-
بِالصّلاح تُحفظ الذّراري والأرواح
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) قال : حُفِظا بِصلاح أبِيهِمَا ، وما ذُكِر منهما صلاح .
وقال الْحَسَن هذه الآية : حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِحِفْظِ أَبِيهِمَا .
حِفْظ الأهل والوَلد بِصلاح الوالِد
◀️ قال ابن المبرَد الحنبلي عن الصالحين : وأولادهم ومَن بَعدهم مَحفوظون ِبحفظِهم ، وأزواجهم وكُلّ مَن سَمْتُهم كذلك
ثم ذَكَر قول عيسى عليه الصلاة والسلام : طُوبى للمُؤمن ، ثم طُوبى له ، كيف يَحفظ الله عزّ وَجَلّ وَلَده مِن بعده . (رسائل ابن عبد الهادي)
🔹قال القاسمي في تفسير قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا): في الآية إشارة إلى أن تَقْوَى الأصول تَحْفَظ الفُرُوع ، وأن الرجال الصالحين يُحفَظون في ذريّتهم الضِّعاف .
🔸قال محمد بن المنكدر : إن الله يَحفظ بِصلاح العبد ولده وولد ولده ، وعترته وعشيرته وأهل دُويرات حوله ؛ فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم .
🔸وقال سعيد بن المسيب : إني لأُصلّي فأذكر وَلَدي ؛ فأزيد في صلاتي .
قال ابن الأثير : عِتْرَة الرَّجُلِ: أخَصُّ أقَارِبه .
وعِتْرَة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَنْو عَبْد المُطَّلب.
وَقِيلَ: أهلُ بيتِه الأقْرَبُون، وَهُمْ أوْلادُه وعليٌّ وأوْلادُه.
وَقِيلَ: عِتْرَتُه الأقْربُون والأبْعدُون مِنْهُم .
-
الصِّدّيق .. فما خَبَر الصِّدّيق ؟!
شيخ في الثمانين مِن عُمره في هِمّة شاب
رجل عمره 85 عاما يحضر دروسا علمية أقيمت هذا الأسبوع في دولة بروندي
ذكَرني هذا بمواقف للأئمة رحمهم اللّه
🔹سُئل الحَسَن عن الرجل له ثمانون سنة : أيحسُن أن يَطْلُب العِلم ؟ قال : إن كان يَحْسُن به أن يعيش .
🔸وقيل لابن المبارك : إلى متى تَكْتُب العِلْم ؟
قال : لعل الكلمة التي أنْتَفِع بها لم أكتبها بَعْد .
🔸وقال نُعيم بن حماد : سمعت عبد الله بن المبارك رضي الله عنه يقول - وقد عابَه قَوم في كثرة طَلَبه للحديث - فقالوا له : إلى متى تَسْمَع ؟ قال : إلى الممات !
🔸وقال عبد الله بن محمد البغوي : سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول : إنما أطلب العِلم إلى أن أدخل القبر .
🔸وقال محمد بن إسماعيل الصائغ : كنت أصوغ مع أبي ببغداد فَمَرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يَعْدُو ، ونَعلاه في يديه ، فأخذ أبِي بِمَجَامِع ثوبه ، فقال : يا أبا عبد الله ألا تستحي ؟ إلى متى تَعْدُو مع هؤلاء ؟ قال : إلى الموت !
🔹وقال عبد الله بن بِشر الطالقاني : أرجو أن يأتيني أمْر ربّي والمحبرة بين يدي ، ولم يُفارقني العِلم والمحبَرة .
https://a.top4top.net/m_7474h78a1.mp4
-
زين العابدين ينتصر للخلفاء الراشدين ممن وقعوا فيهم ، ويتبرّأ من أهل السب ، ويدعو عليهم
رَوَى محمد بن علي بن الحسين عن أبيه قال : جَلَس إلِيّ قَوم مِن أهل العراق ، فَذَكَرُوا أبا بكر وعمر فَسَبّوهُما ، ثم ابْتَرَكُوا في عثمان ابْتِرَاكا .
