-
عرض تصويري اجنبي .. يشرح كيف دارت معركة اليرموك والتي هُزِمَت فيها جيوش دولة الروم النصارى ، وهي أعظم جيوش الأرض حينذاك !
اللون الأحمر يُمثّل جيوش الروم النصارى
واللون الأزرق يُمثّل جيوش المسلمين
https://youtu.be/WDRaIlu6ufg
واختفاء النور يدلّ على حلول الظلام وانتهاء المعركة في ذلك اليوم
-
كيف يَتّقِي مَن لا يَدرِي ما يَتّقِي ؟!
💎 في الحديث : إنّ الرَّجُلَ لا يَكُونُ مِن الْمُتّقِين حَتى يَدَعَ مَا لا بَأْسَ بِه حَذَرًا لِمَا بِه بَأْس . رواه الترمذي وابن ماجه ، والحاكم وصححه ووَافَقه الذهبي .
💎 قال عُمر رضي الله عنه : تَرَكْنَا تِسعَةَ أعشَار الْحَلال مَخَافَةَ الرّبَا . رواه عبد الرزاق .
💎 وقال أبو الدّرْدَاء رضي الله عنه : تَمَامُ التَّقْوَى أنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ الْعَبْدُ حَتى يَتّقِيَه فِي مِثْقَال ذَرَّة ، حَتى يَتْرُكَ بَعْضَ مَا يَرَى أنّه حَلالٌ خَشْيَةَ أنْ يَكُون حَرَامًا , يَكُونُ حِجَابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَرَام . إنّ اللهَ تَعَالى قَد بَيَّن لِعِبَادِه الذِي هُوَ يُصَيّرُهُم إلَيه ، قال تَعَالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ، فَلا تَحْقِرَنّ شَيْئًا مِن الشّرّ أنْ تَتَّقِيَه ، وَلا شَيْئًا مِن الْخَيْر أنْ تَفْعَلَه . رواه ابن المبارَك في " الزهد " وأبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " .
💎 وقال ابن عُمَر رضي الله عنهما : لاَ يَبْلُغُ العَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتى يَدَعَ مَا حَاك فِي الصَّدْر . رواه البخاري تعليقا .
🔶 وَقال بَعْضُ الصّحَابَة : كُنّا نَدَعُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْحَلالِ مَخَافَةَ أنْ نَقَعَ فِي بَابٍ مِن الْحَرَام .
وقال بَعْض السّلَف : لا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتى يَدَعَ مَا لا بَأْسَ بِه حَذَرًا مِمّا بِه بَأْس .
وقال موسى بن أعْيَن : الْمُتّقُون تَنَزّهُوا عن أشياء مِن الْحَلال مَخَافة أن يَقَعُوا في الْحَرَام ؛ فَسَمّاهُم الله مُتّقِين .
(جامع العلوم والحكم ، لابن رَجَب)
🔵 وقال عطاء الْخُرَاسَانِي : مَجَالس الذِّكر هي مَجَالس الحلال والحرام . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
وفي رواية : مَجالس الذِّكْر هي مَجالس الحلال والحرام ؛ كيف تَشترى ، وتَبِيع ، وتُصَلّي ، وتَصُوم ، وتَنْكِح وتُطَلِّق ، وتَحُجّ ، وأشباه هذا . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
🔶 وقال الإمام أحمد : لَيْس يَتّقِي مَن لا يَدْرِي مَا يَتّقِي . رواه الخطيب البغدادي في " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ومِن طريقِه : رواه ابن الجوزي في " مناقب الإمام أحمد " .
🎙 خُطبة جُمعة عن الوَرَع
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13108
📌 هل تنطبق " قُومُوا مَغفورٌ لكم " لكم على حلقات التحفيظ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11139
📙 ما معنى الحديث : " فإن ذَكَرَنِي في نفسه ذَكَرتُه في نفسي " ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13549
-
لا تَحمِل هَمّ ، وأمُورك كُلّها تَمَام !
كم نَفرَح عندما يُقال لنا مثل هذه الْجُملَة !
لكن ، هل تأمّلت مِةثلها كثير في القرآن وفي السُّنّة ؟!
🖊 عند مُغادَرَة هذه الدّنيا ، يَحمِل المسلِم هَمّ ما هو تارِكه ، وهَمّ ما هو قادِم عليه ، فيَأتِيه التّطمِين في تلك الحال : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)
📚 قال القرطبي : مِن شَرْط الْوَلِيّ أنْ يَسْتَدِيمَ الْخَوْفُ إلى أنْ تَتَنَزّلَ عَلَيه الْمَلائِكَة ، كَما قال عَزّ وَجَلّ : (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا) ، وَلأنّ الْوَلِيَّ مَن كَان مَخْتُومًا لَه بِالسّعَادَة ، وَالْعَوَاقِبُ مَسْتُورَةٌ ، وَلا يَدْرِي أحَدٌ مَا يُخْتَم لَه بِه .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
🔷 وقال ابن القيم عن التّائب : لا يَزَالُ الْخَوْفُ مُصَاحِبًا لَه ، لا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّه طَرْفَة عَيْن ، فَخَوْفُه مُسْتَمِرٌّ إلى أنْ يَسْمَعَ قَوْلَ الرُّسُل لِقَبْض رُوحِه : (أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ، فَهُنَاك يَزُول الْخَوْف .
(مدارِج السّالِكين)
💎 وفي دُعاء القُنوت : " إنّه لا يَذِلّ مَن وَالَيْت " رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة والإمام أحمد والدارِمي وأبو داود وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
💎 أن يُقال لك : (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ) ، (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) ، (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) ، (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) .
وأن تَدخل في زُمْرَة الأولياء : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ، فَهذا شيء عظيم ، والثّمَن يسير !
🔸 الثّمَن : أن تَتّقِي الله عزّ وجَلّ ؛ فَتَنال تلك الْمَنْزِلة السّامِيَة ، والرّتبة العَالِيَة ..
🔻 التّقوى شيء يسير : تَفعل ما أُمرْت به ، وتَنتَهِي عمّا نُهيت عنه .
💎 وفي الحديث القُدسي : مَا تَقَرّب إلَيّ عَبْدِي بِشَيء أحَبَّ إِلَيّ مِمّا افْتَرَضْتُ عَلَيه . رواه البخاري .
