-
لا يحتفل بأعياد النصارى إلاّ من أُعجب بهم وأحبّهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يُحِبّ رَجُل قومًا إلاَّ حُشِر معهم .
قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد . وقال الألباني : صحيح لغيره .
وقال عليه الصلاة والسلام لِرَجُل : أنت مع مَن أحْبَبْتَ . رواه البخاري ومسلم .
🔸قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا شابَه الزيّ الزيّ شابَهَ القَلب القَلب .
يعني المشابهة في الظاهر تورث المشابهة والمشاكلة في الباطن .
🔸وفي وَصَايا عليّ رضي الله عنه : خالِطُوا الناس بألْسِنتكم وأجسَادكم ، وزَايلُوهم بأعمالكم وقلوبكم ؛ فإن للمَرء ما اكتسَب ، وهو يوم القيامة مع مَن أحَبّ . رواه الدارمي .
-
النصراني يزعم أن لله صاحبة وولدا ، والكافر عموما : يُكذّب الله ورسوله ﷺ ..
قال القَرافي : لَمّا أتَى الشيخ أبو الوليد الطرطوشي رحمه الله الخليفةَ بمصر ، وَجَد عنده وزيرا راهبا وسَلّم إليه قياده ، وأخذ يَسمع رأيه ، ويُنفّذ كلماته المسمومة في المسلمين .
وكان هو ممن يَسمع قوله فيه ، فلما دخل عليه في صورة المغضب والوزير الراهب بإزائه جالس أنشده :
يا أيها الملك الذي جُوده ... يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شُرِّفت مِن أجله ... يَزعم هذا أنه كاذب
فاشتد غضب الخليفة عند سماع الأبيات ، وأمَر بالراهب فَسُحِب وضُرِب وقُتِل ، وأقبل على الشيخ أبي الوليد فأكرمه وعظّمه بعد عزمِه على إيذائه .
فلما استحضر الخليفة تكذيب الراهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو سبب شَرَفِه وشَرَف آبائه وأهل السماوات والأرضين - بَعَثَه ذلك على البعد عن السكون إليه ، والمودة له ، وأبعده عن منازل العزّ إلى ما يَليق به مِن الذل والصغار . اهـ .
خُطبة جمعة عن .. (الاحتفاء بالكفار)
أُلقيت أوائل في عام 1434 هـ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14556
-
حكم الاحتفال برأس السنة
للإمامين : ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
https://youtu.be/f_rxhDfxWZc
-
حكم تهنئة النصارى بأعيادهم
زعم بعضهم أنه ليس في القرآن ما يدل على منع تهنئة النصارى بأعيادهم
ولو لم يكن في القرآن إلا سورة الفاتحة ؛ لَكَفى !
ولو لم يكن في القرآن إلا سورة الكافرون ؛ لَكَفى !
كيف وسورة المائدة فيها آيات صريحة في تحريم موالاتهم ، التي من مظاهرها : تهنئتهم وتقديمهم ومحبتهم
قال ابن القيم :
وأما التّهنئة بشعائر الكُفر المختصّة به ؛ فحرام بالاتفاق ، مثل : أن يُهنّئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تَهنأ بهذا العيد ، ونحوه ؛ فهذا إن سَلِم قائله من الكُفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يُهنّئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشدّ مُقتًا من التهنئة بِشُرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفَرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قَدْر للدّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قُبح ما فعل ، فمن هنّأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كُفر ؛ فقد تعرّض لِمَقت الله وسَخطه . (أحكام أهل الذمة)
🔹وقد ذَكر د. محمد بن سعيد القحطاني في كتابه " الولاء والبراء
في الإسلام" كلام ابن القيم ، ثم قال :
وإذا كان هذا كلام العلامة ابن القيم وهو المتوفى سنة ٧٥١ هـ رحمه الله. فلينظر المسلم اليوم إلى هذا الغثاء الذي هو كَغُثاء السّيل ، يَنتسبون للإسلام وهُم يَتّبعون أعداء الله في كل صغيرة وكبيرة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه ! وليست تَبَعيّة لهم فحسب بل إنها تَبَعيّة بإعجاب وانبهار ! فما تمر بأعدائنا مناسبة إلاّ وتَنْهال التهاني عليهم من كل حَدب وصَوب بالتهنئة والتبريك ومَعسُول الأماني !!
◼أقول : إذا كان د. محمد بن سعيد القحطاني قال هذا الكلام تقريبا عام 1400 هـ ، فماذا تقول نحن في هذا الزمن ؟!
ما حكم محبة المسلم لصديقه النصراني وتعلّقه به ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11808
-
قال عليه الصلاة والسلام : خيرُ نِسائكمُ الودودُ الولودُ ، المواتيةُ المواسيةُ إذا اتَّقَينَ الله ، وشَرُّ نِسَائِكُمُ المتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاتُ ، وهُنَّ المنافِقَاتُ . لا يَدخلُ الجنةَ مِنْهُنّ إلا مثلُ الغُرَابِ الأعْصَم . رواه البيهقي ، وصححه الألباني .
قال ابن الأثير : وَفِي الْحَدِيثِ : " خَيْرُ النِّسَاء المُوَاتِيَةُ لِزَوْجها» " المُوَاتَاة : حُسْن المُطَاوعَة وَالْمُوَافَقَةِ .