فقلت لهم : أخبروني أنتم مِن المهاجرين (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا ًمِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) ؟
قالوا : لا ، لَسْنَا مِنْهم .
قال : فأنتم مِن الذين قال الله عز وجل : (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌَ) ؟
قالوا : لا ، لَسْنَا مِنْهم .
قال : فقلتُ لهم : وأما أنتم فقد تَبَرّأتُم وشَهِدتم وأقْرَرْتُم أن تَكُونُوا مِنهم ، وأنا أشهد أنكم لَسْتُم مِن الفِرقة الثالثة الذين قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) قُومُوا عَنّي لا بَارَك الله فيكم ، ولا قَرَّب دُوركم . أنتُم مُستَهزِئون بالإسلام ، ولَسْتُم مِن أهلِه .
(تاريخ دمشق ، لابن عساكر ، وسير أعلام النبلاء ، للذهبي)
* محمد بن علي هو الباقِر ، وأبوه هو : زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم .
* وفي لسان العرب : وَفِي حَدِيثِ عَلِيّ بن الْحُسَيْن : ابْتَرَكَ الناسُ فِي عُثْمَانَ ، أَيْ : شَتَمُوهُ وتنقَّصُوه يُقَالُ : ابْتَرَكَ الرَّجُلُ فِي عَرْضِ أَخِيهِ : إِذَا اجْتَهَدَ فِي ذَمِّهِ .
-
غَيْرَة آل البيت على عِرْض رِسول الله ﷺ ، وقَتْل مَن طَعَن في عِرْض رسول اللهﷺ
1/ عن أبي جعفر بن الفَضل الطّبَرَي أن محمد بن زيد أخَا الحسن بن زيد قَدِم عليه مِن العراق رجلٌ يَنُوح بين يديه ، فَذَكَر عائشة بِسُوء ، فقام إليه بِعَمود وضَرَب به دِمَاغَه ! فَقَتَله ، فقيل له : هذا مِن شِيعتنا وممن يَتَولاّنا ، فقال : هذا سَمَّى جَدِّي قَرْنَان * ، اسْتَحَقّ عليه القتل . فَقَتَلْتُه . رواه الإمام اللالَكَائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .
* تَصَحّفَتْ في المطبوع إلى " قرتان " .
وفي المغني لابن قدامة : وَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: يَا قَرْنَانُ : إذَا كَانَ لَهُ أَخَوَاتٌ أَوْ بَنَاتٌ فِي الإِسْلامِ ، ضُرِبَ الْحَدَّ . يَعْنِي أَنَّهُ قَاذِفٌ لَهُنَّ . وَقَالَ خَالِدٌ عَنْ أَبِيهِ : " الْقَرْنَانُ " عِنْدَ الْعَامَّةِ : مَنْ لَهُ بَنَاتٌ . وَالْكَشْحَانُ : مَنْ لَهُ أَخَوَاتٌ . يَعْنِي - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - إذَا كَانَ يُدْخِلُ الرِّجَالَ عَلَيْهِنَّ . اهـ .
وفي " تاج العروس " للزَّبِيدي : والقَرْنانُ: الدَّيُّوثُ المُشارَكُ فِي قَرِينتِه لزَوْجتِه ، وإنَّما سُمِّيت الزَّوجةُ قَرِينةً لمُقارَنَةِ الرَّجلِ إيَّاها ؛ وإنَّما سُمِّي القَرْنانُ لأنَّه يَقْرنُ بهَا غيرَهُ .