🔶 قال عُمر بن عبد العزيز : لَيْس تَقْوَى اللّه بِصِيَام النّهَار ، وَلا بِقَيَام اللّيْل ، وَالتّخْلِيطِ فِيمَا بَيْن ذَلِك ، وَلَكِنّ تَقْوَى اللّه تَرْكُ مَا حَرّمَ اللّه ، وَأدَاءُ مَا افْتَرَض اللّه ، فَمَن رُزِق بَعْد ذَلِك خَيْرًا ، فَهُو خَيْرٌ إلى خَيْر . رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ، ومِن طريِقه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
🕯 فإن كُنتَ تَقِيّا ؛ فأنتَ بِعَيْن الله وحِفظِه ورِعايته ، فأنت وَلِيُّه وهو مَولاك ..
🔵 قال ابن القيم : قال بَعْضُ السّلَف : إذا أصْبَحَ ابْنُ آدَم ابْتَدَرَه الْمَلَكُ وَالشّيْطان ، فَإنْ ذَكَر اللّه وَكَبّرَه وَحَمِدَه وَهَلَّلَه ، طُرِدَ الشّيطَانُ وَتَوَلاّه الْمَلَك ، وَإن افْتَتَح بِغَيْر ذَلِك ذَهَب الْمَلَكُ عَنه وَتَوَلاّه الشّيطَان .
وَلا يَزَالُ الْمَلَكُ يَقْرُبُ مِن الْعَبْد حتى يَصِير الْحُكْمُ وَالطَّاعَةُ وَالْغَلَبَةُ لَه ، فَتَتَوَلاّه الْمَلائِكَةُ فِي حَيَاتِه وَعِند مَوْتِه وَعِند بَعْثِه ... فَيَقُولُ الْمَلَكُ عِند الْمَوْت : لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ وَأبْشِرْ بِالذِي يَسُرُّك ، وَيُثَبّتُه بِالْقَوْل الثّابِت أحْوَجَ مَا يَكُون إلَيه فِي الْحَيَاة الدّنيَا ، وَعِند الْمَوْت ، وَفِي الْقَبْر عِند الْمَسْألَة .
وقال أيضا :
وَإِذَا تَوَلاّه الْمَلَكُ تَوَلاّه أنْصَحُ الْخَلْق وَأنْفَعُهُم وَأبَرُّهُم ، فَثَبّتَه وَعَلّمَه ، وَقَوّى جَنَانَه ، وَأيّدَه اللّه تَعَالى .
(الجواب الكافي)
💡 كان الْحَسَن البَصري رحمه الله إذا تَلا هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قال : اللهم أنت ربُّنا فارْزُقنا الاستقامَة . رواه عبد الرزاق في " تفسيره " .
اللهم أنت ربُّنا فارْزُقنا الاستقامة والثّبَات على دِينِك وطاعتِك .
-
تَقْوى أهل الجاهلية وإنْصَافُهم ومُرَاعاةُ حقِّ القَرَابَة عِندَهم !
🔴 أرسَلَتْ قريش وَفْدا إلى النجاشي في مُحاوَلة لِرّد الْمُهاجِرين الأوّلِين إلى الْحَبَشَة
وقد فَشِلَت الْجَوْلة الأولى في إقناع النجاشي بِرَدِّهم !!
💎قالت أُمّ سَلَمَة رضي الله عنها : قال عَمْرُو بن العَاص : وَاللّه لأُنَبّئَنّه [أي : النجاشي] غَدًا عَيْبَهُم عِنْدَهُم ، ثُمّ أسْتَأْصِلُ بِه خَضْرَاءَهُم . فقال لَه عَبْد اللّه بن أبِي رَبِيعَة - وَكَان أتْقَى الرّجُلَيْن فِينَا - : لا تَفْعَل ، فَإنّ لَهُم أرْحَامًا ، وَإنْ كَانُوا قَد خَالَفُونا . رواه الإمام أحمد ، وقال الهيثمي : رَوَاه أحْمَد ، وَرِجَالُه رِجَال الصّحِيح غَيْرَ ابنِ إسْحَاق ، وَقَد صَرّح بِالسّمَاع . وحسّنه الأرنؤوط ، وقال الألباني : إسناده جَيّد .
🔶 ولَمّا لَقِي ابن الدّغِنَة أبا بكر رضي الله عنه مُهَاجِرًا قِبَل الْحَبَشَة ، قال له : إنّ مِثْلَك لا يَخْرُجُ وَلا يُخْرَجُ ، فَإنّك تَكْسِبُ المَعْدُوم ، وَتَصِلُ الرّحِم ، وَتَحْمِلُ الكَلّ ، وَتَقْرِي الضَّيْف ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِب الْحَقّ ، وَأنَا لَكَ جَارٌ . رواه البخاري .
🔻 وهذا مِن الاعتِراف بِفَضْل أهل الفَضْل
🔴 وإن تَعجَب فاعْجَب مِن اعتِراف مُشرِك بِفَضْل أبي بكر رضي الله عنه ، في مُقابِل وَقِيعة أهل الرّفض والزّنْدَقة في أبي بكر رضي الله عنه .
🔻 وقد عَرَف رؤوس أهْلِ الشّرْك مكانَةَ ومَنْزِلةَ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في المسلمين !
💎 ففي يوم أُحُد أشْرَف أبو سُفْيَان فقال : أفِي القَوْم مُحَمّد ؟ فَقال النبي ﷺ : لا تُجِيبُوه ، فقال : أفِي القَوم ابنُ أبِي قُحَافَة ؟ قال ﷺ : لا تُجِيبُوه ، فقال : أفِي القَوم ابنُ الْخَطّاب ؟ فقال أبو سُفْيَان : إنّ هَؤُلاء قُتِلُوا ، فَلَو كَانُوا أحْيَاءً لأجَابُوا ، فَلَم يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَه ، فقال : كَذَبْتَ يَا عَدُوّ اللَّه ، أبْقَى اللَّه عَلَيْك مَا يُخْزِيك . رواه البخاري .
🔵 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فَْضل أبي بكر رضي الله عنه :
فَهَذا أمِيرُ الْكُفّار فِي تِلْك الْحَالِ إنّمَا سَأل عَن النّبِيّ ﷺ وَأبِي بَكْرٍ وَعُمَر دُون غَيْرِهِم ؛ لِعِلْمِه بِأنّهُم رُؤوسُ الْمُسْلِمِين : النبِيُّ وَوَزِيرَاه .
