السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذ الفاضل مهذب مشرف مشكاة الاستشارات هذه رسالة وصلت من خلال بريد الموقع لأحدى الإخوات تقول فيها :
اعاني من مشكلة الغيرة من احدى الصديقات في العمل بالرغم من انني احبها كثيرا و كثرة الحسابات المستقبلية وعدم راحة البال والفكر الشارد دائما.
اقرا القران وادعو الله ان يشفيني و لكن اجد نفسي غارقة في همومي فهل من حل.
خُلِق الإنْسَان في كَبَد ، في مَشَقَّة ومُكابَدَة في هذه الْحَيَاة الدُّنْيا ، ومِن مَنْظُومَة تِلْك الْمَشَقَّة ما يَمُرّ بِه الإنْسان في هذه الْحَيَاة مِن شِدَّة ولأْوَاء ، يَتَصَرَّف في بعضها ، ويَقِف أمَام بعضِها الآخَر حائرًا متلمِّسا مَن يأخُذ بِيَدِه ، ويُشِير عَلَيْه بِما فِيه الرَّشَد .
فيُضِيف إلى عَقْلِه عُقولاً ، وإلى رأيه آراءً ، وإلى سِنِيِّ عُمرِه سِنِين عَدَدا ، حَنَّكَتْها التَّجارُب وصَقَلَتْها الْحَيَاة ، فازْدَادَتْ تِلْك العُقُول دِرايَة ، فأصْبَحَتْ نَظرتها للأمُور ثاقِبَة ، فَهْي أحَدّ نَظَرا ، وأبْصَر بِمواقِع الْخَلَل ، وأكْثَر تقدِيرا لِعَوَاقِب الأمور ، خاصَّة إذا انْضَاف إلى تِلْك العُقُول تَقوى الله ، فإنَّها حينئذٍ تَتَفَرَّس في الوُجُوه ، وتُمَيِّز الزَّيْف .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال:29] .
وكَانَت العَرَب تُولِي الرأي اهْتِماما ، وتَرْفع له شأنا ، ولِذا خَرَجَتْ هَوازِن بِدُريْد بن الصِّمَّة ، وكان شَيخا كبيرا ليس فيه شيء إلاَّ التَّيَمُّن بِرَأيه ومَعْرِفَتِه بِالْحَرَب ، وكان شَيْخًا مُجَرَّبًا وما ذلك إلاَّ لأهميَّة الرأي والْمَشُورَة عند العرب .
وقد جاء الإسلام بِتَأكِيد هذا الْمَبْدأ ، فَكَان مِن مبادئ الإسْلام : الشُّورَى . فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشَاوِر أصحابه ، وكان يأخذ بِرأيِهم فيما لم يَنْزِل فيه وَحْي .
وكان يَقول : أيها النَّاس أشِيرُوا عليّ .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن ينفعك وينفع بك ، ويرزقك برد اليقين . .
أخيّة . .
الغيرة بين الصديقات . . شيء وارد ( وطبيعي ) . . سيما لو كانوا متميّزات .
التعامل مع غيرة الصديقات يمكن أن يُتعامل معها بـ :
1 - التغافل عنها . وعدم الانشغال بها أو الايغال في تفسيرها .
2 - التأكيد ( ما بين فترة وأخرى ) لصديقة بتقديرك وحبك لها .
3 - استشيريها في بعض أمور عملك . حتى لو كنتِ تعرفين ما تقومين به .. لكن أشعريها بذاتها من خلال استشارتها .
4 - لا تذمّي عندها أحدا .. ولا تمتدحي عندها أحداً .
5 - ايضا لا تذكري عندها انجازاتك ولا ما حصل معك في عملك أو في بيتك .
6 - أكثري لها ولنفسك من الدعاء .
أمّا ( الهموم ) يا أخيّة . .
فليس أحد من الناس ( خالياً ) منها . .
ومن رحمة الله تعالى أنه يؤجر المؤمن ( الممتفائل ) إذا أصابته الهموم . .
" والذي نفسي بيده , لا يصيب المؤمن هم ولا حزن , ولا نصب , حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه " .
إذن ( الهموم ) ليست مشكلة حين نتعامل معها بتفاؤل ..
المشكلة حين نختزن الهموم فقط للغمّ وللندب حظّنا أو لنقلق بدون أن نعمل .
المؤمنة تثق بأن الذي رزقها ورعاها فيما مضى من عمرها من غير حول منها ولا قوّة هو من يرزقها ويرعاها فيما بقي من عمرها . .
من رعاك ( 30 ) سنة !
من رزقك ..
من أعطاك ..
من حفظك !!
إذن هو من يحفظك فيما بقي ...
الانشغال بالتفكير في المستقبل ، والقلق من المستقبل لن يغيّر شيئا من المستقبل .. لكنه سيغيّر فرحة الحاضر !
عيشي واقعك وحاضرك بايجابية . .
والمستقبل بيد الله ..
فالانسان لايدري كم يعيش وإلى متى يعيش !
فلربما هو يفكر في المستقبل وهو لايدري أن عمره ينقضي بعد لحظات !
كلما شعرت بشرود الذهن أو القلق من المستقبل . .
كرري بيقين : يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ( 3 ) !
حدّدي أهدافك بوضوح . .
تناقشي مفيها مع من تحبين وتثقين بمشورته . .
استمتعي بكل إنجاز تقومين به ولو كان بسيطاً . .
أكثري من التبسّم .. ودائما ارسمي على شفتيك ابتسامة سواء كنت بمفردك أو مع الآخرين .
استشيري من تثقين به في بعض أمور حياتك . .
وأكثري من الدعاء . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)