-
الرضا عن الله وأفعاله وأقداره .. ليست مُجرّد كلمة ، بل هي قول وعَمل واعتقاد ورضا وتسليم ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وجبت له الجنة ، رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربا ، وبمحمد رسولا ، وبالإسلام دينا ، غفر له ذنبه . رواه مسلم.
..
-
إذا كنت في الصلاة فإنك تُناجي ربّك ، فلا تُغطّ فَمَك ..
قال أبو هريرة رضي الله عنه : نَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُغَطِّي الرَّجل فَاه في الصلاة . رواه أبو داود وابن ماجه ، وحسّنه الحافظ العراقي والألباني .
وروى ابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر أنه كَرِه أن يَتَلَثَّم الرَّجل في الصلاة .
وروى الإمام مالك عن عبد الرحمن بن الْمُجَبَّرِ أنه كان يَرى سالم بن عبد الله إذا رأى الإنسان يُغطي فَاه وهو يصلي جَبَذ الثوب عن فِيه جَبْذًا شَديدا حتى يَنْزِعه عن فِيه .
وروى ابن أبي شيبة مِن طريق هلال بن يَساف عن جَعْدة بن هُبيرة أنه رأى رجلا يُصلي وعليه مِغْفَر وعمامة قد غَطّى بهما وَجْهه ، فأخَذ بِمِغْفَره وعِمامته فألْقَاهُمَا مِن خَلْفه .
.
-
شَفيعك يوم القيامة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . اقرءوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فِرقان مِن طير صوافّ ، تُحَاجَّان عن أصحابهما . اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بَركة ، وتركها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بَلَغني أن البَطَلَة السحرة . رواه مسلم .
قال ابن بطال : إذا كان مَن قرأ الآيتين مِن آخر سورة البقرة كَفَتَاه ، ومَن قرأ آية الكرسى كان عليه مِن الله حافظ ، ولا يَقْرَبه شيطان حتى يُصبح ؛ فما ظنك بِمَن قَرأها كلها مِن كفاية الله له وحِرزه وحِمايته مِن الشيطان وغيره ، وعظيم ما يُدّخَّر له مِن ثوابها ؟
..
-
النجم والشجر ..
قال ابن جرير : الشَّجَر في كلام العرب : كل ما قام على سَاق ، ومنه قول الله جل ثناؤه : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) يعني بالنجم : ما نَجَم مِن الأرض مِن نَبْت . وبِالشَّجر : ما اسْتَقلّ على سَاق .
..
-
شَرْط الوَلاية : الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أولياء الله المتقُون هُم المقتَدُون بِمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ فيفعلون ما أمَر به ، وينتهون عمّا عنه زَجر ، ويَقْتَدُون به فيما بَيَّن لهم أن يَتّبِعوه فيه ؛ فيؤيدهم بملائكته وروح منه ، ويقذف الله في قلوبهم مِن أنواره ، ولهم الكرامات التي يُكرم الله بها أولياءه المتقين .
..
-
قال ابن القيم : أعظم الرِّبح في الدنيا أن تَشغل نفسك كل وَقت بما هو أوْلى بها وأنفع لها في مَعَادها .
..
-
بشارة عظيمة في أرجى الأحاديث ..
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) ، وقال عيسى عليه السلام : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي ، وبكى ، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فَسَلْه : ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام ، فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال - وهو أعلم - فقال الله : يا جبريل ، اذهب إلى محمد ، فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك . رواه مسلم .
قال النووي :
هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد ، منها : بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، واعتنائه بمصالحهم ، واهتمامه بأمْرهم .
ومنها : البشارة العظيمة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا - بما وعدها الله تعالى بقوله : " سنرضيك في أمتك ولا نسوءك " . وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها
ومنها : بيان عِظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى ، وعظيم لُطفه سبحانه به صلى الله عليه وسلم .
..
-
الآية التي جَمَعت الحث على الخير والتحذير مِن الشر ..
قَرَأ الْحَسَن يَوْمًا هذه الآية : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ثم وقف فقال : إن الله عزّ وجل جَمَع لكم الخير كُلّه ، والشرّ كُلّه في آية واحدة ، فو الله ما تَرَك العَدْل والإحسان مِن طاعة الله شيئا إلاّ جَمَعه ، ولا تَرَك الفحشاء والْمُنْكَر والبَغي مِن مَعصية الله شيئا إلاَّ جمعه . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
..
-
قد وَقَع ما أخبر به أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ..
روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن يونس بن جبير أبي غلاب عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال : كنا مع أبي موسى الأشعري في جيش على ساحل دِجلة ، إذْ حضرت الصلاة فنادى مُنادِيه للظهر ، فقام الناس إلى الوضوء فتوضووا ، فصلى بهم ثم جلسوا حِلقا ، فلما حضرت العصر نادى مُنادي العصر ، فَهَبّ الناس للوضوء أيضا ، فأمَر مُنادِيه فنادى : ألاَ لا وضوء إلاَ على مَن أحدث ، قد أوشك العلم أن يذهب ، ويَظهر الجهل حتى يَضرب الرجل أُمّه بالسيف مِن الجهل .
