-
🔻 ما هو نَصِيبك مِن هذه الآية ؟
💎 (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) ؟
💎 ومِن هذه الآية : (وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ؟
🔹 قال ابن كثير : فَإنْ كَان الاسْتِغْفَارُ فِي صَلاةٍ ، فَهُوَ أَحْسَن .
(تفسير القرآن العظيم)
🔶 روَى مُحَارِب بن دِثار عن عمّه قال : غَدَوْتُ بِسَحَرٍ ، فَمَرَرْتُ بِدَار عَبد اللّه بن مَسْعُود رضي الله عنه ، فَسَمِعْتُه يَقُول : اللّهمّ أمَرْتَنِي فَأطَعْتُك ، وَدَعَوْتَنِي فَأجَبْتُك ، وَهَذا سَحَرٌ فَأغْفِرْ لِي ، فَلَمّا أصْبَحْتُ أتَيْتُه ، فَذَكَرْتُ ذَلِك لَه ، فقال : إنّ يَعْقُوبَ عليه السلام حِين قال لَه بَنُوه : اسْتَغْفِرْ لَنَا ، أخّرَهُم إلى السَّحَر . رواه ابن أبي حاتِم في " تفسيره " .
💎 قالت عائشة رضي الله عنها : يَا رَسُولَ الله ، ابنُ جُدْعَان كَان فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِم ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِين ، فَهَل ذَاك نَافِعُه ؟ قال : لا يَنْفَعُه ، إنّه لَم يَقُلْ يَوْمًا : رَبّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين . رواه مسلم .
🔸 قال النووي : مَعْنى هَذا الْحَدِيث : أنّ مَا كَان يَفْعَلُه مِن الصّلَة وَالإِطْعَام وَوُجُوه الْمَكَارِم : لا يَنْفَعُه فِي الآخِرَة ؛ لِكَوْنِه كَافِرًا ، وَهُو مَعْنى قَوْلِه صلى الله عليه وسلم : " لَمْ يَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّينِ " أيْ : لَم يَكُن مُصَدِّقًا بِالْبَعْث ، وَمَن لَم يُصَدّق بِهِ كَافِرٌ ، وَلا يَنْفَعُه عَمَل .
قال الْقَاضِي عِيَاضٌ رحمه الله تَعالى : وَقَد انْعَقَد الإِجْمَاعُ عَلى أنّ الْكُفّار لا تَنْفَعُهُم أَعْمَالُهُم ، وَلا يُثَابُون عَلَيها بِنَعِيم وَلا تَخْفِيف عَذَابٍ ، لَكِنّ بَعْضَهُم أشَدّ عَذَابًا مِن بَعْضٍ بِحَسَب جَرَائِمِهِم .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج)
🖍 اعْتَرِف ... أحسن لك !
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=12464
🖌 ما هي أفضل أوقات الذِّكر ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15596
🖋 هل الثلث الأخير من الليل كله وقت للاستغفار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18814
📌 كيف تكون نظرتنا إلى الأجانب أصحاب الاختراعات والابتكارات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5458
-
تَفرّد الله عزّ وجَلّ بِالكَمَال والْجَلاَل والْجَمَال
مِن كَمَال الله عزّ وجَلّ : أنه لا يحتاج إلى أحَد ؛ فهو الغَنِيّ بِذاتِه
ومِن كَمَاله تبارك وتعالى : أنه لا يَنام ولا تأخُذه سِنَة ، وهي أقَلّ النُّعَاس .
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عزّ وَجَلّ لا يَنَام ، ولا يَنَبغِي له أن يَنَام ، يَخْفِضُ القِسْط ويَرْفَعُه ، يُرْفَع إليه عَمَلُ الليل قَبْل عَمَلِ النهار ، وعَمَلُ النهار قَبْل عَمَلِ الليْل ، حَجُابه النّور ، لو كَشَفَه لأحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِه ما انتَهى إليه بَصَرُه مِن خَلْقِه . رواه مسلم .
🔶 قال النووي رحمه الله : قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يَنام ولا يَنبَغِي له أن يَنَام " معناه : أنه سبحانه وتعالى لا يَنَام ، وأنه يَستَحِيل في حَقّه النّوم ؛ فإن النّوم انْغِمَارٌ وغَلَبَةٌ على العَقْل ، يَسْقُط بِه الإحسَاس ، والله تَعالى مُنَزّه عن ذلك ، وهو مُسْتَحِيل في حَقّه جَلّ وعَلا ...
والسّبُحَات - بِضَمّ السين والباء ورفع التاء في آخره - وهي جَمْع سُبْحَة . قال صاحب العين والْهَرَويّ وجَميع الشارحين للحَديث مِن اللّغَوِيين والْمُحَدِّثِين : معنى سُبُحَات وَجْهِه : نُورُه وجلالُه وبَهاؤه .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج)
☑️ ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أبي عبد الله محمد بن خَفِيف أنه قال : سُبُحَات وَجْهه : جَلالُه ونُورُه ، نَقَلَه عن الخليل وأبي عُبَيد . وقال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : نُور السّمَاوَات : نُور وَجْهِه .
(مجموع الفتاوى)
🔻 ومِن ضَعف ابن آدم : أنه لا يَسْتَغنِي عن غَيرِه مَهْما عَلا كَعبه , وكثُر مَالُه ، وعَظُم مُلْكُه .
🔻 ومِن ضَعف ابن آدم : أنه يَحتاج إلى الطّعام والشّرَاب ، وإلى النّوم والرّاحة ، وإلى الطبيب والدواء .
📚 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الإنسان وكُلّ مَخْلوق فَقِير إلى الله بِالذّات ، وفَقْرُه مِن لَوازِم ذاتِه ، يَمتَنِع أن يكون إلاّ فَقِيرا إلى خَالِقِه ، وليس أحَدٌ غَنِيّا بِنَفْسِه إلاّ الله وحْدَه ، فهو الصّمَد الغِنِيّ عمّا سِوَاه ، وكُلّ ما سِواه فَقِير إليه .
