-
الإمام أحمد بن نصر الخزاعي الثابِت على دِينِه وعلى مَبادِئِه .
🔸 قال السّبكِي : وأما الأستاذ أحمد بن نصر الخزاعي ، ذو الجنان واللسان والثبات وإن اضطرب المهند والسّنَان ، والوثبات وإن ملأت نار الفتنة كل مكان ، فإنه كان شيخا جليلا قَوّالاً بِالْحَقّ أمّارا بالمعروف نَهّاء عن المنكر ، وكان من أولاد الأمراء ، وكانت محنته على يَدِ الوَاثِق قال له : ما تقول في القرآن ؟ قال : كلام الله ، وأصَرّ على ذلك غير مُتَلَعْثِم ، فقال بعض الحاضرين : هو حَلال الدم !
فقال ابن أبى دؤاد : يا أمير المؤمنين شيخ مُخْتَل لَعلّ به عَاهة أو تَغَيّر عَقْل يُؤخّر أمْره ويُسْتَتَاب .
فقال الواثق : ما أرَاه إلاّ مُؤدّيا لِكُفْره قائما بما يعتقده منه ، ثم دعا بالصّمْصَامة ، وقال : إذا قُمْت إليه فلا يَقُومَنّ أحَد مَعي ، فإني أحتسب خُطاي إلى هذا الكافِر الذي يَعبد رَبّا لا نَعْبده ولا نَعرِفه بِالصّفة التي وَصَفه بها ثم أمَر بِالنّطع ، فأُجْلِس عليه وهو مُقَيّد ، وأمَر أن يُشَدّ رأسه بِحَبل ، وأمَرَهم أن يَمدّوه ، ومشى إليه ، فَضَرَب عُنُقه ، وأمَر بِحَمْل رأسه إلى بغداد فنُصِبَت بالجانب الشرقي أيامًا ، وفي الجانب الغربي أيامًا ، وتَتَبّع رؤوس أصحابه فسُجِنُوا .
🔹 قال الحسن بن محمد الخرقي : سمعت جعفر بن محمد الصائغ يقول : رأيت أحمد بن نصر حيث ضُرِبَت عُنُقه قال رأسه : لا إله إلا الله .
🔘 قال المرّوذِي : سمعت أبا عبد الله [ الإمام أحمد] وذُكِر أحمد بن نصر ، فقال : رحمه الله ما كان أسْخَاه ! لقد جَادَ بِنَفْسِه . (طبقات الشافعية ، للسّبكِي)
-
لا يجوز الاعتراض على قضاء الله .
قال ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه :
لأن يَعضّ أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمْر قضاه الله : ليت هذا لم يكن .
وقيل لابن أبي الحواري : إن فلانا قال : وددت أن الليل أطول مما هو . فقال : قد أحسن ، وقد أساء . أحسن حيث تَمَنّى طوله للعبادة والمناجاة ، وأساء حيث تمنى ما لم يُرده الله ، وأحب ما لم يُحبه الله .
وسبق :
ما رأيك بهذا القول : يا ليتني مولود أيام الجاهلية ، لا عمل ولا هَمّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19095
-
لا يجوز الاعتراض على قضاء الله .
قال ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه :
لأن يَعضّ أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمْر قضاه الله : ليت هذا لم يكن .
وقيل لابن أبي الحواري : إن فلانا قال : وددت أن الليل أطول مما هو . فقال : قد أحسن ، وقد أساء . أحسن حيث تَمَنّى طوله للعبادة والمناجاة ، وأساء حيث تمنى ما لم يُرده الله ، وأحب ما لم يُحبه الله .
وسبق :
ما رأيك بهذا القول : يا ليتني مولود أيام الجاهلية ، لا عمل ولا هَمّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19095
-
جالِس مَن تنتفع بمجالسته في دِينك
🔸 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تَصْحَب إلاَّ مُؤمِنًا ، ولا يأكل طعامك إلاَّ تَقِيّ , رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
🔸 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المرء على دِين خليله ، فلينظر أحَدكم مَن يُخَالِل . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وحسنه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوط عن إسناد أحمد : إسناده جيد .
🔘 روى عبد الله بن وَهْب عن مالك قال : كان عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من علماء الناس ، وكان إذا دَخل في صلاته ، فقَعد إليه إنسان لم يُقبِل عليه حتى يَفرَغ مِن صلاته على نحو ما كان يرى مِن طولها .
🔸 قال مالك : وإن علي بن الحسين كان مِن أهل الفضل ، وكان يأتيه فيجلس إليه فيطوّل عُبيد الله في صلاته ولا يلتفت إليه ، فقال له علي بن الحسين وهو ممن هو منه ! فقال : لابدّ لمن طلب هذا الأمر أن يُعنى به .
🔹 وقال : قال نافع بن جُبير لعلي بن الحسين : إنك تجالس أقواما دونا . فقال له علي بن الحسين: إني أُجالِس مَن أنتفع بمجالسته في ديني . قال : وكان نافع يَجِد في نفسه ، وكان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدّين .
🔘 وقال محمد بن سعد ، عن علي بن محمد عن علي بن مجاهد ، عن هشام بن عروة قال : كان علي بن الحسين يَخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يَقرعها ، وكان يُجالِس أسلم مولى عمر ، فقال له رجل مِن قريش : تَدَع قريشا وتُجالس عبد بني عدي ؟! فقال علي : إنما يَجلِس الرّجُل حيث ينتفع .
(تهذيب الكمال ، للمِزّي)
وسبق :
كيف يكون التعامل مع زميلات شيعيات ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=81
-
مِن أعظَم الأدْوِيَة
قال ابن القيم : مِن أعظم علاجات الْمَرَض : فِعل الخير والإحسان والذّكْر والدعاء والتضرع والابتهال إلى الله والتوبة ، ولهذه الأمور تأثير في دَفع العِلل وحصول الشفاء أعظم مِن الأدوية الطبيعية ، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه .
-
مِن تواضُعه عليه الصلاة والسلام ، وتواضُع أصحابه رضي الله عنهم
🔹 قال القاضي عياض في " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " : وكان صلى الله عليه وسلم يرَكْبَ الْحِمَار ، ويُردِف خَلْفَه ، ويَعُود المسَاكِين ، ويُجالِس الفُقَراء ، ويُجِيب دَعوة العبد ، ويَجْلِس بين أصحابه مُخْتَلِطا بهم ، حيثما انتهى به الْمَجْلِس جَلَس . اهـ .
🔸 قال جابر بن سمرة رضي الله عنه : كُنّا إذا انْتَهْينَا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جَلَس أحَدنا حيث يَنْتَهِي . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والترمذي ، وحسّنه ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .
🔸 وقال أنس رضي الله عنه : لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمون مِن كَرَاهيته لذلك . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية لأحمد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقْبِل وما على الأرض شخص أحبّ إلينا منه ، فما نَقُوم له لِمَا نَعْلَم مِن كَرَاهيته لذلك .
وتفصيل أكثر هنا :
هل من السنة أن يقوم الصغير أو يُقام من مكانه تقديرا للكبير ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2736
-
الاستغفار سبب للرّزق والنعمة .
والمعاصي سبب للمصائب والشدّة . (ابن تيمية)
-
اقْبَل الحقّ ممن جاء به ، ولا يَحملك بُغضه أو عداوته على ردّ الحق ..
◀️ قال رجل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : عَلّمني كلمات جَوامع نَوافِع ، فقال : لا تشرك به شيئا ، وزِل مع القرآن حيث زال ، ومَن جاءك بالحق فاقبل منه ، وإن كان بعيدا بغيضا ، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه ، وإن كان قريبا حبيبا . (شَرح السّنّة للبَغَوي)
🔘 خذ الْحِكمة والموعِظة ممن جاء بها ..
قال مالك بن دينار : أبكاني الْحَجَّاج في مَسجدكم هذا وهو يخطب ، فسمعته يقول : امرؤ زَوّد نَفْسه ، امرؤ وَعَظ نَفْسه ، امرؤ لم يَأتَمِن نَفْسه على نَفْسه ، امرؤ أخَذ مِن نَفْسه لِنَفسه ، امرؤ كان لِلِسَانه وقَلبه زاجِرٌ مِن الله تعالى . قال : فأبكاني . رواه ابن أبي شيبة .
-
لا تتأخّر في قبول الحق إذا جاءك ، فربما لا تتهيأ لك الفرصة مرة أخرى
في ترجمة قيس بن الخَطِيم : أدرك الإسلام وتَريّث في قَبُوله ، فقُتِل قَبْل أن يَدخُل فيه .
🛑 قدِم قيسٌ على النبي صلى الله عليه وسلم بِمَكّة ، فَعَرَض عليه الإسلام فقال : إني لأعلم أن الذي تأمُرني به خير مما تأمُرني به نفسي ، وفيها بَقِيّة مِن ذاك ، فأذْهَبُ فأستَمتِع مِن النساء والْخَمْر ، وتقدُم بَلَدنا فأتّبعك . فَقُتِل قبل أن يَتّبِع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهو القائل:
متى ما تَقْتَد بِالباطل الحَقّ يَأبه ... وإن قُدت بالحق الرواسي تَنْقَدِ
إذا ما أتيت الأمر مِن غير بابِه ... ضَللت وإن تَأتِه مِن الباب تَهْتَدِ
(معجم الشعراء)
-
-
مَن ردّ الحقّ هَلَك ، ولم يُوفّق له حين يُريده
رَوَى سَعِيد بن جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في، قوله تعالى : (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) [الأنفال: 24] قال : يَحُولُ بَيْنَ الْكَافِرِ وَالإِيمَانِ وَطَاعَةِ اللَّهِ . رواه ابن جرير الطبري في تفسيره .
🛑 كان جَبَلَة بن الأيْهَم مِن مُلُوك النَّصَارَى فَأسْلَم في أيَّامِ عُمَر ، وحَجَّ مَعه ، فَبَيْنَما هو يَطُوف بِالكَعْبَة إذْ وَطئ إزَارَه رَجُلٌ مِن بَنِي فِزَارة ، فَانْحَلَّ إزِارُه فَرَفَع جَبَلةُ يَدَه فَهَشَم أنْفَ الفِزَارِيّ ، فَاسْتَعْدَى عَلَيه عُمَر ، فَاسْتَحْضَرَه عُمَر فَاعْتَرَف ، ثم طَلَبَه للقِصَاص فَاسْتَنْكَف واسْتَكْبَر ! وسَألَ عُمَر أن يُمْهِلَه لَيْلَتَه تِلك ، فَلَمَّا ادْلَهَمّ الليل رَكِب في قَوْمِه ومَن أطَاعَه وسَارَ إلى الشَّام ثُم دَخَل بِلادَ الرُّوم ورَاجَع دِينَه دِينَ السُّوء ، أي أنه ارْتَدَّ عَن دِين الإسلام .
ولَمَّا بَدَا لجَبَلَة بن الأيْهَم أن يَعُود إلى الإسلام حِيْلَ بَيْنَه وبَيْن مَا أرَاد ، فَكَان مِمَّا قَال :
تَنَصَّرتْ الأشْرافُ مِن عَارِ لَطْمةٍ * ومَا كَان فِيها لَو صَبَرْتُ لَهَا ضَرَرْ
تكنّفني فيها اللجاجُ ونَخْوةٌ * وبِعْتُ بها العَينَ الصَّحِيحةَ بالعَوَرْ
فَيَا لَيْت أُمِّي لَم تَلِدْنِي ولَيْتَني * رَجَعْتُ إلى القَول الذي قَالَه عُمرْ
ويَا لَيْتَنِي أرْعَى الْمَخَاض بِقَفْرةٍ * وكُنْتُ أسَيرًا في رَبِيعَة أوْ مُضَرْ
ويَا لَيْتَ لي بالشَّام أدْنَى مَعْيِشةٍ * أجْلِس قَومِي ذَاهِب السَّمْع والبَصَر
أدِين بِمَا دَانُوا بِه مِن شَرِيعة * وقَد يَصْبِر العَوْد الكَبِير عَلى الدَّبَر
وكَان جَبَلَة بَعْدَ ذَلِك إذا سَمِع هَذه الأبْيَات تُغَنَّى له بَكَى حتَّى يَبُلّ لِحيَته ..