وقال : الغُرَاب الأَعْصَم : هُوَ الأبْيضُ الْجَنَاحَيْنِ، وَقِيلَ : الأبْيَضُ الرِّجْلين . أَرَاد َ: قِلَّة مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ ؛ لأنَّ هَذَا الوصفَ فِي الغِرْبانِ عزيزٌ قَلِيلٌ . اهـ.
قوله : " أَرَاد َ: قِلَّة مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاء " أي : ممن اتّصَفن بذلك الوصف
-
وَعْد الحقّ حقّ ، ووَعْد الشيطان باطِل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للشيطان لَمّة بِابْن آدم ، وللمَلَك لَمّة ؛ فأمّا لَمّة الشيطان فإيعَاد بِالشّر وتكذيب بِالْحَقّ ، وأما لَمّة الْمَلَك فإيعَاد بالخير وتصديق بِالحَقّ ؛ فمَن وَجَد ذلك فليَعلَم أنه مِن الله فليحمد الله ، ومَن وَجَد الأخرى فليتَعَوّذ بِالله مِن الشيطان الرجيم ، ثم قرأ (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) . رواه الترمذي ، وقوّاه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .
اللمّة : المرّة الواحدة مِن الإلمام ، وهو القُرب مِن الشيء ، والمراد بها : الهمّة التي تقع في القلب مِن فعل الخير والشر والعَزْم عليه . (جامع الأصول في أحاديث الرسول ﷺ ، لابن الأثير)
-
بِالصّلاح تُحفظ الذّراري والأرواح
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) قال : حُفِظا بِصلاح أبِيهِمَا ، وما ذُكِر منهما صلاح .
وقال الْحَسَن هذه الآية : حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِحِفْظِ أَبِيهِمَا .
حِفْظ الأهل والوَلد بِصلاح الوالِد
◀️ قال ابن المبرَد الحنبلي عن الصالحين : وأولادهم ومَن بَعدهم مَحفوظون ِبحفظِهم ، وأزواجهم وكُلّ مَن سَمْتُهم كذلك
ثم ذَكَر قول عيسى عليه الصلاة والسلام : طُوبى للمُؤمن ، ثم طُوبى له ، كيف يَحفظ الله عزّ وَجَلّ وَلَده مِن بعده . (رسائل ابن عبد الهادي)
🔹قال القاسمي في تفسير قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا): في الآية إشارة إلى أن تَقْوَى الأصول تَحْفَظ الفُرُوع ، وأن الرجال الصالحين يُحفَظون في ذريّتهم الضِّعاف .
🔸قال محمد بن المنكدر : إن الله يَحفظ بِصلاح العبد ولده وولد ولده ، وعترته وعشيرته وأهل دُويرات حوله ؛ فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم .
🔸وقال سعيد بن المسيب : إني لأُصلّي فأذكر وَلَدي ؛ فأزيد في صلاتي .
-
قال ابن الأثير : عِتْرَة الرَّجُلِ: أخَصُّ أقَارِبه .
وعِتْرَة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَنْو عَبْد المُطَّلب.
وَقِيلَ: أهلُ بيتِه الأقْرَبُون، وَهُمْ أوْلادُه وعليٌّ وأوْلادُه.
وَقِيلَ: عِتْرَتُه الأقْربُون والأبْعدُون مِنْهُم .
-
مِن عجيب صُنع الله :
أن السمك إذا أُخرِج من الماء مات في الهواء
(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) .
وابن آدم يعيش في رحم أمه في الماء ، فإذا أُخرِج إلى الهواء عاش ، ولو أُعِيد إلى الماء لمات !!
(وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلا تُبْصِرُونَ)
-
*خُطورة تَرْك الصلاة*
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : لا يَختلف المسلمون أنّ تَرْك الصلاة المفروضة عَمْدا مِن أعظم الذنوب وأكبر الكبائر ، وأن إثْمَه عند الله أعظم مِن إثم قَتْل النفس ، وأخذ الأموال ، ومِن إثم الزنا والسرقة وشُرب الخمر ، وأنه مُتَعَرِّض لِعُقوبة الله وسَخَطه وخِزْيِه في الدنيا والآخرة .
(الصلاة وأحكام تاركها)
وبَين الإنسان وبَين ترك الصلاة عِدّة خطوات ؛ فأولها ترك النوافل ، ثم التكاسل عن الصلاة ، ثم ترك الجماعة .
فالذي يشقّ عليه فوات النافلة لا يَطمع الشيطان في تركه للصلاة .
-
مِن أعظم أسباب النصر : حُسْن العلاقة مع الله
قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ ، أَوْ سَرِيَّةٍ ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا ، وَلاَ تَغْدِرُوا ، وَلاَ تَمْثُلُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . رواه مسلم .
🔸قال أبو الدرداء رضي الله عنه : عَمَل صالح قبل الغزو ؛ فإنكم إنما تُقاتِلون بأعمالكم . رواه ابن المبارك في كتاب " الجهاد " وعلّقه الإمام البخاري .
