-
مِن أعز أوصاف البشر : الصدق والأمانة
قال ابن عاشور في تفسيره :
الأمانة حالة في الإنسان تبعثه على حفظ ما يجب عليه مِن حقّ لِغيره ، وتَمنَعه مِن إضاعته ، أو جَعله لِنفع نفسه ، وضِدّها الخيانة .
والأمانة مِن أعز أوصاف البشر ، وهي مِن أخلاق المسلمين .
وفي الحديث : لا إيمان لمن لا أمانة له .
وفي الحديث : إن الأمانة نَزَلَتْ في جذر قلوب الرجال ، ثم عَلِموا مِن القرآن ، ثم عَلِموا مِن السُّنة - ثم قال : - ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة مِن قَلبه - إلى أن قال- فيُقال : إن في بني فلان رجلا أمينا ، ويقال للرَّجل ما أعقله ، وما أظرفه ، وما أجلده ، وما في قلبه مثقال حَبة مِن خردل مِن إيمان .
فَذَكر الإيمان في مَوضع الأمانة . والكذب مِن الخيانة ، والصِّدق مِن الأمانة ، لأن الكذب الخبر بأمْر غير واقع في صورة تُوهِم السامع واقع ، فذلك خيانة للسامع ، والصدق إبلاغ الأمر الواقع كما هو ، فهو أداء لأمانة ما عَلِمه الْمُخْبِر .
..
-
عاقبة الصدق حميدة ..
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
قال ابن عاشور في تفسيره " التحرير والتنوير " :
الظاهر أن هذه الآية خاتِمة للآي السابقة وليست فاتحة غرض جديد ...
فهذه الآية بِمَنْزلة التذييل للقصة ، فإن القصة مشتملة على ذِكر قوم اتقوا الله فصَدَقوا في إيمانهم وجهادهم فَرَضي الله عنهم ، وذِكر قوم كَذَبوا في ذلك واختلقوا المعاذير وحَلفوا كذبا ؛ فغضب الله عليهم ، وقوم تَخَلّفوا عن الجهاد وصَدَقوا في الاعتراف بِعدم العذر ؛ فتاب الله عليهم . فلما كان سبب فوز الفائزين في هذه الأحوال كلها هو الصدق ، لا جرم أمَر الله المؤمنين بِتَقواه ، وبأن يكونوا في زُمرة الصادقين مثل أولئك الصادقين الذين تضمنتهم القصة .
..
-
أثَر الصّدق في الدنيا والآخرة ..
قال الله تبارك وتعالى : (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
قال ابن عاشور في تفسيره " التحرير والتنوير " :
والمراد بـ (الصادقين) الذين كان الصّدق شِعارهم لم يَعدِلوا عنه .
ومِن أول مراتب الصدق : صِدق الاعتقاد ؛ بأن لا يعتقدوا ما هو مُخالف لِمَا في نفس الأمر مما قام عليه الدليل العقلي أو الشرعي . قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) .
ومعنى نفع الصدق صاحبه في ذلك اليوم : أن ذلك اليوم يوم الحق ، فالصادق ينتفع فيه بِصِدقه ، لأن الصدق حَسن ، فلا يكون له في الحق إلاّ الأثر الحسَن .
..
-
اجتِناب الْمُحرّمات يَجلِب الْمَكرمات ..
قال بعض الحكماء : مَن أحب المكارِم اجتنب الْمَحَارِم .
وقيل : عار الفضيحة يُكدّر لذّتها .
وقال بعض الحكماء : مَن أرسل طرفه استدعى حَتفه .
(أدب الدنيا والدّين ، للمَاوَردي)
..
-
في الحلال غُنية وكفاية ..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أمر الله تعالى بشيء إلاّ وأعان عليه ، ولا نهى عن شيء إلاّ وأغنى عنه .
..
-
سُموم القلوب ..
قال ابن القيم : الذنوب للقلب بِمَنْزِلة السموم ، إن لم تُهلكه أضعفته ولا بُدّ ، وإذا ضَعُفَت قُوّته لم يَقدر على مُقاومة الأمراض .
قال طبيب القلوب عبد الله بن المبارك :
رأيت الذنوب تُميت القلوب ... وقد يُورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها
..
-
وصية عالِم عارِف ..
قال رجل لعبد الله بن المبارك : أوصني .
فقال له : اتْرُك فضول النظر تُوفَّق للخشوع ، واتْرُك فضول الكلام تُوفَّق للحكمة ، واتْرُك فضول الطعام تُوفَّق للعبادة ، واتْرُك التجسس على عيوب الناس تُوفَّق للاطلاع على عيوب نفسك ، واترك الخوض في ذات الله تُوقَ الشك والنفاق .
..
-
إطلاقات لفظ الضلال ..
قال الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " :
لفظ الضلال يُطلق في القرآن ، وفي اللغة العربية ثلاثة إطلاقات:
الإطلاق الأول : يُطلق الضلال مرادا به الذهاب عن حقيقة الشيء ، فتقول العرب في كل مَن ذهب عن علم حقيقة شيء : ضلّ عنه ، وهذا الضلال ذهاب عن علم شيء ما، وليس مِن الضلال في الدِّين ...
