المَقَالةُ الثَّامِنَةُ فِي المَدْخَل :إمَامَةُ أَبي عَبْدِ اللهِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فِي الحَدِيْث ، وعِلَلِه ، وجَرْحِهِ وتَعْدِيْلِه :
( تَتِمَّةُ تَرْجَمَةِ أبِي عَبْدِ اللهِ أحْمَدِ بنِ حَنْبَلٍ )
********
قال أبُو مُحَمَّد ابنُ أَبِِي حَاتِمٍٍ الرَّازِيُّ : أَنا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ قال : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنَ بنَ مَهْدِىِّ يقولُ : كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عِنْدِيْ فقالَ : نَظَرْنَا فِيْمَا يُخَالِفُكُمْ فِيْهِ وَكِيْعٌ – أَوْ فِيْمَا يُخَالِفُ وَكِيْعٌ النَّاسَ - فَاذِا هِيَ نَيِّفٌ وسِتُّوْنَ حَرْفَاً .
قال أَبُو مُحَمَّدَ : هَذِهِ رِوَايَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبِلٍ كَلامَهُ .
قال أبُو مُحَمَّد ابنُ أبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : نا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيِّ أَنَّهُ رَأى أَحْمَدَ بنَ حَنْبِلٍ أَقْبَلَ إليْهِ - أَوْ قَامَ مَنْ عِنْدِهِ - فقالَ : هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيْثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ .
وقالَ : سَمِعْتُ هَارُوْنَ بنَ إسْحَاقَ الهَمْدَانِيَّ - وذُكِرَ لَهُ خَطَأٌ فِي إسْنَادِ حَدِيْثٍ - فقالَ : هَذَا كَلامٌ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وعَلِيِّ ابنِ المَدِيْنِيِّ .
وقالَ – فِي تَرْجَمَةِ ابنِ المَدِيْنِيِّ فِي التَّقْدُمَةِ - : سَمِعْتُ هَارُوْنَ بنَ إسْحَاقَ الهَمْدَانِيَّ يقولُ : الكَلامُ فِي صِحَّةِ الحَدِيْثِ وسَقِيْمِهِ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وعَلِيِّ ابنِ المَدِيْنِيِّ .
وقالَ أبُو مُحَمَّد عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ : كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بَارِعَ الفَهْمِ لِمَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ بِصَحِيْحِهِ وسَقِيْمِهِ ، وتَعَلَّمَ الشَّافِعِيُّ أَشْيِاءَ مِنْ مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ مِنْهُ .
وكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُوْلُ لأَحْمَدَ : حَدِيْثُ كَذَا وكَذَا ، قَوِىُّ الإسْنَادِ ، مَحْفُوْظٌ ؟ فَإذَا قَالَ أَحْمَدُ : نَعَمْ ، جَعَلَهُ أَصْلاً وبَنَى عَلَيْهِ .
وقال ابنُ المَدِيْنِيِّ : لَيْسَ فِي أَصْحَابِنَا أَحْفَظُ مِنْهُ .
قال محمدُ بنُ عثمانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ سمعتُ عليَّاً يقولُ : كنتُ إذا قدمتُ إلى بغدادَ منذُ أَرْبعينَ سنةً كانَ الذي يُذاكرني أحمدُ بنُ حَنْبَل ، فَرُبَّمَا اخْتَلَفْنَا في الشيءِ فنسألُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فيقومُ فَيُخْرِجُهُ ، مَا كانَ أَعْرَفَهُ بموضعِ حدِيْثِه .
وقال مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ : كَانَ أَحْمَدُ صَاحِبَ فِقْهٍ ، وصَاحِبَ حِفْظٍ ، وصَاحِبَ مَعْرِفَةٍ .
وقال أَبُو عَبدِ الرَّحْمَنِ النَّسائيُّ : جَمَعَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ المَعْرِفَةَ بِالحَدِيْثِ ، والفِقْهِ ، والوَرَعِ ، والزُّهْدِ ، والصَّبْرِ .
إمَامَةُ أَبي عَبْدِ اللهِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فِي فِقْهِ الحَدِيْث :
وقَدْ تَقَدَّمَ بيَانُ شَيْئٍ مِمَّا بَلَغَهُ أبُو عَبدِ اللهِ فِي هَذَا البَابِ ، ومَاسَيَأتِي .. ، ومِمَّا جَاءَ عَنِ الأئِمَّةِ عَنْهُ فِي ذَلكَِ :
قال مُحَمَّدُ بنُ إسْحَاقَ بنِ رَاهَوِيْةَ : سَمِعْتُ أَبِي يقولُ : قال لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ : تَعَالَ حَتَّى أُرِيَكَ رَجُلاً لَمْ تَرَ مِثْلَهُ ، فَذَهَبَ بِي إلى الشَّافِعِيِّ .
قالَ مُحَمَّدُ بنُ إسْحَاقَ : قالَ أَبِي : ومَا رَأى الشَّافِعِيُّ مِثْلَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ .
وقِيْلَ لصَالحِ بنِ محمدٍ : هَلْ كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَحْفَظُ ؟ قال : كَانتْ عِنْدَه مَعْرِفَةٌ ، قِيْلَ لَه : فَعَلِيُّ ابنُ المَدِيْنِيِّ ؟ قال : كَانَ يَحْفَظُ ويَعْرِفُ .
وقال - أَيْضَاً - : أَعْلَمُ مَنْ أَدْرَكْتُ بِالحديثِ وعِلَلِه عَلِيُّ ابنُ المَدِيْنِيِّ ، وأَفْقَهُهُم فِيْه أحمدُ ، وأَمْهَرُهُم بِه الشَّاذَكُوْنِيُّ .
وقال الإسماعيليُّ : سُئِلَ الفرهيانيُّ : عَنْ يَحْيَى وأحمدَ وعليٍّ وأَبِي خَيْثَمَةَ ؟ قال : أَمَّا عليٌٍّ فَأَعْلَمُهُمْ بالعِلَلِ ، وأَمَّا يَحْيَى فَأَعْلَمُهُم بالرِّجَالِ ، وأَحْمَدُ بِالفِقْهِ ، وأَبُو خَيْثَمَةَ مِنَ النُّبَلاءِ .
قال أَبُو عُبيدٍ القَاسِمُ بنُ سَلَّام : انْتَهَى العِلْمُ إلى أَرْبَعَةٍ ؛ أَبُو بكرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ أَسْرَدُهُمْ لَه ، وأحمدُ أَفْقَهُهُمْ فِيْه ، وعليُّ بنُ المَدِيْنِيِّ أَعْلَمُهُمْ بِه ، ويَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ أَكْتَبُهُمْ لَه .
وفِي رِوَايَةٍ عَنْه : أَعْلَمُهُمْ بِصَحِيْحِه وسَقِيْمِه ابنُ مَعِيْنٍ .
وقال العِجْلِيُّ : ثِقَةٌ ، ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ ، نَزِيْهُ النَّفْسِ ، فَقِيْهٌ فِي الحَدِيْثِ ، مُتَّبِعٌ لِلآثارِ ، صَاحِبُ سُنَّةٍ وخَيْرٍ .
وقال نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ : رَأيْتُ أَحْمَدَ فِي مَسْجِدِ الخِيْفِ سَنَةَ 98 مُسْتَنِدَاً إلى المَنَارَةِ ، فَجَاءَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ فَجَعَلَ يُعَلِّمُهُم الفِقْهَ والحَدِيْثَ ويُفْتِيْ النَّاسَ .
وقال ابنُ مَاكُولا : كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِيْنَ .
وقال الخَلِيْلِيُّ : كَانَ أَفْقَهَ أَقْرَانِهِ وأَوْرَعَهُم ، وأَكَفَّهُم عَنِ الكَلامِ فِي المحُدَثِّيِنَ إلاَّ فِي الاضْطِرَارِ ، وقَدْ كَانَ أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ مِنْ وَقْتِ الامْتِحَانِ فَمَا كَانَ يَرْوِيْ إلاَّ لِبَنِيْهِ فِي بَيْتِهِ .
تَصَانِيْفُ أَبي عَبْدِ اللهِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ :
قال الذَّهبيُّ : مُسْنَدُ أَحْمَدَ كِتَابٌ جَلِيْلٌ مَشْهُوْرٌ ، أَجَازَهُ لِي جَمَاعَةٌ سَمِعُوْهُ عَالِيَاً .
وقَالَ : قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ : كَانَ الإِمَامُ لاَ يَرَى وَضْعَ الكُتُبِ ، وَيَنْهَى عَنْ كِتْبَةِ كَلاَمِهِ وَمَسَائِلِهِ ، وَلَوْ رَأَى ذَلِكَ لَكَانَتْ لَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ ، وَصَنَّفَ ( المُسْنَدَ )؛ وَهُوَ ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ ، وَكَانَ يَقُوْلُ لاِبْنِهِ عَبْدِ اللهِ : احتَفِظْ بِهَذَا (المُسْنَدِ)، فَإِنَّه سَيَكُوْنُ لِلنَّاسِ إِمَاماً، وَ(التَّفْسِيْرَ) وَهُوَ مائَةٌ وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً، وَ( النَّاسِخَ وَالمَنْسُوْخَ ) ، وَ( التَّارِيْخَ )، وَ( حَدِيْثَ شُعْبَةَ )، وَ( المُقَدَّمَ وَالمُؤَخَّرَ فِي القُرْآنِ )، وَ( جَوَابَاتِ القُرْآنِ )، وَ(المَنَاسِكَ) الكَبِيْرَ ، وَالصَّغِيْرَ، وَأَشْيَاءَ أُخَرَ.