فالعبدُ فَقِير إلى الله مِن جِهة رُبُوبِيّته ومِن جَهة إلَهِيّته .
والإنسان يُذنِب دائما ، فهو فَقِير مُذْنِب ، ورَبّه تَعالى يَرْحَمه ويَغفِر له ، وهو الغفور الرحيم ...
ولا تَحصُل النّعْمَة إلاّ بِرَحْمَته ، ولا يَنْدَفِع الشّرّ إلاّ بِمَغْفِرَته ؛ فإنه لا سَبَب للشّرّ إلاّ ذُنوبُ العباد .
(مجموع الفتاوى)
-
مُشاهَدَة الْحَسَنة والسّيئة ، والاهتمام بِقَبُول العَمَل
💎 قال الصحابي الجليل أبو أيوب رضي الله عنه : إنّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَة ، يَتّكِل عَلَيها ، وَيَعْمَل الْمُحَقّرَات حتى يَأتِي اللهَ وَقَد أخْطَرَتْه ، وَإنّ الرَّجُل لَيَعْمَل السّيّئَة فَيَفْرَق [أي: يَخاف] مِنْها حتى يَأتِي الله آمِنًا . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
🔷 وقال التابعي الجليل سعيد بن جُبير رحمه الله : إنّ الْعَبْد لَيَعْمَل الْحَسَنَة فَيَدْخُل بِهَا النّار ، وَإنّ الْعَبْد لَيَعْمَل السّيّئَة فَيَدْخُل بِها الْجَنّة ؛ وَذَلِك أنّه يَعْمَل الْحَسَنَة فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَب بِهَا ، وَيَعْمَلُ السّيّئَة فَتَكُون نُصْبَ عَيْنِه ، فَيَسْتَغْفِر اللّهَ وَيَتُوب إلَيه مِنْها .
(التحفة العراقية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية)
🔶 وقال أبو حَازِمٍ رحمه الله : إنّ الرّجُل لَيَعْمَل السّيّئَة مَا عَمِل حَسَنَةً قَطّ أنْفَع لَه مِنْها ، وَإنّ الرَّجُل لَيَعْمَل الْحَسَنَة مَا عَمِل سَيّئَةً قَطّ أضَرّ عَلَيه مِنْها . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
📚 قال ابن القيم : إذا أرَادَ الله بِعَبْدِه خَيْرا أنْسَاه رُؤْيَة طاعاته ، ورَفَعَها مِن قَلْبه وَلِسَانه . فَإذا ابْتُلِي بِالذّنْب جَعَله نُصْبَ عَيْنَيْه ونَسِي طَاعَاته ، وَجَعَل هَمَّه كُلّه بِذَنبِه ، فَلا يَزَال ذَنْبُه أمَامَه إن قَام أوْ قَعَد ، أوْ غَدا أوْ رَاح ؛ فَيكون هَذا عَيْن الرَّحْمَة فِي حَقّه .
(مفتاح دار السعادة)
📙 وقال : فيكون ذلك الذّنْب أنفَع له مِن طاعات كثيرة بِما تَرَتّب عليه مِن هذه الأمور التي بها سَعَادة العَبد وفلاحُه ، حتى يكون ذلك الذّنب سَبَب دُخُوله الْجَنّة .
ويَفعَل الْحَسَنَة فلا يَزَال يَمُنّ بِها على ربّه ، ويَتَكَبّر بها ، ويَرَى نَفسَه ، ويُعْجَب بها ويَستَطِيل بها ، ويَقول : فَعَلْتُ وفَعَلْتُ ؛ فيُورِثه مِن العُجْب والكِبْر والفَخْر والاسْتِطَالة ما يَكُون سَبَب هَلاكِه .
فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكِين خَيْرًا ابْتَلاه بِأمْر يَكْسِره بِه ، ويُذِلّ بِه عُنُقَه ، ويُصَغِّر بِه نَفسَه عِنده ، وإن أراد بِه غَيرَ ذلك خَلاّه وعُجْبَه وكِبْرَه . وهذا هو الْخُذْلاَن الْمُوجِب لِهَلاكِه .
(الوابل الصّيّب)
📌 هل يَصح أن يقال : الذنب نِعمة ؟ وما صحة قصة سجود الشجرة مع الصحابي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14433
🔴 هل يمكِن أن تكون الذنوب سببا للحرمان مِن الزواج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11168
🛑 نريد ردّا على مَن يحيا ويُمارس المعاصي و لا يَحمِل هَمّ الدِّين
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7209
-
مِن أخلاق أهْل القُرآن : يَتلُونَه حَقّ تِلاوَتِه ؛ فيَتَدبّرونه ويَعمَلون به
🔶 قال أبو بكرٍ الآجُرِّيّ : الْمُؤمِنُ الْعَاقِل إذا تَلا الْقُرْآنَ اسْتَعْرَضَ الْقُرْآن , فَكَان كَالْمِرْآة يَرَى بِها مَا حَسُنَ مِن فِعْلِه , وَمَا قَبُحَ مِنه ؛ فَمَا حَذَّرَه مَوْلاه حَذِرَه , وَمَا خَوّفَه بِه مِن عِقَابِه خَافَه , وَمَا رَغّبَه فِيه مَوْلاه رَغِب فِيه وَرَجَاه ؛ فَمَن كَانَت هَذِه صِفَتَه , أو مَا قَارَبَ هَذِه الصّفَة , فَقَد تَلاهُ حَقّ تِلاوَتِه , وَرَعَاه حَقّ رِعَايَتِه , وَكَان لَه الْقُرْآنُ شَاهِدًا وَشَفِيعًا وَأَنِيسًا وَحِرْزًا , وَمَن كَان هَذا وَصَفَه , نَفَع نَفْسَه وَنَفَع أهْلَه , وَعَاد عَلى وَالِدَيْه , وَعَلى وَلَدِه كُلّ خَيْرٍ في الدّنيا وَفي الآخِرَة .