🔘 هذه القصة ذَكَرَها المؤرخون ، أمثال : ابن الجوزي وابن عساكر وابن كثير وغيرُهم .
🔹 فالبِدَار البِدَار .. قبل أن يُحَال بَيْنَك وبَيْن التَّوبَة ..
وقَبْل أن يُغلَق بَاب التَّوبة ..
وقَبْل أن تَتَمَنَّى الأوْبَة ..
-
القلوب الطاهرة ، والقلوب النّجِسَة
قال الله تبارك وتعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ)
🔘 قال ابن القيم : القلب الطاهِر لِكَمال حياته ونوره وتَخَلّصه مِن الأدران والخبائث لا يَشْبَع مِن القرآن ، ولا يَتَغَذّى إلاّ بِحَقَائقه ، ولا يَتَدَاوى إلاّ بِأدْويته ، بِخلاف القلب الذى لم يُطَهّره الله تعالى ، فإنه يَتَغَذّى مِن الأغذية التى تُنَاسِبه ، بحسب ما فيه مِن النجاسة ؛ فإن القلب النجس كَالبَدَن العَليل المريض ، لا تلائمه الأغذية التى تُلائم الصحيح .
ودلّت الآية على أن طهارة القلب مَوقوفة على إرادة الله تعالى ، وأنه سبحانه لَمّا لم يُرِد أن يُطَهّر قلوب القائلين بالباطل ، الْمُحَرّفِين للحَقّ ، لم يحصل لها الطهارة . (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان)
-
القلوب الطاهرة ، والقلوب النّجِسَة
القلوب الطاهرة ، لا تَضُرّها شًبهة ، لا تُؤثِّر فيها ، ولا تلتَصِق بها
والقلوب النّجِسَة ، تؤثّر فيها كلّ شُبهَة ، وتعصِف بها كلّ فِتْنَة
قال ابن القيم رحمه الله : وَالْقَلب يَتوارده جَيْشَان مِن الْبَاطِل : جَيش شهوات الغَيّ ، وجيش شُبُهَات الْبَاطِل ؛ فأيّما قَلْب صَغَا إليها ورَكَن إليها تَشَرّبها وامتلأ بهَا ، فيَنْضَح لِسَانه وجوارحه بموجبها ، فإن أُشْرِب شُبُهَات الْبَاطِل تَفَجَّرَتْ على لِسَانه الشّكوك والشّبُهات والإيرَادَات ؛ فيَظُنّ الْجَاهِل أن ذَلِك لِسَعَة عِلْمه ، وإنَّما ذَلِك مِن عَدم عِلْمِه ويَقِينه .
وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرَادًا بعد إيرَاد - : لا تَجعل قَلْبَك للإيرَادات والشُّبُهَات مثل السّفِنْجَة فَيَتَشَرّبها ، فلا يَنْضَح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزُّجَاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشُّبُهات بِظَاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بِصَفائه ، ويَدْفَعها بِصَلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شُبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشّبُهات . أو كما قال . فما أعلم أني انتفعت بِوَصيّة في دَفْع الشُبُهات كَانْتِفَاعِي بِذَلك . (مفتاح دار السعادة)
-
القلوب الطاهرة ، والقلوب النّجِسَة
القلوب الطاهرة لا تضرّها فتنة ما دامت السماوات والأرض
🔸 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تُعرَض الفِتَن على القلوب كالحَصِير عُودا عُودا ، فأيّ قَلْب أُشْرِبها نُكِت فيه نُكْتَة سَوداء ، وأيّ قَلْب أنكرها نُكِت فيه نُكْتَة بيضاء ، حتى تَصِير على قَلْبَيْن :
على أبيض مثل الصّفَا ، فلا تضره فِتْنَة ما دامت السماوات والأرض .
والآخر أسود مُرْبَادّا كَالكُوز مُجَخّيا ، لا يَعرِف معروفا ولا ينكر منكرا إلاّ ما أُشْرِب مِن هواه . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لِمُسلم .
🔘 قال ابن القيم : وإنّما سُمّيت الشُّبْهَة شُبْهَة لاشْتِبَاه الْحَقّ بِالْبَاطِلِ فِيهَا ؛ فإنها تَلْبَس ثَوْب الْحَقّ على جسم الْبَاطِل !
وَأكْثر النَّاس أصحاب حِسّ ظَاهر ، فَينْظر النَّاظِر فِيمَا الْبِسَته مِن اللبَاس فيعتقد صِحَّتهَا ، وأما صَاحب الْعلم وَالْيَقِين فانه لا يغتر بذلك بل يُجَاوز نظره الى بَاطِنهَا وماتحت لباسها فينكشف لَهُ حَقِيقَتهَا .
وَمِثَال هَذَا : الدِّرْهَم الزائف ؛ فَإِنَّهُ يغتر بِهِ الْجَاهِل بِالنَّقْدِ نظرا الى مَا عَلَيْهِ من لِبَاس الْفضة ، والناقد الْبَصِير يُجَاوز نظره الى مَا وَرَاء ذَلِك ، فَيطلع على زيفه .
فاللفظ الْحسن الفصيح هُوَ للشُّبْهَة بِمَنْزِلَة اللبَاس من الْفضة على الدِّرْهَم الزائف ، وَالْمعْنَى كالنحاس الَّذِي تَحْتَهُ .
(مفتاح دار السعادة)
-
* التّلاوة الحقيقية
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ) ، وقال عزّ وَجَلّ : (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ)
🔘 قال ابن القيم : هَذِه التِّلاوَة وَسِيلَة وَطَرِيقَة ، وَالْمَقْصُود التِّلاوَة الْحَقِيقِيَّة ، وَهِي : تِلاوَة الْمَعْنى واتّبَاعه تَصْدِيقًا بِخَبَرِهِ ، وائتِمَارًا بِأَمْرِه ، وانْتِهاء عن نَهْيِه ، وائتِمَامًا بِهِ حَيْثُ مَا قادَك انْقَدْت مَعَه .
