-
لا تُلقِ شيئا في المسجد ..
جاء في ترجمة إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الدمشقي :
قال الحافظ الضياء : ورأيته ربما يَكُون فِي مَسْجِد ، فِإذا أخذ من لحيته شَعْرَة جَعَل ذَلِكَ فِي عمامته . وربما بَرَى قَلمًا فيتحفّظ مِن القلامة ، ولا يدعها فِي الْمَسْجِد .
وسمعت مَن يَقُول : كَان يَكُون على ثوبه غبار ، فَيَقُول لي : اذهب فانفضه خارج الْمَسْجِد !
..
-
وصية ابن الجوزي لكل امرأة عاقلة ..
قال ابن الجوزي : ينبغي للمرأة العاقلة إذا وَجَدَت زوجًا صالحا يُلائمها أن تَجتهد في مَرضاته ، وتجتنب كل ما يُؤذيه ، فإنها متى آذته أو تَعَرَّضَتْ لِمَا يَكرهه أوْجَب ذلك مَلالَته ، وبَقي ذلك في نفسه ، فربما وَجد فُرصته فَتَركها أو آثر غيرها ، فإنه قد يَجِد ، وقد لا تَجِد هي ، ومعلوم أن الْمَلَل للمُسْتَحْسَن قد يَقع ، فكيف للمَكْروه ؟!
..
-
هكذا بَلَغ الصحابة رضي الله عنهم المنازل العليا ..
طاعة رسول الله ﷺ بلا تردّد : إن أمَرَكم فأطيعُوه ..
بَعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سَريّة ، واستعمل عليهم رجلا مِن الأنصار ، قال : فلما خرجوا وَجَد عليهم في شيء ، فقال لهم : أليس قد أمَرَكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني ؟ فقالوا : بلى . فقال : اجمعوا حَطَبا ، ثم دعا بِنَار فأضْرَمها فيه ، ثم قال : عَزَمْت عليكم لتدخُلنّها ، فَهَمّ القوم أن يدخلوها، فقال لهم شاب منهم : إنما فَرَرتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن النار ، فلا تعجلوا حتى تَلْقَوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها ، قال : فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال لهم : لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف . رواه الإمام أحمد ، وأصله في الصحيحين .
..
-
دعاء الأنبياء : ربنا ربنا ..
قال أبو الدرداء وابن عباس رضي الله عنهم : اسم الله الأكبر : رَبِّ رَبِّ . رواه ابن أبي شيبة والحاكم وصححه .
🔹وقال جعفر الصَّادق : مَن حَزَبه أمْرٌ فقال خمس مرّات : ربَّنا ربَّنا ، ودعَا في كشفِه إلاّ أنجاهُ اللهُ مِمَّا يَخافُ ، وأعطاهُ ما أراد .
🔹وقال ابن وهب سُئل مالك عن الداعي يقول : يا سيدي ؟ فقال : يُعجبني دعاء الأنبياء : رَبّنا رَبّنا .
🔹قال ابن رجب : الإلحاح على الله بتكرير ذِكر رُبوبيته ، مِن أعظم ما يُطلب به إجابة الدعاء .
..
-
اقْبَل الحقّ ممن جاء به ، ولا يَحملك بُغضه أو عداوته على ردّ الحق ..
قال رجل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : عَلّمني كلمات جَوامع نَوافِع ، فقال : لا تشرك به شيئا ، وزِل مع القرآن حيث زال ، ومَن جاءك بالحق فاقبل منه ، وإن كان بعيدا بغيضا ، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه ، وإن كان قريبا حبيبا . (شرح السنة للبغوي)
.
-
خُذ الْحِكمة والموعِظة ممن جاء بها ..
قال مالك بن دينار : أبكاني الْحَجَّاج في مَسجدكم هذا وهو يخطب ، فسمعته يقول : امرؤ زَوّد نَفْسه ، امرؤ وَعَظ نَفْسه ، امرؤ لم يَأتَمِن نَفْسه على نَفْسه ، امرؤ أخَذ مِن نَفْسه لِنَفسه ، امرؤ كان لِلِسَانه وقَلبه زاجِرٌ مِن الله تعالى . قال : فأبكاني . رواه ابن أبي شيبة .
..
-
موعظة قصيرة بليغة ..
دَخل طاووس بن كيسان على هشام بن عبد الملك فقال له : اتق الله واحذر يوم الأذان . فقال : وما يوم الأذان ؟ قال : قوله تعالى : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) فصعق هشام . فقال طاوس : هذا ذلّ الصِّفة فكيف ذُلّ المعاينة ؟
..
-
سَلِ الله الثبات ، وعُذْ به مِن الضلال ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنَبْت ، وبك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك ، لا إله إلا أنت ، أن تُضلّني ، أنت الحي الذي لا يموت ، والجن والإنس يموتون . رواه مسلم .
قال ابن كثير : وفي الدعاء المأثور : اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا ووفّقنا لاجتنابه ، ولا تجعله مُلْتبَِسا علينا فنَضِل ، واجعلنا للمتقين إماما .
..
-
الخوارِج يَعِيبون خيار المؤمنين ، ويَنتقِدون مَن هو خير وأفضل منهم وأعلم !
روى البخاري مِن طريق الأزرق بن قيس قال : كنا بالأهواز نقاتل الْحَرُورِية ، فبينا أنا على جُرف نَهر إذا رَجل يُصلّي ، وإذا لِجَام دابته بيده ، فجعلت الدابة تنازعه وجعل يَتْبَعها . قال شعبة : هو أبو بَرزة الأسلمي . فجعل رجل مِن الخوارج يقول : اللهم افعل بهذا الشيخ ! فلما انصرف الشيخ قال : إني سَمعت قولكم ، وإني غَزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات أو سبع غزوات أو ثمان ، وشَهِدت تَيْسِيره ، وإني إن كنت أن أراجع مع دابتي أحبّ إليّ مِن أن أدعها ترجع إلى مألَفها فيَشقّ عليّ .
..
-
مُسارَعة الخوارج في تكفير المؤمنين ..
سأل بُكير بن الأشج نافعا : كيف كان رأي ابن عمر في الخوارج ؟ فقال : كان يقول : هُم شِرار الخلق ؛ انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين .
وذَكَر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قيل لابن عمر : إن نَجْدَة الحروري يقول : إنك كافر ! وأراد قَتل مَولاك إذ لَم يَقُل إنك كافر ! فقال ابن عمر : والله ما كَفَرت منذ أسْلَمت ؟
(الاستذكار لابن عبد البر)
..
-
الخوارج يكفّرون المؤمنين ..
وإذا كفّرُوهم نَهَبوا أموالهم بِحُجّة أنها غنائم !!
مَرّ أصحاب نَجْدة الحروري على إبلٍ لِعبد الله بن عُمر رضي الله عنهما ، فاستاقُوها ، فجاء راعيها ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، احتسب الإبل ، قال : ما لَهَا ؟ قال: مَرّ بها أصحاب نَجْدة فذهبوا بها ، قال : كيف ذهبوا بالإبل وتركوك ؟ قال : قد كانوا ذهبوا بي معها ، لكني انفَلَتّ منهم ، فما حَمَلَك على أن تركتهم وجئتني ؟ قال : أنت أحبّ إليّ منهم ، قال : الله الذي لا إله إلاّ هو لأنا أحب إليك منهم ؟ قال : فَحَلَف له ، قال : فإني أحتسبك معها ؛ فأعتَقَه . (تاريخ دمشق)
..
-
من علامات الخوارج !
قال ميمون بن مهران : أتدري ما الحروري الأزرقي ، هو الذي إذا خَالَفْت آية سَمّاك كافرا ، واستحلّ دَمَك !
..
-
ليس في قلوب أهل البدع رحمة للْخَلْق ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الخوارج هُم أول مَن كفّر المسلمين ، يُكفّرون بالذنوب ، ويُكفِّرون مَن خالَفهم في بدعتهم ، ويستحلون دمه وماله ! وهذه حال أهل البدع ؛ يبتدعون بدعة ويُكفِّرون مَن خالَفهم فيها . وأهل السنة والجماعة يَتَّبعون الكتاب والسنة ، ويُطيعون الله ورسوله ؛ فَيَتّبِعون الْحَقّ ، ويَرْحمون الْخَلْق .
..
-
قال الإمام الشعبي : ليس حُسن الجوار أن تكفّ أذاك عن الجار ، ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار .
..
-
الدِّين النصيحة ..
قال القرطبي في قوله تعالى : (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) :
َدَلَّتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى أَنَّ الْمُسْلِمَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُحَذِّرَ أَخَاهُ مِمَّا يَخَافُ عَلَيْهِ ، وَيُرْشِدَهُ إِلَى مَا فِيهِ طَرِيقُ السَّلامَةِ وَالنَّجَاةِ ، فَإِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ، وَالْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ .
..