السلام عليكم ورحمة الله
كنا َندرس في التربية وعلومها بعض الأفكار والأقوال من المدارس الغربية ومن بين المقولات التي تعلمناها مقولة لكونفوشيوس وهو فيلسوف صيني تقول :
خير عادة ألا تعود الطفل عادة
ترى هل هذه العبارة صحيحة أو فيها شيء من الصحة ؟
والعجيب أنني قرأت مؤخرا أن بعض الشيعة ينسبون مثل هذا القول لعلي رضي الله عنه مع الاختلاف أنهم يقولون قال أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب : خير عادة أن لا يكون للمرء عادة
توجيهكم نفع الله بكم للرد على مثل هذا الكلام
هي مقولة صحيحة في جانب ولا تصح في جانب ..
تصحّ في جانب العوائد ( السيئة ) أو ( السلبيّة ) ..
لكن في جانب العوائد ( الايجابيّة ) .. مقولة لا تصح !
التربية بالعادة وسيلة من وسائل صياغة الشخصية والسلوك ...
إذ التربية تكون بـ
- التلقين . ويكون من خلال ( التربية بالقدوة ) و ( التربية بالتعليم ) .
- العمل . ويكون من خلال ( التربية بالعادة ) .
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " مروا ابناؤكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر " .
نجد في هذا النص تأصيلاً لعملية ( التربية بالعادة ) .. إذ الفترة ما بين ( عمر السابعة ) إلى ( العاشرة ) هي فترة لتعويد الطفل أو الإبن على الصلاة ..
لأنه من المقرر أن الإنسان أسير عادته .. وان السلوك إذا وصل طور ( العادة ) فيصبح من الصعب التخلّي عنه أو تركه .
يقول ابن القيم رحمه الله : ( دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة ن فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها ، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة ، فإن لم تدافعها صارت فعلاً ، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها ) أ.هـ
والمقصود من هذا بيان أن السلوك متى ما صار عادة كان من الصعب الانتقال عنه .
ولذلك من سياسة النفس وترويضها : تعويدها على الطاعة والخير والسلوك الإيجابي .
والمسلم يحتسب عادته عبادة فيؤجر عليها ، فيكون هذا مما يحفّزه على عدم الانتقال عن هذا السلوك .
( حتى اللقمة يضعها الرجل في في امرأته يكون له بها أجر ) .
نعم .. لا تعوّد الطفل على أي عادة سيئة .
لكن عوّده على كل عادة حميدة ( إيجابيّة ) .
والإسلام جاء والعرب كانوا على عادات سيئة وعادات حسنة ، فبعث الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق .. تتميم ( تخلية ) وتتميم ( تحلية ) .
عادات أقرّها الإسلام ( وحلاّها ) بأن اخرجها من محيط العادة إلى محيط الاحتساب التي يكون له بها أجر.
وعادات تدرّج الإسلام في ( تخليتها ) من طور ( العادة ) إلى طور ( المتعة ) ثم إلى مرحلة المنع والتحريم كما هو الحاصل في قضية تحريم الخمر .
والمقصود من هذا كله بيان أن سلوك الإنسان إنما هو ( عوائد ) اعتاد عليها الانسان فصار سلوكاً .
جزاكم الله خيرا على التوضيح
وهل صح نسب المقولة لعلي رضي الله عنه ؟
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)