-
مَن أُلْهِم كثرة الذِّكْر في الدنيا أُلْهِم كثرة الذِّكْر في الجنة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الجنة : يُلْهَمُونَ التَّسبيح وَالتَّحميدَ كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ . رواه مسلم .
قال أبو العباس القرطبي : ووَجه التشبيه : أن تنفّس الإنسان لا بُدّ له منه ولا كُلفة عليه ولا مَشقّة في فِعله ...
وسِرّ ذلك : أن قلوبهم قد تنوّرت بمعرفته ، وأبصارهم قد تَمَتّعت بِرؤيته ، وقد غَمَرَتهم سَوابغ نِعمته ، وامتلأت أفئدتهم بِمَحبّته ، فألْسِنَتهم مُلازمة ذِكْره ، ورَهينة شُكره ؛ فإنّ مَن أحب شيئا أكثر مِن ذِكْرِه . اهـ .
وقال ابن رجب : كلما قويت المعرفة ، صار الذِّكر يَجري على لِسان الذاكِر مِن غير كُلفة ... ولهذا يُلْهَم أهل الجنة التسبيح كما يُلْهَمُون النَّفَس ، وتصير " لا إله إلا الله " لهم كالماء البارد لأهل الدنيا .
..
-
بِذِكر الله تحيا القلوب ، وتطمئن النفوس ..
قال سفيان بن عيينة : لا إله إلاّ الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا .
قال ابن كثير : يُلْهَم أهل الجنة تَسْبِيحَه وتَحْمِيده كما يُلْهَمُون النَّفس ، أي : يُسبّحونه ويَحمَدونه عدد أنفاسهم ؛ لِمَا يَرَون مِن عظيم نِعَمِه عليهم ، وكمَال قُدرته ، وعَظيم سلطانه ، وتَوالِي مِنَنه ، ودَوام إحسانه ، كما قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .
..
-
.
قال تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
قال الشيخ الشنقيطي في تفسير هذه الآية : والتطهير هنا في قوله : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) يشمل التطهير المعنوي والحسي، فيطهره الطهارة الحِسّية مِن الأقذار ، والمعنوية مِن الشرك والمعاصي ...
ويؤخذ من هذه الآية الكريمة : أنه لا يجوز أن يُتْرَك عند بيت الله الحرام قَذَر مِن الأقذار ، ولا نجس من الأنجاس المعنوية ولا الحِسّية ، فلا يُتْرَك فيه أحد يرتكب ما لا يُرضي الله ، ولا أحد يلوثه بِقَذر من النجاسات .
ولا شك أن دخول المصورين في المسجد الحرام حول بيت الله الحرام بآلات التصوير يُصَوِّرُون بها الطائفين والقائمين والركع السجود - أن ذلك مُنَافٍ لَمَا أمَر الله به من تطهير بيته الحرام للطائفين والقائمين والركع السجود ، فانتهاك حرمة بيت الله بارتكاب حرمة التصوير عنده لا يجوز ؛ لأن تصوير الإنسان دَلّت الأحاديث الصحيحة على أنه حرام ، وظاهرها العموم في كل أنواع التصوير ، ولا شك أن ارتكاب أي شيء حَرّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مِن الأقذار والأنجاس المَعنوية التي يَلزم تطهير بيت الله منها . وكذلك ما يقع في المسجد مِن الكلام الْمُخِلّ بِالدِّين والتوحيد لا يجوز إقرار شيء منه ولا تركه .
ونرجو الله لنا ولمن ولاّه الله أمرنا ولإخواننا المسلمين التوفيق إلى ما يرضيه في حَرَمه وسائر بلاده ، إنه قريب مجيب . اهـ .
..
-
النصراني يزعم أن الرسولﷺ كاذب ..
قال القرافي : لَمّا أتَى الشيخ أبو الوليد الطرطوشي رحمه الله الخليفةَ بمصر ، وَجَد عنده وزيرا راهبا وسَلّم إليه قياده ، وأخذ يَسمع رأيه ، ويُنفّذ كلماته المسمومة في المسلمين .
وكان هو ممن يَسمع قوله فيه ، فلما دخل عليه في صورة المغضب والوزير الراهب بإزائه جالس أنشده :
يا أيها الملك الذي جُوده ... يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شُرِّفت مِن أجله ... يَزعم هذا أنه كاذب
فاشتدّ غضب الخليفة عند سماع الأبيات ، وأمَر بالراهب فَسُحِب وضُرِب وقُتِل ، وأقبل على الشيخ أبي الوليد فأكرمه وعظّمه بعد عزمه على إيذائه .
فلما استحضر الخليفة تكذيب الراهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو سبب شَرَفِه وشَرَف آبائه وأهل السموات والأرضين - بَعَثَه ذلك على البعد عن السكون إليه ، والمودة له ، وأبعده عن منازل العزّ إلى ما يَليق به مِن الذل والصغار .
..
-
البُخل سوء ظنّ بالله ..
قال موسى بن عيسى الدَّينوري : الْجُود بالموجود غاية الْجُود ، والبخل بالموجود سُوء الظن بالمعبُود .
..
-
فاسْتَقِم كما أُمِرْت ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
غاية الكرامة لُزوم الاستقامة ، فلم يُكْرِم اللهُ عبدا بِمِثل أن يُعِينه على ما يُحِبّه ويَرضاه ، ويَزيده مما يُقَرِّبه إليه ، ويَرفع به دَرجته .
..
-
الحياة هي حياة الإيمان ..
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ) الأحياء هنا : المؤمنون ، والأموات : الكفار ؛ فالحياة هنا حياة إيمان ، والموت مَوت كُفر .
..