🔸 وعَهِد عُمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله :
عليك بِتقوى الله في كل حال يَنْزِل بِك ، فإن تقوى الله أفضل العُدّ ة، وأبلغ الْمَكِيدة ، وأقوى القُوّة ، ولا تكن في شيء من عداوة عدوك أشد احتِرَاسًا لِنفسك ومَن معك مِن معاصي الله ؛ فإن الذُّنوب أخوف عندي على الناس مِن مَكيدة عدوّهم ، وإنما نُعادي عدونا ونَستنصر عليهم بمعصيتهم ، ولولا ذلك لم تكن لنا قوّة بهم ؛ لأن عددنا ليس كَعَدَدهم ، ولا قوّتنا كَقُوّتهم ، فإن لا ننصر عليهم بِمَقْتِنا لا نَغْلِبهم بِقُوّتنا ، ولا تكونن لِعداوة أحد مِن الناس أحذر منكم لذنوبكم ، ولا أشدّ تعاهدا منكم لذنوبكم ، واعلموا أن عليكم ملائكة الله حَفَظَة عليكم ، يَعلَمُون ما تفعلون في مَسِيرِكم ومنازِلكم ، فاستَحْيوا منهم ، وأحسنوا صحابتهم ، ولا تؤذُوهم بمعاصي الله ، وأنتم زَعمتم في سبيل الله ، ولا تقولوا أن عدوّنا شرّ مِنّا ، ولن يُنْصَروا علينا وإن أذْنَبْنا ، فَكَم مِن قوم قد سُلِّط عليهم بِأشَرّ مِنهم لِذنوبهم ، وسَلُوا الله العَون على أنفسكم كما تَسألونه العَون على عدوكم ، نسأل الله ذلك لنا ولكم . رواه أبو نُعيم في " حِليَة الأولياء " .
🔸وقال والِد علي بن المديني : خَرَجْنَا مع إبراهيم بن عبد الله بن الْحَسَن بن علي رضي الله عنهم ، فَعَسْكَرْنا بِبَاخَمْرا ، فطُفْنَا ليلة ، فسَمِع ابراهيم أصوات طَنَابير وغِناء ، فقال : ما أطمع في نَصْر عَسْكر فيه هذا ! (سِيَر أعلام النبلاء)
بَاخَمْرا : موضع بين الكوفة وواسط .
-
*شهادة عليّ رضي اللّه عنه بِخيرية الشيخين : أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما*
قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي - علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أيّ الناس خير بعد رسول الله ﷺ ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم مَن ؟ قال : ثم عُمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال: ما أنا إلاّ رجل من المسلمين . رواه البخاري .
-
تقديم النبي ﷺ لأبي بكر في الصلاة دليل على تقديمه في الإمامة العُظمى
رَوَى الحسَن عن عليّ رضي الله عنه قال : لقد أمَرَ النبي ﷺ أبا بَكر أن يُصَلّي بالناس ، وإني لَشَاهِد ما أنا بِغائب ، ولا في مَرَض ؛ فَرِضَينا لِدُنْيانا مَن رَضي به النبي صلى الله عليه وسلم لِدِينِنا . (الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، الشريعة ، للآجُرِّيّ ، الإبانة الكبرى ، لابن بَطّة ، وفضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم ، لأبي نُعيم الأصبهاني ، وتاريخ دمشق ، لابن عساكر) .
-
انتصار الصحابة الأخيار لِعِرض رسول الله ﷺ
🔸لمّا فَرَغ عليّ رضي الله عنه مِن أمر وقعة الجمل أتاه رجلٌ فقال له : يا أمير المؤمنين إن على الباب رَجُلَين يَنَالان مِن عائشة . فأمَر عليٌّ القعقاعَ بن عمرو أن يَجلِد كُلّ واحد منهما مائة ، وأن يُخْرِجْهما مِن ثِيابِهما . (البداية والنهاية ، لابن كثير)
والخبر بنحوه في : تاريخ الرسل والملوك " تاريخ ابن جرير الطبري " ، وفي الكامل في التاريخ ، لابن الأثير .
🔸قال عَريب بن حُميد : رأى عمّار يوم الْجَمَل جماعة ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رَجُل يَسبّ عائشة ، ويَقع فيها . قال : فمَشَى إليه عمّار ، فقال : اسْكُتْ مَقْبُوحا مَنْبُوحا ! أتَقَع في حَبيبة رسول الله ؟ إنها لَزَوْجَته في الجنة . رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة بإسناد صحيح ، وأبو نُعيم في " حِلْية الأولياء" ، ورواه الترمذي مِن طريق عمرو بن غالب .
وفي رواية أنه قال له ذلك بعد ما لَكَزَهَ لَكزَات .
-
مَن ذبّ عن أعراض الصحابة الكرام -؛رضي الله عنهم - حَفِظه الله وكَفَاه
قال عُمر بن حَبيب : حَضَرْتُ مجلس هارون الرشيد ، فَجَرَت مسألة تنازعها الحضور وعَلَتْ أصواتهم ، فاحتجّ بعضهم بحديث يَرويه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَرَفَع بعضهم الحديث ، وزادت المدافعة والْخِصَام حتى قال قائلون منهم : لا يُقبَل هذا الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن أبا هريرة مُتّهَم فيما يَرْويه ، وصَرّحوا بِتَكذِيبه ، ورأيت الرشيد قد نَحَا نَحوهم ونَصَر قولهم ، فقلت أنا :
الحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو هريرة صحيح النقل صَدوق فيما يَرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره .
فنَظر إليّ الرشيد نَظَر مُغضَب ، وقُمتُ مِن المجلس فانصرفت إلى منزلي ، فلم ألْبَث حتى قيل :
صاحب البريد بالباب ، فدخل فقال لي : أجِب أمير المؤمنين إجابة مَقتول ، وتَحنّط وتَكفّن !
فقلت : اللهم إنك تعلم أني دَفَعت عن صاحِب نَبِيّك ، وأجْلَلتُ نَبِيّك أن يُطعن على أصحابه ، فَسَلّمْنِي منه .
فأُدْخِلتُ على الرشيد وهو جالس على كُرسي مِن ذَهب ، حاسِر عن ذراعيه ، بِيدِه السيف وبين يديه النِّطْع ، فلما بَصُر بي ، قال لي :
يا عمر بن حبيب ! ما تَلَقّاني أحدٌ مِن الردّ والدّفع لِقَولي بِمِثْل ما تَلَقّيتَني به !
فقلتُ : يا أمير المؤمنين ، إن الذي قُلْته وجَادَلتُ عنه فيه إزراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما جاء به . إذا كان أصحابه كَذّابِين فالشريعة باطِلة ، والفرائض والأحكام في الصيام والصلاة والطلاق والنكاح والحدود كله مَرْدُود غير مَقبول .
فرجع إلى نفسه ، ثم قال : أحييتني يا عُمر بن حبيب أحياك الله ! وأمَر لي بِعشرة آلاف دِرهم .
(تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، ومِن طريقِه : الْمِزِّي في " تهذيب الكمال " ، وذَكرها القرطبي في تفسيره)
-
افْعلُوا المعروف ؛ فإن أهل المعروف في الدنيا هُم أهل المعروف في الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صنائع المعروف تَقِي مصارع السوء .
والصدقة خَفِيّا تُطفئ غضب الرب .
وصِلَة الرّحم زيادة في العُمر .
وكل معروف صدقة .
وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة .
وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة . رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني .
-
والله ذو الفضل العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن تصدق بِعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلاّ الطيب ، وإن الله يتقبّلها بيمينه ، ثم يُربيها لصاحبها كما يُربي أحدكم فُلوّه ، حتى تكون مثل الجبل . رواه البخاري ومسلم .
مِن فضل الله على المؤمن : أن رزقه المال، فإذا أنفقه في سبيل الله ضُوعفت له الأجور .
-
اليوم : الخميس
التاريخ : 5 /جمادى الأولى/1439 هـ
الحَدَث : قال لي نصراني بعد مناقشة : أعتقد انكم ستدخلون الجنة ؛ لأنكم تعبدون الله لا تشركون به شيئا ، ولا تدعون معه أحدا .
فتذكرت قول الموسوي
حيث قال في كتابه " الشيعة والتصحيح " : الإيمان بتأثير إنسان ما حيّا كان أو ميتاً في حياة الآخرين خيرا أو شرا وفي الدنيا والآخرة ؛ هو مظهر كبير من مظاهر الغلو ... ونسبة الأمور العجيبة والخارقة إلى الأئمة والأولياء والمشايخ كانت السبب في تنمية الغلو العملي ، وما يصدر من عامة الناس في مقابر الأئمة والأولياء والمشايخ في إظهار العبودية وتقديم النذورات وطلب الحاجة المباشرة منهم وأمور أخرى لا تُعدّ ولا تُحصى .
وفكرة الغلو تحتلّ قلوب كثير من الناس حتى من غير المسلمين ، وتشارك الفرق الإسلامية الأخرى الشيعة في غلوهم بالنسبة للأئمة والأولياء ، نستثني منهم (السلفية) الذين استطاعوا أن يُحطّموا القيود التي قيّدت عقول الناس وقلوبهم على السواء .
-
امرأة مُشرِكة لَم تَرْضَ أن تُجرّد مِن ملابسها
قال علي رضي الله عنه : بَعَثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي ، وكُلّنا فارِس ، فقال : انطلقوا حتى تأتوا رَوضة خَاخ ، فإن بها امرأة من المشركين معها صحيفة مِن حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين . قال : فأدْرَكنَاها تَسير على جَمَل لها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : قُلْنا : أين الكتاب الذي معك ؟
قالت : ما مَعي كِتاب !
فأنَخْنَا بها ، فَابْتَغَيْنَا في رَحْلها ، فمَا وَجَدنا شيئا ، قال صاحباي : ما نَرى كِتَابا ، قال : قلت لقد عَلمتُ ما كَذَب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي يُحْلَف به لتُخرِجِنّ الكتاب ، أو لأُجَرّدَنّك !
قال : فلما رأت الْجِدّ مِنّي أهْوَت بِيدها إلى حُجْزتها ، وهي مُحْتَجِزَة بِكِساء ، فأخْرَجَت الكِتاب . رواه البخاري ومسلم .