(أخلاق أهل القرآن)
🔹 قال عَلَم الدِّين السّخاوي بعد أن نَقَل قول الآجُرّي : أسأل الله عزّ وَجَلّ بِكَرَمِه أن يَجعَل لي مِن هذه الأوصَاف حَظّا أتَخَلّص بِه مِن تَبِعَةِ القرآن .
وقد كان شيخنا أبو القاسم الشاطبي رحمه الله صاحِب هذه الأوصاف جَمِيعها ، وربما زاد عليها .
(جمال القُرّاء وكَمَال الإقْرَاء)
📢 تأمّل هذه الآيات : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ، وهذه الآيات : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) ، ثم اسأل نَفسَك : أين أنت مِنها ، وهل أنت مِن أهلِها ؟!
اللهم اجعلنا مِن أهْل القُرآن الذين هُم أهلُك وخاصّتُك .
-
بعض العِلم وَبَالٌ على صَاحِبه
وبعض الزّيادة نَقْص !!
💎 ففي خَبَر بَلْعَام – أو بَلْعَم – : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ)
💎 وفي أخبار الأُمَم الماضية : (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
قال الأخْفَش : أي : كان عندهم العِلم وهو جَهْل .
(معاني القرآن)
💎 وفي أخبار بني إسرائيل : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)
🔶 قال ابن عباس رضي الله عنهما : يَسْتَنْصِرُون بِخُرُوج محمد صلى الله عليه وسلم عَلَى مُشْرِكِي الْعَرَب ، يَعْنِي بِذَلِك أهْلَ الْكِتَاب ، فَلَمّا بَعَث اللّهُ مُحمدًا صلى الله عليه وسلم وَرَأوْه مِن غَيْرِهِم كَفَرُوا بِه وَحَسَدُوه . رواه ابن جرير في " تفسيره " وابن أبي حاتِم في " تفسيره " .
🔷 ومعنى : (وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ) : كَانُوا يَقُولُون : إنّ نَبِيًّا الآنَ مَبْعَثُه قَد أظَلّ زَمَانُه ، يَقْتُلُكُم قَتْلَ عَادٍ وَإِرَم . فَلَمّا بَعَث الله تَعَالَى ذِكْرُه رَسُولَه مِن قُرَيْش وَاتَّبَعته الأنصَار كَفَرُوا بِه .
(جامع البيان عن تأويل آي القرآن : تفسير الطبري)
◾️ قال الألبِيرِي في وَصِيّته لابْنِه :
إذا ما لَم يُفْدِك العِلم خَيرا ... فخَيْر منه أن لَوْ قَد جَهِلْتا
وإن ألْقَاك فَهمُك في مَهَاوٍ ... فَلَيْتَك ثم لَيْتَك ما فَهِمْتا
https://youtube.com/watch?v=oEz0ZTwzRoI
-
إذا كان الله مَعَك ، فَما ضَرّك مَن لَم يَكُن مَعَك
لَمّا أبْدَى مُوسى وهارُون عليهما الصلاة والسلام تَخوّفَهُمَا مِن طُغيان فِرعون : جاءهُمَا التّطمِين مِن ربّ العالمين
(قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)
🔶 هنا النّعيم ! هُنا السّرور ، هُنا لذّة العيش !
✅ قال ابن القيم عن شَيخِه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله :
لَمّا دَخَل إلى القَلْعَة وصَار داخِل سُورِها نَظَر إليه وقال : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) .
وعَلِم الله ما رَأيتُ أحَدًا أطْيَبَ عَيْشًا مِنه قَطّ ، مع ما كان فيه مِن ضِيق العَيْش وخِلافِ الرّفَاهِية والنّعِيم بَلّ ضِدّها ، ومع ما كان فيه مِن الْحَبْس والتّهديد والإرهَاق ، وهو مع ذلك مِن أطيبِ الناس عَيْشًا ، وأشْرَحِهم صَدرًا ، وأقْوَاهُم قَلْبا ، وأسَرِّهُم نَفْسًا ، تَلُوح نَضْرَةُ النّعِيم على وَجْهِه .
وكُنّا إذا اشْتَدّ بِنَا الْخَوْف ، وساءَت مِنّا الظّنُون ، وضَاقَت بِنَا الأرض أتَيْنَاه ، فما هو إلاّ أن نَرَاه ونَسمَع كَلامَه فيَذهَب ذلك كُلّه ، ويَنقَلِب انْشِرَاحا وقُوّةً ويَقِينًا وطُمَأنِينَة .
فسبُحان مَن أشْهَد عِبَاده جَنّته قَبْل لِقَائه ، وفَتَح لهم أبْوَابَها في دار العَمَل ، فآتاهُم مِن رَوْحِها ونَسيمِها وطِيبِها ما استَفَرَغ قِوَاهُم لِطَلَبِها والْمُسَابَقَةِ إليها.
(الوابِل الصّيّب)
💡وقال : فأيّ نَعِيمٍ أطْيَبُ مِن شَرْح الصّدْر ؟ وَأيُّ عَذَابٍ أمَرُّ مِن ضِيقِ الصّدْر ؟
(الجواب الكافي : الداء والدواء)
📹 يا أيها الإنسان ما هذا القَلَق ؟!