فَتِلاوة الْقُرْآن تتَنَاوَل تِلاوَة لَفظه وَمَعْنَاهُ ، وتِلاوة الْمَعْنى أشْرَف مِن مُجَرّد تِلاوَة اللَّفْظ ، وَأَهْلهَا هُم أهْل الْقُرْآن الَّذين لَهُم الثَّنَاء فِي الدُّنْيَا والاخرة ؛ فَإِنَّهُم أهل تِلاوَة ومُتَابَعة حَقًا .
(مفتاح دار السعادة)
-
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) [سورة الفتح]
🔸 قال الإمام السمعاني : (وَتُوَقِّرُوهُ) أي : تُفَخِّمُوه وتَبَجِّلُوه . اهـ .
🔘 *بِقَدْر تَوقِيرك للنبي صلى الله عليه وسلم يكون تَوقِيرك لِوَرَثته*
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يُورّثوا دينارا ولا درهما ؛ إنما ورّثوا العِلم ، فمن أخذه أخَذَ بِحَظّ وافِر . رواه الإمام أحمد وأهل السنن .
-
الله يسعدكم
أنواع السعادات :
قال ابن القيم : انواع السَّعَادَة الَّتِي تُؤثِرها النُّفُوس ثَلاثَة :
🔸 سَعَادَة خارجية عَن ذَات الإنسان ، بل هِيَ مُسْتَعَارَة لَهُ من غَيره ، يَزُول باسْتِرْدَاد الْعَارِيّة ، وَهِي سَعَادَة المَال والحياة ، فَبَيْنَا الْمَرْء بهَا سَعيدا مَلْحوظا بِالعناية مَرْمُوقًا بِالأبْصَار إِذ أصْبَح فِي الْيَوْم الْوَاحِد أذل مِن وَتَد بِقَاع يُشَجّ رَأسه بالفهرواجي !
🔹 فالسعادة والفَرح بِهَذِهِ كَفَرح الأقْرَع بِجُمّة ابن عَمّه ! وَالْجمال بهَا كجمال الْمَرْء بِثِيابه وبزّته .
⏪ ويُحْكَى عَن بعض الْعلمَاء أنه رَكِب مَعَ تُجّار فِي مَرْكب فَانْكَسَرت بهم السَّفِينَة فأصْبَحوا بعد عِزّ الْغنى فِي ذلّ الْفقر ، وَوصل الْعَالم الى الْبَلَد فأُكْرِم وَقُصِد بأنواع التّحَف والكَرَامَات ، فَلَمَّا أرادُوا الرُّجُوع الى بِلادهمْ قَالُوا لَهُ : هَل لَك إلى قَوْمك كتاب أو حَاجَة ؟ فَقَالَ : نعم ، تَقولُونَ لَهُم : إذا اتّخَذتم مَالاً لا يغرق إذا انْكَسَرت السَّفِينَة ، فاتّخِذُوا الْعِلْم تِجَارَة .
🔸 السَّعَادَة الثَّانِيَة : سَعَادَة فِي جِسْمه وبَدَنه ؛ كَصِحّته واعْتِدال مِزَاجه ، وتَنَاسب أعضائه ، وَحُسْن تَرْكِيبه ، وصَفاء لَونه ، وَقُوَّة أعضائه . فَهَذِهِ ألْصَق بِهِ مِن الأولى ، وَلَكِن هِيَ فِي الْحَقِيقَة خَارِجَة عَن ذَاته وَحَقِيقَته ، فإن الإِنْسَان إنسان بِرُوحِهِ وَقَلبه لا بجسمه وبَدَنه !
🔸 السَّعَادَة الثَّالِثَة : هِيَ السَّعَادَة الْحَقِيقِيَّة ، وَهِي سَعَادَة نَفْسَانِيّة رُوحِيّة قَلْبِيّة ، وَهِي سَعَادَة الْعلم النافع وثَمَرَته ؛ فإنها هِيَ الْبَاقِيَة على تَقَلّب الأحوال ، والْمُصَاحِبة للْعَبد فِي جَمِيع أسفاره وَفِي دوره الثَّلاثَ : أعْنِي دَار الدُّنْيَا ، وَدَار البرزخ ، وَدَار الْقَرَار ، وَبهَا يَتَرَقّى مَعارِج الْفَضْل ودَرجات الْكَمَال .
أمّا الأولى فإنها تَصحَبه فِي الْبقْعَة الَّتِي فِيهَا مَاله وجَاهُه .
وَالثَّانِيَة فَعُرْضة للزّوال والتّبَدّل بِنَكْس الْخَلْق ، وَالرَّدّ إلى الضعْف .
⏺ فَلا سَعَادَة فِي الْحَقِيقَة إلاّ فِي هَذِه الثَّالِثَة الَّتِي كُلّما طَال الأمَد ازْدَادَات قُوَّة وعُلُوًّا ، وَإِذا عُدِم المَال والْجَاه فَهِيَ مَال العَبْد وجاهه ، وَتَظْهر قُوّتها وأثَرها بعد مُفَارقَة الرّوح الْبَدَن إذا انْقَطَعت السعادتان الأوّلَتَان .
✅ وَهَذِه السَّعَادَة لا يَعرِف قَدْرهَا وَيبْعَث على طَلبَهَا إلاّ الْعِلْم بهَا ؛ فَعَادَت السَّعَادَة كُلّهَا إلى الْعِلم وَمَا تقضيه ، وَالله يوفق من يَشَاء لا مَانِع لِمَا أعْطى وَلا مُعْطي لِمَا مَنَع .
(مفتاح دار السعادة)
ما الذي رَفَع قَدْرهم ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=10338
-
ما حُكم عبارة (عزيزي الجو بخصوص أن حرارتك 48 شدّ حيلك درجتين وتصبح 50) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11561
-
مَنْع الاختلاط بين الرجال والنساء
ومَنْع التّبرّج
🔹 قال ابن القيم : وَلِيّ الأمر يجب عليه أن يَمْنَع اختلاط الرّجال بِالنّساء في الأسواق والفُرَج ومَجَامِع الرّجَال .
