-
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (7)
قال إبراهيم بن عرعرة : سمعت يحيى القطان إذا ذُكر الأعمش قال : كان مِن النُّسّاك ، وكان مُحافِظا على الصلاة في جماعة ، وعلى الصفّ الأول ، وهو علاّمة الإسلام .
وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول .
-
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (8)
في ترجمة يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد : وكان أعرج يَخمَع مِن رِجله . (الطبقات الكبرى ، والجرح والتعديل)
وقال الذهبي : وكان أعرج مِن رِجليه معًا .
وفي ترجمة :
محمد بن الوليد المصري النحوي : و كان قد بلغ الخمسين ، وغلب عليه الشيب ، و كان يَخمع من رِجله .
ولما عاد إلى مصر تصدّر لإقراء العلم .
(إنباه الرواة على أنباه النحاة)
-
هل تُريد مرافقة النبي ï·؛ في الجنة ؟
قال ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه : كنتُ أَبِيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بِوَضوئه وحاجته ، فقال لى : سَلْ . فقلت : أسألك مُرَافَقتك في الجنة . قال : أوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعنّي على نفسك بِكثرة السجود . رواه مسلم . هل تُريد مرافقة النبي ï·؛ في الجنة ؟
قال ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه : كنتُ أَبِيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بِوَضوئه وحاجته ، فقال لى : سَلْ . فقلت : أسألك مُرَافَقتك في الجنة . قال : أوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعنّي على نفسك بِكثرة السجود . رواه مسلم .
.
-
قال ابن القيم :
إذا أردت أن تعرف مراتب الهمم ، فانظر إلى هِمّة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : سَلْني ، فقال : أسألك مرافقتك في الجنة . وكان غيره يسأله ما يَملأ بطنه ، أو يُواري جِلْده .
.
-
ثلاث .. يتواصَى بها السلف ..
قال أبو عون : كان أهل الخير إذا الْتَقَوا يُوصِي بعضهم بعضا بثلاث ، وإذا غابُوا كَتَب بعضهم إلى بعض بثلاث :
مَن عَمِل لآخرته كَفَاه الله دُنياه .
ومَن أصلح ما بينه وبين الله كَفاه الله الناس .
ومَن أصلح سَرِيرته أصلح الله علانيته . رواه ابن أبي شيبة .
-
الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة
أوْصَى قَيْس بن عَاصم السَّعْدِيِّ رضي الله عنه بَنِيه حين حضرته الوفاة ، فقال : أصلحوا عيشكم ؛ فإن فيه غِنى عن طلب الناس ، وإياكم والمسألة ، فإنها آخر كَسْب الْمَرء . رواه البخاري في " الأدب المفرَد " ، وقال الألباني : حسن لغيره .
-
قيّدوا النِّعم ..
قال ابن مُفلِح : ومما يَنبغي أن يُعرَف : أن الاعتراف بالنِّعم ومَن أنعم بها وشُكره سبب لبقائها وزيادتها ، كما قال بعض الأدباء : قَيّدوا النِّعم بالشُّكر ، فإنها كالنَّعَم لَها أوَابِد . أي : تَشرد وتَنفِر ، كما في الصحيحين مِن حديث أبي رافع : " إن لِهذه البَهائم أوَابِد كَأوَابِد الوَحْش " ، وقد قال تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) .
وقد قال أبو حازم الأعرج التابعي الجليل رحمه الله : كل نِعمة لم يُشكَر الله عليها فهي بَلِيّة ...
ومكتوب في التوراة : اشكر لمن أنعم عليك ، وأنعم على مَن شكرك ؛ فإنه لا زوال للنِّعم إذا شُكِرت ، ولا مُقام لها إذا كُفرت . والشكر زيادة في النِّعم ، وأمَان مِن الغِيَر . اهـ .
..
-
قال ابن القيم رحمه الله : ولي الأمر يَجَب عليه أن يَمْنَع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق ، والفُرَج ، ومَجَامِع الرجال . قال مالك رحمه الله ورضي عنه : أرى للإمام أن يتقدّم إلى الصّيّاغ في قعود النساء إليهم ، وأرى ألا يَترك المرأة الشابة تَجْلس إلى الصياغ " .