https://youtube.com/watch?v=aOfiuW2-NL4
-
قُطب رَحَى الأعمَال : التوحيد ؛ فَعَلَيْه يَدور قَبُول العَمَل
أوّل ما دَعَا إليه الأنبِياء : هو التوحيد
وأوّل ما يُسأل عنه العِباد يوم القيامة : هو التوحيد
💎 ففي خَبَر المهاجِرين الأوّلِين : أن النّجَاشيّ رضي الله عنه سَألَ جَعفرَ بن أبي طالب رضي الله عنه عن دِينِهم وعمّا دَعاهُم إليه نَبِيّهم صلى الله عليه وسلم ، فقال جعفر رضي الله عنه : دَعَانَا إلى الله لِنُوَحِّدَه ، وَنَعْبُدَه ، وَنَخْلَعَ مَا كُنّا نَعْبُدُ نَحْن وَآبَاؤنَا مِن دُونِه مِن الحِجَارَة وَالأوْثَان ، وَأمَرَنا بِصِدْق الْحَدِيث ، وَأدَاء الأمَانَة ، وَصِلَة الرّحِم ، وَحُسْنِ الْجِوَار ، وَالْكَفِّ عَن الْمَحَارِم وَالدّمَاء ، وَنَهَانَا عَن الْفَوَاحِش ، وَقَوْلِ الزّور ، وَأَكْل مَالِ الْيَتِيم ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَة ، وَأمَرَنا أنْ نَعْبدَ اللهَ وَحْدَه لا نُشْرِك بِه شَيْئًا ، وَأمَرَنَا بِالصّلاة وَالزَّكَاة وَالصّيَام . رواه الإمام أحمد ، وقال الهيثمي : رَوَاه أحْمَد ، وَرِجَالُه رِجَال الصّحِيح غَيْرَ ابن إسْحَاق ، وَقَد صَرّح بِالسّمَاع . وحسّنه الأرنؤوط .
💎 وفي سُؤالاَت هِرَقْل لأبي سُفيان عن النبي ﷺ قال له : بِمَ يأمُرُكُم ؟
قال أبو سُفيان رضي الله عنه : يقول : اعبُدوا الله وحدَه ولا تُشرِكوا بِه شيئا ، واتْرُكوا ما يَقول آباؤكم ، ويأمُرنا بِالصلاة والزكاة والصّدْق والعَفَاف والصِّلَة . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : يأمُرنا أن نَعبدَ الله وحدَه لا نُشرِكُ بِه شيئا ، ويَنْهَانا عمّا كان يَعبدُ آباؤنا، ويأمُرنا بِالصلاة ، والصّدَقة ، والعَفَاف ، والوَفاء بِالعَهد ، وأداءِ الأمانة .
🔵 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " لا إلَه إلاّ اللّه " هِيَ قُطْبُ رَحَى الإيمَانِ ، وَإلَيْها يُرْجَعُ الأمْرُ كُلُّه .
(مجموع الفتاوى)
🔷 وقال ابن القيم عن كَلِمة التوحيد : كَلِمَةٌ قَامَتْ بِها الأرْضُ وَالسّمَاوَاتُ ، وَخُلِقَتْ لأجْلِهَا جَمِيعُ الْمَخْلُوقَات ، وَبِها أَرْسَلَ اللّهُ تَعَالى رُسُلَه ، وَأنْزَل كُتُبَه ، وَشَرَع شَرَائِعَه ، وَلأجْلِهَا نُصِبَت الْمَوَازِين ، وَوُضِعَتِ الدّوَاوِين ، وَقَامَ سُوقُ الْجَنّة وَالنّار ، وَبِها انْقَسَمَتِ الْخَلِيقَةُ إلى الْمُؤْمِنِين وَالْكُفّار ، وَالأَبْرَارِ وَالْفُجّار ؛ فَهِيَ مَنْشَأُ الْخَلْقِ وَالأمْرِ ، وَالثّوَابِ وَالْعِقَاب ، وَهِي الْحَقُّ الذِي خُلِقَت لَه الْخَلِيقَة ، وَعَنْها وَعَن حُقُوقِها السُّؤَالُ وَالْحِسَاب ، وَعَلَيها يَقَعُ الثَّوَابُ وَالْعِقَاب ، وَعَلَيْها نُصِبَت الْقِبْلَة ، وَعَلَيْها أُسِّسَتِ الْمِلّة ، وَلأجْلِهَا جُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَاد ، وَهِي حَقُّ اللّه عَلى جَمِيع الْعِبَاد ، فَهِيَ كَلِمَةُ الإِسْلام ، وَمِفْتَاحُ دَار السّلام ، وَعَنْها يُسْأَلُ الأوّلُونَ وَالآخِرُون ، فَلا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْد بَيْن يَدَيِ اللّهِ حَتى يُسْأَل عَن مَسْألَتَيْن : مَاذا كُنْتُم تَعْبُدُون ؟ وَمَاذا أجَبْتُم الْمُرْسَلِين ؟
فَجَوَاب الأُولَى بِتَحْقِيق " لا إلَه إِلاّ اللَّهُ " مَعْرِفَةً وَإِقْرَارًا وَعَمَلا .
وَجَوَاب الثّانِيَة بِتَحْقِيق " أنّ مُحَمّدًا رَسُولُ اللّه " مَعْرِفَةً وَإِقْرَارًا وَانْقِيَادًا وَطَاعَة . (زاد المعاد)
🔶 وقال عن التّوحيد : وأمْرٌ هذا شأْنه حَقِيق بِأن تَنْعَقِد عليه الْخَنَاصِر ، ويُعَضّ عليه بِالنَّواجِذ ، ويُقْبَض فيه على الْجَمْر ، ولا يُؤخَذ بِأطْرَاف الأنَامِل ، ولا يُطْلَب على فَضْلة ، بل يُجْعَل هو الْمَطْلَب الأعظَم ، وما سِوَاه إنما يُطْلَب على الفَضْلة .
والله الْمُوَفِّق لا إلَه غيرُه ، ولا رَبّ سِوَاه .