🔸قال العَيني : وكان اسمها سارة ، وقيل : كُنود مولاة لقريش ، وقيل : لعمران بن صيفي ، وقيل : كانت مِن مُزَينة مِن أهل العَرَج ، وفي الإكليل للحاكم : وكانت مُغَنّيَة نَوّاحَة . اهـ .
🔹فلَم تَرْضَ أن تُجرّد مِن مَلابِسِها رَغْم أنها مَولاة ، فليست حُرّة شريفة ، ورَغْم كانت مُغَنّيَة نَوّاحَة !!
-
الاستشفاء بالقرآن
قال ابن القيم : القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كُلّ أحد يُؤهّل ولا يُوفّق للاستشفاء به .
وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بِصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ؛ لم يقاومه الدّاء أبدا .
وكيف تُقاوِم الأدواء كلام ربّ الأرض والسماء الذي لو نَزَل على الجبال لصَدّعها ، أو على الأرض لقَطّعها ، فمَا مِن مَرَض مِن أمراض القلوب والأبدان إلاّ وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسَببه ، والْحِمْيَة مِنه لمن رزقه الله فَهْمًا في كتابه .
وأما الأدوية القَلْبِيّة ، فإنه يَذكرها مُفَصّلة ، ويَذكر أسباب أدوائها وعلاجها . قال : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) .
فمَن لم يَشفِه القرآن ، فلا شَفَاه الله ، ومَن لم يَكفِه فلا كَفَاه الله . اهـ .
🔹وقد عالَج الصحابة الرجل الذي لدغته العقرب بالقُرآن . كما في الصحيحين .
🔸وعالَجُوا المجنون بالقرآن .
رَوَى خَارِجَة بن الصَّلْت عَنْ عَمِّهِ قال : أقبَلْنا مِن عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتينا على حَيّ مِن العَرب ، فقالوا : نُبّئنا أنكم جِئتم مِن عند هذا الرّجُل بِخَير ، فهل عندكم دواء أو رُقْية ؟ فإن عندنا مَعْتُوها في القيود . قال : فقلنا : نعم . قال : فجاءوا بِالْمَعْتُوه في القيود ، قال : فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غُدوة وعَشيّة ، أجْمع بُزَاقِي ، ثم أتفل ، قال : فكأنما نُشِط مِن عِقال . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .
🔸وفي رواية : فَمَرّ على قوم عندهم رجل مجنون مُوثَق بِالحديد .
-
شهادة اليهود والنصارى بِخلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، وإنكار شِرار الخَلْق (الرافضة) لِمَا شهِدت به الأمم !!
🔸ففي أخبار فُتوحات الشام : قال أرْطَبُون الرّوم لِعَمرو بن العاص رضي الله عنه : والله لا تَفتَح مِن فلسطين شيئا بعد أجنادين .
فقال الوُرزاء للأرطَبُون : مِن أين عَلِمْت أنه ليس بِصَاحِب فتح هذه البلاد ؟
فقال : صاحِبها رَجل اسْمه على ثلاثة أحرف .
فَرَجَع الرسول إلى عَمرو فأخبَره بما قال ، فَكَتَب عَمرو إلى عُمر يَسْتَمِدّه ويَقول له : إني أعالج حَرْبا كئودا صَدُوما ، وبِلادا ادُّخِرَت لك ، فَرَأيك .
فلمّا وَصَل الكتاب إلى عُمر عَلِم أن عَمْرًا لَم يَقُل ذلك إلاّ لأمْر عَلِمه ، فَعَزَم عُمر على الدخول إلى الشام لِفتح بيت المقدس .
🔸وقال سالم بن عبد اللَّه : لَمّا قَدِم عُمر رضي الله عنه الْجَابِية ، قال له رَجل مِن يَهود : يا أمير المؤمنين ، لا تَرجِع إلى بلادك حتى يَفتَح اللَّه عليك إيلياء ، فبَيْنَا عُمر بن الخطاب بها ، إذْ نَظَر إلى كُردُوس مِن خَيل مُقبِل ، فلمّا دَنَوا مِنه سَلّوا السّيوف ، فقال عمر : هؤلاء قوم يَسْتَأمِنُون ، فأمِّنُوهم، فأقبَلوا فإذا هُم أهل إيلْياء ، فصَالَحوه على الجِزيَة . (تاريخ الطبري ، لابن جرير ، والبداية والنهاية ، لابن كثير) .
🔸فهذه شَهَادة رجل مِن يَهود الشَّام . وقد شَهِد بإمْرَة عمر للمُؤمنين : يهود المدينة .
ففي حديث طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا ، لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ مَعْشَرَ الْيَهُودِ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا .
قَالَ : وَأَيُّ آيَةٍ ؟
قَالَ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) .
فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَة . رواه البخاري ومسلم .
🅾 السرّ وراء كراهية الرافضة لِعُمر ..
وشَهِد شاهِد من أهلها !!
https://youtu.be/bKZYJe7IP0E
-
براءة ذمّــة
كان عليّ رضيَ اللّهُ عنه يَقْسِم مَا جَاءَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ يَأْمُرُ بِبَيْتِ الْمَالِ فَيُرشّ بالماء ثم يُصلّي فِيهِ .
