السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
دائما تستوقفني هذه الآيات شيخنا الكريم
قال الله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) [البقرة:31-33] .
فلم أفهم هذه النقطة عندما علم الله عز وجل آدم الأسماء فذكرها فلو كان سبحانه وتعالى علمها للملائكة فكانوا أيضاً ذكروها
فما وجه الأفضلية لآدم عن الملائكة ؟ إن شاء الله أن أكون أستطعت صياغة سؤالي بالشكل الصحيح
وفقكم الله ونفع بكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لَمّا قال الله للملائكة : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) قالت الملائكة : (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) فقال الله لهم : (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) ، فأراد الله أن يُعلِم الملائكة أنهم لم يعلموا كل شيء ؛ لأنهم قالوا : لِيَخْلُقْ رَبُّنَا مَا شَاءَ ، فَلَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا ، وَإِنْ كَانَ غيرنا أكرم عليه ، فَنَحْنُ أَعْلَمُ مِنْهُ ؛ لأَنَّا خُلِقْنَا قَبْلَهُ وَرَأَيْنَا مَا لَمْ يَرَهُ ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَى فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ بِالْعِلْمِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، وَإِنْ كَانُوا رُسُلا كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ . ( نقله البغوي )
فلَمّا علّم اللهُ آدمَ عليه السلام أسماء كلّ شيء ، قال للملائكة : (أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) .
قال البغوي في تفسيره : فَقالَ أَنْبِئُونِي أَخْبَرُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ ، أي : الموجودات (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فِي أَنِّي لا أخلق خلقا إلاّ كنتم أفضل وأعلم منه ، قالُوا الْمَلائِكَةُ إِقْرَارًا بِالْعَجْزِ :
(قَالُوا سُبْحَانَكَ): تَنْزِيهًا لَكَ ، (لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا) ، معناه: إنك أَجَلُّ مِنْ أَنْ نُحِيطَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِكَ إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا، (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ) بِخَلْقِكَ (الْحَكِيمُ) فِي أَمْرِكَ ...
قالَ اللَّهُ تَعَالَى: (يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) ، أَخْبِرْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ، فَسَمَّى آدَمُ كُلَّ شَيْءٍ بِاسْمِهِ ، وَذَكَرَ الْحِكْمَةَ الَّتِي لأَجْلِهَا خُلِقَ ، (فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) قالَ اللَّهُ تَعَالَى: (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ) يَا مَلائِكَتِي : (إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) مَا كَانَ مِنْهُمَا وَمَا يَكُونُ ، لأَنَّهُ قَدْ قَالَ لَهُمْ: (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) . اهـ .
وبهذا ظَهَر فضل آدم عليه السلام على الملائكة ؛ لأنه عَلِم ما لم تعلمه الملائكة ، مع أنهم خُلِقوا قبله .
والله تعالى أعلم .
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)