(طريق الهجرتين)
📹 محاضرة نعمة التوحيد ، لشيخنا العلاّمة معالي الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ونفع به
https://youtu.be/ndgUG7rTRw4
🎙 خُطبة جمعة عن أهَمِيّة التوحيد
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16514
📌 ما الضرر من الاحتفال بالمولد النبوي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14109
-
كيف تترك أثرا في الأمة ؟
مقطع قصير في أقل من دقيقة لمعالي شيخنا العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ونفع به
https://t.me/assuhaim/3143
-
التّذكِير بِالفَضْل ليس مِن الْمِنّة الْمَذمُومَة
🔸 فتَذكِير الوالِد للوَلَد ، والزّوج لِزَوجَته بِفَضِله : لا يُعتَبَر مِن الْمَنّ والأذَى ، خاصة عندما يُكْفَر إحْسَانُه ، أو يُسَاء إلَيْه .
💎 جاء أبو بكر رضي الله عنه يَستأذِن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فسَمِع عائشة وهي رَافِعةٌ صَوتَها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأَذِن له ، فدَخَل ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا ابنةَ أمِّ رُومَان ! وتَنَاوَلَها لِيَلْطِمَها ، أتَرْفَعِين صَوتَك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فَحَالَ النبي صلى الله عليه وسلم بَينَه وبَينَها ، فلمّا خَرَج أبو بكر جَعَل النبي صلى الله عليه وسلم يَقُول لَهَا يَتَرَضّاهَا : ألاَ تَرَيْن أنّي قد حُلْتُ بَيْن الرّجُل وبَيْنَك ؟!
💡 وفي رواية : فجَعَل النبي صلى الله عليه وسلم يَحجِزُه ، وخَرَج أبو بكر مُغْضَبا .
✅ وفي رواية قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : كَيف رَأيْتِنِي أَنْقَذْتُك مِن الرّجُل ؟!
ثم جاء أبو بكر ، فاستأذَن عليه ، فوَجَده يُضَاحِكُها ، قال : فأَذِن له ، فدَخَل عليه ، فقال له أبو بكر رضي الله عنه : يا رَسول الله ! أشْرِكَانِي في سِلْمِكُمَا كمَا أشْرَكْتُمَانِي في حَرْبِكُما ! رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في " الكبرى " ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
📙 وفي رواية : فَمَكَث أبو بكر أيامًا ، ثم استأذَن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوَجَدَهُما قد اصْطَلَحا ، فقال لَهُما : أدْخِلانِي في سِلْمِكُمَا كمَا أدْخَلْتُمَانِي في حَرْبِكُمَا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد فَعَلْنَا ، قد فَعَلْنَا .
🔹 ورَفْع الصوت مِن عائشة رضي الله عنها لَم يكن فيه سُوء أدَب ، وإنما كان فيه غَيْرَة !
ففي رواية : استأذَن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَسَمِع صَوتَ عائشة عَالِيا ، وهي تقول : والله لقد عَرَفتُ أن عَلِيّا أحَبُّ إلَيك مِن أَبِي ! مَرّتَيْن أو ثلاثا .
💎 وذكّر النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار بِما مَنّ الله عليهم به ، وأنّ الله هَداهُم به ، وأغنَاهُم بِه ، وجَمَعَهم به عليه الصلاة والسلام ، فقال لهم : يَا مَعْشَرَ الأنْصَار ، ألَم أجِدْكُم ضُلاّلاً ، فَهَدَاكُم الله بِي ؟ وَعَالَةً ، فَأغْنَاكُم اللهُ بِي ؟ وَمُتَفَرّقِين ، فَجَمَعَكُم الله بِي ؟ وَيَقُولُون : اللهُ وَرَسُولُه أمَنّ ، فقال : ألا تُجِيبُونِي ؟ فَقَالوا : اللهُ وَرَسُولُه أمَنّ . رواه البخاري ومسلم .
🔶 قال ابن مُفلِح : يُحْتَمَلُ أن يُقال فِي هَذا كَما قَالَه ابن حَزْم : لا يَحِلّ أن يَمُنّ إلاّ مِن كُفِر إحْسَانُه ، وَأُسِيء إلَيْه ، فَلَه أن يُعَدّدَ إحْسَانَه .
وَيُحْتَمَلُ أن يُقَال كَما قَالَه شَارِح " الأحْكَام الصُّغرَى " : إنّ هَذا دَلِيلٌ عَلى إقَامَة الْحُجّة عِنْد الْحَاجَة إلَيها عَلى الْخَصم ، وَلَمّا كَانَت نِعْمَةُ الإِيمَانِ أعْظَمُ قَدّمَها ، ثمّ نِعْمَةُ الأُلْفَة أعْظَمُ مِن نِعْمَة الْمَال ؛ لأن الْمَالَ يُبْذَلُ فِي تَحْصِيلِها ، واللّه أعلم .
(كتاب الفروع)
🔻 بل هذا أمْر معروف حتى عِند أهل الجاهلية ! أي : التّذكِير بِالفَضل والْمَكَانة
ففي أخبار صُلْح الْحُدَيْبِيَة :
🔘 قال عُرْوَة بن مَسْعُود : أيْ قَوْم ، ألَسْتُمْ بِالوَالِد ؟ قَالوا : بَلَى ، قال : أوَلَسْتُ بِالوَلَد ؟ قَالوا : بَلَى ، قال : فَهَل تَتّهِمُونِي ؟ قَالوا : لا ، قال : ألَسْتُمْ تَعْلَمُون أنّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظ ، فَلَمّا بَلّحُوا عَلَيّ جِئْتُكُم بِأهْلِي وَوَلَدِي وَمَن أطَاعَنِي ؟ قَالوا : بَلَى ، قال: فَإنّ هَذا [يَعني : رسول الله صلى الله عليه وسلم] قَد عَرَض لَكُم خُطّةَ رُشْدٍ ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِي آتِيهِ ، قَالُوا : ائْتِه ، فَأَتَاه . رواه البخاري .
🖋 وفي رواية : فقال : وَإنّي نَاصِحٌ لَكُم شَفِيقٌ عَلَيْكُمْ ، لا أدّخِرُ عَنْكُم نُصْحًا . رواه الواقِدي في " المغازي " ومِن طريقه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
-
يأكُل حتى يَمتَلئ ، وحتى يَتَجَشّأ ويتّكِئ ، ويَشرَب حتى يَرتَوي ..