🔸قال سُلَيْمان بن مُسْلِم الْعِجْلِيّ : سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا أَعْطَى أَرْبَعَةَ أُعْطِيَاتٍ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ نَضَحَ بَيْتَ الْمَالِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ! (الاستذكار ، لابن عبد البر)
-
أزْهَد الناس في العَالِم أهله
قال ابن القيم : إذا ظَهر الشيء الظّرِيف الْمُسْتَحْسَن مما يُحدِثه الناس مِن الامتعة كان نَفِيسا عزيزا ما دام فيه قِلّة ، وهو مرغوب فيه ، فإذا فَشَا وكَثر في أيدي الناس وقَدِر عليه الخاص والعام سَقَط عندهم ، وقَلّتْ رَغباتهم فيه .
🔸ومن هذا قول القائل : نَفَاسَة الشيء مِن عِزّته .
🔹ولهذا كان أزْهَد الناس في العَالِم أهْله وجِيرانه ، وأرْغَبهم فيه البُعَداء عنه .
-
تغيّر القلوب الحَيّة
قال بعض السلف : ارتكبت صغيرة فغضب عليّ قلبي فلم يَرجِع إليّ إلاّ بعد سَنَة .
قال ابن الجوزي :
إخواني .. إطلاق البَصر سَيف يقع في الضّارِب . (كتاب المُدهِش)
-
من عجيب صُنع الله
قال ابن القيم :
لَمّا كانت العين كالمِرآة التي إنما تَنْطَبع فيها الصُّور إذا كانت في غاية الصقالة والصفاء : جَعَل سبحانه هذه الأجفان مُتَحَرّكة جدا بِالطبع إلى الانطباق من غير تَكَلّف لِتَبقى هذه المرآة نقية صافية مِن جميع الكُدُورات .
🔸ولهذا لَمّا لَم يَخْلق لِعَين الذّبَابة أجْفَانا فإنها لا تزال تَرَاها تُنَظّف عَينها بِيدِها مِن آثار الغبار والكدورات !
-
أعظَم العقوبة أن لا تَشْعر بالعقوبة ، ومَوْت القلب أشَدّ مِن موت البَدَن
قال ابن الجوزي :
اعْلَم أنه مِن أعظم الْمِحَن : الاغترار بالسلامة بعد الذَّنْب ، فإن العقوبة تتأخّر .
ومِن أعظم العقوبة ألاّ يُحِسّ الإنسان بها ، وأن تكون في سَلْب الدِّين ، وطَمْس القلوب ، وسُوء الاختيار للنَّفْس ، فيكون مِن آثارها : سَلامَة البَدَن ، وبُلوغ الأغراض .
قال بعض الْمُعْتَبِرِين : أطْلَقْت نَظَري فيما لا يَحلّ لي ، ثم كنت أنتظر العقوبة ، فأُلْجِئت إلى سَفَر طَويل ، لا نِيّة لي فيه ، فَلَقِيت الْمَشَاقّ ، ثم أعْقَب ذلك : مَوْت أعزّ الْخَلْق عندي ، وذهاب أشياء كان لها وَقْع عظيم عندي ، ثم تَلافَيْتُ أمْري بالتوبة ، فَصَلح حَالي .
ثم عاد الْهَوى ! فَحَمَلني على إطلاق بَصَري مَرّة أخرى ، فَطُمِس قلبي، وعُدِمْت رِقّته ، واسْتُلِب مِنّي ما هو أكثر مِن فَقْد الأوّل ، ووَقَع لي تعويض عن المفقود بما كان فَقْده أصْلَح .
فلما تأمّلْتُ ما عُوِّضْتُ وما سُلِب مِنّي ، صِحْتُ مِن ألَـمِ تلك السِّيَاط ، فها أنا أُنَادِي مِن على السَّاحِل :
إخواني ! احذرُوا لْجُة هذا البَحْر ، ولا تَغْتَرّوا بِسُكُونه ، وعَليكم بِالسَّاحِل ، ولازِمُوا حِصْن التقوى ، فالعقوبة مُرَّة .
-
مِن النعيم العاجل
قال ابن رجب :
مما يدل على الجنة والنار : ما يُعجّله الله في الدنيا لأهل طاعته وأهل معصيته ؛ فإن الله تعالى يُعجّل لأوليائه وأهل طاعته مِن نَفَحات نعيم الجنة ورَوْحها ما يَجدونه ويشهدونه بِقلوبهم مما لا يحيط به عبارة ولا تحصره إشارة حتى قال بعضهم : إنه لَتَمرّ بي أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه فإنهم في عيش طيب .
🔹قال أبو سليمان : أهل الليل في ليلهم ألَذّ من أهل اللهو في لَهْوهم .
وقال بعضهم : الرّضا باب الله الأعظم ، وجَنة الدنيا ، ومُستَراح العابدين .
قال الله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)
قال الحسن : نَرزقه طاعة يَجد لَذّتها في قلبه .
🔸أهل التقوى في نعيم حيث كانوا في الدنيا والبرزخ وفي الآخرة .
العيش عيشهم والملك ملكهم ... ما الناس إلاّ هُمو بانُوا أو اقتربوا
-
مِن العذاب الأدنى دون الأكبر ..