🔸 قال مالك رحمه الله ورضي عنه : أرَى للإمام أن يَتَقَدّم إلى الصّيّاغ في قُعُود النساء إليهم ، وأرَى ألاّ يَتْرُك المرأة الشّابّة تَجْلس إلى الصّيّاغ ، فأما المرأة الْمُتَجَالّة والْخَادِم الدّون التي لا تُتّهَم على القعود ولا يُتّهَم مَن تَقْعد عِنده ؛ فإني لا أرَى بذلك بأسًا . انتهى .
فالإمام مَسئول عن ذلك ، والفتنة به عظيمة . اهـ .
⏪ قال ابن القيم : العَوْرَة عَوْرَتَان : عَوْرَة في النّظَر ، وعَوْرَة في الصلاة ؛ فالْحُرّة لها أن تُصَلّي مَكْشُوفة الوَجْه والكَفّين ، وليس لها أن تَخْرُج في الأسواق ومَجَامِع الناس كذلك . اهـ .
⏺ وصلاة المرأة مَكْشُوفة الوَجْه والكَفّين إذا لم تكن بحضرة رجال أجانب ، أما إذا كانت بحصرة رجال أجانب فيجب عليها ستر جميع بدنها .
🔘 هل الاختلاط حرام ؟ وهل يوجد دليل على وجوب الفصل بين الجنسين في التعليم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=607
-
هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان
قال ابن القيم :
الاحسان له جزاء معجل ولا بُدّ ، والإساءة لها جزاء معجل ولا بُدّ .
ولو لم يكن إلاّ ما يُجازى به المُحسن من انشراح صدوره في انفساح قلبه وسروره ولذاته بِمُعامَلة ربه عز وجل وطاعته وذِكره ونعيم روحه بمحبته .
وذكره وفرحه بِربّه سبحانه وتعالى أعظم مما يفرح القريب مِن السلطان الكريم عليه بسلطانه .
-
احذر أن لا تكون مِن عباد الله الصالحين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صَلّى أحدكم فَلْيَقُل : التّحِيّات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قُلْتُمُوها أصَابَتْ كُلّ عبدٍ لله صالح في السماء والأرض . رواه البخاري ومسلم .
🔘 قال ابن القيم : إذا كان الله ورسوله في جانب ، فاحْذَر أن تكون في الجانب الآخَر ؛ فإن ذلك يُفْضِي إلى الْمُشَاقّة والْمُحَادّة .
(الفوائد)
-
يَا حَبّذَا نَوْم الأكْيَاس
🔸 قال مُطَرّف بن عبد الله بن الشّخّير : لأن أبِيت نائمًا وأُصْبِح نَادِمًا ، أحبّ إليّ مِن أن أبيت قائما فأُصْبِح مُعْجبًا . رواه الإمام ابن المبارك في " الزّهد " والإمام أحمد في " الزّهد " .
🔹 قال الإمام الذهبي بعد أن ذَكَر هذا القَول :
لا أفلح والله مَن زَكّى نَفْسه أو أعْجَبَتْه .
🔹 قال محمد بن المنكَدِر : بِتّ أغْمِز رِجْل أُمّي ، وبَاتَ عُمر – أخِي - يُصَلّي ، وما يَسُرّني أن لَيْلَتِي بِلَيْلَتِه . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " .
-
ادّخِر لأخِرَتك ، ولا تجعل هَمّك : مظهرك وبطنك !!
🔸 قال عُمر لابنه عاصم : يا بني ، كُلْ في نِصْف بَطْنك ، ولا تَطْرَح ثَوبًا حتى تَسْتَخْلِقه ، ولا تَكُن مِن قَوم يَجْعَلون ما رَزَقَهم الله في بُطُونهم وعلى ظُهُورهم !!
🔸 وقال ابن عباس : مَن أنْفَق مائة ألف في حَقّ فليس بِسَرَف ، ومَن أنْفَق دِرْهَمًا في غير حَقّه فهو سَرَف ، ومَن مَنَع مِن حَقّ عليه ؛ فقد قَتّر .
🔘 قال القرطبي : النّفَقَة في مَعْصِية أمْر قد حَظَرَت الشريعة قليله وكثيره ، وكذلك التّعَدّي على مَالِ الغَيْر .
(الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي)
-
كَسْر التّعاظُم في النّفْس
قال مصعب بن سعد : رَأى سعد رضي الله عنه أن له فَضْلاً على مَن دُونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تُنْصَرون وتُرْزَقُون إلاّ بِضُعَفائكم . رواه البخاري .
وفي رواية النسائي مِن طريق طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظَنّ أن له فَضْلاً على مَن دُونه مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال نَبِيّ الله صلى الله عليه وسلم : إنما يَنْصُر الله هذه الأُمّة بِضَعِيفها : بِدَعْوَتهم وصَلاتهم وإخْلاصِهم .
🔘 قال ابن بطّال : وتأويل ذلك : أن عِبادة الضّعَفاء ودُعَاءهم أشدّ إخْلاصًا وأكثر خُشُوعًا ؛ لِخَلاء قُلوبهم مِن التّعَلّق بِزُخْرف الدّنيا وزَيِنتها ، وصَفَاء ضَمَائرهم مما يَقْطَعهم عن الله ، فَجَعَلُوا هَمّهم واحِدًا ؛ فَزَكَتْ أعمالهم ، وأُجِيب دُعَاؤهم .
🔹 قال الْمُهَلّب : إنما أراد صلى الله عليه وسلم بهذا القول حَضّ سَعد على التّواضُع ، ونَفْي الكِبْر والزّهْو عن قلوب المؤمنين . فَفِيه مِن الفِقه : أن مَن زَهَا على مَن هو دونه أنه يَنْبَغي أن يُبَين مِن فَضله ما يُحْدِث له في نَفْس الْمَزْهُوّ مِقْدارًا أو فَضلا حتى لا يَحْتَقِر أحَدًا مِن المسلمين .