📌 ويَحتَجّ بأن هذا مِن الطيبات التي أباحَها الله ، غافِلا عن قوله عليه الصلاة والسلام : مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرّا مِن بَطْن ؛ بِحَسْبِ ابن آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإنْ كَانَ لا مَحَالَةَ ؛ فَثُلُثٌ لِطَعَامِه ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِه ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِه . رواه الترمذي ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح . والنسائي في " الكبرى " وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
🛑 بينما في " العبادات " : التّقصِير دَيْدَنه ، والكَسَل دَأبه !
وحُجّته : الدِّين يُسْر ، ولا تُشدِّد على نَفسِك !!
🔻 وأمّا السّلَف فَكان أحدُهم يَزيد في العِبادة كُلّمَا زاد في الأكْل !
🔵 أكَل سُفْيَان الثّوري لَيْلَةً فَشَبِع ، فقال : إنّ الْحِمَار إذا زِيد فِي عَلَفِه زِيد فِي حِمْلِه ! فَقَام حتى أصْبَح . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
🔶 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الصَّلاة قُوتُ الْقُلُوب ، كَمَا أنّ الْغِذَاء قُوتُ الْجَسَد . فَإذا كَان الْجَسَد لا يَتَغَذّى بِالْيَسِير مِن الأَكْل ، فَالْقَلْب لا يَقْتَاتُ بِالنّقْر فِي الصّلاة ، بَل لا بُدّ مِن صَلاة تَامّةٍ تُقِيت الْقُلُوب .
(مجموع الفتاوى)
✅ وفي مَواعِظ ابن الجوزي : يَا وَاقِفًا فِي صَلاته بِجَسَده والقَلب غَايب ، مَا يَصلُح مَا بَذَلْتَه مِن التَّعَبّد مَهْرًا للجَنّة ، فَكَيف ثَمَنًا للجَنّة .
رَأتْ فَأْرَةٌ جَمَلاً فأعجَبها ، فَجَرّت خِطَامه ، فَتَبِعها ، فَلمّا وَصَل إلى بَاب بَيتِها وَقَف ونادَى بِلِسَان الْحَال : إمّا أن تَتّخِذِي دَارًا يَلِيق بِمَحبُوبِك أو مَحبُوبا يَلِيق بِدَارِك !!
خُذْ مِن هَذه إشَارَة : إمّا أن تُصَلّي صَلاة تَلِيق بِمَعبُودِك ، أو تَتّخِذ مَعبُودًا يَلِيق بِصَلاتِك !
وقال : لَو أحْبَبْت الْمَخْدُوم لَحَضَر قَلْبُك في الْخِدْمَة .
(الْمُدْهِش)
-
لِتَرْتَقِي عليك أن تَتّقِي
💎 قال ابن سَعْد : سَمِعْتُ بَعْض أهْل الْعِلْم يَقُول : كَانَ عَطَاءٌ أعْوَر أفْطَس أشَلّ أعْرَج ثمّ عَمِي بَعْد ذَلِك ، فَانْتَهَت فَتْوَى أهْل مَكّة إلَيه وَإلى مُجَاهِد فِي زَمَانِهِما .
(الطبقات الكبرى)
🔷 وقال أبو دَاوُد : وعطاء قُطِعَت يَدُه مع ابن الزبير .
(تهذيب الكَمَال ، للمِزّي ، وسِير أعلام النبلاء ، للذهبي)
🔻 ومع ذلك :
قال إبراهيم بن عُمر بن كَيْسَان :
أذكُرهم في زمان بني أُمَيّة يأمُرون في الْحَجّ مُنَادِيا يَصيح : لا يُفتِي الناسَ إلاّ عطاءُ بن أبي رَبَاح ، فإن لم يكن عَطاء ، فعَبدُ الله بن أبي نَجِيح . رواه ابن عَدِيّ في " الكامل " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ، وأوْرَده البخاري في " التاريخ الكبير " .
🔹 وقال أبو حازِم الأعرَج : فاقَ عطاء أهلَ مكّة في الفَتوى . رواه ابن أبي حاتِم في " الجرح والتعديل " ومِن طريقِه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
🔶 وفي ترجمة يَزِيْد بن أبِي حَبِيْبٍ الأزْدِيّ :
وَكان مِن جِلَّة العُلَمَاء العَامِلِيْن ، ارْتَفَع بِالتّقْوَى مَع كَوْنِه مَوْلَىً أسْوَد .
وَقِيل : كان أبُوه سُوَيْدٌ مَوْلَى امْرَأة ... وَأُمّه : مَوْلاَة .
(سِير أعلام النبلاء ، للذهبي)
💡 يا رب : مَشْهَد فَرَح التّقِيّ
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)
-
نُورك في ظُلمَات تِيهِ الْحَيَاة
💎 قال نور السماوات والأرض تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)
قال ابن عَطِيّة : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) يَعنِي : القُرآن ، فيه بَيَان لِكُلّ شيء ، وهو الوَاعِظ الزّاجِر ، النّاهِي الآمِر .
(الْمُحَرّر الوَجيز)
💎 وفي تذكير أهل الكِتاب : (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
🔷 قال البغوي : (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ) يعني : محمد صلى الله عليه وسلم ، وَقِيل : الإسْلام ، (وَكِتَابٌ مُبِينٌ) أيْ : بَيِّنٌ ، وَقِيل : مُبِينٌ ، وَهُو الْقُرْآن .
(معالِم التّنْزِيل)
🔶 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إذا انْقَطَع عَن النّاس نُورُ النُّبُوّة : وَقَعُوا فِي ظُلْمَة الْفِتَن ، وَحَدَثَت الْبِدَعُ وَالْفُجُور ، وَوَقَع الشّرّ بَيْنَهُم .
