هذه زاوية للتعبير عن بعض ما تجود به الأمهات من خواطر وملاحظات ومعاناة ومشاعر وامنيات قد تحمل بين ثناياها تاوهات وجروح وقد تنزف احيانا في صمت لعجزها عن البوح عما مر بها من احداث او مواقف او عما تسمع من جحود من فلذات اكبادها، ولولا تعلق القلوب بالله والامل برحمته سبحانه لأصبحن نزيلات لبعض المستشفيات الصحية اوالنفسية او قد يودعن التراب قبل أوانهن.
لله درك ايتها الأم على قدرتك على الصبر والتحمل. تبذلين كل شئ في سبيل أبناءك، صحتك ووقتك وجهدك، وترفعين اللقمة من فمك لتضعينها في افواههم، وعندما يكبرون لا تجدين منهم الا اللوم على كل شئ او حتى قد يحاسبونك على طريقة تربيتهم وانت لم تقصري في حقهم شيئا او قد تكوني اجتهدت بطريقة مختلفة تحتسبين بها وجه الله لتصلي بهم الى بر الامان.
وكيف للانسان ان يرضى وقد تنوعت الآراء والشخصيات والخيارات.فما يجده بعض الناس مناسبا وصحيحا قد يراه آخرون غير ذلك. وتداخلت الامور، ولكن هناك الكثير من الخطوط العريضة التي لا ينبغي تجاوزها منها مبادئ الشريعة والدين. والمصيبة ان ينشأ هذا الابن على رفض هذه المبادئ وكل ما يمت للدين بصلة وكأنه يريد أن ينفض عن نفسه غبار الماضي وينسلخ عن أجداده لينغمس في دنياه بكل ما أوتي من عزم حتى لو كان ذلك على حساب من اوجدوه فيها وتعبوا وسهروا حتى وقف على قدميه وأصبح شيئا ما. دعني أقول شيئا لا كيانا لان كثير من شبابنا الآن يعيشون في فراغ. يوهمونك انهم (كيانات) لكنهم كالبالونات الزاهية التي لا تحوي الا الفراغ..
لو تاملنا مليا هذه الصورة المشوهة لبعض شباب اليوم وبحثنا في اسبابها لوجدنا ان للعولمة دورا كبيرا في ذلك، فالانفتاح الكبير الذي نشهده في قنوات الاتصال والتواصل قد يسهم بشكل كبير في الغسيل الفكري للشباب فتختلط عليهم الامور وينبهرون بحياة الغرب وقد يبحثون عن قدوة تستهويهم وتستهوي اهواءهم ، فيبداون بالتالي بالتململ من نصائح والديهم وتوجيهاتهم. كما ان انشغالهم بوسائل التواصل الاجتماعي وما تفه من الامور يستغرق وقتهم وايامهم ويشغلهم عن الاستفادة من اوقاتهم وتغذية افكارهم تغذية سليمة. كما ان حياة البذخ والترف التي تصورها وسائل الاتصال المرئية تشعرهم بعدم القناعة بما يملكون والظروف التي يعيشونها فيبداون بالتمرد عليها، وذلك لان صدورهم خاوية من المعاني الايمانية السامية ولم تعزز لديهم مشاعر الرضى والقناعة وابتغاء الاجر والثواب من الله والامل بما عنده. عدا عن اسباب اخرى قد يكون لها دور في هذه التربية الجوفاء مثل الفشل في توفير بيئة سليمة لتربية الطفل والصحبة السيئة والظروف الاجتماعية التي يعيشها الطفل والبطالة والفراغ.
واترك المجال هنا لمن يحب طرح المزيد من الحلول ونقاش بعض النقاط التي يمكن ان تسهم في التغلب على هذه الظاهرة، وانا اوكد انها ظاهرة لانه والحمد لله فان هناك الكثير من الشباب الملتزم الذي وعى الحياة جيدا كما وعى دوره فيها وبالتالي يدركون حق والديهم وفضلهم عليهم ويحرصون على برهم.
التعديل الأخير تم بواسطة قوت القلوب ; 08-30-19 الساعة 7:05 AM
انت يا من تملكين جنة تحت القدم
كل الفاظ لساني كل شكر قد رنم
اجمعوا كل المعاني من عراب او عجم
لا توافي شكرهن لا تجاوز العدم
اسال الله ان لا يحرم كل ام بر ابناءها والدعاء لها
وان يجعل ابناءها قرة عين لها
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)