وَلِهَذا سَأَل الرّشِيدُ مَالِكَ بنَ أنَسٍ عَنْ مَنْزِلَتِهِما مِن النّبِيّ ﷺ فِي حَيَاتِه ، فقال : مَنْزِلَتُهُما مِنْه فِي حَيَاتِه كَمَنْزِلَتِهِما مِنْه بَعْد مَمَاتِه .
وَكَثْرَةُ الاخْتِصَاصِ وَالصُّحْبَةِ مَعَ كَمَال الْمَوَدّة والائتلاف وَالْمَحَبّة وَالْمُشَارَكَةِ فِي الْعِلْم وَالدِّين : تَقْتَضِي أنّهُما أحَقُّ بِذَلِك مِن غَيْرِهِما . وَهَذا ظَاهِرٌ بَيِّنٌ لِمَن لَه خِبْرَةٌ بِأحْوَال الْقَوم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فَأبو سُفْيَان - رَأْسُ الْكُفْر حِينَئِذٍ - لَم يَسْأل إلاّ عَن هَؤُلاء الثّلاثَة ؛ لأنّهُم قَادَةُ الْمُؤْمِنِين .
(مجموع الفتاوى) ونحوه في : منهاج السُّنّة .
-
لكي تَصِل .. قُمْ بِمَهامّ الرّسُل
بَلّغ
ادْعُ
اتْلُ
أقِم
اذْكُر
اعْلَم
💎 بلِّغ دِين الله : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ، ، وفي الآية الأخرى : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) ، والأمْر للْمُرسَلِين أمْرٌ للُمؤمِنين .
💎 أدعُ إلى الله : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، وفي الآية الأخرى : (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ)
💎 أتلُ القرآن أطراف الليل والنّهار ، وأقِم الصلاة ، واذكُر لِتُذكَر : (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
💎 اعْلَم عِلْمًا نافِعا ، ثم عَلِّم
وفي مُحكَم التّنْزِيل : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
وفي صحيح السُّنّة : بَلِّغُوا عَنّي وَلَو آيَة . رواه البخاري .
⭕️ وإيّاك وحُظوظ النّفْس والانقطاع عن الله ؛ فهو الْهَلاَك
🔵 قال ابن القيم : وَمَا أكْثَرَ مَا تُشَبَّهُ الإشَارَةُ إلى اللّه وَبِه بِالإشَارَة إلى النّفْس وَالإشَارَة بِهَا ، فَيُشِيرُ إلى نَفْسِه بِنَفْسِه ، ظَانّا أنّ إشَارَتَه بِاللّه وَإلى اللّه ، وَلا يُمَيّزُ بَيْن هَذا وَهَذا إلاّ خَوَاصُّ الْعَارِفِين ، الْفُقَهَاءُ فِي مَعْرِفَة الطّرِيق وَالْمَقْصُود .
وَهَاهُنَا انْقَطَعَ مَن انْقَطَعَ ، وَاتّصَلَ مَن اتّصَل ، وَلا إلَه إلاّ اللّه ! كَم مَن تَنَوّعَ فِي الإشَارَة ، وَبَالَغَ وَدَقَّق ، وَحَقّق ، وَلَم تَعْدُ إشَارَتُه نَفْسَه ، وَهُوَ لا يَعْلَمُ ، أشَارَ بِنَفْسِه وَهُوَ يَظُنّ أنّه أشَارَ بِرَبّه ، وَإنّ فَلَتَاتِ لِسَانِه وَرَائِحَةَ كَلامِهِ لَتُنَادِي عَليه : أنا ، وَبِي ، وَعَنّي !
فَإذَا خَلَصَتِ الإشَارَةُ – بِاللّه ، وَعَن اللّه - مِن جَمِيعِ الشّوَائِب ؛ كَانَتْ مُتّصِلَةً بِاللّه ، خَالِصَةً لَه ، مَقْبُولَةً لَدَيه ، رَاضِيًا بِها .
وَعَلى هَذا كَان حِرْصُ السّابِقِين الأوّلِين ، لا عَلى كَثْرَة الْعَمَل ، ولا عَلى تَدْقِيق الإِشَارَة ، كَما قال بَعْضُ الصّحَابَة : لَو أعْلَمُ أنّ اللّه قَبِلَ مِنّي عَمَلا وَاحِدًا ؛ لَم يَكُن غَائِبٌ أحَبّ إلَيّ مِن الْمَوْت . وَلَيس هَذا عَلى مَعنى أنّ أعْمَالَه كَانَتْ لِغَيْر اللّه ، أوْ عَلى غَيْر سُنّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم ؛ فَشَأْنُ الْقَوْم كَان أجَلّ مِن ذَلِك ، وَلَكِن عَلى تَخْلِيصِ الأَعْمَال مِن شَوَائِب النّفُوس ، وَمُشَارَكَاتِ الْحُظُوظ ، فَكَانُوا يَخَافُون - لِكَمَال عِلْمِهِم بِاللّه وَحُقُوقِهِ عَلَيهِم - أنّ أعْمَالَهُم لَم تَخْلُصْ مِن شَوَائِب حُظُوظِهِم ، وَمُشَارَكَاتِ أنْفُسِهِم ، بِحَيْثُ تَكُونُ مُتَمَحّصَةً لِلّه وَبِاللّه ، وَمَأْخُوذَةً عَن اللّه .
فَمَن وَصَلَ لَه عَمَلٌ وَاحِدٌ عَلى هَذا الْوَجْه ؛ وَصَل إلى اللّه ، وَاللّهُ تَعَالى شَكُور ، إذَا رَضِيَ مِن الْعَبْدِ عَمَلا مِن أعْمَالِه نَجّاه ، وَأسْعَدَه بِه ، وَثَمّرَه لَه ، وَبَارَك لَه فِيه ، وَأوْصَلَه بِه إلَيه ، وَأدْخَلَه بِه عَلَيه ، وَلَمْ يَقْطَعْه بِه عَنه .
(مدارِج السّالِكين)
💡 وهذا أمْر تَنَبّه له العلماء ونَبّهوا عليه
🔶 قال الإمام الْمُجدِّد : الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائل " باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله " : التّنْبِيه على الإخلاص ؛ لأنّ كَثيرا مِن الناس لَوْ دَعَا إلى الْحَقّ فهو يَدْعو إلى نَفسِه .