-
اختم عملك بهذه الكلمات ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما جَلس رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا قط ، ولا تلا قُرآنا ، ولا صَلّى صلاة إلاّ ختم ذلك بكلمات . قالت : فقلت : يا رسول الله ، أراك ما تجلس مجلسا ، ولا تتلو قرآنا ، ولا تُصلّي صلاة إلاّ خَتمتَ بهؤلاء الكلمات ؟ قال : نعم ، من قال خيرا خُتم له طابع على ذلك الخير ، ومن قال شَرًّا كُنّ له كفارة : سبحانك وبحمدك لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك . رواه النسائي في " السنن الكبرى " .
وبَوَّبَ الإمام النسائي على هذا الحديث : باب ما تُختم به تلاوة القرآن ؟
..
-
المؤمنون شُهداء الله في الأرض .. ما هي الشهادة التي تُقبَل في مثل هذا ؟!
روى البخاري ومسلم مِن حديث أنس رضي الله عنه قال : مَرّوا بِجنازة ، فأثنوا عليها خيرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وَجَبَتْ ، ثم مَرّوا بأخرى ، فأثنوا عليها شَرّا ، فقال : وَجَبَتْ ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وَجَبَتْ ؟ قال : هذا أثنيتم عليه خيرا ، فَوَجَبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شَرا ، فَوَجَبَت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض .
وفي رواية : المؤمنون شُهداء الله في الأرض .
قال ابنُ عبد البر : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم لا يُثْنُون على أحدٍ إلاّ بِالصّدْق ، ولا يَمْدَحون إلاّ بِالْحَقّ ، لا لشيء مِن أعراض الدنيا ، شَهوة ، أو عَصَبيّة ، أو تَقِيّة . ومن كان ثناؤه هكذا يَصِحّ فيه هذا الحديث ، وما كان مِثْله . اهـ .
وهذا يَعني : أن الشهادة التي باعثها الهوى ، أو العداوة ، لا تدخل في هذا الحديث .
..
-
مَن تطاول على واحد مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم سَقَطت عدالته ، ورُدّت شهادته ، واستَحقّ العقوبة .
قال عبد الله بن سَوّار العنبري : شَهِد رَجل عند أَبِي شهادة ، فَرَدّ شهادته ، فأتاه بعد فقال : رَدَدت شهادتي ؟ قال : نعم . قال : وَلِمَ ؟ قال : لأنه بلغني أنك تتناول أو تُبْغض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما أتناول إلاّ عَمرو بن العاص ، قال : نعم ، أما إني أزيدك حَبْسا حتى تُحْدِث تَوبة . رواه البيهقي .
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : إذا رأيت رَجُلا يَذْكر أحَدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسُوء ، فاتَّهِمْه على الإسلام .
..
-
مِن فوائد الصدق ..
قال القرطبي : قال مُطَرِّف : سَمِعت مالك بن أنس يقول : قَلّمَا كان رَجل صادقا لا يَكْذِب إلاّ مُتِّع بِعَقْله ولم يُصبه ما يُصيب غَيره مِن الْهَرَم والْخَرَف .
..
-
(وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)
مِن الأقوال في تفسير الآية :
* إذا أعطيت عطية فأعطِها لِرَبِّك .
* لا تفعل الخير لترائي به الناس .
صورة مع التحية لِمَن يُصوّرون الفقراء أثناء إيصال الخير إليهم ..
https://twitter.com/badervvqq/status/650421245939437568
..
-
وَصية نَبَويّة جامِعة : التسليم لله عزَّ وجَلّ ..
قال رجل : يا رسول الله ، أيّ العمل أفضل ؟ قال : إيمان بالله وتصديق ، وجهاد في سبيل الله ، وحج مبرور ، قال الرجل : أكثرتَ يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فَلِين الكلام ، وبَذْل الطعام ، وسَمَاح وحُسن خُلق ، قال الرجل : أريد كَلمة واحدة ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب فلا تَتَّهِم الله على نفسك . رواه الإمام أحمد .
وفي رواية له : لا تَتَّهم الله في شيء قَضَى لك به .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن الله إذا قَضى قَضاء أحب أن يُرْضَى به .
وقال ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه : لأن يَعضّ أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير مِن أن يقول لأمْر قضاه الله : ليت هذا لم يكن .
..
-
أقرب الطرق إلى الجنة ..
أتَى هَانئ بن يزيد رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني بأيّ شيء يُوجِب الجنة ؟ قال : عليك بِحُسن الكلام ، وبَذل الطعام . رواه البخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وابن أبي شيبة ، ومِن طريقه : البيهقي في " شُعب الإيمان " ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
قال الدُّورِي عن محمد بن ميمون المروزي ، الْمُلقَّب بالسُّكَري : لم يَكن يَبيع السُّكَّر، وإنما سُمِّي السكري لحلاوة كلامه !
..
-
لا يَخْلُوَنَّ يومك مِن قراءة في كِتاب ربّك وفي سُنّة نبيِّك ..
لو قرأت كل يوم أقلّ شيء آيتين ، فإنك ستقرأ في السنة الواحدة أكثر من 700 آية
ولو قرأت في كل يوم حديثين ، فإنك ستقرأ في السنة الواحدة من مسند الإمام أحمد أكثر مِن مسانيد الخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان ) وجزءا مِن مُسند عليّ رضي الله عنهم أجمعين .
أو ستقرأ أكثر مِن عُمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي .
ولا عُذر لأحد ففي الأجهزة الهاتفية الحديثة مصاحِف وتطبيقات كُتب ومكتبات .
وأوقاتنا تضيع على وسائل وبرامج التواصل !
..