مِن عاجل العَذَاب
قال ابن رجب :
وأمّا أهل المعاصي والإعراض عن الله فإن الله يُعجّل لهم في الدنيا مِن أنموذج عقوبات جهنم ما يُعرَف أيضا بالتجربة والذوق ، فلا تسأل عمّا هُم فيه مِن ضِيق الصّدر وحَرَجه ونَكَده وعمّا يُعجّل لهم مِن عقوبات المعاصي في الدنيا ولو بعد حينٍ مِن زمن العصيان .
وهذا مِن نفحات الجحيم المُعجّلة لهم ثم ينتقلون بعد هذه الدار إلى أشدّ مِن ذلك وأضيق ، ولذلك يَضيق على أحدهم قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويُفتَح له باب إلى النار فيأتيه مِن سَمومها ، قال الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) .
-
هل ثبتَ عن رسول الله ﷺ أنه جَمَع الصلاة في وقت المطر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15647
-
ماذا تَنْتَظِر ؟!
قال ابن الجوزي :
فَوَا أَسَفَا لِمَضْروب بِالسِّيَاط ما يُحسّ بِالألم !
ولِمُثْخَنٍ بِالْجِرَاح وما عنده مِن نَفْسه خَبَر !
ولِمُتَقَلّب في عقوبات ما يَدري بها !
🔸 ولَعَمْرِي إن أعظم العُقوبة أن لا يَدْرِي بِالعُقوبة.
فَوَا عَجَبًا للمُغَالِط نَفْسه ! يُرْضِي رَبّه بِطاعة ، ثم يُرْضِي نَفْسه بِشَهوة ، ويَقول : حَسَنة وسَيّئة !
وَيَحك! مِن كِيْسِك تُنْفِق ، ومِن بِضَاعتك تَهْدِم ، وَوَجه جَاهِك تَشِين !
رُبّ جِرَاحة قَتَلَتْ ، ورُبّ عَثْرة أهْلَكَت ، ورُبّ فَارِط لا يُسْتَدْرَك .
وَيْحك ! انْتَبه لِنَفسك .
ما الذي تنتظر بِأوْبَتِك ؟
وماذا تَتَرَقّب بِتَوبَتِك ؟
-
أين قلبك ؟!
قال ابن القيم :
اطلب قلبك في ثلاثة مواطن :
عند سماع القرآن .
وفي مجالس الذّكْر .
وفي أوقات الخلوة .
فإن لم تجده في هذه المواطن ، فَسَل الله أن يَمنّ عليك بِقلب ، فإنه لا قلب لك .
-
مُعاقَب لا يشعر بالعقوبة
قال ابن الجوزي :
الْحَذَر الْحَذَر مِن المعاصي ؛ فإن عَوَاقِبها سَيئة .
وكَم مِن مَعصية لا يزال صاحبها في هبوط أبدًا ، مع تَعْثِير أقدامه ، وشِدّة فَقْره ، وحَسَرَاته على ما يَفُوته مِن الدّنيا .. واحَسْرة لِمَن نَالَها ..
فوا أسَفا لِمُعَاقَب لا يُحسّ بِعُقُوبته !
وآهٍ مِن عِقاب يَتأخّر حتى يُنْسَى سَبَبه .
أوَ لَيس ابن سيرين يقول : عَيّرْتُ رَجلا بِالفَقْر ، فَافْتَقَرتُ بعد أربعين سَنة ؟!
وابنُ الْجَلاء يقول : نَظَرتُ إلى شاب مُسْتَحْسَن ، فَنَسِيتُ القرآن بعد أربعين سَنة .
فَوا حَسْرة لِمُعَاقَب لا يدري أن أعظم العقوبة عَدَم الإحساس بها !
فالله الله في تَجويد التّوبة ، عساها تَكُفّ كَفّ الجزاء .
-
أخوك المسلم كَنَفْسِك ؛ فظُنّ به خيرا
قال الإمام مجاهد في قوله تعالى :
(ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)
قال لهم خيرا .
ألا ترى أنه يقول : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)
يقول : بعضكم بعضا .
(فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُم)
قال : يُسلّم بعضكم على بعض . رواه ابن جرير في تفسيره .
-
لا يُظن بأهل الفجور خير
قال ابن كثير : نَبّه الله سبحانه على صفات المنافقين لئلا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون ، فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم ، ومن اعتقاد إيمانهم ، وهم كُفّار في نفس الأمر .
وهذا مِن المحذورات الكبار : أن يُظن بأهل الفجور خير .
-
مخالفة الشرع سبب في ارتفاع الأسعار
وشُكر النِّعَم سبب في زيادتها وحِفْظها
قال نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام لِقومه : (إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)
قال ابن عباس : مُوسِرِين في نِعْمة .
وقال مجاهد : في خَصْب وسَعَة ، فَحَذّرهم زَوال النّعْمَة ، وغَلاء السِّعر ، وحُلول النّقْمة ، إن لم يَتَوبُوا . (تفسير البغوي : معالِم التّنزيل)
🔸وقال القرطبي : أي في سَعة مِن الرّزق ، وكَثْرة مِن النّعم .
وقال الحسَن : كان سِعْرهم رَخِيصا .
-
نَعوذ بالله من الْحِرْمَان ومِن الخذلان
مِن الخذلان : أن يكون عندك أوقات لكل برامج التواصل ، وأوقات للقَنَوات ، وأوقات للّهو والعبث والجلسات ... ولا يكون عندك وقت للقرآن الذي به حياتك وسعادتك .
