-
دَلِّل لنا على القُدرة (5)
حركة الشمس ، وتغيّر مسارها
للشمس مسار في الصيف ، ومسار في الشتاء ، فإذا تغيّر مجراها بإذن ربّها تغيّر الجو ، وتبدّل الطقس ، واختَلَف حتى الظِّل . فسبحان مَن هذا صُنعه ..
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)
قال البغوي : أراد مشرق الشتاء ومشرق الصيف ، وأراد بالمغربين : مغرب الشتاء ومغرب الصيف . اهـ .
-
دَلِّل لنا على القُدرة (6)
استغنى الله عن مُعين أو مشير .. بينما لا تجِد صَنْعة إلاّ وقد اشترك فيها عدد مِن الناس ، وكلّما كبُر المصنوع زاد عدد العاملين والمشارِكين .. تأمّل في المصنوعات الكبيرة ، كالطائرات والسيارات : تَجِد فيها أجزاء مِن بلدان شَتّى !
قماش المراتب مِن بَلَد ، والإطارات مِن بَلَد ، والمحرِّكات مِن بَلَد ، أو مِن شركة أخرى ..
لكن الله وحده جلّ جلاله تَفرّد بالْخَلْق والإيجاد وإبداع الصُّنْع .
-
دَلِّل لنا على القُدرة (7)
طلوع النور أخفَى أضواء القناديل !
طلع الصباح فأطفئوا القنديلا
الله نور السماوات والأرض ، عَمّ نوره الوجود ، فأغنى عن كل نُور .
لو اجتمع أهل الأرض وأرادوا إضاءة الكون كما يُضيء طلوع النور صباحا ؛ لَمَا استطاعوا !
تَفرّد الله بالقُدرة والقوّة سبحانه وبِحمده .
-
دَلِّل لنا على القُدرة (8)
أنزل مِن السماء ماء بِقَدَر ؛ فَجَعله سبحانه رَحمة لِقوم ، وعذابا على قوم . والماء واحد .
لو اجتمع أهل الأرض وأرادوا إنزال ماء مِن السماء بهذ الدِّقّة وبتلك المقادير ؛ لاستحال ذلك عليهم !
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)
وليست العِبرة بِنُزول الماء فحسب ، بل في بقاء الماء في جوف الأرض وعموم نَفعه .
وأهل الطبيعة يقولون : السّحاب يتكون من تبخّر البحار
والله يقول :
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) .
ولمّا عطش الصحابة في السفر قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله إن الله قد عَوّدك في الدعاء خيرا ، فادْع لنا ، فقال : أتحب ذلك ؟ قال : نعم ، فرفع يده فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظْلَمَت ثم سَكَبت ، فملؤوا ما معهم .
قال عمر رضي الله عنه : ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر . رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه هو والذهبي .
وسبق :
حول ما قيل عن الإعجاز العلمي في قوله تعالى : (والسماء ذات الرجع)
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=88678
-
دَلِّل لنا على القُدرة (9)
الله تبارك وتعالى هو القويّ القادِر المُقتَدِر ؛ خَلَق المتضادّات ؛ فَجَعَل في النار نور ومنفعة ، (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ)
قال البغوي : والمعنى أنه ينتفع بها أهل البوادي والأسفار ، فإن منفعتهم بها أكثر مِن منفعة الْمُقِيم ، وذلك أنهم يُوقدونها ليلا لِتَهرب منهم السباع ، ويهتدي بها الضالّ ، وغير ذلك مِن المنافع ، هذا قول أكثر المفسرين . اهـ .
ويَجعل الله النار إذا شاء عذابا على قوم .
وكذلك الماء ؛ فيه حياة لِجميع المخلوقات الحيّة ، ويَجعله الله عذابا على قوم بالغرَق والفيضانات والطوفان .
قال ابن القيم : ولولا خَلْق المتضَادّات لَمَا عُرف كمال القدرة والمشيئة والحكمة ، ولَمَا ظَهرت أحكام الأسماء والصفات ، وظهور أحكامها وآثارها لا بُدّ منه ، إذ هو مقتضى الكمال المقدَّس والملك التام .