(كتاب التوحيد)
📚 وبالعِلْم تتخلّص مِن حُجُب النّفْس
🔷 قال أبو عبد الله محمد بن خَفِيف : لا يَنْفَكّ العبد عمّا يَحْجِبُه عن الله إلاّ بِالعِلْم ، ولو أرَدْت وَصَفْتُ لك كيف انْقَطع مَن انْقَطع عن الله ، وكيف وَصَل مَن وَصَل إليه ، وكيف ذَهَب مَن ذَهَب ، وكيف رَجَع مَن رَجَع . وأنا مُنْقَطِع عن الله وليس يُوفّقنِي للرجوع إليه . ثم بَكَى وأبْكَى الناس . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
-
لَم تَشغَلهم الأهوال عن التّعلّق بِالكَبير الْمُتَعَال
ولَم يَتْرُكُوا السّنَن في أحلَك الظروف ومواطِن الفِتَن
🛑 يؤتَى بِخُبَيْب بن عَدِيّ رضي الله عنه ليُقتَل ، فيطلُب آلَة ليُزيل بها الشعر الزائد مما تُشرَع إزالَته !
ثم يَستأذِن ليُصلّي ركعتين قبل قَتْلِه !
💎 قال أبو هريرة رضي الله عنه في قِصّة خُبَيْب رضي الله عنه : فَخَرَجُوا بِه مِن الْحَرَم لِيَقْتُلُوه ، فقال : دَعُونِي أُصَلّي رَكْعَتَين ، ثمّ انْصَرَف إِلَيْهم ، فقال : لَوْلا أنْ تَرَوْا أنّ مَا بِي جَزَعٌ مِن الْمَوْت لَزِدْت ، فَكان أوّلَ مَن سَنّ الرَّكْعَتَيْن عِنْد القَتْل هُوَ . رواه البخاري .
🔴 أيّ ثَبَاتِ هذا ؟
على مَشارِف الموت ، والسّيُوف تَتَلامَع لِتَنال مِن دَمِه ، وهو يقول : لَوْلا أنْ تَرَوْا أنّ مَا بِي جَزَعٌ مِن الْمَوْت لَزِدْت !
🔶 ويُطعَن عُمر رضي الله عنه ، فيَغِيب عن الوَعِي ، فيقُول الناس من حَولَه : إنكم لن تُفْزِعُوه بِشيء إلاّ بِالصّلاة ! رواه عبد الرزاق .
🔸 ودَخَل الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة رضي الله عنه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن صَلّى الصّبْح مِن الليلة التي طُعِن فيها ، فأُيْقَظ عُمر ، فقِيل له : الصلاة يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : نعم ، ولا حَظّ في الإسلام لِمَن تَرَك الصّلاة ، فصَلّى عُمر وجُرحُه يَثْعُب دَمًا . رواه الإمام مالك .
🔵 قال نافع وهو يَحكِي فِعل ابن عمر في الوضوء : رَأيتُه وهو يَمُوت تَوضّأ ، ثم أدخَل أصبُعَيْه في الماء فَجَعل يُريد أن يُدْخِلهما في صِمَاخِه فلا يَهْتَدِيان ، ولا يَنتهي حتى أَدْخَلْتُ أنا أُصبُعَيّ في الماء ، فأدخَلتُهمَا في صِمَاخِه . رواه عبد الرزاق .
☑️ ودَخَل المطلّب بن حَنْطَب على سعيد بن الْمُسَيّب في مَرَضِه وهو مُضطَجِع ، فسأله عن حَدِيث ، فقال سعيد : أقْعِدُونِي ، فأقْعَدُوه قال : إنّي أكْرَه أن أُحَدِّث حَدِيثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مُضْطَجِع . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
✅ وحَدَّث سعيد بن المسيب أنه حَضَر رَجُلاً مِن الأنصار الْمَوْت ، فقال : مَن في البَيْت ؟ قالوا : أهلُك وإخوانُك وجلساؤك في المسجد ، فقال : أقعِدُوني ، فأسْنَدَه ابنُه إلى صَدرِه ، وفَتَح عَيْنَيْه ، فَسَلّم على القَوم ، فَرَدّوا عليه ، وقالوا له خَيْرًا . رواه ابن المبارك في " الزهد " والبيهقي في " شُعب الإيمان " وابن عبد البر في " التّمهيد " والْمِزّي في " تهذيب الكمال " .
اللهم إنا نسألك الثبات في الدنيا والآخرة .
-
رُسُوخ كـ رُسُوخ الْجِبَال
☑️ هذا والله هو الثّبَات الرّاسِخ ، والعِلْم النافِع ، والصِدْق مع الله تبارك وتعالى ..
فإن مَن عامَل الله بِصِدْق لا يَخِيب ولا يَضِيع
💎 قال حُسين بن عَمْرو العَنقَزِي : لَمّا نَزَل بِابْن إدريسَ الموتُ ، بَكَت ابْنَتُه ، فقال : لا تَبكِي ، فقد خَتَمتُ القُرآن في هذا البَيْت أربعةَ آلاف خَتْمَة . رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " .
🔵 وقال أبو جَعْفَرٍ التُّسْتَرِيّ : حَضَرتُ أبَا زُرْعَة وهو في السَّوْق [سِيَاق الْمَوْت] ، وعنده أبو حاتِم ، ومحمد بن مسلم ، والمنذر بن شاذَان ، وجماعةٌ مِن العلماء ، فذَكَروا حديث التّلْقِين ، واستَحيَوا مِن أبي زُرْعة أن يُلقّنُوه التّوحِيد ، فقالوا : تعالوا نَذكُر الحديث ، فقال محمد بن مُسلم : نا الضّحاك بن مَخلَد أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح ، وجَعَل يقول : ابن ابن ، ولم يُجَاوِز ، فقال أبو حاتِم : نا بندار ، قال : نا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، وسَكَت ، ولم يُجَاوِز ، والباقُون سَكَتُوا ، فقال أبو زُرْعة وهو في السَّوْق [سِيَاق الْمَوْت] : نا بندار ، نا أبو عاصم ، نا عبد الحميد بن جعفر ، عن ابن أبي عَرِيب ، عن كَثير بن مُرّة الحضرمي ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن كان آخِرَ كَلامه لا إله إلا الله دَخَل الجنة " وتُوفّي أبو زُرْعة رحمه الله . رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " والخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
🖋 قال ابن رجب رحمه الله : الْخَواتِيم مِيراث السّوابِق .