ألاَ تَرى أن الرسول أبان مِن حال الضعفاء ما ليس لأهل القُوّة والغناء ، فأخبر أن بِدُعائهم وصَلاتهم وصَومهم يُنْصَرُون . اهـ .
🔸 وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابْغُوني الضّعيف ؛ فإنكم إنما تُرْزَقُون وتُنْصَرُون بِضُعَفَائكم . رواه الإمام أحمد وابو داود والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
-
وما يُدريك ؟ لعل هذا المُحتقَر يُساوي آلاف البشر
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=5690
-
جَوامِع الْخَيْر
قال مُطَرّف بن عبد الله : تَذَكّرت ما جِمَاع الْخَيْر ، فإذا الخير كَثير : الصوم والصلاة ، وإذا هو في يَدِ الله عزّ وَجَلّ ، وإذا أنت لاَ تَقْدِر على ما في يَدِ الله عزّ وَجَلّ إلاّ أن تسأله فيُعْطِيك ؛ فإذا جِمَاع الْخَيْر : الدّعَاء . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " .
🔹 قال ابن القيم رحمه الله : إذا كان كلُّ خيرٍ أصله التوفيق ، وهو بِيـدِ الله لا بِيَـدِ العبـد ؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصِدقِ اللجأ والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أَعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يَفتَح لـه … وما أُتي من أُتي ، إلاّ مِن قِبَل إضاعةِ الشكر وإهمالِ الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظَفِر – بمشيئة الله وعونه – إلاَّ بِقِيامه بالشكر وصِدق الافتقار والدعاء . اهـ .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما العَمل في أيام العَشر أفضل مِن العَمل في هذه . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلاّ رَجُل خَرَج يُخَاطِر بِنَفْسِه ومَالِه فلم يَرْجِع بِشيء . رواه البخاري .
🔸 وفى رواية للدّارِمِيّ : مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ وَلا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الأَضْحَى . قِيلَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ . قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ .
🔹 قال ابن رَجَب : هذا الحديث حديث عظيم جليل .
🔘 وهذا الحديث نَصّ في أن العَمَل المفْضُول يَصير فَاضِلا إذا وَقَع في زمان فاضِل ، حتى يَصِير أفضل مِن غيره مِن الأعمال الفاضلة ؛ لِفَضْل زَمَانِه .
🔘 وفيه أن العَمل في عشر ذي الحجة أفضل مِن جميع الأعمال الفاضلة في غيره ، ولا يُستثنى مِن ذلك سِوى أفضل أنواع الجهاد ، وهو أن يَخْرُج الرّجُل بِنَفْسِه ومَالِه ثم لا يَرْجِع مِنْهُما بِشَيء .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (2)
نَوّه الله بشأن عَشْر ذِي الْحِجَّة
🔸 قال الإمام البغوي في تفسيره : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) يَعْنِي : عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ .
🔘 قال الإمام البخاري : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) : أَيَّامُ العَشْرِ ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا . وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (4)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل أيام الدّنيا أيام العَشْر . رواه البَزّار ، وصححه الألباني .
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f538.png ورَوَى الحسَن عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : كان يُقَال في أيام العَشْر : بِكُلّ يَوم ألْف ، ويوم عَرَفة عَشْرة آلاف يوم . يعني في الفَضْل . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f539.png قال البيهقي : وهذا إنما يَختَلِف بِاخْتِلاف الصائمين في الإخلاص والتّحَفّظ في الصّوم ، فَكُلّ مَن كان أشدّ تَحَفّظا وأكثر يَقِينًا ؛ كان صَومه أكثر ثَوابًا . وبالله التوفيق . وهذا إنما يُسْتَحَبّ لِغَيْر الْحَاجّ . اهـ . يعني : صيام يوم عرفة .
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f518.png قال أبو عثمان النّهْدِي : كانوا يُعَظّمون ثلاث عشرات : العشر الأخير مِن رمضان ، والعشر الأول مِن ذي الحجة ، والعشر الأول مِن مُحرّم (لطائف المعارف ، لابن رَجَب)
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (6)
تعاهَدوا الْمَحَاوِيج ؛ فإن تعاهُدهم والقيام على شُؤونهم خير كثير وأجْر كبير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : السّاعي على الأرْمَلَة والْمِسْكِين كَالْمُجَاهِد في سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم النهار . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : وكَالقائم لا يَفتُر ، وكَالصائم لا يُفطِر .
-
لا يلزم أن تكون ثريّا لتتعاهد المحاويج
قال ابن عمر : أُهدِي لِرَجُل مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة ، فقال : إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا مِنّا ، فبعثه إليهم ، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات ، حتى رجعت إلى أولئك ، فنزلت : (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِم) .
وذكره الثعلبي عن أنس قال : أُهدِي لِرَجُل مِن الصحابة رأس شاة وكان مجهودا ، فوجّه به إلى جارٍ له ، فتَداوَلتْه سبعة أنفس في سبعة أبيات ، ثم عاد إلى الأول ، فنزلت : (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِم) الآية .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
-
تعاهُُد المحاويج
قال سعيد بن المسيب : لأن أُشبع كبدا جائعة أحب إليّ مِن حجة بعد حجة .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (8)
بُشرى
رَوَى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أَهَلّ مُهِلّ قَطّ إلاّ بُشّر ، ولا كَبّر مُكَبّر قَطّ إلاّ بُشّر .
قيل : يا رسول الله ، بِالجَنّة ؟
قال : نعم . رواه الطبراني في " الْمُعجَم الأوسط " ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح .
وحسّنه الألباني .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (9)
الدعاء يوم عرفة تُرجَى إجابته حتى لِغير الحاج ؛ لِقوله عليه الصلاة والسلام : خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيُّون مِن قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . رواه الترمذي مرفوعا ، وهو حديث حسن بمجموع طُرقه .
🔸 قال ابن عبد البر عن هذا الحديث : وفيه تفضيل الدعاء بعضه على بعض ، وتفضيل الأيام بعضها على بعض ، ولا يُعرف شيء مِن ذلك إلاّ بِتَوقِيف ، فقد ثبت في يوم الجمعة ويوم عاشوراء ويوم عرفة ...
