السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذ الفاضل مهذب مشرف مشكاة الاستشارات هذه رسالة وصلت من خلال بريد الموقع لأحدى الإخوات تقول فيها
بارك الله فيك .. .. فأنا فتاه غير اجتماعية ولا أملك خبرة كافيه في التعامل مع الطرف الآخر ليس خجل مني بقدر شعوري بأنه لا توجد لدي مواضيع مهمه للتحدث بها ،، أعرف صديقتي مواصفاتها من مواصفاتي زوجها كثيرا ما يمل منها لأنها لا تتكلم معه كثيرا ويصفها بالممله .. ومن طباعي عندما يتكلمن صديقاتي في بعض المواضيع التي تخصهن أو تخص أحد من اقاربهن اقول في نفسي (ما دخلنا نحن بما تقول ) أصتصغر كلامها بشكل كبير .. بالرغم من ذلك فإنني مؤخرا اشعر بانهن يمتلكن ما لا أملكه وانها هذه هي الطريقة التي يجب ان اتصف بها في حدود المعقول، يجب أن اتحدث واشارك الناس حديثهم، فلذلك أخي الفاضل ارجو نصيحتك لي .. ايضا اتمنى منك ارشادي مالذي يجب ان أفعله او ابتعد عنه لأعيش حياة زوجيه سعيده ..
وارجو دعاءك لي بالتوفيق والسعاده
جزاك الله خير ونفع بك
خُلِق الإنْسَان في كَبَد ، في مَشَقَّة ومُكابَدَة في هذه الْحَيَاة الدُّنْيا ، ومِن مَنْظُومَة تِلْك الْمَشَقَّة ما يَمُرّ بِه الإنْسان في هذه الْحَيَاة مِن شِدَّة ولأْوَاء ، يَتَصَرَّف في بعضها ، ويَقِف أمَام بعضِها الآخَر حائرًا متلمِّسا مَن يأخُذ بِيَدِه ، ويُشِير عَلَيْه بِما فِيه الرَّشَد .
فيُضِيف إلى عَقْلِه عُقولاً ، وإلى رأيه آراءً ، وإلى سِنِيِّ عُمرِه سِنِين عَدَدا ، حَنَّكَتْها التَّجارُب وصَقَلَتْها الْحَيَاة ، فازْدَادَتْ تِلْك العُقُول دِرايَة ، فأصْبَحَتْ نَظرتها للأمُور ثاقِبَة ، فَهْي أحَدّ نَظَرا ، وأبْصَر بِمواقِع الْخَلَل ، وأكْثَر تقدِيرا لِعَوَاقِب الأمور ، خاصَّة إذا انْضَاف إلى تِلْك العُقُول تَقوى الله ، فإنَّها حينئذٍ تَتَفَرَّس في الوُجُوه ، وتُمَيِّز الزَّيْف .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال:29] .
وكَانَت العَرَب تُولِي الرأي اهْتِماما ، وتَرْفع له شأنا ، ولِذا خَرَجَتْ هَوازِن بِدُريْد بن الصِّمَّة ، وكان شَيخا كبيرا ليس فيه شيء إلاَّ التَّيَمُّن بِرَأيه ومَعْرِفَتِه بِالْحَرَب ، وكان شَيْخًا مُجَرَّبًا وما ذلك إلاَّ لأهميَّة الرأي والْمَشُورَة عند العرب .
وقد جاء الإسلام بِتَأكِيد هذا الْمَبْدأ ، فَكَان مِن مبادئ الإسْلام : الشُّورَى . فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشَاوِر أصحابه ، وكان يأخذ بِرأيِهم فيما لم يَنْزِل فيه وَحْي .
وكان يَقول : أيها النَّاس أشِيرُوا عليّ .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)