تأملات
************************************************** ***
..................
الشمس تميل وتجنح إلى المغيب وقرصها العجيب يكافح من أجل البقاء ..
لانت ورقّت بعد اللهيب .. بدأت رقيقة حنونة تنشر النور والضياء ثم ازداد وهجها واشتد حرها والتهب سعيرها . ثم هدأت وبردت
وصارت هالة دامية كأنها بصمة من دماء على صفحة الأفق فى السماء . سرعان ماولّت وتلاشت لتمحو آية الضوء والنهار المتشبث بالبقاء .
وسرعان ما انضوت واختفت لترقد كالوحش المتعب لينام ..
يأتى الليل بحلكته ويلفّ الكون بظلمته .. يسدل ستائره وتتكاثر نجومه ببصيص ضوئها ويتلألأ القمر بسناه وضياه ويعلو ويزدهى وينفض أضواءه
يملأ النفوس والقلوب رضاً ولذة ورقة وجمالاً يترجمه الشعراء شعراً ونثرا والعاشقون نشوة ووجْداً والعابدون قنوتاً وصلاة ودعاء ..
نامت العيون وخيّم السكون إلا من نشوة العابدين وأذيال المتهجدين ودموع التائبين ودعاء المستغفرين وحنين المشتاقين ووجد المحبين وولَه العاشقين ..
نعيم يتنقل وأحوال تتبدل .. أقوال وأعمال تذهب مؤنتها ويبقى أجرها وثوابها ولذات وشهوات تفنى وتذهب لذتها وتبقى تبِعتها .
إمام جائر ومجتهد جاهل وفساد فى السايس والمسوس . ذنوب ومعاصى وأوزار وتواكل على عفو الله ورحمته ونسيان وتناسى لغضب الله وجبروته وسطوته ..
نفوس لوامة خائفة متوجسة من المعاصى وقلة الأعمال الصالحة . ونفوس شريرة قرينها الشيطان ..
شروق وغروب وبرق ورعد ومطر وغيوم وسحاب .. رياح تأتى بنسمات هادئة وأخرى تأتى بأعاصير وعواصف تعصف وتقصف ثم تلهث وتصمت وترقد فى سبات عميق ..
بهاء وجمال ورقة وصفاء ونضارة وذبول .. حياة تهبط من البطون وأخرى تغيب فى القبور ..
وزرع يقوى عوده ويتصلب ساقه ثم يصفر وييبس ويفنى بالحصاد .. حياة مفعمة بالزهور وبالفرح والسرور وحياة صامتة غائبة احتجب بدرها
وغام سماؤها يقظتها قلق ورقادها أرق ونومها لماماً متقطعاً وسهادها موحش وأمنها خوف وضياؤها ظلام .
أشباح وذكريات وسكون يدوى كطنين الحشرات ..
أين المنعة . أين العظمة . أين المجد . أين المال . أين الفراعنة . أين الطغاة . أين الحياة . أين الناس . كلٌ إلى فناء .
........................................
************************************************** ***
سعيد شويل
جزاكم الله خيرا
نسال الله حسن الختام
آمين يارب العالمين
وشكرا لكم الأخت الفاضلة قوت القلوب على المشاركة
........
جزاكم الله خيرًا
وداعا يا من جعلتِ الحب بديلا عن كل شيء
من المعلوم أن الفراق له وقع فاجع بين المحبين وهو يعكس مشاعر الحزن،ويكرس ألم الفراق هذا إذا كان الغائب حياً تُنتظر عودته فيتجدد نحوه الشوق بحسب طول غيابه ومسافة ابتعاده، ويظل الأمل معلقاً عليه والرجاءُ مرتبطاً به في تعليل للنفس بالآمال المرتجاة لهذه العودة القريبة، والصلة به موصولة على بُعده على أساس عودة منتظرة ورجعة مؤملة كما هو واقعنا في هذه الدنيا..
فكيف إذا كان الفراق أبدياً لا يُنتظر له إياب ولا يُؤمل بعده عودة؟ وذلك كما هو واقع الحال في رحيل مَن ينتهي أجله ولا رجعة له من رحلته الأبدية إلى دنيا الناس..
لاشك أن الفاجعة حينئذٍ ستكون فادحة والحزن أعم وأشمل. لانقطاع الأمل وتلاشي الرجاء في أوبة الراحل وعودة الغائب، وهنا يتعمق الحزن فيهزّ كيان المحزون ولا يخفف لواعج الفراق ويهدّئ من توترات المحزون سوى الدموع التي يسفحها، والرثاء الذي يخفّفها ...
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)