وقال رحمه الله :
الحكمة إنما تتم بِخَلْق المتضَادّات والمتقابلات ؛ كالليل والنهار ، والعُلو والسفل ، والطيب والخبيث ، والخفيف والثقيل ، والحلو والمر ، والبرد والألم واللذة ، والحياة والموت ، والداء والدواء ؛ فَخَلْق هذه المتقابلات هو محل ظهور الحكمة الباهرة ، ومحل ظهور القدرة القاهرة والمشيئة النافذة والملك الكامل التام .
-
دَلِّل لنا على القُدرة (10)
حَشرة بِحجم رأس القلم ، لو فرَكَتها بين أصبعين لَتَلِفَت ! لها رُوح ، ولها أجهزة تعيش بها ، ولها أجل مُسمّى ، وأعجب مِن ذلك : أنها تُدرِك ما ينفعها وما يضرّها !! فسبحان مَن خَلَقها وأوجَدها ، وأوْجَد فيها قُوى الإدراك ، وحب الحياة .
(رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ) .
-
دَلِّل لنا على القُدرة (11)
رَفْعُ بَشر مِن الأرض إلى السماء السابعة ، ومُروره بِكلّ سماء ، وسلامه على أهلها ، وعودته في سويعات
وكم يحتاج البشر اليوم من أوقات للسفر بين أقطار الأرض ؟!
قال الله تبارك وتعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
قال ابن كثير :
يُمجّد تعالى نفسه ، ويُعظّم شأنه ، لِقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره (الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ) يعني محمدا، صلوات الله وسلامه عليه (لَيْلاً) أي : في جُنح الليل (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) وهو مسجد مكة (إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى) وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء ، مَعدِن الأنبياء مِن لَدُن إبراهيم الخليل ؛ ولهذا جُمِعُوا له هنالك كلهم ، فأمّهُم في مَحلّتهم ودارهم ، فدلّ على أنه هو الإمام الأعظم ، والرئيس المُقدّم ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
-
إجماع الأمم على ذمّ الباطل والضلال ، واستقباح الفواحش والفجور
ففي خبر امرأة عزيز مصر : (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) .
قال ابن كثير : أي : في صَنيعها هذا مِن حُبها فَتَاهَا ، ومُراوَدتها إياه عن نَفسه . اهـ .
وفي خبر مريم عليها السلام : (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) .
قال القرطبي : فَمَدَحُوا أَبَاهَا ، وَنَفَوْا عَنْ أُمِّهَا الْبِغَاءَ ، أَيِ : الزنا . اهـ .
وقال السمعاني : ومعناه : كيف جئتِ مُفسدة زانية مِن أبوين صالحين ؟ . اهـ .
فالقبائح والفواحش مذمومة في جميع الشرائع ، مُستقبَحة عند جميع العقلاء ، بل حتى في الجنة التي لأهلها ما تشتهيه أنفسهم : ليس فيها إباحة للفواحش .
🔹وسبق :
ما هذا الفعل الذي يَسْتَقْبِحه الحيوان البهيم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6069
-
أظهر حقوق الإنسان في الإسلام : احترامه وهو ميت ، واحترامه وهو في قبره
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يجلس أحدكم على جمرة فتُحرق ثيابه فتخلُص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : كَسْر عظم الميت كَكَسْرِه حَـيًّا . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم ، وهو حديث صحيح .
وسُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما حكم تصوير تغسيل الميت على شريط فيديو ثم بيعه بِحُجّة أنه مِن باب التذكير بالموت ؟
فأجاب رحمه الله :
إن كان المقصود تصوير الميت حين التغسيل فذلك لا يَجوز ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن تصوير ذوات الأرواح ، ولَعَن الْمُصَوِّرِين ، وقال : إنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة .
أما إن كان مراد السائل بيان صِفة تغسيل الميت كما شَرع الله عز وجل في شَريط يُوَزَّع أو يُباع فلا بأس ، كَمَا يُسَجَّل تعليم الناس الصلاة وغيرها مما يَحتاجه الناس مِن غير تَصوير .