وقال رحمه الله : دَسائِسُ السُّوءِ الْخَفِيّةِ تُوجِبُ سُوءَ الخاتِمة .
(جامع العلوم والْحِكَم)
-
احذَر شَرَارَات الانتصار ، وتَواقِيع الْمَظلُومِين
💎 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اتّقُوا دَعَواتِ المظلُوم ، فإنها تَصعَدُ إلى السماء كأنّها شَرَار . رواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي والألباني .
🔶 وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : اعْمَلْ لِلّه كَأنّك تَرَاه ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مَع الْمَوتَى ، وَإِيَّاكَ وَدَعَوَاتِ الْمَظْلُومِ ، فَإنّهُنّ يَصْعَدْن إلَى الله عَزّ وَجَلّ كَأنّهُنّ شَرَارَاتُ نَار . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في " شُعب الإيمان " .
🔷 وكان القاضي شُريح يقول لِلْخُصُوم : سَيَعْلَمُ الظَّالِمُونَ حَقَّ مَن نَقَصُوا ؛ إنّ الظّالِمَ يَنْتَظِرُ الْعِقَابَ ، وَإنّ الْمَظْلُومَ يَنْتَظِرُ النّصْر . رواه ابن أبي شيبة .
🔸 وقال الحارث المحاسِبي : الظالِم نادِم وإن مَدَحه الناس ، والمظلوم سالِم وإن ذمّه الناس .
💎 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بِالله مِن الظُّلْم ؛ فكان مِن دعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم إني أعوذ بك مِن الفقر والقِلة والذّلة ، وأعوذ بك أن أَظْلِم أو أُظْلَم . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي دُعاء الْخُروج مِن الْمَنْزِل : اللّهُمّ أعُوذ بِك أنْ أَظْلِمَ أوْ أُظْلَم .
قالت أمّ سَلَمةَ رضي الله عنها : مَا خَرَجَ النبِيّ صلى الله عليه وسلم مِن بَيْتِي قَطُّ إلاّ رَفَعَ طَرْفَه إلى السّمَاء فقال : اللّهُمّ أعُوذُ بِك أنْ أَضِلّ أوْ أُضَلّ ، أوْ أَزِلَّ أوْ أُزَلّ ، أوْ أَظْلِمَ أوْ أُظْلَمَ ، أوْ أَجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَلَيّ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
🔵 قال ابن كثير في سِيرَة الْوَزِير فَخْر الْمُلْكِ مُحَمد بن عَلِيّ بن خَلَف :
وَقَد قِيل : إنّ سَبَب هَلاكِهِ أنّ رَجُلا قَتَلَه بَعْضُ غِلْمَانِه ، فَاسْتَعْدَتِ امْرَأةُ الرّجُلِ عَلَيه إلى الْوَزِير ، وَرَفَعَتْ إلَيه قِصَصًا ، وَكُلّ ذَلِكَ لا يَلْتَفِتُ إلَيها ، فَقَالَت لَه ذَات يَوْم : أرَأيْتَ الْقِصَصَ التِي رَفَعْتُها إلَيْكَ وَلا تَلْتَفِتُ إلَيها ، قَد رَفَعْتُها إلى اللّه ، وَأنا أنْتَظِرُ التَّوْقِيعَ عَلَيها ، فَلَمّا مُسِكَ الْوَزِيرُ ، قال : قَد وَاللّهِ خَرَجَ تَوْقِيعُ الْمَرْأة . فَكان مِن أمْرِه مَا كان .
(البداية والنهاية)
لا تَظلِمَنّ إذا ما كُنتَ مقتَدِرا *** فالظُّلْم مَصْدَره يُفضِي إلى النّدمِ
تَنَام عَيْنَاك والمظلوم مُنْتَبِهٌ *** يَدْعو عليك وعَيْنُ الله لَم تَنَمِ
📌 ما هي عقوبة مَن يُعين الظّالِم على ظُلْمِه ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17361
-
فَضِيحة على رؤوس الأشهاد : خِزْي وعَار
🛑 يأتي صاحِب الرّشْوة يوم القيامة بِرِشْوته ؛ فيَفتَضِح على رُؤوس الخلائق
💎قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَاللّه لا يَأْخُذ أحَد مِنْكُم شَيْئًا بِغَير حَقّه إلاّ لَقِي اللّهَ يَحْمِلُه يَوْم القِيَامَة ، فَلأعْرِفَنّ أحدًا مِنكُم لَقِي اللّهَ يَحْمِل بَعِيرًا لَه رُغَاء ، أوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَار ، أوْ شَاةً تَيْعَر . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن الأثير : يُقَال : يَعَرَتِ العَنْزُ تَيْعِر ، بِالكَسْر ، يُعَارا ، بالضّم : أيْ : صَاحَت . (النهاية في غريب الحديث والأثر)
قال القسطلاّني : " فَلأعْرِفَنّ " أي : والله لأعْرِفَنّ
(إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)
🔶 وقال عُمر رضي الله عنه : لا تَنْظُروا إلى صلاة أحَدٍ ولا إلى صيامه ، ولكن انْظُرُوا إلى مَن إذا حَدّث صَدّق ، وإذا ائتمِن أدّى ، وإذا أشْفَى وَرِع . رواه ابن المبارك في " الزهد " وأبو داود في " الزهد " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .
قال زُهير – أحَد رُواتِه - : الإشْفَاء : الإشْرَافُ عَلى الشّيء .
🔹 قَال الزّمَخْشَرِيُّ : أيْ : إذا أشْرَفَ على مَعْصِيّة امْتنع .
(الفائق في غريب الحديث والأثر)
وكذلك : إذا أشرَف على طَمَع لا يَحِلّ له امتَنَع خَوْفًا مِن الله عزّ وجَلّ .