-
غَيْرَة آل البيت على عِرْض رِسول الله ﷺ ، وقَتْل مَن طَعَن في عِرْض رسول اللهﷺ
2/ قال عُتْبَةُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيّ : كُنْتُ يَوْمًا بِحَضْرَةِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الدَّاعِي بِطَبَرِسْتَانَ ، وَكَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ ، وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَيُوَجِّهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ إِلَى مَدِينَةِ السَّلام تُفَرَّقُ عَلَى صَغَائِرِ وَلَدِ الصَّحَابَةِ ، وَكَانَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ ذَكَرَ عَائِشَةَ بِذِكْرٍ قَبِيحٍ مِنَ الْفَاحِشَةِ ، فَقَالَ : يَا غُلامُ اضْرِبْ عُنُقَهُ ، فَقَالَ لَهُ الْعَلَوِيُّونَ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِنَا !
فَقَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ ، هَذَا رَجُلٌ طَعَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ، فَإِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ خَبِيثَةً فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبِيثٌ . فَهُوَ كَافِرٌ ، فاضْرِبُوا عُنُقَهُ . فَضَرَبُوا عُنُقَهُ وَأَنَا حَاضِرٌ . رواه الإمام اللالَكَائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .
🔹الْحَسَن بن زَيْد الدَّاعِي هو : الحسن بن زَيد بن محمد بن إسْمَاعِيل بن الْحَسَنُ بن زَيْد ن الْحَسَنِ بن عَلِي بن أَبِي طَالِب (تاريخ الإسلام ، وسِيَر أعلام النبلاء ، للذهبي)
ذريّة طيبة بعضها من بعض
-
1 مرفق
منارة في دولة بروندي في أفريقيا.. نبتت عليها الأعشاب لكثرة الأمطار ..
لا تيأسنّ .. فالأعشاب وجدت طريقا ومَسْلكا بين أطباق الرّخام !!
ملف مرفق 11119
-
مَن لم يتغمده الله برحمته ومغفرته ؛ فهو هالك
قال الشيخ السّعدِي في آخر تفسير سورة " المزمّل " :
(وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وفي الأمْر بِالاستغفار بعد الْحَثّ على أفعال الطاعة والخير فائدة كبيرة ؛ وذلك أن العبد ما يَخْلُو مِن التقصير فيما أُمِر به ، إما أن لا يفعله أصلا ، أو يفعله على وَجْه ناقِص ، فأُمِر بِتَرْقِيع ذلك بالاستغفار ، فإن العبد يُذنِب آناء الليل والنهار .
فمتى لم يتغمده الله برحمته ومغفرته ؛ فإنه هالك .
-
إنفاذ أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه لِوَعْد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال محمد بن علي (الباقِر) : سمعت جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قد جاءنا مالُ البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا - وقال بيديه جميعا - فَقُبِض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يجيء مال البحرين .
فقدِم على أبي بكر بَعْدَه ، فأمَرَ مُنَادِيا فنادَى : مَن كانت له على النبي صلى الله عليه وسلم عِدَة أو دَين فليَأتِ .
قال جابر : فقُمْت فقلت : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لَوْ قد جاءنا مالُ البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ، فحَثَى أبو بكر مَرّة ، ثم قال لي : عُدّها ، فعَدَدتها فإذا هي خمسمائة ، فقال : خذ مِثْلَيْها . رواه البخاري ومسلم .
🔸في هذا الحديث حُبّ أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى أمَرَ مُنَادِيًا يُنادِى : مَن كانت له على النبي صلى الله عليه وسلم عِدَة أو دَين فليَأتِ .
🔸وفي هذا الحديث رواية آل البيت عن الصحابة ؛ فمحمد بن علي ، هو الباقر ، وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين ، وهو يَروي كثيرا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما . وروايته في الصحيحين .
ورواية جعفر الصادق عن أبيه الباقِر : في صحيح مسلم .
* والرافضة تَتّهم أهل السنة بأنهم لا يَروون عن أئمة آل البيت ، وهذه دَعْوى باطِلة !
فرِوَاية آل البيت كثيرة عند أبي نُعيم في حِلْية الأولياء ؛ ففي بعض أسانيده :
القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي، عن أبيه، جعفر بن محمد عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي .. رضي الله عنهم .
