-
تحريم ضَرب ولَطم الوجه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قاتل أحدكم أخاه ، فلا يلطمن الوَجه . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : إذا ضَرَب أحدكم ...
قال النووي : وأما الضرب في الوَجه ، فمَنهيّ عنه في كل الحيوان المحترم ، مِن الآدمي والحمير والخيل والإبل والبغال والغنم وغيرها ، لكنه في الآدمي أشدّ ، لأنه مَجْمَع المَحاسِن ، مع أنه لطيف ، لأنه يظهر فيه أثر الضرب ، وربما شانَه ، وربما آذى بعض الحواس . وأما الوَسْم في الوَجه فمنهيّ عنه بالإجماع للحديث ولما ذكرناه . اهـ .
-
المسلم لا يَعرِض النصّ على عَقله ؛ لأن النصّ أقوى وأصحّ مِن عَقله ، ولا يتطرّق إليه السؤال : لماذا ، وكيف ؟
قال الإمام الشافعي : ما صَحَّ أَن رَسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَه ، لا يُقال فيه : لِمَ ، ولا : كيف ؟
-
حماية الله لِعبده المؤمن وحياطته
قال الله عزّ وَجَلّ عن نَبِيِّه يوسف عليه الصلاة والسلام : (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لَيَحمِي عبده المؤمن مِن الدنيا ، وهو يُحبّه ، كمَا تَحمُون مَريضكم مِن الطعام والشراب تَخافُونه عليه . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الحاكم والذهبي والألباني والأرنؤوط .
وفي رواية : كما تَحمُون مَرضاكم الطعام والشراب تَخوّفًا له عليه .
-
الأسمَاع والأبصار التي لا يَنتفِع بها أصحابها
في خَبَر أهل الأحقاف : (وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) .
قال ابن كثير : يقول تعالى : ولقد مَكّنّا الأمم السالفة في الدنيا مِن الأموال والأولاد ، وأعطيناهم منها ما لم نُعْطِكم مثله ولا قريبا منه
(وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
أي : وأحاط بهم العذاب والنّكَال الذي كانوا يُكذّبون به ، ويَستَبعِدون وقوعه ، أي : فاحذروا أيها المخاطبون أن تكونوا مثلهم ، فيُصيبكم مثل ما أصابهم مِن العذاب في الدنيا والآخرة .
-
استشارة عُمر لِعلي رضي الله عنهما
شَاوَرَ عُمر بن الخطاب الناس في جَلْد الخمر ، وقال : إن الناس قد شَربوها واجترؤوا عليها . فقال له عليّ : إن السّكران إذا سَكِر هَذى ، وإذا هَذى افترى ، فاجعله حَدّ الفرية . فَجعله عُمر حَدّ الفِريَة ثمانين . رواه عبد الرزاق .
ورَوى الحاكم عن وَبْرة الكَلبي قال : أرْسَلَني خالد بن الوليد إلى عُمر رضي الله عنه ، فأتيته وهو في المسجد معه عثمان بن عفان وعليّ وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير رضي الله عنهم متكئ معه في المسجد ، فقلت : إن خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن الناس قد انْهَمَكُوا في الخمر وتَحَاقَرُوا العقوبة .
فقال عمر : هُم هؤلاء عندك فَسَلْهُم .
فقال عليّ رضي الله عنه : نَراه إذا سَكِر هَذَى ، وإذا هَذَى افْتَرى ، وعَلَى المفَتِري ثمانون .
فقال عمر : أبْلِغ صاحِبك ما قال .
فَجَلَدَ خالدٌ ثمانين ، وجَلَدَ عُمرُ ثمانين .
-
حضور عليّ وأولاده رضي الله عنهم مجالِس الخلفاء قَبْلَه
روى الإمام مسلم في صحيحه من طريق حُضَين بن المنذر قال : شهدت عثمان بن عفان وأُتِيَ بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ، ثم قال : أزيدكم ! فشهد عليه رجلان - أحدهما حُمْران - أنه شَرِب الخمر ، وشَهِد آخر أنه رآه يَتقَيّأ ، فقال عثمان : إنه لم يَتقيّأ حتى شربها .
فقال : يا علي قُم فاجْلِده .
فقال عليّ : قُم يا حَسَن فاجْلِده .
فقال الحسن : وَلِّ حارَّها مَن تَولَّى قارّها !