والإطلاق الثاني : وهو المشهور في اللغة ، وفي القرآن : هو إطلاق الضلال على الذهاب عن طريق الإيمان إلى الكفر ، وعن طريق الحق إلى الباطل ، وعن طريق الجنة إلى النار ، ومنه قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) .
والإطلاق الثالث : هو إطلاق الضلال على الغيبوبة والاضمحلال ، تقول العرب : ضلّ الشيء إذا غاب واضمحل ، ومنه قولهم : ضل السمن في الطعام ، إذا غاب فيه واضمَحلّ ، ولأجل هذا سَمّت العرب الدفن في القبر إضلالا ; لأن المدفون تأكله الأرض ، فيغيب فيها ويضمَحِلّ .
ومن هذا المعنى قوله تعالى : (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ) الآية يَعنون : إذا دُفنوا وأكلتهم الأرض ، فَضَلّوا فيها ، أي : غابوا فيها واضمحلوا .
..
-
ميزان الإيمان ..
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا إذا فقدنا لإنسان في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن . رواه ابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه ، ومن طريقه : رواه البيهقي في الكبرى .
قال ابن القيم : لا يَزنُ العبد إيمانه ومحبته لله بِمثل ميزان الصلاة ، فإنها الميزان العادل ، الذى وَزنه غير عائل !
..
-
النظر في عيوب الناس ..
يُروَى عن عيسى ابن مريم عليه السلام أنه قال : لا تُكثروا الكلام بِغير ذِكر الله تعالى فتَقْسُو قلوبكم . ولا تَنظروا في عيوب الناس كأنّكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، فإنما الناس مُبْتَلَى ومُعافَى ؛ فارحَمُوا أهل البلاء ، واحْمَدوا الله على العافية . رواه الإمام مالك بلاغا ، ورَواه ابن أبي شيبة أن محمد بن يعقوب قال : قال عيسى ابن مريم ، فَذَكَره .
قال أبو الوليد الباجي : وقوله : " لا تنظروا في عيوب الناس كأنكم أرباب " يُريد أن العبد لا ينظر في ذنوب غيره ؛ لأنه لا يُثيب على حَسَنها ، ولا يُعاقب على سَيّئها ، وإنما ينظر فيها رَبّه الذي أمَره ونَهاه ؛ فيُثِيبه على حَسَنها ، ويُعاقبه على سَيّئها ، وأما العبد فإنه ينظر في عيوب نفسه ، ليُصلح منها ما فَسَد ، ويتوب منها عمّا فَرَط . اهـ .
..
-
وقال ذو النون : مَن نَظر في عيوب الناس عَمِي عن عيوب نفسه ، ومَن عُني بالنار والفردوس شُغِل عن القال والقِيل .
..
-
تنتشر مقاطِع لأشخاص يقرءون القرآن بألحان وتطريب . وهذا بِدعة مُحدَثَة
فقد سئل الإمام أحمد عن القرآن بالألحان فقال : بدعة لا تُسمَع .
وسُئل عن القراءة بالألحان فقال : هو بدعة ومُحدَثة . قيل له : تكرهه يا أبا عبد الله ؟ قال : نعم ، إلاّ ما كان مِن طَبع ، كما كان أبو موسى الأشعري ، فأما من تعلمه ، فألحان مكروهة .
وقال الأثرم : سألت أبا عبد الله [الإمام أحمد] عن القراءة بالألحان فقال : كل شيء مُحدَث فإنه لا يُعجبني إلاّ أن يكون صوت الرجل لا يتكلّفه .
استفسار عن قراءة القرآن بالألحان
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=79043
..
-
الشيخ /عبدالرحمن السحيم:
احرص على إخفاء عملك ..
قال رجاء بن أبي سلمة : نظر رجاء بن حيوة إلى رجل ينعس بعد الصبح ، فقال : انتبه ، لا يظنّ الظَّانّ أنّ ذا عن سَهَر !
..
-
الثقة بالله عزَّ وجَلّ ..
تَهدّد عبدُ الملك بن مروان خالدَ بن يزيد بن معاوية بالحرمان والسطوة ، فقال خالد : أتُهددني ويَد الله فوقك مانعة ، وعطاؤه دونك مبذول ؟
..
-
5 أسئلة ..
قيل لخالد بن يزيد بن معاوية : ما أقرب شيء ؟ قال : الأجل .
قيل : فما أبعد شيء ؟ قال : الأمل .
قيل : فما أرجى شيء ؟ قال : العمل .
قيل : فما أوحش شيء ؟ قال : المَيّت .
قيل : فما آنس شيء ؟ قال : الصاحب الْمُوَاتِي .
ويُروى عن الإمام الشافعي :
أحب مِن الإخوان كل مُواتِي ... وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يُوافقني في كل أمْـرِ أريده ... ويحفظني حيّا وبعد مماتي
..