استمعت ممرضة للعديد من المرضى الذين كانوا على فراش الموت والفت كتابا في ذلك، ووجدت ان ما ندموا عليه قبل رحيلهم خمسة اشياء: فهم لم يندموا على ضياع المال او سقوط عيال او تفويت فرصة عمل، بل كانت كالتالي:
1. الندم على التفكير والقلق في راي الناس فيهم.
2. الندم على عدم التعبير عن مشاعرهم خوفا من اغضاب الاخرين، فهذا يجعلنا نسكت ولا نعبر عن افكارنا وقد يؤثر سلبيا على صحة الانسان ويسبب له الامراض.
3. ندموا على عدم ادراكهم ان السعادة قرار بايديهم فاجلوا سعادتهم في انتظار شئ ما ان يحدث. فقرار السعادة بايدينا ان اردنا ذلك.
4. ندموا على تضييع عمرهم للهث خلف لقمة العيش، فهم بذلك قد فوتوا فرصا كثيرة. فقد فوتوا فرصة مرافقة والديهم في لحظات عمرهم الاخيرة، او المشاركة في اللحظات الجميلة في حياة ابنائهم.
5. ندموا على عدم امتلاك الشجاعة لملاحقة الاحداث وخوض المغامرات فقد انسلت ساعات عمرهم من بين ايديهم واحلامهم بقيت احلامهم.
وهنا لا بد لنا من وقفة لان ما يشغل معظم اوقاتنا لا يستحق ان نضيع اعمارنا من اجله فمبتغانا اولا وقبل كل شئ رضى رب العالمين والعمل بسنة الهادي الامين فهو صلى الله عليه وسلم قد ترك دين اباءه واجداده وعاش موحدا وحمل رسالة عظمى وخط سيرته الكريمة لهداية البشرية لما فيه خيرهم وصلاحهم في دنياهم واخراهم. فحري بنا ان نستن بسته ونقتدي بهديه لنحيا حياة السعداء.
بارك الله فيكم
وداعا يا من جعلتِ الحب بديلا عن كل شيء
من المعلوم أن الفراق له وقع فاجع بين المحبين وهو يعكس مشاعر الحزن،ويكرس ألم الفراق هذا إذا كان الغائب حياً تُنتظر عودته فيتجدد نحوه الشوق بحسب طول غيابه ومسافة ابتعاده، ويظل الأمل معلقاً عليه والرجاءُ مرتبطاً به في تعليل للنفس بالآمال المرتجاة لهذه العودة القريبة، والصلة به موصولة على بُعده على أساس عودة منتظرة ورجعة مؤملة كما هو واقعنا في هذه الدنيا..
فكيف إذا كان الفراق أبدياً لا يُنتظر له إياب ولا يُؤمل بعده عودة؟ وذلك كما هو واقع الحال في رحيل مَن ينتهي أجله ولا رجعة له من رحلته الأبدية إلى دنيا الناس..
لاشك أن الفاجعة حينئذٍ ستكون فادحة والحزن أعم وأشمل. لانقطاع الأمل وتلاشي الرجاء في أوبة الراحل وعودة الغائب، وهنا يتعمق الحزن فيهزّ كيان المحزون ولا يخفف لواعج الفراق ويهدّئ من توترات المحزون سوى الدموع التي يسفحها، والرثاء الذي يخفّفها ...
صدقت اختي..
بارك الله فيك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)