وسبق :
رعاية حتى النهاية
http://saaid.net/Doat/assuhaim/283.htm
-
لم يُلْهِه ذا عن ذا
قال محمد بن سعد : كان لِمِسْعَر أمّ عابدة فكان يخدمها .
وقال محمد بن مِسْعَر : كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن .
قال ابن شَوذَب : كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا ، ويقوم به الليل .
وقال عبد الرحمن بن أَبي الزناد ، عن هشام بن عروة قال : لَمّا أُصِيب عروة بن الزبير بِرِجْلِه وبِابنِه محمد ، قال : اللهم كانوا سبعة فأخذت واحدًا وأبقيت سِتّة ، وكُنّ أربعا ، فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثا ، لئن كنت أخذت لقد أبقيت ، ولئن كنت ابْتَلَيت لقد أعفيت . وما تَرك حِزبه مِن القراءة تلك الليلة .
وكُنّ أربعا : أي أطرافه
-
موعظة قصيرة
اذْكُر عِنْد القدرَة عَدْلَ الله فِيك ، وَعِنْد العقوبَة قدرَةَ الله عَلَيْك ، وَلاَ تَشفِ غَيظَك بِسَقَم دينك .
(ابن الجوزي)
-
سَعة رحمة الله ، وعظيم كَرَمه ، وفضل التوبة ؛ فلا يَهلِك على الله إلاّ هالِك
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير يَدَّعِم على عصا له ، فقال : يا رسول الله ، إن لي غَدَرات وفَجَرَات ، فهل يُغفر لي ؟ قال : ألستَ تشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال : بلى ، وأشهد أنك رسول الله ، قال : قد غفر لك غَدَراتك وفَجَراتك . رواه الإمام أحمد . وقال الهيثمي : رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نَشيط وهو ثقة .
يَدّعِم : يعتمد ويتكئ
-
سَعَة رحمة الله ، وعظيم كَرمه وفضله على عباده
قال ابن رجب :
قوله صلى الله عليه وسلم : مَن قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة ، كُتِب الله له مائة حسنة ، ومُحِيَت عنه مائة سيئة ، وكانت له عدل عشر رقاب . فهذا يدل على أن الذِّكر يمحو السيئات ، ويبقى ثوابه لعامِله مُضاعَفا . وكذلك سيئات التائب توبة نصوحا ؛ تُكفّر عنه ، وتَبقَى له حسناته .
-
فضل التوحيد الخالص
رَوَى عُبَادَةُ بن الصَّامِتِ رضي الله عنه عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : مَنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية البخاري :
مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه ... - وزاد في آخره - : أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَل .
-
اليقين بالله تعالى
قال هِصَّانَ بن الْكَاهِل : دخلت المسجد الجامع بالبصرة ، فجلست إلى شيخ أبيض الرأس واللحية ، فقال : حَدَّثَني معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما مِن نَفْس تموت وهي تشهد أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله ، يَرجِع ذاك إلى قلبٍ مُوقِن إلاّ غَفر الله لها " قلت له : أنتَ سمعته مِن معاذ ؟ فكأن القوم عَنّفُوني ، قال : لا تُعَنِّفوه ، ولا تُؤنِّبوه ، دَعُوه ، نعم أنا سمعت ذاك من معاذ ، يَذْبرُهُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال إسماعيل مَرّة : يأثُرُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : قلت لبعضهم : مَن هذا ؟ قال : هذا عبد الرحمن بن سَمُرة . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
" يَرجع ذلك إلى قلبٍ مُوقِن " أي : يكون ناشئا عن قلب مُوقِن .
قال ابن الأثير : يَذْبرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أي يُتْقِنه . والذَّابِرُ : المتْقِن . اهـ .
وإسماعيل المذكور هو : ابن عُلَيَّة ، وهو شيخ الإمام أحمد بن حنبل .