⚫️ قال السَّرِيّ السَّقَطِيّ : ثلاث مَن كُن فيه استكمَل الإيمان : مَن إذا غَضِب لَم يُخْرِجه غَضَبه عن الْحَقّ ، وإذا رَضِي لَم يُخْرِجه رِضَاه إلى البَاطل ، وإذا قَدَر لَم يَتَنَاول ما لَيس له . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
🔴 ونَصَح سُفيان الثوري يوما رجُلا فيما يَتعلّق بِكَسبِه ، فقال الرجل : ما أصنَع بِعِيالي ؟! فقال سُفيان : : ألاَ تَسمَعون إلى هذا ؟! يقول : إذَا عَصَى اللهَ رُزِقَ عِيَالُه ، وَإذَا أطَاعَ اللهَ ضُيِّعَ عِيَالُه . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
◾️ قال ابن القيم رحمه الله : ما أخَذ العَبد ما حُرِّم عليه إلاّ مِن جِهَتَيْن :
إحداهُمَا : سُوء ظنّه بِرَبّه ، وأنه لو أطاعه وآثَرَه لَم يُعطِه خَيرًا مِنه حَلالا .
والثانية : أن يكون عَالِمًا بِذَلك ، وأنّ مَن تَرَك لله شيئا أعاضَه خَيْرا مِنه ، ولكن تَغلِب شَهوَتُه صَبْرَه ، وهَوَاه عَقْلَه .
فالأوّل مِن ضَعْف عِلمِه . والثاني مِن ضَعْف عَقْلِه وبَصِيرَته .
(الفوائد)
-
في أشدّ مواطِن الخوف عليك تَطمِين مَن حَوَالَيْك : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)
🔶 في لحظة خَوْف طبيعي - على صاحِبه قَبْلَ خوفِه على نفسِه - يقول أبو بكر رضي الله عنه : يَا رَسُولَ الله ! لَوْ أنّ أحَدَهُمْ نَظَرَ إلَى قَدَمَيْه أبْصَرَنا تَحْت قَدَمَيْه ، فقال : يَا أبَا بَكْرٍ مَا ظَنّك بِاثْنَيْن اللهُ ثَالِثُهُمَا ؟! رواه البخاري ومسلم .
🤚🏽 لا داعي للخّوْف ولا للقَلَق .. فالأمْر أمْرُه ، والْمُلْك مُلكُه ، والتّدْبِير تَدبيرُه ، وأنت عَبدُه ، وفي فَضلِه ولُطفِه ..
عليك بِتقْواه ، وأبشِر بِالفَرَح والفَرَج ..
خَفِيٌّ لُطْفه ، وعَجيبٌ تَدبِيره ..
يَنام العبد ، والرّبُّ يُدبِّر الأمر ..
💎 اقرأ على سَبِيل الاطمِئنان : (يُدَبِّرُ الأَمْرَ)
يَتَخوّف موسى عليه الصلاة والسلام القَتْل : (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) ، فيَأتِيه التّطمِين : (كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)
🔹 قال القرطبي : أيْ : كَلاّ لَن يَقْتُلُوك . فَهُو رَدْعٌ وَزَجْرٌ عَن هَذا الظّنّ ، وَأمْرٌ بِالثّقَة بِاللّه تَعالى ، أيْ : ثِقْ بِالله وَانْزَجِرْ عَن خَوْفِك مِنهم ، فإنهم لا يَقدِرون على قَتْلِك ، وَلا يَقْوَوْن عَلَيه .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
▪️ في لَحظَة خَوْف الافتضاح ، واعتِصَار الألَم ، وغَلَبَة الحياء : تَمَنّت مريم الْمَوْت ، وأنها لم تَكُن أصلا ، فقالت : (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) ، فجاءها التّطمِين مِن جِهة لَم تَتوقّع أبدًا أن يأتِيَها مِنها : (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
وسواء كان الْمُنَادِي لها جَبْرِيل عليه الصلاة والسلام ، أو ابنها عيسى عليه الصلاة والسلام ؛ فهو تَطمِين لَم يُعهَد ، ولَم يُتَوقّع .
🔸 قال ذو النّون المصري : ارْضَ عَن الله ، وَثِقْ بِالله ؛ فَكُلّ شَيء بِقَضَاء الله ، وَأثْنِ عَلى الله ، فَإنّه مَن عَرَف اللهَ رَضِيَ بِالله ، وَسَرّه مَا قَضَى . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
🕯 إذَا بُلِيتَ فَثِقْ بِاَللّهِ وَارْضَ بِهِ ... إنّ الذِي يَكْشِفُ الْبَلْوَى هُو اللّهُ
إذَا قَضَى اللّهُ فَاسْتَسْلِمْ لِقُدْرَتِه ... مَا لامْرِئٍ حِيلَةٌ فِيمَا قَضَى اللّهُ
الْيَأسُ يَقْطَعُ أحْيَانًا بِصَاحِبِهِ ... لا تَيْأسَنّ فَإنّ الصّانِعَ اللَّهُ
(أدَب الدنيا والدّين ، للمَأوَردِيّ)
💡 قال الشيخ السّعدي رحمه الله :
ومَتَى اعتَمَد القَلب على الله ، وتَوكّل عليه ، ولَم يَستَسلِم للأوْهام ولا مَلَكَته الْخَيَالاَت السّيئة ، ووَثِق بِالله وطَمِع في فَضلِه - انْدَفَعَت عنه بِذلك الْهُمُوم والغُمُوم ، وزَالَت عنه كثير مِن الأسقَام البَدَنِيّة والقَلْبِيّة ، وحَصَل للقَلْب مِن القُوّة والانْشِرَاح والسّرُور ما لا يُمكِن التّعبِير عنه .
(الوسائل المفيدة للحياة السعيدة)
ونِعْم بِالله العَلِيِّ العظيم ..
🖌 يعاني مِن الضيق في الصدر وعدم الرضا عن نفسه . ماذا يفعل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=399
🖋 هل يصح القول ( الثقة بِالنّفْس أوْ ثِقْ بِنَفْسِك) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=612
⭕️ الكسب الحرام نتيجة عدم الثقة بالرزق
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6241
🖍 كيف أصِل إلى مَرْحَلة اليقين بالله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8116
-
الْمُشارَكة الوِجدانِيّة مَجّانِيّة !
حَفِظَت لنا دواوين العِلْم مِن الْمُشارَكات الوِجدانية : حَفَاوَة طَلْحَة بن عبيد الله رضي الله عنه بِكَعْب بن مالِك رضي الله عنه ، ودُمُوع نساء !