قال خَبّاب بن الأرَتّ رضي الله عنه : تَقَرّب ما استطعت ، واعلم أنك لن تَتَقرّب إلى الله بِشيء أحبّ إليه مِن كلامه . ذَكَره محمد بن نصر في " قيام الليل " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .
-
بعض الدعاء يُوصل للكُفر
قال الإمام القرافي عن قَاعِدَةِ مَا هُوَ*مِنْ الدُّعَاءِ كُفْر*:* فَاَلَّذِي يَنْتَهِي لِلْكُفْرِ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ:
الْقِسْمُ الأوَّلُ : أَنْ يَطْلُبَ الدَّاعِي نَفْيَ مَا دَلَّ السَّمْعُ الْقَاطِعُ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى ثُبُوتِهِ وَلَهُ أَمْثِلَةٌ :
الأوَّلُ : أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ لا تُعَذِّبْ مَنْ كَفَرَ بِك ، أَوْ اغْفِرْ لَهُ ، وَقَدْ دَلَّتْ الْقَوَاطِعُ السَّمْعِيَّةُ عَلَى تَعْذِيبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنْ مَاتَ كَافِرًا بِاَللَّهِ تَعَالَى ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ فَيَكُونُ ذَلِكَ كُفْرًا ؛ لأَنَّهُ طَلَبٌ لِتَكْذِيبِ اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ ، وَطَلَبُ ذَلِكَ كُفْرٌ ، فَهَذَا الدُّعَاءُ كُفْرٌ .
الثَّانِي : أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ لا تُخَلِّدْ فُلانًا الْكَافِرَ فِي النَّارِ ، وَقَدْ دَلَّتْ النُّصُوصُ الْقَاطِعَةُ عَلَى تَخْلِيدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ ، فَيَكُونُ الدَّاعِي طَالِبًا لِتَكْذِيبِ خَبَرِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَيَكُونُ دُعَاؤُهُ كُفْر . اهـ .
وتُنظر بقية الأقسام في كتاب " الفروق " .
ما الرد على مَن يقول إنه لا ولاء ولا براء في الكُرة ، ويستشهد بمشاهدة عائشة للعب الأحباش؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14361
-
مِن فِقْه النّفْس : تقدير المصالح والمفاسد ، وما يترتب على القَول أو الفتوى
قال سلاّم بن مِسْكين : حَدّثنا ثابِت عن أنس أن نَاسًا كان بهم سَقَم ، قالوا : يا رسولَ الله آوِنا وأطْعِمْنا ، فلمّا صَحّوا قالوا : إن المدينة وَخِمَةٌ ، فأنزلهم الْحَرّة في ذَوْدٍ له ، فقال : اشْرَبُوا ألبانها ، فلمّا صَحّوا قَتَلُوا رَاعِي ﷺ واستاقُوا ذَوْدَه ، فَبَعَث في آثارهم ، فَقَطَع أيديهم وأرجلهم ، وَسَمَر أعينهم ، فرأيت الرجل منهم يَكْدِم الأرض بِلِسانه حتى يموت .
قال سلاّم : فَبَلَغَني أن الحجاج قال لأنس : حَدّثنِي بأشدّ عقوبة عاقَبَه النبي ﷺ ، فَحَدّثه بهذا ، فَبَلَغ الْحَسَن ، فقال : وَدِدت أنه لم يُحَدِّثه بهذا . رواه البخاري . وهو في صحيح مسلم من غير هذا الطريق .
🔹قال ابن حَجَر : وساق الإسماعيلي مِن وَجه آخر عن ثابت : حَدّثني أنس قال : ما نَدِمْتُ على شيء ما نَدِمْتُ على حديث حَدّثتُ به الحجّاج ، فَذَكَره .
🔸وإنما نَدِم أنَس على ذلك لأن الحجّاج كان مُسْرِفا في العقوبة ، كان يَتعلّق بأدنى شُبْهة ، ولا حُجّة له في قصة العُرَنِيّين ؛ لأنه وَقع التصريح في بعض طُرُقه أنهم ارْتَدّوا ، وكان ذلك أيضا قبل أن تنزل الحدود ، وقَبْل النهي عن الْمُثْلَة .
🔸وقال : قوله : " بأشد عقوبة عاقبه النبي ﷺ " كذا بالتذكير على إرادة العقاب .
وفي رواية بَهْز : " عاقَبَها " على ظاهر اللفظ .
-
في عُرف جميع الأمَم : مُخالفة شَرْع الله والعمل بالمنكرات : إفساد في الأرض
🔸في خبر نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام مع إخوته : (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) .
🔸وفي خبر نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام : (إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) .
الإفساد في الأرض..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6308
التلازم بين الكُفر والإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6309
-
أمَان وضَمَانات المجتمعات
قال القرطبي :
قيل : كل بلدة يكون فيها أربعة ؛ فأهلها معصومون مِن البلاء :
1- إمام عادل لا يَظلِم .
2- وعالِم على سبيل الهدى .
3- ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويُحرّضون على طلب العِلم والقرآن .
4- ونساؤهم مَستورات لا يتبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى .