السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كيف حالك يا أستاذي الفاضل الشيخ عبد الرحمن ..
وفقك الله لما هو خير وهداك إلى الأجوبة الصحيحة ..
وألهمك الرشد والصواب .. آمين وإيانا ..
سؤالي هو أن أخي الكبير لا يؤمن بأحاديث السنة ، ويعتقد أن القرآن هو مصدر التشريع الوحيد ..
وأقول له ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) يقول لي نعم ما آتانا الرسول من القرآن وما نهانا عنه من القرآن !
يقول لي أنا لا أثق في الأحاديث التي جائتنا ، فربما تكون كاذبة وموضوعه كلها !
وأقول له أن الصحابة حفظوا أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم ونقلوها لنا ..
فيقول : الأحاديث كُتبت في سنة 100 هـ ، هل تثقين في أن الصحابة عاشوا لذلك الحين ؟
وإن كانو عاشوا .. فمن المؤكد أنه دُلس عليهم وكّذب عليهم ..
وإن كانوا عاشوا وكانت هذه الاحاديث صحيحة ، فكيف نثق فيمن تقاتلوا مع بعضهم وعملوا فتنا وزعوا التوتر والارتباك في الدولة !!! .. ( يقصد فتنة عثمان رضي الله عنه ) وفتنة قتل الحسين ..
وإذا قلت له حديثا عن أبي هريرة ، يقول لي أن أبا هريرة رضي الله عنه قد دس الاسرائيليات في أحاديثه ونقلها لنا على أنها أحاديث نبينا (وحاشا ابي هريرة الصحابي الجليل أن يفعل ذلك ) ..
وكان يتحدث أمامي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ويقول أنه طاغية وباغي ، وربما وصل إلى لعنه( رضي الله عنه ) ( لا حول ولا قوة إلا بالله ..إنني لا أدري من غير له أفكاره هكذا ! ) .
وإذا قلت له حتى ولو كان الصحابة أخطأو فلنكف ألسننا عن ذكر أخطائهم ونبذهم .!.
فيقول لي : ولماذا ؟ ألم ينزل الله آيات تُتلى إلى قيام الساعة في خطأ الرسول صلى الله عليه وسلم مع الاعمى !؟ مع أنه رسول !
وكذلك يتحججون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي موسى الأشعري رضي الله عنه : أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ..
فيقولون لو أن المزامير كانت محرمة ، لماذا يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى الحسن بهذه الآلات المحرمة القبيحة ؟ فلا يجوز تشبيه هذا الحسن بالقبيح .. مثل أنني أكلت طعاما لذيذا عند أحد الأقارب ، فقلت له : هذا الطعام طيب كلحم خنزير ؟ !
ولأنني صغيرة مقارنة بأخي الكبير ولا أستطيع الرد عليه من العلوم والمعارف ولم أقرأ كتبا في هذا الشأن وليست لدي ثقة في علمي .. فقد أردت الاستفادة من علمك يا أستاذي الفاضل ..
وأتمنى أن أرى ردّا شافيا وموضحا ، خصوصا لأني أشعر بالشك كلما تكلمت مع أخي في هذا الشأن وبدأ يشكك في صحابتنا الكرام والتابعين وتابعيهم ..!
ولذلك قررت عدم مجادلة أخي أبدا حتى أطمئن إلى ما في صدري ويذهب عني كل الشك ..
وجزاك الله خيرا ..
على هذا العلم الذي تنشره بين الناس وتبدد الشك به ..
سوف أجوب العالم غدوة ورواحا
وأصاحب فنّي المجهول لمتى صاحا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
ينبغي أن يُعلَم أن الله تكفّل بِحِفْظ دِينه ، ومِن حِفْظ الله لِدِينِه : حِفْظ السنة النبوية .
ومَن آمَن بالقرآن لَزِمَه أن يُؤمِن بالسنة ، وإلاّ لم يَكُن مُسلِمًا ؛ لأنه لا يُمكن لأحدٍ أن يستغني بالقرآن عن السنة ، فلا يُمكن لأحد أن يعبد الله إلاّ بِما جاء في الكتاب والسنة ، إذ ليس في القرآن عدد ركعات الصلوات ، ولا كَم يَطوف بالكعبة مِن شوط ، ولا ذِكر المناسك ، ولا كم نِصاب زكاة مَالِه ، لِمَن وَجبت عليه الزكاة .
وليس في القرآن تفاصيل الحقوق والحدود .
فهذه الأمور تَرُدّ قوله : (ما آتانا الرسول من القرآن) ؛ لأنه ليس في القرآن تفاصيل العبادات كما هو في السنة .
وبإجماع أهل الإسلام أن الصحابة رضي الله عنهم كُلّهم عُدول ثِقات .
ولا يَطعن في الصحابة إلاّ الزنادقة .
وآخر الصحابة مَوْتًا هو أبو الطفيل رضي الله عنه ، وقد توفّي سنة 110 من الهجرة النبوية ، وقيل : قبل ذلك .
وفي صحيح مسلم عن أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي .
وذلك في آخر حياته رضي الله عنه .
ولا يَختلف العلماء أنه عاش إلى سنة مائة من الهجرة .
وممن تأخّرت وفاته : أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري .
قال ابن عبد البر : وتوفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة .
وأما كِتابة الحديث النبوي ؛ فقد كانت معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الذي كان في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فهو التدوين ، وهو جَمْع السُّنن خشية ذهابها واندثارها .
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم خَطَب عام الفتح ، فجاء رجل من أهل اليمن يُقال له : أبو شاه ، فقال : اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اكْتُبُوا لأَبِي شَاهٍ . قال الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ : قُلْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ : مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
كيف نَرُدّ على مَن يَقدح في الصحابة ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=72267
تقول أنها تكره معاوية ويزيد والزبير وطلحة ، وتريد أدلّة تثبِت عدالة الصحابة
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=94533
ما ردّ فضيلتكم على مَن يطعنون في الصحابة بسبب خلافة علي ومعاوية ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=102267
موقع يدّعي أنّ القرآن الكريم المصدر الوحيد للأحكام الشرعية دون السُنّة
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=85554
شبهات وأباطيل حول قصص القرآن الكريم وألفاظه والزعْم أن السُنة ليست مصدر تشريع
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=86926
كيف يُردّ على الروافِض الذي يطعنون في أبي هريرة لأنه لم يصحب الرسول إلا ثلاث سنين ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=116788
شبهات وأباطيل حول قصص القرآن الكريم وألفاظه والزعْم أن السُنة ليست مصدر تشريع
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=86926
موضوع " لست سنيا ولست شيعيا ولا انتمي لأي فرقة من الفرق"
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=67741
ما الرَّدّ على مَن يُشكك في حديث (إني تارك فيكم كتاب الله وسنتي) ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=90203
والله تعالى أعلم .
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)