-
الملائكة تحبّ الروائح الزكية ، وتَكره الروائح الكريهة .. والشياطين على العكس مِن ذلك !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بَنو آدم . رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي : سبب امتناعهم مِن بَيت فيه كَلب :
لِكَثرة أكله النجاسات ، ولأن بعضها يُسمّى شيطانا ، كما جاء به الحديث ، والملائكة ضدّ الشياطين ، ولِقُبح رائحة الكلب ، والملائكة تكره الرائحة القبيحة ، ولأنها مَنهي عن اتخاذها ، فعُوقب مُتّخِذها بِحِرْمَانه دخول الملائكة بيته ، وصلاتها فيه ، واستغفارها له ، وتبريكها عليه وفي بيته ، ودفعها أذى الشيطان .
..
-
مِن دُهاة العرب ..
جاء في ترجمة أبي بكر ابن الباقلاني : وقد سار القاضي رَسولا عن أمير المؤمنين إلى طاغية الروم ، وَجَرَت له أمور ، منها : أن الملك أدخله عليه مِن باب خَوخة ليدخل راكعا للمَلك ، ففطن لها القاضي ، ودخل بِظَهره .
ومنها أنه قال لراهبهم : كيف الأهل والأولاد ؟
فقال الملك : مَه ! أما عَلِمت أن الراهب يَتَنَزّه عن هذا ؟
فقال : تُنَزّهونه عن هذا ، ولا تُنَزّهون رب العالمين عن الصاحبة والولد ؟!
..
-
قال الحسن البصري : فَضح الموتُ الدنيا ، فلم يترك فيها لِذي لُبّ فَرحا . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
قال أبو العتاهية :
الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِيةٌ *** وكُلُّ نفسٍ تُجزَى بِمَا كَسَبُتْ
..
-
هنيئا لِمَن مات على السُّنَّة ..
قال الْمَرُّوْذِيُّ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ [ الإمام أحمد ] : مَنْ مَاتَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّةِ ، مَاتَ عَلَى خَيْرٍ ؟
فَقَال : اسكتْ ، بَلْ مَاتَ عَلَى الخَيْرِ كُلِّهِ .
..
-
ذهاب الصالحين نقص مِن الأرض ..
قال عطاء بن أبي رباح في قول الله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) قال : ذهاب فقهائها وخيار أهلها . قال أبو عمر ابن عبد البر : قول عطاء في تأويل الآية حسن جدا ، تلقّاه أهل العلم بالقبول .
وقال مجاهد (نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) قال : موت الفقهاء والعلماء .
(الجامع لأحكام القرآن – تفسير القرطبي)
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها ... مَتى يَمُت عالِم منها يَمُت طرفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغَيث حَلّ بها ... وإن أبَى عاد في أكنافها التَّلفُ
..
-
حينما دُفن شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي رحمه الله .. تذكرت قول حسّان بن ثابت رضي الله عنه حين رثى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان مما قال :
لقد غيّبوا حِلما وعلما ورحمة ... عشية علّوه الثرى لا يُوسّد
رَحِم الله شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي ..
رحل شيخنا الكريم بِحُسن سيرة ، والكل يشهد له بالخير .. وترك علما يُنتفع به ..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة . فقلنا : وثلاثة ؟ قال : وثلاثة . فقلنا : واثنان ؟ قال : واثنان . ثم لم نسأله عن الواحد . رواه البخاري .
..
-
اسألوا الله من فضله ..
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) : يا مَن ليس هَمّه إلاّ الدنيا ، اعْلَم أن عند الله ثواب الدنيا والآخرة ، وإذا سألته مِن هذه وهذه أعطاك وأغناك وأقْنَاك .
.
-
الحياء لا يأتي إلاّ بِخير ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام الذهبي : ولَمّا تُوفي الحاجِب ابن أبي عامر ، قام في منصبه ابنه الملقب بالْمُظَفَّر : أبو مروان عبد الملك بن محمد ، وجَرى على مِنوال والِدِه ، فكان ذا سَعد عظيم ، وكان فيه حَياء مُفْرِط يُضْرَب به الْمَثَل ، لكنه كان مِن الشجعان المذكورين ، فَدَامَت الأندلس في أيامه في خَير وخَصب وعِزّ إلى أن مات .
..
-
إنما يُكرم الإنسان بأعماله وطاعاته ..
قال البغوي في قوله تعالى : (وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) : قَطَع الله بهذه الآية طَمَع كل مَن يَركب المعصية أن يَنفعه صلاح غيره ، ثم أخبر أن مَعصية غيره لا تَضرّه إذا كان مطيعا . اهـ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ . رواه مسلم .
..
-
تعظيم السُّنّة .. احذروا مِن الانخداع بِمَن يردّ السنة ..