وجاء الاستدلال بهذا الحديث على أن دعاء عَرفة مُجَاب كُله في الأغلب إن شاء الله إلاّ للمُعتدِين في الدعاء بِمَا لا يُرضي الله . اهـ .
🔸 وفي هذا الحديث أن الثناء على الله دعاء ..
قال الحسين بن الحسن المروزي :
سألت سفيان بن عيينة، عن تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير" ، وإنما هو ذِكر ليس فيه دعاء .
قَالَ سُفْيَانُ : أَتَدْرِي مَا قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ حِينَ أَتَى ابْنَ جُدْعَانَ يَطْلُبُ نَائِلَهُ وَمَعْرُوفَهُ ؟
قُلْتُ : لا .
قَال َ: لَمَّا أتاه قال :
أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي ...
حِباؤُكَ أَنَّ شِيمَتَكَ الْحِبَاءُ
إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا ...
كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ
قَالَ سُفْيَانُ : فَهَذَا مَخْلُوقٌ حِينَ يُنْسَبُ إِلَى الْجُودِ قِيلَ يَكْفِينَا مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى حَاجَتِنَا ، فَكَيْفَ بِالْخَالِقِ ؟
-
عِزّة النّفْس .. لا تَسْأل ولو تَمْرَة !
عن إبراهيم النّخَعِي أنه بَلَغَه أن تَمِيم بن سَلَمة خَرَج يوم الفِطْر ومعه صاحِب له ، فقال لصاحبه : هل طَعِمْتَ شيئا ؟ قال : لا ، فمَشَى تَمِيم إلى بَقّال فسَأله تمرة أن يُعطِيه ، أو غير ذلك ففَعل ، فأعطاه صاحِبه فأكَله .
فقال إبراهيم : مَمْشَاه إلى رَجل يَسْأله ، أشدّ عليه مِن تَرْكه الطعام لو تَرَكه .
-
خماسيات
🔸 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ". رواه البخاري ومسلم.
🔹 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مَضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ مُنِعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلاّ سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله إلاّ جعل الله بأسهم بينهم ". رواه ابن ماجه، وحسّنه الألباني .
🔸 عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمسٔ من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة : من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن ، وصام رمضان ، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا ، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه ، وأدى الأمانة . قالوا : يا أبا الدرداء وما أداء الأمانة ؟ قال : الغُسل من الجنابة ؛ فإن الله لم يأمن ابن آدم على شئ مِن دينه غيرها . رواه أبو داود .
🔘 قال الإمام الشافعي : خير الدنيا والآخرة في خمس خصال :
غِنى النفس ، وكفّ الأذى ، وكسب الحلال ، ولباس التقوى ، والثقة بالله تعالى على كل حال .
-
سُداسِيات
🔸 قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " اضمنوا لي سِتّا مِن أنفسكم أضمن لكم الجنة :
اصدُقوا إذا حَدّثتم، وأوفُوا إذا وَعَدتم، وأدّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فُروجكم، وغُضّوا أبصاركم، وكُفّوا أيديكم ". رواه الإمام أحمد ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
🔸 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ خِصَالا سِتّا :
إمرة السفهاء، وكثرة الشّرَط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونَشْوا يتّخذون القرآن مزامير يُقدّمونه يُغنّيهم، وإن كان أقلّ منهم فِقْها " ، رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
🔹 وقال محمد بن منصور : سِتّ خِصال يُعرف بها الجاهل :
الغضب في غير شيء، والكلام في غير نفع ، والعِظَة في غير موضعها ، وإفشاء السّر ، والثّقة بِكل أحَد ، ولا يَعرِف صَديقه مِن عَدوّه .
(حلية الأولياء)
🔘 وقال أبو عمرو بن العلاء : كان أهل الجاهلية لا يُسَوّدون إلاّ مَن كانت فيه ست خصال : السخاء ، والجِدة ، والحِلم ، والصبر ، والتواضع ، والتأنّي ، تمامهن في الإسلام العفاف . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
-
سُباعيات
قال الْبَرَاء بن عَازِب رضي اللَّه عنهما : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ :
أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ - أَوِ الْمُقْسِمِ - وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلامِ .
وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمَ - أَوْ عَنْ تَخَتُّمٍ بِالذَّهَبِ - وَعَنْ شُرْبٍ بِالْفِضَّةِ، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالإسْتَبْرَقِ، وَالدِّيبَاجِ . رواه البخاري ومسلم .
🔘 قال ابن الأثير :
" نَهَى عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ "
هِيَ ثِيَابٌ مِنْ كَتَّان مَخْلوط بحَريِر يُؤتَى بِهَا مِنْ مِصْرَ، نُسِبَت إلى قَرْية على شاطىء الْبَحْرِ قَرِيبًا مِنْ تِنِّيس، يُقَالُ لَهَا القَسُّ بِفَتْحِ الْقَافِ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ يكْسِرها . اهـ .
🔹 وقال أبو ذر رضي اللَّه عنه : أمَرَني خليلي صلى الله عليه وسلم بِسَبع :
أمَرَني بِحُب المساكين، والدنو منهم.
وأمَرَني أن أنظر إلى مَن هو دوني، ولا أنظر إلى مَن هو فوقي .
وأمَرَني أن أصِل الرّحِم وإن أدْبَرت .
وأمَرَني أن لا أسأل أحدا شيئا .
وأمَرَني أن أقول بالحق وإن كان مُرّا .
وأمَرَني أن لا أخاف في الله لومة لائم .
وأمَرَني أن أكثر مِن قول : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، فإنهن مِن كَنز تحت العرش . رواه الإمام أحمد وابن حبان ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
🔸 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضّل الله قريشا بِسَبع خِصال : فضّلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يَعبُده إلاّ قرشي ، وفضّلهم بأنه نصرهم يوم الفِيل وهم مشركون، وفضّلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيهم غيرهم: (لإيلاف قريش) ، وفضّلهم بأن فيهم النبوة، والخلافة، والحجابة، والسّقَايَة . رواه الحاكم، وحسّنه الألباني .
