هذه ليست من المقتطفات .. بل مِن المطوّلات !
..
قال القاضي أبو يوسف :
توفي أبي وأنا صغير فأسْلَمَتْنِي أُمِّي إلى قَصَّار [ غسَّال ] فَكنت أمُرّ على حَلقة أبي حنيفة فأجلس فيها ، فكانت أمي تتبعني فتأخذ بيدي مِن الحلقة وتَذهب بي إلى القَصَّار ، ثم كنت أُخَالِفها في ذلك وأذهب إلى أبي حنيفة ، فلما طال ذلك عليها قالت لأبي حنيفة : إن هذا صبي يتيم ليس له شيء إلا ما أطعمه مِن مِغْزَلي ، وإنك قد أفْسَدته عليّ ! فقال لها : اسْكُتي يا رعناء ! ها هو ذا يَتَعَلّم العِلْم ، وسيأكل الفالوذج بِدُهْن الفُستق . فقالت له : إنك شيخ قد خَرِفْت .
قال أبو يوسف : فلما وَليت القضاء وكان أول مَن وَلاّه القضاء الهادي ، وهو أول من لقب قاضي القضاة ، وكان يقال له : قاضي قضاة الدنيا ، لأنه كان يستنيب في سائر الأقاليم التي يحكم فيها الخليفة .
قال أبو يوسف : فبينا أنا ذات يوم عند الرشيد إذ أتى بفالوذج ، فقال لي : كل من هذا فانه لا يُصنع لنا في كُلّ وَقت .
فقلت : وما هذا يا أمير المؤمنين ؟
فقال : هذا الفالوذج .
قال : فَتَبَسَّمْتُ !
فقال : مالك تَتَبَسَّم ؟
فقلت : لا شيء أبْقَى الله أمير المؤمنين .
فقال : لتخبرنى ، فَقَصَصْتُ عليه القصة ، فقال :
إن العِلْم يَنْفَع ويَرفع في الدنيا والآخرة .
ثم قال : رَحِم الله أبا حنيفة فلقد كان ينظر بِعَين عَقْله ما لا يَنظر بِعَين رَأسِه .
لا حرمكم الله أجر ما نثرتموه من درر و روائع ...
[align=center]رضى الناس غاية لا تدرك فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه , فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور , وإرضاء الخالق مقدور و مأمور .
( الشافعي ) [/align]
الأخت ماء الغمام ولكِ بمثل
قال الإمام مالك - رحمه الله - :
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة ، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس .
" تفسير القرطبي " ( 7 / 276 ) .
مقتطفات رائعة بارك الله في الجميع .
[grade="FF1493 4169E1 FF1493 0000FF FF1493"][align=center]قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
الرزق رزقان : طالب ، ومطلوب .
فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها ، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي رزقه منها .[/grade]
نهج البلاغة .[/align]
[grade="8B0000 FF0000 B22222"][align=center]أخوكم فارس المشكاة .[/align][/grade]