قَالَ الإمامُ أَحْمَدُ : مَنْ رَدَّ حَديثَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ عَلَى شَفَا هَلَكَةٍ .
وقال الإمام إسحاق بن راهويه – شيخ الإمام البخاري - : مَن بَلَغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر يُقِرّ بِصِحّته ، ثم رَدّه بغير تَقِية ؛ فهو كافر .
وقال ابن حزم : لا يَسع مُسلما يُقرّ بالتوحيد أن يرجع عند التنازع إلى غير القرآن والخبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أن يأبَي عمّا وَجَد فيهما ، فإن فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه فهو فاسق ، وأما مَن فعله مُستَحِلا للخروج عن أمرهما وموجبا لطاعة أحد دونهما ؛ فهو كافر ، لا شك عندنا في ذلك .
(الإحكام في أصول الأحكام)
..
-
كُن على حذر ..
قال أبو عمرو بِنِ اِلعلاء : كُن على حَذر مِن الكريم إذا أهَنْته ، ومِن اللئيم إذا أكْرَمته ، ومِن العاقل إذا أحْرَجته ، ومِن الأحمق إذا مازَحْته ، ومِن الفاجر إذا عاشرته .
وليس مِن الأدب أن تُجيب مَن لا يسألك ، أو تسأل مَن لا يُجيبك ، أو تُحدِّث مَن لا يُنصِت لك .
..
-
كُفران الـنِّعَم من أكبر الكبائر ، أو هو أكبر من الكبائر ..
ومِن أعظَم كُفران الـنِّعَم : أن تَبيت المرأة في بيت زوجها ، وتأكل مِن كَسبِه ، وتَلبَس مِن مَالِه ، وتلوذ بِحِماه ، فضلا عن الكماليات التي يُوفِّرها لها ؛ ثم تتنكّر له وتَذمّه ، وترى أنه لا فضل له عليها !
وهذا سبب مِن أسباب دُخول النار ، كما في الصحيح مِن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج في أضحى أو فطر إلى الْمُصَلَّى ، فَمَرّ على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن ، فإني أريتكن أكثر أهل النار ، فَقُلن : وَبِمّ يا رسول الله ؟ قال : تُكثرن اللعن ، وتَكفرن العشير .
وتفصيل أكثر هنا :
لماذا أكثر أهل النار من النساء ، وفيهن العابدات والصالحات ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30149
..
-
الفرق بين البُخل والشّحّ :
قال القرطبي : واختُلف في البخل والشحّ ؛ هل هما بمعنى واحد أو بمعنيين :
فقيل : البخل الامتناع من إخراج ما حصل عندك ، والشح : الحرص على تحصيل ما ليس عندك .
وقيل : إن الشح هو البخل مع حِرص . وهو الصحيح ؛ لِمَا رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشحّ ، فإن الشح أهلك مَن كان قبلكم ؛ حَمَلَهم على أن سَفَكوا دماءهم ، واستحَلّوا مَحَارِمهم" . اهـ .
اللهم قِنَا شُحّ أنفسنا ..
..
-
العفو أفضل ، ولا تَزِد على مَن ظَلَمك بالدّعاء أو الوقيعة فيه ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : القصاص في الأعراض مشروع أيضا : وهو أن الرجل إذا لَعن رجلا أو دعا عليه ؛ فَلَه أن يَفعل به كذلك ، وكذلك إذا شتمه بِشتمة لا كَذب فيها . والعفو أفضل .
..
-
حقيقة صِلَة الرَّحم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمه وَصَلَهَا . رواه البخاري .
قال الحافظ العراقي : والمراد بالوَاصِل في هذا الحديث الكامل ، فإن في المكأفاة نوع صِلة بِخلاف مَن إذا وَصَله قريبه لم يُكافئه ، فإن فيه قَطعا بإعراضه عن ذلك ، فهو من قَبِيل : " ليس الشديد بالصُّرَعة " و" ليس الغِنى عن كثرة العَرَض ".
قال ابن حجر : لا يَلزم مِن نَفي الوَصل ثبوت القَطع ، فهم ثلاث درجات : مُواصِل ، ومُكافِئ ، وقاطِع .
فالوَاصل مَن يَتفَضّل ولا يُتَفَضَّل عليه ، والمكافئ الذي لا يَزيد في الإعطاء على ما يأخذ ، والقاطع الذي يُتَفَضَّل عليه ولا يَتَفَضَّل .
وكما تقع المكافأة بالصِّلَة مِن الجانبين كذلك تقع بالمقاطعة مِن الجانبين ؛ فمن بدأ حينئذ فهو الواصِل ، فإن جُوزِي سُمِّي مَن جازاه مُكَافِئا . اهـ .
..