَاءِ كَانَ نِدَاءُ
أقْدُمْ إلَينَا يَا حَبِيْباً عِنْدَنَا * ولْتَرْتَقِبْ مَا لمْ تَنَلْ سَيْنَاءُ
والْبَسْ نِعَالكَ مَا يَسُؤُكَ أمْرُهَا * ولَتَقْتَفِي بِنَعَالِكَ الْجَوْزَاءُ
مَا زَاغَ بَصَرُكَ فِي الْمُقَامِ وإنَّهُ * بِالنَّفْيِ للْطُغْيَانِ جَاءَ ثَنَاءُ
وبِخَمْسَةٍ فَرْضَاً وعَشْرٍ مِثْلِهَا * نَالَ الثَّوَابِ بِمِنَّةٍ اُجَرَاءُ
يَا ربُّ فَرْدَاً في قَبِيْلَةِ أَحْمَدٍ * إنَّ الْكَلِيمَ بِهَاَ فِي العُلَى? رَجَّاءُ
سُبَحَانَ مَنْ دُكَّ الأشَمُّ لِنُورِهِ * وَبِنُورِهِ الْمُخْتَارَ عَمَّ سَنَاءُ
لَكَ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى التَّي * لا يُرْتَجَى لِمَقَامِهَا الشُّفَعَاءُ
الرُّسُلُ تَأبَى والْمَلائِكُ خُوَّفٌ * الْجِنُّ صَمْتٌ والجَمِيْعُ هَبَاءُ
تَأبَى الجِنَانُ أَنْ يُفتّحَ قُفْلُها * وبِخُطَاكُمُ تَتَوثَّبُ الدُّخَلاءُ
بِكَ الرَّحَمَنُ بَشَّرَ مُرْسَلِيْهِ * أباكُمُ وبَنُونَهُ مَا حَمِلَتِ الْعَذْرَاءُ
لو لَمْ تَكُنْ خَتمًا لأضْحَتْ كُلُّهَا * دُنْياً يَعِيْثُ بِدَارِهَا السُّفَهَاءُ
والشَّركُ يَنْشُرُ ظلمةً فِي ظلمةٍ * والإِنْسُ والْجِنُّ الْجَمِيْعُ خَوَاءُ
طُمِسَتَ دُرُوسُ المُرْسَلِيْنَ وبُدّلَتْ * وعَلَتْ قُلُوبَ التَّابِعِيْنَ صَدَآءُ
الرَّومُ والْفُرسُ الْأَقْرَبُونَ وغَيْرُهُم * أغْوَتْ بِضَعَفَتِهِمْ شَرِيْعَةٌ ظَلْمَاءُ
فَأضْحَتْ بِهَدْيِكُمْ أَكْرَمَ مِلّةٍ * وَسِطَيَّةٍ خَيْرِيَةٍ أفْرَادُهَا حُنَفَاءُ
دِيْنٌ حَفِظَ الإِلهُ نُصُوصَهُ * وتَكَفّلَ إنَّا لهُ لِأًصُولِهِ رُقَبَاءُ
وغَدْتِ الْمَعَالِيَ في الكَرَامَةِ بِالتُّقَى * تَعْلُوا بِهَا لِلْقِمّةِ السَّوْدَاءُ
وتَرَى الْجَمِيعَ فِي الحُقُوقِ كَأنَّهُمْ * أَسْنَانُ مِشْطٍ كلُّهمْ أَسْوَاءُ
مَا يَبْخَلُونَ بِنِعْمَةٍ حَلّتْ بِهِم * فَغَنِيُّهُم وفَقِيْرُهُم فِي أَصْلِهَا شُرَكَاءُ
شَرِبُوا كُؤُوْسَ الزُّهْدِ مَرِيْئةً وتَضَلَّعُوا * فَمَا لهُمْ بحَسِيَّةٍ إرْوَاءُ
لا يَصْدُرُونَ عَنْ خَيْرَةٍ تَبْدُو لَهُمْ * لَكِنَّهُمْ لِكَلامِكُمْ حُذّاءُ
أَنْعِمْ بِصَحَابَةٍ بِتَّ دَلِيْلَهُم * وَأَمِيْرَهُم وَلِعَيْنِهِم زَرْقَاءُ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا خَلْقٌ بَدَا * وَقَضَى عَلَى أثَرِ الْجَمِيْعِ فَنَاءُ
مَا دَامَ وَجْهُ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤهُ * يَبْقَى وتَفْنَى دَونَهُ الْأشْيَاءُ
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)