🔸 وقال : وَمَعْلُوم أنّه كُلّمَا ظَهَرَ نُورُ النُّبُوّة كَانَت الْبِدْعَةُ الْمُخَالِفَةُ أضْعَف .
🔹 وقال : وَلَيْس وَرَاء نُور النّبُوّة عَلى وَجْه الأرْض نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِه .
(مجوع الفتاوى)
🔵 وقال ابن القيم : وَمَن تَأمّل خُطَبَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَخُطَبَ أصْحَابِه ، وَجَدَهَا كَفِيلَةً بِبَيَان الْهُدَى وَالتّوْحِيد ، وَذِكْرِ صِفَات الرّبّ جَلّ جَلالُه ، وَأُصُولِ الإِيمَان الْكُلّيَة ، وَالدّعْوَةِ إلى اللّه ، وَذِكْرِ آلائِه تَعالى التي تُحَبِّبُه إلى خَلْقِه ، وَأيّامِه التي تُخَوِّفُهُم مِن بَأْسِه ، وَالأمْرِ بِذِكْرِه وَشُكْرِه الذي يُحَبِّبُهُم إلَيه ، فَيَذْكُرُون مِن عَظَمَة اللّه وَصِفَاتِه وَأسْمَائِه مَا يُحَبِّبُه إلى خَلْقِه ، وَيَأْمُرُون مِن طَاعَتِه وَشُكْرِه ، وَذِكْرِه مَا يُحَبِّبُهُم إلَيه ، فَيَنْصَرِفُ السَّامِعُون وَقَد أحَبُّوه وَأحَبّهُم ، ثُمَّ طَالَ الْعَهْدُ وَخَفِيَ نُورُ النّبُوّة ، وَصَارَتِ الشّرَائِعُ وَالأوَامِرُ رُسُومًا تُقَامُ مِن غَيْر مُرَاعَاةِ حَقَائِقِها وَمَقَاصِدِها ، فَأعْطَوْها صُوَرَها وَزَيَنُوها بِما زَيَنُوها بِه ، فَجَعَلُوا الرُّسُومَ وَالأوْضَاعَ سُنَنًا لا يَنْبَغِي الإخْلالُ بِها وَأخَلّوا بِالْمَقَاصِد التي لا يَنْبَغِي الإخْلالُ بِها ، فَرَصّعُوا الْخُطَبَ بِالتّسْجِيعِ وَالْفِقَر ، وَعِلْمِ الْبَدِيع ، فَنَقَصَ بَل عُدِمَ حَظُّ الْقُلُوب مِنها ، وَفَات الْمَقْصُودُ بِها .
(زاد المعاد)
-
لا تَعتَذِر بِفساد مَن حَوْلِك ، وسُوء بِيئتِك
💎 فامْرأة فِرعون عاشَت في كَنَف شيخ الطّغَاة ، ومع ذلك : خُلِّد قولُها : (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ، وجُعِل قولُها مِثالاً للمُؤمِنين يُحتَذَى : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ) .
وبيئة أبي جَهل – عَدوّ الله – خَرَج مِنها : أخُوه وابنُه !
🔵 أمّا أخوه ؛ فهو الحارِث بن هِشام بن المغيرة رضي الله عنه
ومِنه تناسَل عُلمَاء فُضَلاء :
☑️ فـ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : مِن الأجْواد الأشْرَاف الرّفَعاء (الكاشِف ، للذهبي)
☑️ وابنه : أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هِشَام : أحَدُ الفقهاء السّبْعة ، شَرِيف نَبِيل . (الكاشِف ، للذهبي)
وأمّا ابن أبي جَهل ؛ فهو عِكْرِمة بن أبي جَهل رضي الله عنه .
قال ابن عبد البَرّ : وكان عِكْرمة مُجْتَهِدا في قِتال الْمُشْرِكِين مع المسلمين ، استَعمَلَه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حَجّ على هوازن يُصدِقها .
ووَجّهَه أبو بكر إلى عُمان ، وكانوا ارتَدّوا ، فظَهر عليهم ، ثم وَجّهه أبو بكر إلى اليَمَن ... ثم لَزِم عِكرمة الشام مُجاهدا حتى قُتِل يوم اليرموك في خلافة عمر رضي الله عنهما .
(الاستيعاب في معرفة الأصحاب)
وهكذا ، لو تأمّلت في أحوَال كثير مِن الصحابة رضي الله عنهم ؛ لَوَجَدت مِن ذلك أمثلة كثيرة .
✅ وهذا : صَبِيّ يعيش في بِيئةٍ نَصرانيّة ، وهو المسلم الوَحِيد مِن عائلته !
📹 هل أتاك حديث موسى ؟
عمره 12 عاما من أبوين كافرين ويصلي كل صلواته في المسجد
https://youtube.com/watch?v=jMxrtBVgmAo
-
قوّ قَلْبك ، ولا تَهُولنّك الشياطِين !
💎 قال ابن مَسْعُود رضي الله عنه : لَقِيَ رَجُلٌ مِن أصْحَاب محمد صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِن الْجِنّ ، فَصَارَعَه فَصَرَعَه الإنْسِيّ . فقال لَه الإنْسِيّ : إني لأَرَاك ضَئِيلا شَخِيتًا ، كَأنّ ذُرَيْعَتَيْكَ ذُرَيْعَتَا كَلْب ، فَكَذَاك أنْتُم مَعْشَر الْجِنّ ، أمْ أنْت مِن بَيْنِهِم كَذَلِك ؟ قال : لا وَاللَّه إني مِنْهُم لَضَلِيع ، وَلَكِن عَاوِدْنِي الثَّانِيَة ، فَإن صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُك شَيْئًا يَنْفَعُك . فَعَاوَدَه فَصَرَعَه ، قال : هَات عَلِّمْنِي .
قال : نَعَم ، قال : تَقْرَأ : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [البقرة: 255] ؟
قال : نَعَم .