فكأنه وَجَدَ عليه ، فقال عليّ : يا عبد الله بن جعفر قُم فاجْلِده ، فَجَلَده وعليّ يَعُدّ حتى بلغ أربعين ، فقال : أمسِك ، ثم قال : جَلَدَ النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ، وَجَلَدَ أبو بكر أربعين ، وعُمر ثمانين ، وكلّ سُنَّة ، وهذا أحب إليّ .
💎وفي هذا الحديث : تزكية عليّ رضي اللّه عنه للخلفاء قبله ، واعتبار أفعالهم سُنّة تُتّبَع .
-
الفأل الحسَن حُسن ظن بالله
قال الحَليمي : وإنما كان صلى الله عليه وسلم يُعجبه الفأل ؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق ، والتفاؤل حُسن ظن به . والمؤمن مأمور بِحُسن الظن بالله تعالى على كل حال . (فتح الباري ، لابن حجر)
-
خطورة التّشبّه بالكفار في أعيادهم ومَظاهِرهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس مِنّا مَن تَشَبّه بِغَيرنا . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن تَشَبّه بِقَوم فهو مِنهم . رواه الإمام أحمد وابو داود ، وقوّاه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وصححه الحافظ العراقي والألباني .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا الحديث أقلّ أحْوالِه أن يَقْتَضِي تحريم التّشَبُّه بهم ، وإن كان ظاهِره يَقْتَضِي كُفْر الْمُتَشَبِّه بهم ، كما في قوله : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) . اهـ .
وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : أخرج أبو داود وابن حبان وصححه عن ابن عُمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن تَشبّه بِقَوم فهو مِنهم " ، وهو غاية في الزَّجْر عن التشبه بالفُسّاق أو بالكفّار في أيّ شيء مما يَختصون به مِن ملبوس أو هَيئة .
وقال رحمه الله : المشاركة مع الكُفّار في أعيادهم نَوْع مِن التعاون على الإثم والعدوان . اهـ .
🔸وقد نُهينا عن مُشابَهة أصحاب الجحيم ، ولو في كلمة ، أو إشارة ، أو فِعْل
🔹 فالنّهي عن الْمُشَابَهة في الكلمة ، في مثل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
🔹والنّهي عن الْمُشَابَهة في الإشارة ، في مثل قوله عليه الصلاة والسلام : لا تُسَلِّمُوا تسليم اليهود والنصارى ، فإن تسليمهم بالأكُفّ والرؤوس والإشارة . رواه النسائي . وقال ابن حجر : إسناده جيّد . وحسّنه الألباني .
🔹والنّهي عن الْمُشَابَهة في الفِعْل كثير جدا ، ومنه :
النهي عن الْمُشَابَهة في الجلوس والنوم والأكل والشرب واللباس ، والنهي عن الْمُشَابَهة في العبادات كثير ...
-
حقيقة الكُفّار
وَصَفَهم الله بِالْمُجْرِمِين في آيات كثيرة :
(إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ )
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ)
قال ابن جُزَيّ : المراد بالمجرمين هنا الكفار ، وضلالهم في الدنيا ، والسُّعُر لهم في الآخرة ، وهو الاحتراق .
(يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ)
قال ابن عطيّة : الْمُجْرِمُ في هذه الآية الكافر ؛ بِدليل شِدّة الوَعْد .
-
🔸بدأ دِين الإسلام بالأمر بالصلاة
(وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)
واخْتُتِم بالأمر بالصلاة :
" الصلاة الصلاة " رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .
🔸بدأ دِين الإسلام بتصحيح الاعتقاد
(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)
واخْتُتِم بحراسة المعتقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مَرضه الذي لم يَقم منه : لعن الله اليهود والنصارى ، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد . يُحذّر ما صَنعوا . رواه البخاري ومسلم .
-
موت المسلم راحة مِن تَعب الدنيا ونَصَبها إلى رحمة الله .
🔸مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة ، فقال : مُسْتَرِيح ومُسْتَرَاح منه . قالوا : يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه ؟
فقال : العبد المؤمن يستريح مِن نَصَب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب . رواه البخاري ومسلم .
🔸وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أيّما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة . فقالوا : وثلاثة ؟ قال: وثلاثة . فقالوا : واثنان ؟ قال : واثنان . رواه البخاري .
🔹قال الإمام مالك بن أنس : مَن لَزم السّنة وسَلِم منه أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مات ؛ كان مع الصديقين والشهداء والصالحين وإن قصّر في العمل .
