-
تغيّر الزمان .. !
قال رجل للشيخ عبد الرحمن بن حسن : يا شيخ عبد الرحمن ، جدك الشيخ محمد جاء بشجرة لا إله إلا الله ، فغرسها في بلدة العيينة ، فصارت الأرض صلدة سبخة ، فحملها إلى الدرعية ، فصارت الأرض خصبة ، فسقاها بالدعوة ، وحماها محمد بن سعود بالسيف ، فأيْنَعَتْ ، وأراها في عَصْرِكم خَوَتْ ; هذا والشيخ عبد الرحمن بن حسن يقول : لو ظهر علينا أهل الدرعية لقاتلونا !
(الدرر السنية في الأجوبة النجدية)
..
-
جَمَال الْجَلِيل ..
قال ابن القيم : ومِن أعزّ أنواع المعرفة : مَعرفة الرب سبحانه بالجمال ، وهي معرفة خواص الْخَلْق ، وكُلّهم عَرَفه بِصِفة مِن صفاته ، وأتَمّهم مَعرِفة مَن عَرَفه بِكَمَاله وجلاله وجَمَاله سبحانه ، ليس كمثله شيء في سائر صفاته ، ولو فَرَضْت الْخَلْق كُلهم على أجْمَلهم صورة ، وكُلّهم على تلك الصورة ، ونَسَبْتَ جَمَالهم الظاهر والباطن إلى جمال الرب سبحانه ، لكان أقل مِن نسبة سراج ضعيف إلى قُرص الشمس ...
ويَكفي في جماله : أن كل جَمال ظاهر وباطن في الدنيا والآخرة ، فَمِن آثار صنعته . فما الظن بِمَن صَدَر عنه هذا الجمال ؟!
..
-
مَرَاتب جَمَال الْجَلِيل ..
قال ابن القيم : وجَماله سبحانه على أربع مَرَاتب : جَمال الذات ، وجَمَال الصفات ، وجَمَال الأفعال ، وجَمَال الأسماء . فأسماؤه كلها حسنى ، وصفاته كلها صِفات كَمال ، وأفعاله كلها حِكمة ومَصلحة وعَدل ورَحْمة .
..
-
أمَر الأئمة بِهَجْر وتأديب وزَجر مَن تكلّم في أحدٍ مِن الصحابة ..
سُئل الإمام أحمد بن حنبل : ما تقول فيمن زعم أنه مُباح له أن يتكلم في مساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو عبد الله : هذا كلام سُوء رَديء ، يُجَانَبون هؤلاء القوم ، ولا يُجَالَسُون ، ويُبَيَّن أمْرهم للناس . رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
ولَمّا جاء عبد الرحمن بن صالح الأزدي إلى أبي مَعمر القَطيعي ، فَذَكر بعض الأحاديث الرديئة ، قال أبو معمر : خُذُوا بِرِجْلِه ، وجُرّوه ، وأخْرِجُوه مِن المسجد ، فَجُرّ بِرِجْليه ، وأُخْرِج مِن المسجد ! رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
والمقصود بالأحاديث الرديئة : ما فيها ذِكْر مثالب الصحابة رضي الله عنهم .
..
-
المصلحة تقتضي ذِكْر محاسِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، وطوي ما يُذكر عنهم مِن مساوئ .
قال العوام بن حوشب : اذكروا مَحاسِن أصحاب محمد عليه السلام تأتَلِف عليه القلوب ، ولا تذكروا مَساويهم ، فتُحَرِّشوا الناس عليهم . رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
..
-
يُحشَر المرء يوم القيامة مع من أحَبّ ..
حَدّث أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، عن الساعة ، فقال : متى الساعة ؟ قال : وماذا أعددتَ لها ؟ قال : لا شيء ، إلاّ أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أنت مع من أحببت . قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن كثير : وقد روي من طرق تبلغ درجة التواتر في الصحاح والحسان والسنن والمسانيد ، وفي بعض ألفاظه : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بِصوت جَهوري وهو في بعض أسفاره ، فناداه فقال : يا محمد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا مِن صوته : هاؤم ، فقال له : متى الساعة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك ، إنها كائنة ، فما أعددتَ لها ؟ فقال : حُبّ الله ورسوله ، فقال صلى الله عليه وسلم : أنت مع من أحببت . فقوله في الحديث : " المرء مع من أحب " هذا متواتر لا مَحالة ، والغرض أنه لم يُجبه عن وقت الساعة بل أمره بالاستعداد لها .
..
-
المعاصي بَريد الكفر .. وليس كل من وقع في الكفر يُحكم بكفره ..
قال ابن القيم : المعاصي كلها شُعبٌ مِن شُعب الكفر ، كما أن الطاعات كلها شُعبٌ مِن شُعب الإيمان ، فالعبد تقوم به شعبة أو أكثر مِن شُعب الإيمان ، وقد يُسمّى بتلك الشعبة مؤمنا ، وقد لا يُسمّى ، كما أنه قد يُسمى بِشعبة مِن شُعب الكفر كافرا ، وقد لا يطلق عليه هذا الاسم .
فها هنا أمران : أمر اسمي لفظي ، وأمر معنوي حُكمي ؛ فالمعنوي هل هذه الخصلة كفر أم لا ؟ واللفظي هل يسمى مَن قامت به كافرا أم لا ؟ فالأمر الأول شرعي محض ، والثاني لغوي وشرعي .
..
-
إذا رأيت الشخص يتسخّط كل شيء ؛ فاعلم أنه قد تسخّط أقدار الله وقسمته ..