وهؤلاء كلّهم مِن أئمة آل البيت رضي الله عنهم .
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل لِعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (819) حديثا بالمكرر .
🔹وقد بَلغتْ أحاديث الخلفاء الثلاثة في مسند الإمام أحمد (561) حديثا ، في حين بَلغت أحاديث علي بن أبي طالب (819) حديثا .
فأحاديث عليّ أكثر من أحاديث الخلفاء الثلاثة.
ولِعليّ رضي الله عنه في مسند بَقيّ بن مَخلد (586) حديثا .
ولَه رضي الله عنه في الكُتُب السّتّة (322) حديثا .
واتفق البخاري ومسلم على (20) حديثا ، وانفرد البخاري بـ (9) ومسلم بـ (15) حديثا .
-
أبو بكر يَحلِف أن صِلَته لِقرابات النبي صلى الله عليه وسلم أحبّ إليه مِن صِلَة قراباته . وهذا – والله – هو الإيمان الصادِق .
قال أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه : والذي نفسي بيده لَقَرَابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أن أصِل مِن قَرَابَتي . رواه البخاري ومسلم .
قال الشعبي : لَمَّا مَرِضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذَن ، فقال عليّ : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذَن له ؟ قال : نعم . فأذِنَتْ له ، فَدَخَل عليها يَتَرَضّاها، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلاَّ ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومَرْضاتكم أهل البيت . قال : ثم ترضّاها حتى رَضِيت . رواه البيهقي في الكبرى وفي الاعتقاد .
-
قال أبو برزة رضي الله عنه : قلت : يا نبي الله علّمني شيئا أنتفع به .
قال : اعزل الأذى عن طريق المسلمين . رواه مسلم .
🔸قال ابن حجر : قليل الخير يحصل به كثير الأجر .
-
الإمام الأعظَم ، والرئيس الْمُقَدَّم ..
قال ابن كثير في قوله تبارك وتعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) :
يُمَجِّد تعالى نفسَه ، ويُعَظّم شأنه ، لِقُدْرته على ما لا يَقدِر عليه أحد سِواه ، فلا إله غيره .
(الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) يعني محمدا صلوات الله وسلامه عليه .
(لَيْلاً) أي في جُنح الليل .
(مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) وهو مسجد مكة (إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى) وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء ؛ مَعدِن الأنبياء مِن لَدُن إبراهيم الخليل ؛ ولهذا جُمِعُوا له هنالك كلّهم ، فأمَّهُم في مَحِلّتهم ودَارِهم ؛ فَدَلّ على أنه هو الإمام الأعظم ، والرئيس الْمُقَدَّم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
ﷺ
-
مُتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كُل مَن وافَق الرسول صلى الله عليه وسلم في أمْرٍ خَالَف فيه غيره ؛ فهو مِن الذّين اتّبَعُوه في ذلك ؛ وله نَصِيب مِن قوله : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ، فإن الْمَعِيَّة الإلهية الْمُتَضَمِّنة للنَّصْر هي لِمَا جاء به إلى يوم القيامة ؛ وهذا قد دلّ عليه القرآن ، وقد رأينا من ذلك وجَرّبنا ما يَطُول وَصْفه .
وقال ابن القيم : بِحَسب مُتابعته صلى الله عليه وسلم تكون الهداية والفلاح والنجاة ؛ فالله سبحانه عَلَّق سَعادة الدَّارَين بِمُتَابَعته ، وجَعَل شقاوة الدَّارَين في مُخَالَفته ؛ فَلأتْبَاعِه الْهُدى والأمْن والفَلاح والعِزّة والكفاية والنُّصْرة والوِلاية والتأييد وطِيب العيش في الدنيا والآخرة ، ولِمُخَالِفِيه الذّلةّ والصَّغَار والخوف والضّلال والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة .
-
ذو النّورين رضي الله عنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم زوّج عثمان رضي الله عنه بِنتَين مِن بَناته ؛ فَزوّجه رُقية رضي الله عنها ، فتُوفّيت عنده ، ثم زوّجه أم كلثوم رضي الله عنها .
قال الحافظ ابن حجر : ورَوى خيثمة في " الفضائل " والدّارَقطني في " الأفراد " من حديث علي رضي الله تعالى عنه أنه ذَكَر عثمان ، فقال : ذاك امرؤ يُدْعَى في السّماء : ذا النورين .
🔸قِيل للمُهَلَّب بن أبي صفرة : لِمَ قيل لِعثمان : ذو النورين ؟
قال : لأنه لم نَعلم أحدا أسْبَل سِترًا على ابْنَتَيّ نَبِيّ غيره . اهـ .
فهذه فضيلة ليست لغيره مِن البَشَر .
-
وأنا صغير .. كنت أسمع أخي الأكبر يُردّد بَيْتًا مِن الشعر :
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ *** وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
وما كنت أعرف معناه ، ولا كنت أعرف مَن قائله ؟!
فلمّا كبرت عَرَفت أن البيت للمُتنبّي
وأدْرَكت مَعناه حِسًّا وواقِعا .
🔹قال ابن حبان : اللئيم لا يُؤاخِي إلاّ عن رَغبة أو رَهبة ، والكريم يَودّ الكريم على لَقْيَة واحدة ولو لم يَلتَقِيا بعدها أبدا (روضة العقلاء)
والقاعدة : أن الكَريم يُجِلّ الكِرام .
🔸قال أبو عمرو بن العلاء للأصْمَعيّ : يا عبد الملك ، كُن مِن الكريم على حَذَر إذا أهَنته ، ومِن اللئيم إذا أكْرَمْته ، ومِن العاقل إذا أحْرَجْته ، ومِن الأحْمَق إذا مَازَحْته ، ومِن الفاجِر إذا عاشَرته .
وليس مِن الأدب أن تُجيب مَن لا يَسألك ، أو تَسأل مَن لا يُجِيبك ، أو تُحدِّث مَن لا يُنْصِت لك (الآداب الشرعية)
-
استِحباب السُّؤال والتَّعوّذ والتّفكّر والتدبّر عند قراءة القرآن
في حديث حذيفة رضي الله عنه أنه صَلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقَرأ النبي صلى الله عليه وسلم في رَكعَة واحِدة : سُور البقرة وآل عمران والنساء ، قال : يَقرأ مُتَرَسّلاً ، إذا مَرّ بآية فيها تَسْبِيح سَبَّح ، وإذا مَرّ بِسُؤال سَأل ، وإذا مَرّ بِتَعَوّذ تَعَوّذ . رواه مسلم .
وفي رواية : وما أتى على آية رَحمة إلاّ وَقَف وَسَأل ، وما أتى على آية عذاب إلاّ وَقَف وتَعَوّذ .
وَرَوى عبد الرزاق عن مَعْمَر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أنه كان إذا قرأ : (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) قال : سبحانك اللهم بَلَى . وإذا قرأ : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) قال : سُبحان ربي الأعلى .
قال الإمام البَغَوي : الْمُسْتَحب للقارئ في الصلاة وغير الصلاة إذا قرأ آية رحمة أن يَسْأل ، أو آية عذاب أن يَتَعوّذ ، أو آية تَسْبِيح أن يُسَبِّح .
وقال الإمام النووي : يُسْتَحب للقارئ في الصلاة وخارجها إذا مَرّ بِآية رحمة ، أن يَسأل الرحمة ، أو بآية عذاب أن يَسْتَعيذ منه ، أو بِآية تَسْبيح أن يُسَبِّح .
وإذا قرأ (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) قال : بَلَى ، وأنا على ذلك من الشاهدين ، وإذا قرأ (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) قال : آمَنّا بِالله ، والمأموم يَفْعَل ذلك لِقِرَاءة الإمام على الصحيح .