وقال ابن القيم : ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصْل كُلّ بَلِية وشَرّ ، وهو من أعظم أسباب نُزول العقوبات العامة ، كما أنه مِن أسباب فَساد أمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو مِن أسباب الموت العام ، والطَّواعين الْمُتَّصِلَة . فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال ، والمشي بينهم مُتَبَرِّجَات مُتَجَمِّلات . اهـ .
ما حكم الذهاب إلى سوق عكاظ الموجود بمدينة الطَّائف ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=104526
.
-
في القرآن ذكر : الْمَشْرِق .. الْمَشْرِقَين .. الْمَشَارِق ..
الْمَغرِب .. الْمَغرِبين .. الْمَغارِب ..
قال السمعاني :
فإن قيل : قد قال في موضع آخر : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) ، وقال في موضع آخر : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) ، وقال ها هنا : (وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) ، فكيف وجهة التوفيق بين هذه الآية وأخواتها ؟
والجواب عنه : أما قوله : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) ؛ فالمراد منه الْجِهة ، وللمَشرق جِهة واحدة ، وللمغرب جِهة واحدة .
وأما قوله : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) ؛ فالمراد مِن المشرِقَين : مَشرِق الشتاء ، ومَشرِق الصيف ، فأما قوله : (وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) ؛ فللشمس مَشارِق تطلع كل يوم مِن مَشرِق غير المشرِق الذي طَلَعت فيه أمس ، وكذلك الْمَغَارِب . فاستقام على هذا وُجوه الآيات . اهـ .
وقال ابن عطية :
متى وَقَع ذِكر المشرق والمغرب فهي إشارة إلى الناحيتين بِجُملَتهما ، ومتى وَقَع ذِكر المشارق والمغارب فهي إشارة إلى تفصيل مَشرق كل يوم ومَغربه ، ومَتى ذُكر المشرِقَان والمغرِبان ، فهي إشارة إلى نهايتي المشارق والمغارب ، لأن ذِكر نهايتي الشيء ذِكر لِجَمِيعه . قال مجاهد : هو مَشرق الصيف ومَغرِبه ، ومَشرق الشتاء ومَغرِبه .
.
-
مِحنة وبلاء ، وداء ليس له دواء !
قال ابن الجوزي : المصيبة العُظمى رِضا الإنسان عن نفسه ، واقتناعه بعلمه ! وهذه مِحنة قد عَمَّت أكثر الْخَلق ...
ومِن هذا حال الخوارج على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ؛ فإنهم استحسَنوا ما وَقع لهم ، ولم يَرجِعوا إلى مَن يَعلَم ، ولَمّا لَقِيهم عبد الله بن عباس رضي الله عنه فَبَيَّن لهم خطأهم ، رجع عن مذهبه منهم ألْفَان . وممن لم يَرجع عن هَواه ابن مُلجم ، فرأى مذهبه هو الحق ، فاستحلّ قتل أمير المؤمنين رضي الله عنه ، ورآه دينًا ! حتى إنه لما قطعت أعضاؤه ، لم يُمانِع ، فلما طُلب لسانه ليُقطَع ، انزعج ، وقال : كيف أبقى ساعة في الدنيا لا أذكر الله ؟! ومثل هذا ما له دواء !
-
بَرَكة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ..
قال حَنْظَلَة بن حِذْيَم رضي الله عنه : دنا بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن لي بَنين ذوي لِحى ودون ذلك ، وإن ذا أصغرهم ، فادعُ الله له ، فمَسَح رأسه ، وقال: " بارك الله فيك "، أو " بورك فيه " ، قال ذيَّال – يعني : ابن عُبَيْد – : فلقد رأيت حنظلة ، " يؤتى بالإنسان الوارِم وجهه ، أو بالبهيمة الوارِمة الضَّرع ، فيتفُل على يديه ، ويقول : بسم الله ، ويضع يده على رأسه ، ويقول : على موضع كفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيمسحه عليه ، وقال ذيال : فيذهب الوَرَم . رواه الإمام أحمد .
-
أقرب الطرق إلى الله : أن لا تستغني عن الله ..
قال ابن القيم : لا طريق إلى الله أقرب من دوام الافتقار إليه .