🔘 قال المناوي :
" فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قريش "
الظاهر أن المراد : لا يعبده عبادة صحيحة إلاّ هُم ليَخرج أهل الكتابين ، فإنهم كانوا موجودين حينئذ يعبدون في الديورات والصوامع لكنها عبادة فاسدة . اهـ .
🔸 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
سبعة يُظلّهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظِلّه :
الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة ربه ، ورَجل قَلبه مُعلّق في المساجد ، ورَجُلان تحابّا في الله ؛ اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ، ورَجل طلبته امرأة ذات منصب وجَمال فقال : إني أخاف الله ، ورَجل تَصدّق بِصَدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه ، ورَجل ذَكر الله خالِيًا فَفاضَت عيناه . رواه البخاري ومسلم .
⏪ قال ابن القيم :
إذا تأمّلت السّبْعة الذين يُظلّهم الله عزّ وجلّ في ظِل عرشه يوم لا ظل إلاّ ظِله وجدتهم إنما نالوا ذلك الظّل بِمُخالَفة الهَوى .
-
مِن إجلال الله تبارك وتعالى :
تعظيم المصحف ؛ فلا يُتناول باليد اليسرى ، ولا تُمدّ أمامه الأقدام ، ولا يُجتاز مِن فوقه ، ولا يُتّكأ عليه .
ولا يَتمخّط القارئ والمصحف بين يديه .
🔘 قالَ شيخُنا العثيمينُ رحمَهُ اللهُ :*
لا شـكَّ أنَّ تعظيمَ كتابِ اللهِ عزَّ وجلّ مِنْ كمالِ الإيمانِ ، وكَمالِ تعظيمِ الإنسانِ لِربِّـهِ تباركَ وتعالى .*
ومَـدُّ الرِّجْلِ إلى المُصحفِ أوْ إلى الحوامِلِ التي فيها المصاحفُ أو الجلوسُ على كُرسي أو مَاصَّةٍ تحتُها مُصْحَفٍ يُنافي كَمَالَ التعظيمِ لكلامِ اللهِ عزَّ وجلّ ...
وإذا رأيتم أحدًا قَدْ مَـدَّ رِجْليهِ إلى المصحفِ سواءً كان على حَامِلٍ أو على الأرضِ ، أو رأيتم أحدًا جالسًا على شيءٍ وتحتُه مصحفٌ ، فأزيلوا المصحفَ عن أمامِ رِجْليه أوْ عنِ الكُرسي الذي هُوَ جَالِسٌ عَليهِ ، أو قولوا له : لا تمـدّ رجليكَ إلى المصحفِ . احْتَرِمْ كلامَ اللهِ عزَّ وجلّ .
والدليلُ ما ذكرتُه لك مِن أنَّ ذلك يُنافي كَمالَ التعظيمِ لِكلامِ الله ، ولهذا لو أنَّ رَجُلاً مُحتَرمًا عندكَ أمامكَ ما استطعتَ أن تمـدَّ رجليك إليهِ تعظيماً له ، فكتابُ اللهِ أوْلى بالتَّعظيمِ .
خُطبة جُمعة عن (تَعْظِيم الْمُصْحَف)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14049
-
مِن أعداء النّجاح : الإعجاب بالنّفْس والثّقَة بها ! والإعجاب بالعَمَل .
🔶 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو لم تَكونوا تُذْنِبُون لَخَشِيتُ عليكم ما هو أكبر مِن ذلك : العُجْب العُجْب . رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " ، وحسنه الألباني .
🔶 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثَلاث مُهْلِكَات : شُحّ مُطَاع ، وَهَوى مُتّبَع ، وإعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِه .
وثَلاث مُنْجِيَات : خَشْيَة الله في السّرّ والعَلانِيَة ، والقَصْد في الغِنَى والفَقْر ، وكَلَمَة الْحَقّ في الرّضَا والغَضَب . رواه ابن شَاهِين في " الترغيب " وأبو نُعيم في " حِلْيَة الأوْلِياء " والبيهقي في " شُعَب الإيمان " ، وقال المنذري في " التّرْغيب والتّرهِيب " : واه البَزّار واللفظ له والبيهقي وغيرهما ، وهو مَرْوِيّ عن جماعة مِن الصحابة ، وأسَانِيده وإن كان لا يَسْلَم شيء منها مِن مَقَال ، فهو بِمَجْمُوعِها حَسَن إن شاء الله تعالى .
وحسنه الألباني بِمَجْمُوع طُرُقه .
🔸 وقال عمر رضي الله عنه : إن أخْوَف ما أتَخَوّف عليكم أن تَهْلِكُوا فيه ثَلاث خِلال : شُحّ مُطَاع ، وإعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِه ، وهَوى مُتّبَع . رواه أبو داود في " الزّهْد " وابن عبد البَرّ " جامع بيان العِلْم وفضله " .
🔅 وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : عَلامَة الْجَهْل ثلاث : العُجْب ، وكَثْرة الْمَنْطِق فيما لا يَعْنِيه ، وأن يَنْهَى عن شيء ويَأتِيه .
🔆 وقال علي رضي الله عنه : الإعْجَاب ضِدّ الصّوَاب وآفَة الألْبَاب .
⏪ وقال مَسْرُوق : كَفَى بِالْمَرْء عِلْمًا أن يخشى الله ، وكَفَى بِالْمَرْء جَهْلاً أن يُعْجَب بِعِلْمِه .
وقال غيره : إعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِه دَلِيل على ضَعْف عَقْله .
وقالوا : مَن أُعْجِب بِرَأيه ضَلّ ، ومَن اسْتَغْنَى بِعَقْلِه زَلّ ، ومَن تَكَبّر على الناس ذلّ ، ومَن خَالَط الأنْذَال حُقِر ، ومَن جَالَس العُلَماء وُقّر .
(جامع بيان العِلْم وفضله ، لابن عبد البَرّ) و (أدب الدنيا والدين ، للمَاوَرْدِيّ)
⏺ هل يصح قَول ( الثقة بِالنّفْس أو ثِقْ بِنَفْسِك) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=612