💎 لَمّا تابَ الله على الثلاثة الذين خُلِّفُوا : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) انْطلَقَ كَعْب بن مالِك رضي الله عنه مُسرِعا تُجاه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، قال كَعْب : حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِد وَحَوْلَه النّاس ، فَقَام طَلْحَةُ بن عُبَيْد الله يُهَرْوِل حَتى صَافَحَنِي وَهَنّأني ، وَاللهِ مَا قَام رَجُل مِن الْمُهَاجِرِين غَيْرُه . فَكَان كَعْبٌ لا يَنْسَاها لِطَلْحَة . رواه البخاري ومسلم .
🖊 قال ابن بطّال : الْمُصَافَحَة حَسَنَة عند عامة العلماء ... وهي مِمّا تُنْبِت الوِدّ ، وتُؤدّي الْمَحَبّة . ألاَ تَرَى قَول كعب بن مالك في حديثه الطويل حين قام إليه طَلْحَة وصَافَحَه : " فوالله لا أنسَاها لِطَلحة أبدًا " ، فأخبَر بِعظيم مَوقع قِيام طَلحَة إليه مِن نفسِه ومُصَافَحَتِه له وسُرورِه بِذلك ، وكان عندَه أفضَل الصّلَةِ والْمُشَارَكةِ له .
(شرح صحيح البخاري)
🖋 وقال النووي : فِيه اسْتِحْبَابُ مُصَافَحَة الْقَادِم وَالْقِيَام لَه إكْرَامًا ، وَالْهَرْوَلَة إلى لِقَائِه بَشَاشَةً وَفَرَحًا .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج)
🔘 وكَان عَبد اللّه بن رَوَاحَة وَاضِعًا رَأسَه فِي حِجْر امْرَأتِه , فَبَكَى فَبَكَتِ امْرَأتُه , فقال : مَا يُبْكِيك ؟ قالتْ : رَأيْتُك تَبْكِي فَبَكَيْت ! فقال : إنّي ذَكَرْتُ قَوْلَ اللّه : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا) ، فَلا نَدْرِي أنَنْجُو مِنْها أمْ لا ؟ رواه عبد الرزاق في " تفسيره " وابن جرير في " تفسيره " .
فقد شارَكَتْه شُعورَه دون أن تَسألَه عن السبب !
💎 وقالتْ أمّ عَطِيّة رضي الله عنها : بَايَعْنَا النبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا : (أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا) ، وَنَهَانا عَن النّيَاحَة ، فَقَبَضَتِ امْرَأةٌ مِنّا يَدَها ، فَقَالَتْ : فُلاَنَةُ أسْعَدَتْنِي ، وَأنَا أُرِيد أنْ أجْزِيَها ، فَلَم يَقُلْ شَيْئًا ، فَذَهَبَتْ ثُمّ رَجَعَت . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، إلاّ آلَ فُلانٍ ، فَإنّهُم كَانُوا أسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيّة ، فَلا بُدّ لِي مِن أنْ أُسْعِدَهُم !
🔸 قال القاضي عِياض : قَوله : " أسْعَدَتْنِي فُلانَة " أي : أعانتني في النّيَاحَة على الْمَيّت .
(مشارِق الأنوار)
🔹 وقال ابن حَجَر : الإِسْعَادُ : قِيَامُ الْمَرْأةِ مَع الأُخْرَى فِي النّيَاحَة تُرَاسِلُها ، وَهُو خَاصٌّ بِهَذا الْمَعنى ، وَلا يُسْتَعْمَلُ إلاّ فِي الْبُكَاء وَالْمُسَاعَدَةِ عَليه .
(فتح الباري)
⚫️ وفي حادثة الإفْك ، قالتْ عائشة رضي الله عنها : اسْتَأْذَنَتِ امْرَأةٌ مِن الأنْصَار ، قالتْ : فَأذِنْتُ لَها ، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي . رواه البخاري ومسلم .
🔵 ولَمّا وَلِي عُمر بن عبد العزيز الخلافة خيَّر امرأتَه بَيْنَ أنْ تُقِيمَ فِي مَنْزِلِها على حالِها ، - وَأعْلَمَهَا أنّه قَدْ شُغِلَ عَن النّسَاءِ بِمَا فِي عُنُقِه - وَبَيْن أنْ تَلْحَقَ بِمَنْزِل أبِيها ، فَبَكَتْ ، فَبَكَى جَوَارِيهَا لِبُكَائِها . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
الْمُشارَكات الوِجدانِيّة لا تحتاج إلى بذْل مَال ، بل قد لا تحتاج إلى كلام !!
-
سُمُوّ نَفْس !
🔻 كراهية أئمة السَّلَف للمَعصية والإثم : لَهُم ولِغيرهم
🔵 أراد إبراهيم النّخَعِيّ أن يُمَاشِي الأعمش ، فقال الأعمش : إن الناس إذا رَأونا معاً قالوا : أعور وأعمش ! فقال النخعي : وما عليك أن نُؤجَر ويَأثَمُوا ، فقال له الأعمش : وما عليك أن يَسلَمُوا ونَسْلَم !(وَفَيَات الأعيان ، لابن خَلِّكان)
💎 وقال عبد الرحمن بن مَهْدِيّ : لَولا أنّي أكْرَه أنْ يُعْصَى اللهُ لَتَمَنّيْتُ أنْ لا يَبْقَى فِي هَذا الْمِصْرِ أحَدٌ إلاّ وَقَعَ وَاغْتَابَنِي . وَأيّ شَيء أهْنَأُ مِن حَسَنَة يَجِدُها الرّجُل فِي صَحِيفَتِه يَوم الْقِيَامَة لَم يَعْمَلْها وَلَم يَعْلَم بِها . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " والبيهقي في " شُعَب الإيمان "
-
مختصر كتاب " الصارم المسلول " لشيخ الإسلام ابن تيمية، اختصره : محمد بن علي البعلي
تحقيق د. علي العمران
https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih...m_almaslul.pdf
مع النبي صلى الله عليه وسلم
https://www.youtube.com/watch?v=0zHiF8myZdU
📹 فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
https://www.youtube.com/watch?v=icmnBLsSMhs
📕 محمد رسول الله ﷺ : من كَريم صِفاته ومعجزاته ودلائل نبوته
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16496
📙 توقير النبي صلى الله عليه وسلم
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13169
🖋 أعظم إنسان في القرآن والسنة
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11718
-
الاعتراف لأهل الفَضْل بِفضِلِهم : فَضْل وسُمُوّ
🔶 يُرْوَى : أن إبراهِيم الْحَرْبِيّ لَمّا صَنّف " غَرِيْب الْحَدِيْث " وَهُوَ كِتَاب نَفِيس كَامِل فِي مَعْنَاه . قال ثَعْلَب [إمام اللغة] : مَا لإبراهِيم وَغَرِيْب الْحَدِيْث ؟! رَجُل مُحَدِّث ، ثُمّ حضَر مَجْلِسه ، فَلَمّا حضَر الْمَجْلِس سجد ثَعْلَب ، وقال : مَا ظَنَنْت أن عَلَى وَجه الأرْض مِثْلَ هَذا الرّجُل .