-
كان العقلاء يَنهَون عن اتِّبَاع الهوى ؛ لِمَا فيه مِن إذلال الإنسان نفسه طاعة لِهواها !
قال الماوَردي : وأما الهوى فهو عن الخير صادّ ، وللعقل مُضادّ ؛ لأنه يُنتج مِن الأخلاق قبائحها ، ويُظهر من الأفعال فضائحها ، ويَجعل سِتر المروءة مَهتُوكا ، ومَدخل الشر مَسلُوكا .
🔹قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : الهوى إلَه يُعبد مِن دون الله ، ثم تَلا : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) ...
🔹وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اقْدَعُوا هَذِهِ النُّفُوسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا فَإِنَّهَا طَلَّاعَةٌ تَنْزِعُ إلَى شَرِّ غَايَةٍ. إنَّ هَذَا الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيٌّ، وَإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيٌّ، وَتَرْكُ الْخَطِيئَةِ خَيْرٌ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ وَرُبَّ نَظْرَةٍ زَرَعَتْ شَهْوَةً، وَشَهْوَةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلا .
🔹وقال أعرابي : الْهَوَى هَوَانٌ وَلَكِنْ غُلِط بِاسْمِهِ !
🔹وقيل في مَنثور الْحِكم : مَن أطاع هواه أعطى عدوّه مُناه .
🔹وقال بعض الحكماء : العقل صديق مقطوع ، والهوى عدو متبوع .
🔹وقال هشام بن عبد الملك بن مروان :
إذا أنت لم تَعصِ الْهَوى قادَك الْهَوى ... إلى كل ما فيه عليك مَقال
🔹فلما كان الْهَوى غالبا وإلى سبيل المهالك مُورِدا جُعل العقل عليه رَقيبا مُجاهدا يلاحظ عَثرة غَفلته ، ويَدفع بادِرة سَطوته ، ويَدفع خِداع حِيلته ؛ لأن سلطان الْهَوى قَويّ ، ومَدخَل مَكرِه خَفيّ . ومِن هذين الوجهين يُؤتى العاقل حتى تَنفُذ أحكام الْهَوى عليه أعني بأحَدِ الوَجْهين : قوة سُلطانه ، وبالآخر : خَفاء مَكْرِه .
-
عِزّة النفس ..
خلاصة القول ما قاله أولو الفضل :
اسْتَغْنِ عمّن شئت تَكُن نظيره ، وأفْضِل على مَن شئت تَكُن أميره ، واحتَجْ إلى مَن شئت تَكُن أسِيره .
قال فتح الله بن محمود الحلبي :
إذا ما احتجت في أمرٍ لشخص ... تكن في أسْره بمقام ذلك
وإن تستغنِ عنه تكن أميرا ... وما المملوك في أمْرٍ كَمَالِك
……
هل حديث : " اطلبوا الحوائج بِعزّة النفس " صحيح ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=31905
-
ما أكرم النبي ﷺ على الله ... وما أبعد نظر رسول الله ﷺ وأرحب أفقه ..
سألتْ عائشةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟
فقال : لقد لقيت من قومك وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة إذْ عَرَضتُ نفسي على ابن عبد يالِيل بن عبد كُلال فلم يُجِبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلاّ بِقَرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال : إن الله عز وجل قد سَمع قول قومك لك وما ردّوا عليك ، وقد بَعث إليك مَلَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، قال : فناداني ملك الجبال وسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا مَلَك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمْرِك ، فما شئت ، إن شئت أن أُطبِق عليهم الأخشبين ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يُخرِج الله مِن أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا . رواه البخاري ومسلم .
* قال القرطبي في " الْمُفْهِم " : و " الأخشبان " : جبلا مكة . و " أُطْبِق " ، أي : أجعلهما عليهم كالطَّبق . وإذا تأملت هذا الحديث انكشف لك مِن حاله معنى قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) .
* وقال القاضي عياض : "قرن المنازل" ، وهو "قرن الثعالب" ، وهو " قرن" غير مضاف أيضا ، وهو ميقات نجد ، تلقاء مكة ، على يوم وليلة منها . وأصله : الجبل الصغير المستطيل المنقطع عن الجبل الكبير .
.