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
..
-
الحجاب طُهر وحياء ..
قال الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " :
قوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة : (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ) ، دليل واضح على أن المرأة التي فيها جمال ولها طمع في النكاح ، لا يُرخّص لها في وَضع شيء مِن ثيابها ، ولا الإخلال بشيء مِن التستّر بِحضرة الأجانب .
وإذا علمت بما ذكرنا أن حُكم آية الحجاب عام ، وأن ما ذكرنا معها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجال الأجانب ، عَلِمتَ أن القرآن دل على الحجاب ، ولو فرضنا أن آية الحجاب خاصة بأزواجه صلى الله عليه وسلم ، فلا شك أنهن خير أُسْوة لنساء المسلمين في الآداب الكريمة المقتضية للطهارة التامة ، وعدم التدنس بأنجاس الرِّيبة ، فمن يُحاول منع نساء المسلمين كالدعاة للسفور والتبرج والاختلاط اليوم - مِن الاقتداء بهن في هذا الأدب السماوي الكريم المتضمن سلامة العرض والطهارة مِن دنس الريبة : غاشّ لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، مريض القلب كما ترى !
..
-
وُجوب تغطية المرأة وجهها عن الرجال الأجانب ..
أوْرَد الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " قول عائشة رضي الله عنها : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لَمّا أنزل الله : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شققن مُروطهن فاخْتَمَرْن بها . رواه البخاري .
ثم قال الشيخ : وهذا الحديث الصحيح صريح في أن النساء الصحابيات المذكورات فيه فَهِمن أن معنى قوله تعالى : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) ، يقتضي سَتر وجوههن ، وأنهن شققن أزرهن فاختمرن ، أي : سَتَرن وجوههن بها امتثالا لأمر الله ..
وهو دليل واضح على أن فَهمهن لُزوم سَتر الوجوه مِن قوله تعالى : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) مِن تصديقهن بِكتاب الله وإيمانهن بِتَنْزِيله ، وهو صريح في أن احتجاب النساء عن الرجال وسَترهن وجوههن تصديق بِكتاب الله وإيمان بِتَنْزِيله ، كما ترى .
فالعجب كل العجب ممن يدّعي مِن المنتسبين للعِلم أنه لم يَرد في الكتاب ولا السنة ما يدل على ستر المرأة وجهها عن الأجانب ، مع أن الصحابيات فَعَلْنَ ذلك مُمْتَثِلات أمر الله في كتابه إيمانا بِتَنْزِيله ، ومعنى هذا ثابت في الصحيح ، كما تقدم عن البخاري . وهذا من أعظم الأدلة وأصرحها في لُزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين ، كما ترى .
..
-
الشريعة لا تأمر المرأة بتغطية شعرها ، ثم تأذن لها بكشف وجهها ..
قال الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " :
المنصِف يَعلم أنه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنساء في الكَشف عن الوَجه أمام الرجال الأجانب ، مع أن الوجه هو أصل الجمال ، والنظر إليه مِن الشابّة الجميلة هو أعظم مُثير للغريزة البشرية ، وداع إلى الفتنة ، والوقوع فيما لا ينبغي .
..
-
قال الإمام السمعاني في تفسير قوله تعالى : (وقولوا للناس حُسنا) :
في معناه ثلاثة أقوال :
أحدها : قال سفيان الثوري : القول الحسن هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
والقول الثاني : أنه اللين في القول ، والمعاشرة بحُسن الخُلق .
والقول الثالث : أنه خطاب لأهل التوراة ، يعني : وقولوا للناس صدقا في نَعت محمد ﷺ في التوراة .
.
-
فائدة قرآنية لغوية ..
قال الإمام السمعاني في تفسير قوله تعالى : (بلَى من كسب سَيِّئَة) : " بلَى " تُذكر فِي جَوَاب النَّفْي ، " وَنعم " تُذكر فِي جَوَاب الإِيجَاب .
قال الله تعالى : (أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى) .
وَقَال : (ألم يأتكم رسل مِنْكُم يَتلون عَلَيْكُم آيَات ربكُم وينذرونكم لِقَاء يومكم هَذَا قَالُوا بلَى) .
وَقَال : (فَهَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا قَالُوا نعم) .
..
-
مدار الفلاح على الصدق في الأقوال والأفعال والأحوال ..
قال المروذي : سمعت رجلا يقول لأبي عبد اللَّه [الإمام أحمد] وذَكر له الصِّدق والإخلاص ، فقال أبو عبد الله : بهذا ارتفع القوم .
وقال المروذي قلت : لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : بِمَ نال مَن نال ما نال حتى ذُكِر به ؟ فقال : بِالصّدق ، ثم قال : إن الصدق موصول بالْجُود .
🔵 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الفارِق بين المؤمن والمنافق هو الصدق ، فإن أساس النفاق الذي يُبنَى عليه هو الكذب !
🔵 وقال : الصدق أساس الحسنات وجِمَاعها ، والكذب أساس السيئات ونِظامها .
🔵 وقال : الصدق هو أصل البر ، والكذب أصل الفجور .
..
-
مَدَح الله الصدق وأهله ..
قال البغوي :
(في مقعد صدق) في مجلس حق لا لَغو فيه ولا تأثيم .
(عند مليك مقتدر) مَلِك قادر لا يُعجزه شيء .
قال جعفر الصادق رضي الله عنه : مَدَح الله المكان بالصدق فلا يَقعد فيه إلاّ أهل الصدق . (تفسير البغوي)
..