عندما تغيب الشمس
منظر غروب الشمس يومياً منظر عادي وجميل قد يستهوي البعض وقد يحزن الآخرين !
تأملت غروب الشمس ذات يوم وتذكرت :
غروب شمس جمال المرأة ، هذا الجمال الذي تتباهى به بعض النساء ، هذا الجمال الذي قد يكون سبباً في امتناعها عن الحجاب مخافة إخفائه !
قلت في نفسي :
هذا الجمال زائل لا محاله مثل هذه الشمس التي ملأت الارض نوراً وها هي الآن أوشكت على المغيب
أقول لهذه المرأة : تأملي العجائز من حولك ، أين الجمال وأين الشباب ؟
أم أنك تظنين أنهم خلقوا هكذا ؟؟؟
لا تنسي أن السعيد من اتعظ بغيره
تذكرت أيضاً غروب شمس المال عن صاحبه عند موته ،
هذا المال الذي اغتر به صاحبه وجمعه ونمّاه دون أن يأبه بحلال أو حرام !
هذا المال الذي احتفظ به ومنعه عن الفقراء والمحتاجين !
ماذا سيفعل بكل هذا المال ساعة غروب شمسه عن هذه الحياة ؟!
وهل سينفعه ماله عندها ؟
تأملت غروب الشمس وتذكرت غروب شمس أولادنا عنا
أولادنا الذين هم اليوم في حجرنا
سيأتي يوم يغادرونا فيه كل الى بيته وزوجه وأولاده
هل اتقينا الله عز وجل فيهم ؟
هل ربيناهم تربية صالحة حتى يكونوا أفراد صالحين في مجتمعاتهم ؟
هل غرزنا تقوى الله في نفوسهم حتى تكون هذه التقوى أساس حياتهم ؟
تأملت غروب الشمس وتذكرت الموت
الموت الذي سيأتي فجأة
عندها سيغيب هذا الإنسان وينقطع عن هذه الدنيا بدون رجعة !
ستغيب شمسه الى الأبد
ولكن سيبقى شيء واحد معه
سيؤنسه في وحشة القبر
أو سيكون سبباً في تعاسته وشقائه والعياذ بالله
سيبقى معه عمله
أيامنا وساعاتنا التي نقضيها في هذه الحياة هي أعمارنا
علينا أن نقضي هذه الأيام وهذه الساعات بالأعمال التي نحب أن تؤنسنا في قبورنا
بالأعمال التي نسعد بفعلها
بالأعمال التي ترضي ربنا عز وجل
وأخيراً أريد أن أسأل :
كيف ستلقى الله عندما تغيب شمسك ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الجمال
المال
الابناء
من فتن الدنيا .
لو توقفنا عندها وتفكرنا مليا لاستطعنا تدارك كثير من المواقف السخيفة التي قد نمر بها
كما استطعنا تجنب عواقب اخرى، ولاحسنا استغلال الوقت كما ينبغي
وهذه اول طريق النجاة
لكن غر الانسان طول الأمل الذي يبعده عن صدق العمل والذي يجعل للتسويف اليه سبيلا
وهذا أمر في غاية الخطورة لان وجود الانسان على هذه الارض محدود ولا يعلم متى يحين اجله الا الله
يقول سبحانه:
*أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ*
* ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ *
* مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ *
والتفكر بايات كتاب الله مليا يدعو الى حسن العمل،
فالدنيا بما فيها لا تعدل عند الله جناح بعوضة
وهذة المقايسة قام بها سفيان الثوري وصاغها في بيت من الشعر كان كثيراً ما يتمثل به :
باعوا جديداً جميلاً باقياً أبداً … بدارسٍ خَلَقٍ يا بئس ما اتجروا
وقال الشاعر:
سهوت وغرني أملـي … وقد قصرت في عملي
ومـنزلة خُلقت لهـا … جعلـتُ لغيرها شغلي
يظل الدهر يطلبـني … ويمـضي بي على عجل
فأيـامي تقـربـني … وتدنـيني من الأجـل
جزاك الله خير الجزاء اختي لانا على هذه الوقفات
وفقنا الله وإياكم، وأيقظ قلوبنا وقلوبكم من الغفلة،
ورزقنا واياكم الاستعداد للنقلة،
من الدار الفانية إلى الدار الباقية
التعديل الأخير تم بواسطة قوت القلوب ; 02-02-12 الساعة 10:26 AM
قوت القلوب
كلمات وإضافات طيبة
بارك الله بكم يا الغلا
[/CENTER]
اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا اليك مسلمين غير خزايا ولا مفتونين
نجمة الصبح
نورت الموضوع بارك الله بكم
جميل ان يتفكر الانسان في غروب الشمس وإشراقها ويربط ذلك بحياته ونهايته والسعيد من اعد العدة واستعد بالأعمال الصالحة للقاء ربه. ولست ارى السعادة جمع مال ....... ولكن التقي هو السعيد. يستهويني منظر الشمس حال إشراقها وغروبها لاتفكر في بديع صنع الله وملكوته العظيم .
بارك الله فيك وأحسن إليك أخوكم / يوسف العجيلي*
احفظ الله يحفظك
جزاكم الله خيراً أخي يوسف
اللهم انا نسألك حسن الختام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)