🔹وقال المرّوذي :
قلت لأبي عبد الله [الإمام أحمد] : مَن مات على الإسلام والسنة ، مات على خير ؟
فقال : اسكت ، بل مات على الخير كله .
-
عشرٌ مُختَصَرات
في حِكمَة نَبيّ الله داود عليه الصلاة والسلام :
ثلاث مَن كُنّ فيه أعجبنني : القصد في الفقر والغِنَى ، والعدل في الغضب والرضا ، والخشية في السر والعلانية .
وثلاث مَن كُنّ فيه أهْلَكْنَه : شُحّ مُطَاع ، وهَوى مُتّبَع ، وإعجاب المرء بِنفسه .
وأربع مَن أُعْطِيهن فقد أُعْطِي خير الدنيا والآخرة : لِسان ذَاكِر ، وقلب شَاكِر ، وبَدَن صابِر ، وزوجة مُوافِقَة أو قال مُواتِيَة . رواه عبد الرزاق .
-
🔸إذا كانت وقاية النفس مِن الشُّحّ مِن أسباب الفَلاح ، فإن الشُّحّ مِن أسباب الهلاك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتَّقُوا الظُّلْمَ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ. رواه مسلم .
🔸والشُّحّ أسوأ أخلاق الرِّجال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِع ، وَجُبْنٌ خَالِع . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
قال ابن الأثير :
" شُحٌّ هَالِعٌ " الْهَلَعُ : أشَدُّ الجَزَع والضَّجَر .
" وجُبْنٌ خَالِعٌ " أَيْ : شَدِيدٌ ، كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّةِ خّوْفه .. وَالْمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ مِنْ نوازِع الْأَفْكَارِ وضَعْفِ الْقَلْبِ عِنْدَ الخَوف . اهـ .
🔸والشُّحّ سوء ظَنّ بالله ، ولذا لا يَسكُن الشُّحّ قَلْب المؤمن ؛ لأن المؤمن يُحسِن ظنّه بِربّه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يَجْتَمِعُ شُحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
..
-
نعوذ بالله مِن الْحَوْر بعد الكَوْر
قال عُمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : فيمَ تَرَون هذه الآية نزلت : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ) ؟
قالوا : الله أعلم ، فغضِب عُمر فقال : قولوا نَعلم أو لا نَعلم .
فقال ابن عباس : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين .
قال عُمر : يا ابن أخي ، قُل ولا تحقر نفسك .
قال ابن عباس : ضُربِت مثلا لِعَمل .
قال عمر : أيّ عَمل ؟
قال ابن عباس : لِعَمَل .
قال عمر : لِرَجل غَنِيّ يَعمَل بطاعة الله عز وجل ، ثم بَعث الله له الشيطان ، فعَمِل بالمعاصي حتى أغْرَق أعماله . رواه البخاري .
هل هذا الحديث صحيح : " اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور " ، وما معناه ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19649
-
عَادة الله : حِفْظ الصالحين
وبالصلاح تُحفظ الذراري والأرواح
في دُعاء النوم : سبحانك اللهم ربي بك وَضَعت جَنْبِي ، وبِك أرفَعه ، إن أمسَكت نَفْسِي ، فاغفِر لها ، وإن أرسلتها فاحفَظها بما تَحفظ به عبادك الصالحين . رواه البخاري ومسلم .
🔸تأمّل القُدرة والقوّة والعَظَمة : كل إنسان ينام فَنَفْسُه عند الله وفي الملكوت الأعلى .
فالله أحصاها وتَوفّاها وأمسَكَها ، وهو القائم (عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)
قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
🔹قال ابن كثير : يُخبِر تعالى أنه يَتوفّى عباده في منامهم بالليل ، وهذا هو التّوفّي الأصغر ... وذَكَر في هذه الآية الوَفَاتَين : الكُبرى والصّغرى ، وهكذا ذَكَر في هذا المقام حُكم الوَفَاتَين الصُّغرى ثم الكُبرى .
🔸وقال في آية الزّمَر :
قال تعالى مُخبِرا عن نفسه الكريمة بأنه المتَصرِّف في الوجود بما يَشاء ، وأنه يَتَوفّى الأنفس الوفاة الكبرى ، بما يُرسِل مِن الحفَظَة الذين يقبضونها مِن الأبدان ، والوفاة الصغرى عند المنام ...
وفي هذه الآية ذَكَر الكبرى ثم الصغرى ؛ ولهذا قال : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وفيه دلالة على أنها تجتمع في الملأ الأعلى .