عبارة أعجبتني كثيراً ضمن مقال
ومن الحقائق : أنه لم يكن يقدر أحدٌ على مناظرة شيخ الإسلام إلا النزرَ القليل من فحول العلماء . وممن اشتُهر بمناظرة شيخ الإسلام : صفيُّ الدين الهندي ، قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية كما في الجزء الرابع عشر : (ولكنَّ ساقِيَتَهُ لاطمتْ بحراً) .
وقد اعجبني رأي الحافظ بن كثير رحمه الله
حكم الدعوة إلى الله في هذا الزمن
قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" فعند قلة الدعاة ، وكثرة المنكرات ، وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم ، تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته ، وإذا كان في محل محدود كقرية ومدينة ونحو ذلك، ووجد فيها من تولى الأمر ، وقام به وبلغ أمر الله ، كفى وصار التبليغ في حق غيره سنة ، لأنه قد أقيمت الحجة على يد غيره ، ونفذ أمر الله على يد سواه .
ولكن بالنسبة إلى بقية أرض اللله ، وإلى بقية الناس ، يجب على العلماء حسب طاقتهم ، وعلى ولاة الأمر حسب طاقتهم ، أن يبلغوا أمر الله بكل ما يستطيعون ، وهذا فرض عين عليهم على حسب الطاقة والقدرة .
وبهذا يعلم أن كونها فرض عين ، وكونها فرض كفاية ، أمر نسبي يختلف ، فقد تكون الدعوة فرض عين بالنسبة إلى أقوام وإلى أشخاص ، وسنة بالنسبة إلى أشخاص وإلى أقوام ، لأنه وجد في محلهم وفي مكانهم من قام بالأمر وكفى عنهم "
وقال رحمه الله :
" ونظراً إلى انتشار الدعوة إلى المبادئ الهدامة وإلى الإلحاد ، وإنكار رب العباد ، وإنكار الرسالات ، وإنكار الآخرة ، وانتشار دعوة النصرانية في الكثير من البلدان ، وغير ذلك من الدعوات المضللة ، نظراً إلى هذا فإن الدعوة إلى الله عز وجل اليوم أصبحت فرضاً عاماً ، وواجباً على جميع العلماء ، وعلى جميع الحكام الذين يدينون بالإسلام ، فرض عليهم أن يبلغوا دين الله حسب الطاقة والإمكان بالكتابة والخطابة ، وبالإذاعة ، وبكل وسيلة استطاعوا ، وأن لا يتقاعسوا عن ذلك ، أو يتكلوا على زيد وعمرو ، فإن الحاجة بل الضرورة ماسة اليوم إلى التعاون والاشتراك ، والتكاتف في هذا الأمر العظيم أكثر مما كان قبل ، ذلك لأن أعداء الله قد تكاتفوا وتعاونوا بكل وسيلة للصد عن سبيل الله ، والتشكيك في دينه ، ودعوة الناس إلى ما يخرجهم من دين الله عز وجل ، فوجب على أهل الإسلام أن يقابلوا هذا النشاط الملحد بنشاط إسلامي ، وبدعوة إسلامية على شتى المستويات ، وبجميع الوسائل ، وبجميع الطرقالممكنة ، وهذا من باب أداء ما أوجب الله على عباده من الدعوة إلى سبيله "
وقال رحمه الله :
" وفي وقتنا هذا ضعف أمر الجهاد لما تغير المسلمون وتفرقوا وصارت القوة والسلاح بيد عدونا ، وصار المسلمون الآن - إلا من شاء الله - لا يهتمون إلا بمناصبهم ، وشهواتهم العاجلة ، وحظهم العاجل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فلم يبق في هذه العصور إلا الدعوة إلى الله عز وجل والتوجيه إليه ، وقد انتشر الإسلام بالدعوة في هذه العصور في أماكن كثيرة ، في أفريقيا شرقها وغربها ووسطها ، وفي أوروبا ، وفي أمريكا ، وفي اليابان ، وفي كوريا ، وفي غير ذلك من أنحاء آسيا ، وكل هذا بسبب الدعوة إلى الله بعضها على أيدي التجار ، وبعضها على أيدي من قام بالدعوة وسافر لأجلها وتخصص لها "