قال : فَإنّك لا تَقْرَؤُها فِي بَيْت إلاّ خَرَج مِنْه الشّيْطَان ، لَهُ خَبَجٌ كَخَبَج الْحِمَار ، ثُم لا يَدْخُلُه حتى يُصْبِح . رواه الدارمي ، وقال : الضَّئِيلُ : الدَّقِيقُ ، وَالشَّخِيت : الْمَهْزُول ، وَالضَّلِيعُ : جَيّدُ الأَضْلاعِ ، وَالْخَبَج : الرِّيح .
🔸 وذَكَر القرطبي رواية : فَقِيل لِعَبْد اللّه : أهُو عُمَر ؟ فقال : مَا عَسَى أنْ يَكُون إلاّ عُمَر !
📌 وحَمَل العلماء نَهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يُسافِر الرّجُل وَحدَه ، وأن يَبِيت وَحدَه : على مَن كان ضَعيف القلب خَوّافا خَوّارا ..
🔵 قال ابن بطّال : السائر في فَلاةٍ وَحدَه ، والبائت في بَيْت وَحدَه إذا كان ذا قَلْب مَخِيف ، وفِكر رَديء لم يُؤمَن أن يكون ذلك سببًا لِفساد عَقْله ...
وأيضا : فإن الناس مُخْتَلِفو الأحوَال ، مُتَفَاوِتو الأسباب ؛ فمِن كَمِيٍّ بَاسِل لا يَهوله هائل ، ولا يُبْقِي غَوْل غائل ، فهو لا يُبالي وَحدَه سَلَك الْمَفَاوِز أو في عَسْكَر ؛ فَذَلك الذي أذِن عُمَر في السّيْر لِمِثْله مِن المدينة إلى الكُوفة ...
ومِن مَخِيفِ الفُؤاد يَرُوعه كُلّ مَنْظَر ، ويَهُولُه كُلّ شَخْص ، ويُفْزِعُه كُلّ صَوْت ؛ فذلك الذي يَحْرُم عليه أن يُسافِر وَحْده .
ويُمْكن أن يكون الذي نَهَاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يَبِيت وَحْده كان بِهذِه الصّفَة .
ومَن أخَذ بَين ذلك الاحتياط له في نفسِه ودِينه تَرَك السّفَر وَحدَه ومع آخَر أيضًا .
فمَن كان الأغلب عليه الشّجاعة والقُوّة لم يكن إن شاء الله حَرِجًا ولا آثِمًا ، ومَن كان الأغلب مِن قَلبه الْهَلَع ، ومِن نَفْسِه الْخَوَر خَشِيتُ عليه في السّفَر وَحدَه الإثْم والْحَرَج ، وأن يُورِثه ذلك العِلل الرّدِيّة .
(شرح صحيح البخاري)
-
وذَكّرْهُم بِأيّام الله
يوم اليرموك : يوم مَشهود مِن أيام الله
🗡 لَمّا قَدِم سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه الشّام وَجَد الْجُيُوشَ مُتَفَرّقَة ، فقام خالد في الناس خَطِيبا ، فأمَرَهم بالاجتماع ، ونَهَاهُم عن التّفَرّق والاختلاف ، فاجتَمع الناس وتَصَافُّوا مع عَدُوّهِم ، وقام خالد بن الوليد في الناس ، فحَمِد الله وأثْنى عليه وقال : إن هذا يَوم مِن أيام الله ، لا يَنبَغِي فيه الفَخْرُ ولا البَغِي ، أخلِصُوا جِهادَكم ، وأرِيدُوا الله بِعَمَلِكم ، وإن هذا يَوم له ما بَعدَه ، إن رَدَدْنَاهُم اليوم إلى خَنْدَقِهم فلا نَزَال نَرُدّهُم ، وإن هَزَمُونا لا نُفْلِح بعدها أبدًا .
⚔️ وكان جَيْش الصّحابَة يومئذ سِتة وثلاثين ألْفًا إلى الأربَعِين ألْفًا. قال سَعِيد بن عبد العزيز : إنّ الْمُسْلِمِين كَانُوا أرْبَعَةً وَعِشْرِين ألْفًا .. وَالرُّومُ كَانُوا عِشْرِين وَمِائَةَ ألْف .
وقال عبد الرحمن بن جُبَيْر : بَعَثَ هِرَقْل مِائَتَي ألْف .
وكَان فِي ذَلِك الْجَمْعِ ألْفُ رَجُل مِن الصّحَابَة ; مِنْهُم مِائَة مِن أهْل بَدْر .
🔮 وَقَد قَاتَل نِسَاءُ الْمُسْلِمِين فِي هَذا الْيَوم ، وَقَتَلُوا خَلْقًا كَثِيرًا مِن الرّوم . وَكُنّ يَضْرِبْن مَن انْهَزَم مِن الْمُسْلِمِين وَيَقُلْن : أيْن تَذْهَبُون وَتَدَعُونَنا لِلْعُلُوج ؟ ! فإذا زَجَرْنَهُم لا يَمْلِكُ أحَدٌ نَفْسَه حَتى يَرْجِع إلى الْقِتَال .
وهَرَبَ هِرَقْل - وَهُو أمِير الرّوم كُلّهِم يَوْمَئِذ - فِيمَن هَرَب ..
وقال هِرَقْلُ : أمّا الشَّامُ فَلا شَامَ ، وَوَيْل لِلرّوم مِن الْمَوْلُود الْمَشْئُوم !
(البداية والنهاية ، لابن كثير) باختصار وتصرّف يَسير
🔵 تأمّل هذا النّصْر العظيم سَنَة خَمْسَ عَشْرَة مع ما تَنبّأ به (هِرقْل) سَنَة سِتّ مِن الهجرة ، حيث قال في شأن النبي صلى الله عليه وسلم : وَلَيَبْلُغَنّ مُلْكُه مَا تَحْت قَدَمَيّ . رواه البخاري ومسلم .
اللهم انصر دِينَك