وإسناده صحيح .
وهذا الحديث له حُكم الحديث الْمَرْفُوع ؛ لأنه لا يُقال مِن قَبيل الرأي .
..
-
بُشرى عظيمة .. احرص على تطبيق ما في هذا الحديث ..
رَوى أبو أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَن مَشى إلى صلاة مكتوبة وهو مُتَطَهِّر كان له كأجْر الْحَاج الْمُحْرِم ، ومَن مَشَى إلى سُبْحَة الضّحى كان له كأجْر الْمُعْتَمِر ، وصلاة على إثر صلاة لا لَغو بينهما كتاب في عِلِّيين . وقال أبو أُمامة : الغدو والرواح إلى هذه المساجد مِن الجهاد في سبيل الله . رواه عبد الرزاق والإمام أحمد والطبراني .
وفي رواية الطبراني : ومَن مشى إلى صلاة تطوّع فهي كَعُمرة نافلة .
..
-
لا تشغلوا أنفسكم بِمَن ظَلَمكم ، ولكن أصلحوا ما بينكم وما بين الله تبارك وتعالى ..
قال مالك بن دينار : قرأت في الْحِكَم أن الله تعالى يقول : أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بِيدي ، فمن أطاعني جَعَلْتُهم عليه رحمة ، ومَن عصاني جَعَلْتُهم عليه نِقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بِسبّ الملوك ، ولكن توبوا إليّ أعطّفهم عليكم .
وسَمِع ابن سيرين رَجلا يَسبّ الْحَجَّاج ، فقال : مَه ! أيها الرجل ، إنك لو وَافَيتَ الآخرة كان أصغر ذنب عَمِلته قَطّ أعظم عليك مِن أعظم ذنب عَمِله الحجاج ، واعلم أن الله عزّ وجَلّ حَكَم عَدل ، إن أخذ مِن الحجاج لمن ظَلَمه شيئا ، أخَذ للحجاج ممن ظَلَمه ؛ فلا تَشغلن نفسك بِسبّ أحد . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
..
-
العبرة بِحُسن العمل لا بِكثرته ..
ففي الكتاب : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)
وفي السُّنة :
روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من طريق أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَذَ بيده ، وقال : يا معاذ والله إني لأحبك ، والله إني لأحبك ، فقال : أوصيك يا معاذ لا تَدَعَنّ في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذِكرك وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادتك .*
وأوصى بذلك معاذ : الصنابحي ، وأوصى به الصنابحي : أبا عبد الرحمن الحُبُلي ، وأوصى أبو عبد الرحمن : عقبةَ بن مسلم .
فهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لَصاحِبه الذي أحبّه ، وهي وصية صاحبه لمن بعده ، ومن بعده لمن بعده !
..
-
الاقتداء المُتوارَث ..
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق قال : أهل مكة يقولون : أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء ، وأخذها عطاء من ابن الزبير ، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر ، وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم . ما رأيت أحدا أحسن صلاة مِن ابن جريج .
..
-
لَمّا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحْيَا الناس قَلْبًا كان أكثرهم لله ذِكْرا .
قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يَذْكُر اللَّهَ على كُلِّ أَحْيَانِه . رواه مسلم .
..
-
هل سَمعت بِـ فِتْنة الصَّدْر ؟!
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ مِن خَمْس : مِن الْجُبن والبُخل وسُوء العُمر وفِتنة الصَّدْر وعذاب القبر . رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، وزاد : قال وكيع : يعني الرَّجل يَموت على فتنة ، لا يستغفر الله منها . يعني : فِتنة الصَّدْر .
والحديث رواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الشيخ شعيب الأرنؤوط .
قال المناوي : كان يتعوذ من خمس : مِن الْجُبن بضم الجيم وسكون الموحدة : الضن بالنفس عن أداء ما يَتعيّن مِن نحو قتال العدو .
والبُخل : أي : منع بَذل الفضل سِيّما للمُحتاج ، وحُب الجمع والادخار .
وسُوء العُمر : أي : عدم البركة فيه بِقُوّة الطاعة والإخلال بالواجبات .
وفِتنة الصَّدر : بفتح الصاد وسكون الدال المهملتين : ما ينطوي عليه الصدر مِن نحو حَسد وغِلّ وعقيدة زائغة .
وعذاب القبر : أي : التعذيب فيه بنحو ضرب أو نار أو غيرهما على ما وقع التقصير فيه مِن المأمورات أو المنهيات ، والقصد بذلك تعليم الأمة كيف يتعوّذون .
..