قال الذَّهبِيُّ : وَكِتَابَ ( الإِيْمَانِ ) ، وَكِتَابَ ( الأَشْرِبَةِ ) ، وَرَأَيْتُ لَهُ وَرَقَةً مِنْ كِتَابِ ( الفَرَائِضِ ).
ابْنُ السَّمَّاكِ : حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ قَالَ :
جَمَعَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ ، أَنَا وَصَالِحٌ وَعَبْدُ اللهِ ، وَقَرَأَ عَلَيْنَا ( المُسْنَدَ ) ، مَا سَمِعَهُ غَيْرُنَا.
وَقَالَ : هَذَا الكِتَابُ جَمَعتُهُ وَانتَقَيتُهُ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِ مائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً، فَمَا اختَلَفَ المُسْلِمُوْنَ فِيْهِ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارْجِعُوا إِلَيْهِ ، فَإِنْ وَجَدتُمُوهُ فِيْهِ وَإِلاَّ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ .
قالَ الذَّهَبِيُّ : فِي ( الصَّحِيْحَيْنِ ) أَحَادِيْثُ قَلِيْلَةٌ لَيْسَتْ فِي ( المُسْنَدِ).
لَكِنْ قَدْ يُقَالُ : لاَ تَرِدُ عَلَى قَوْلِهِ ، فَإِنَّ المُسْلِمِيْنَ مَا اخْتَلَفُوا فِيْهَا، ثُمَّ مَا يَلزَمُ مِنْ هَذَا القَوْلِ : أَنَّ مَا وُجِدَ فِيْهِ أَنْ يَكُوْنَ حُجَّةً ، فَفِيْهِ جُمْلَةٌ مِنَ الأَحَادِيْثِ الضَّعِيفَةِ مِمَّا يَسُوغُ نَقلُهَا، وَلاَ يَجِبُ الاحْتِجَاجُ بِهَا، وَفِيْهِ أَحَادِيْثُ مَعْدُوْدَةٌ شِبْهُ مَوْضُوْعَةٍ ، وَلَكِنَّهَا قَطْرَةٌ فِي بَحرٍ .
وَفِي غُضُوْنِ ( المُسْنَدِ) زِيَادَاتٌ جَمَّةٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ .
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ : وَلَهُ - يَعْنِي: أَبَا عَبْدِ اللهِ - مِنَ المُصَنَّفَاتِ : كِتَابُ ( نَفْيِ التَّشبِيهِ ) مُجَلَّدَةٌ ، وَكِتَابُ ( الإِمَامَةِ ) مُجَلَّدَةٌ صَغِيْرَةٌ ، وَكِتَابُ ( الرَّدِّ عَلَى الزَّنَادِقَةِ ) ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ ، وَكِتَابُ ( الزُّهْدِ) مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ ، وَكِتَابُ ( الرِّسَالَةِ فِي الصَّلاَةِ ) . قالَ الذَّهَبِيُّ : هُوَ مَوْضُوْعٌ عَلَى الإِمَامِ .
قَالَ : وَكِتَابُ ( فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ ) مُجَلَّدَةٌ.
وَرَعُ أَبي عَبْدِ اللهِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وزُهْدُهُ وصَلاحُهُ :
قال ابنُ مَعِيْنٍ : مَارَأيتُ خَيْرَاً مِنْ أَحْمَدَ ؛ مَا افْتَخَرَ عَلِيْنَا بِالعَرِبْيَّةِ قَطُّ .
قالَ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ : وحَجَجْتُ خَمْسَ حِجَجٍ مِنْهَا ثَلاثُ حِجَجٍ رَاجِلاً ، أَنْفَقْتُ فِي إحْدَى هَذِهِ الحِجَجِ ثَلاثِيْنَ دِرْهَمَاً .
وقالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أحْمَدَ : كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ ثَلاثَمِائَةِ رَكْعَةٍ .
وقال أَبُو داودَ : كَانَتْ مَجَالِسُ أَحْمَدَ مَجَالِسَ الآخِرَةِ ، لا يُذْكَرُ فِيْهَا شَيءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا. مَا رَأيْتُهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا قَطّ .
وقالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى : قالَ لِي عبدُ الرَّزَّاقِ : كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ إذَا صَلَّى يُذَكِّرُنِي شَمَائِلَ السَّلَفِ .
عَقِيْدَةُ أَبي عَبْدِ اللهِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ :
قال أَبُو حَاِتمٍ : إذَا رأيتَ البَغْدَادِيَّ يحبُ أحمدَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ صاحبُ سُنَّةٍ ، وإذَا رَأَيْتَهُ يبغضُ ابنَ مَعِيْنٍ فَاعْلَم أَنَّه كَذَّابٌ .
وقالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ : مَنْ سَمِعْتُمُوْهُ يَذْكُرُ أَحْمَدَ بِسُوْءٍ فَاتَّهِمُوُه عَلَى الإسْلام .
وقال هِلالُ بنُ العَلاءِ : مَنَّ اللهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ بِأَرْبَعَةٍ فِي زَمَانِهِم : بِالشَّافِعِيِّ ؛ تَفَقَّهَ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وبِأَحْمَدَ ؛ ثَبَتَ فِي المِحْنَةِ ، ولَوْلا ذَلِكَ لَكَفَرَ النَّاسُ ، وبِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ ؛ نَفَى الكَذِبَ عَنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وبِأَبِي عُبَيْدٍ ؛ فَسَّرَ الغَرِيْبَ .
وقالَ ابنُ سَعْدٍ : أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ ، ويُكْنَى أَبَا عَبدِ اللهِ ، وهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ صَدُوْقٌ ، كَثِيْرُ الحَدِيْثِ ، وقَدْ كَانَ أُمْتُحِنَ وضُرِبَ بِالسِّيَاطِ أَمَرَ بِضَرْبِهِ أَبُو إسْحَاقَ أَمِيْرُ المؤمِنِيْنَ عَلَى أَنْ يقولَ القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَأَبَى أَنْ يقولَ ، وقَد كَانَ حُبِسَ قَبْلَ ذَلِكَ فَثَبَتَ عَلَى قَوْلِهِ ، وَلَمْ يُجِبْهُمْ إلى شَيءٍ ، ثُمَّ دُعِيَ لِيَخْرُجَ إلَى الخَلِيْفَةِ المُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ ثُمَّ أُعْطِيَ مَالاً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ ذَلِكَ المَالَ .
وَفَاةُ أَبي عَبْدِ اللهِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ رَحْمَةُ اللهِ تَعَالى عَلَيْه :
قالَ عَبَّاسٌ الدَّوْرِيُّ ، ومُطَيِّنٌ ، والفَضْلُ بنُ زِيَادٍ - وغَيْرُهُم - : مَاتَ يَوْمَ الجُمْعَةِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ 241 .
لَكِنْ قَالَ الفَضْلُ : فِي رَبِيْعٍ الآخِر ، وكَذِلَكَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ .
وقِيْلَ : حُزِرَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ فَكَانُوْا ثَمَانيَ مِائةِ أَلْفِ رَجُلٍ وسِتِّيْنَ أَلْفَ امْرَأةٍ ، وقِيْلَ : أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ .
وقالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أحْمَدَ : كَانَ أَبِي يَقُوْلُ : قُوْلُوْا لأَهْلِ البِدَعِ بَيْنَنَا وبَيْنَكُم الجَنَائِزُ ....
انتهى ، وللهِ الحمدُ والمِنَّةُ .
ويَلِيْه فِي المَقَالَةِ التَّاسِعَةِ : مُهِمَّاتٌ عِنْدَ أهْلِ الحَدِيْثِ فِي عِلْمَيْ الجَرْحِ والتَّعْدِيْلِ وعِلَلِ الحَدِيْث .
وكَتَبَه أبو محمد عبد الوهاب بن عبد العزيز الزيد – الإثنين 6/10/1437 هـ .
موقع . جامع أهل السُّنَّة والحديث
http://hdeth.com/
للإطلاع على المقالات السابقة
المقالة الأولى
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...288#post579288
المَقَالةُ الثَّانِيةُ فِي المَدْخَلِ
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...613#post579613
المَقَالةُ الثَّالِثَةُ فِي المَدْخَل
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=147466&p=580594#post580594
المَقَالةُ الرَّابِعَةُ فِي المَدْخَل :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=147467&p=580609#post580609
المَقَالَةُ الخَامِسَةُ :
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...652#post580652
المَقَالةُ السَّادِسَةُ فِي المَدْخَل
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=147544
المَقَالةُ السَّابِعَةُ فِي المَدْخَل
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...119#post581119
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)