السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل مهذب مشرف مشكاة الاستشارات هذه رسالة وصلت من خلال بريد الموقع أحد الإخوة يقول فيها :
رأيت فيها أن تكون الزوجة البارة الصالحة. الودود الولود ونحن نشتغل بنفس الشركة نتبادل الاحترام والمودة الصادقة . لم أكلمها في نية الزواج إلا بعض أصدقائي . منتظرا انقضاء مدة توقيف رخصة عملي وإعادة الحيوية والنشاط إلى أرجاء الشركة. صارحتني ذات يوم أن هناك طارق للباب بنية الزواج وأنها تتمنى شخصا آخر.
كتمت فرحي وأشرت أن تختار من يناسبها فأجابت(أنت) إطمئننتها انه كذلك أحاسيسي و نواياي وقلت يكون خيرا أن شاء الله .
أخبرت أهلي فقط للاستعداد للسفر لهدا الأمر بعد أسبوعين قبل المدة جاءت بالاستقالة وعليها علامات البكاء وعدم النوم وأن أهلها وافقوا مبدئيا وحددوا شهر نونبر موعدا للخطبة وتلومني لعدم
تحركي على الأرض و هدا الشخص يعمل بأمريكا وقد أشار عليها بترك الحجاب للظروف هناك وأنها ستخرج للشغل ندا للند كما هو الحال هناك .
انتقلت عدوى السقم والحزن إلي و لاأدري ما العمل , كلمت ولي أمرها وأمها كل على حدا دون جدوى . نريد نحن الاثنين إرشادا في الأمر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خُلِق الإنْسَان في كَبَد ، في مَشَقَّة ومُكابَدَة في هذه الْحَيَاة الدُّنْيا ، ومِن مَنْظُومَة تِلْك الْمَشَقَّة ما يَمُرّ بِه الإنْسان في هذه الْحَيَاة مِن شِدَّة ولأْوَاء ، يَتَصَرَّف في بعضها ، ويَقِف أمَام بعضِها الآخَر حائرًا متلمِّسا مَن يأخُذ بِيَدِه ، ويُشِير عَلَيْه بِما فِيه الرَّشَد .
فيُضِيف إلى عَقْلِه عُقولاً ، وإلى رأيه آراءً ، وإلى سِنِيِّ عُمرِه سِنِين عَدَدا ، حَنَّكَتْها التَّجارُب وصَقَلَتْها الْحَيَاة ، فازْدَادَتْ تِلْك العُقُول دِرايَة ، فأصْبَحَتْ نَظرتها للأمُور ثاقِبَة ، فَهْي أحَدّ نَظَرا ، وأبْصَر بِمواقِع الْخَلَل ، وأكْثَر تقدِيرا لِعَوَاقِب الأمور ، خاصَّة إذا انْضَاف إلى تِلْك العُقُول تَقوى الله ، فإنَّها حينئذٍ تَتَفَرَّس في الوُجُوه ، وتُمَيِّز الزَّيْف .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال:29] .
وكَانَت العَرَب تُولِي الرأي اهْتِماما ، وتَرْفع له شأنا ، ولِذا خَرَجَتْ هَوازِن بِدُريْد بن الصِّمَّة ، وكان شَيخا كبيرا ليس فيه شيء إلاَّ التَّيَمُّن بِرَأيه ومَعْرِفَتِه بِالْحَرَب ، وكان شَيْخًا مُجَرَّبًا وما ذلك إلاَّ لأهميَّة الرأي والْمَشُورَة عند العرب .
وقد جاء الإسلام بِتَأكِيد هذا الْمَبْدأ ، فَكَان مِن مبادئ الإسْلام : الشُّورَى . فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشَاوِر أصحابه ، وكان يأخذ بِرأيِهم فيما لم يَنْزِل فيه وَحْي .
وكان يَقول : أيها النَّاس أشِيرُوا عليّ .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)