(سِير أعلام النبلاء ، للذهبي)
🔘 وقَالَ الْحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ الحَافِظ : لا تَرَى عَينَاك مِثْلَ إبراهِيم الْحَرْبِيّ ، إمَام الدّنيا ، لَقَد رَأَيْتُ وَجَالَسْتُ العُلَمَاء ؛ فَمَا رَأيْتُ رَجُلاً أَكْمَل مِنه .
(سِير أعلام النبلاء ، للذهبي)
🛑 وبَلَغَ إبراهيمَ الْحَرْبِيّ أنّ قَوْما مِن الذِين كَانُوا يجَالِسُونه يُفضّلُونه عَلَى أحْمَد بن حَنْبَلٍ ، فَوقَفهُم عَلَى ذَلك ، فَأقَرّوا بِه ، فقال : ظَلَمْتُمُونِي بِتَفضِيلكُم لِي عَلَى رَجُل لا أُشْبِهُه ، وَلا ألْحَق بِه فِي حَال مِن أحْوَاله ، فَأُقسِم بِالله ، لاَ أُسمعكُم شَيْئاً مِنَ العِلْم أبَداً ، فَلا تَأتونِي بَعْد يَوْمكُم .
(سِير أعلام النبلاء ، للذهبي)
🔷 وذَكَرُوا أحْمَدَ بن حَنْبَلٍ عند يَحْيَى بن مَعِينٍ ، فقال يَحْيَى : أرَادَ النّاسُ مِنّا أنْ نَكُونَ مِثْلَ أحْمَدَ بن حَنْبَل ، لا وَاللَّهِ مَا نَقْوَى عَلَى مَا يَقْوَى عَليه أحْمَدُ بنُ حَنْبَل ، وَلا عَلَى طَرِيقَةِ أحْمَد . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " .
☑️ وقال أحمد بن القاسم بن مُساوِر : كُنّا عند يحيى بن مَعِين ، وعنده مصعب الزُّبيري ، فَذَكَر رَجُل أحمدَ بن حَنبَل ، فأطْرَاه وزَاد ، فقال له رَجُل : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) ، فقال يحيى بن مَعِين : وكان مَدحُ أبي عبد الله غُلُوًّا ؟ ذِكْر أبي عبد الله مِن مَجْلِس الذِّكْر . وصاح يحيى بِالرّجُل . رواه أبو نعيم في " حِليَة الأولياء " .
🔘 وما عَبَّر الإنسانُ عَنْ فَضْلِ نَفْسِهِ ... بِمثلِ اعتقادِ الفَضْلِ في كُلِّ فاضِلِ
وإنّ أخَسّ النّقْصِ أن يَرْمِيَ الفَتَى ... قَذَى العينِ عنْهُ بانْتِقَاصِ الأفاضِلِ
-
لَم تَزِدهُم الشدائد إلاّ قُوّة وصَلاَبَة وثَبَاتًا
⭕️ لا أعلم أن أحدًا مِن الصحابة رضي الله عنهم تتابَعَت عليه الابتلاءات في زَمَن قصير ، مثل : كعب بن مالِك رضي الله عنه ؛ حيث هَجَره الْمُجتَمَع بِأكمَلِه ، ومُنِع مِن زَوْجَتِه ، وجاءته العُرُوض مِن مَلِك مِن مُلُوك النصارى ، ومع ذلك كلِّه : بَقِي ثابِتًا راسِخا كَرُسُوخ الجبال الرّواسي
🔴 فـ كَعب بن مالِك رضي الله عنه أحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا ، ومُنِع الناس مِن تَكلِيمِه ، حتى تسوّر حائط ابن عَمِّه أبي قَتَادة رضي الله عنه ، وهو ابْنُ عَمِّه وَأحَبُّ النّاسِ إليه ، كما يقول ..
فَسَلَّم عليه وكلَّمه ، فَمَا كلِّمه ابنُ عَمِّه ، ولا ردّ عليه السلام !
قال كَعْب رضي الله عنه لابن عَمِّه رضي الله عنه : يَا أبَا قَتَادَةَ ، أَنْشُدُك بِاللّه هَل تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللّهَ وَرَسُولَه ؟ فَسَكَتَ ، فَعُدْت لَه فَنَشَدْتُه فَسَكَتَ ، فَعُدْت لَه فَنَشَدْتُه ، فقال : اللّه وَرَسُولُه أعْلَم ، فَفَاضَت عَيْنَاي ، وَتَوَلّيْتُ حتى تَسَوّرْتُ الْجِدَار .
🔻 ويَتَوالَى البَلاء ، ومع البَلاء يَلُوح إغْرَاء !!
💎 قال كَعْب رضي الله : فَبَيْنا أنَا أمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَة ، إذا نَبَطِيٌّ مِن أنْبَاطِ أهْلِ الشّام ، مِمّن قَدِمَ بِالطّعَام يَبِيعُه بِالْمَدِينَة ، يَقُول : مَن يَدُلّ عَلَى كَعْب بن مَالِك ، فَطَفِق النّاس يُشِيرُون لَه ، حَتى إذا جَاءَنِي دَفَع إلَيّ كِتَابًا مِن مَلِك غَسّان ، فَإذا فِيه : أمّا بَعْد ، فَإنّه قَد بَلَغَنِي أنّ صَاحِبَك [يعني النبي صلى الله عليه وسلم] قَد جَفَاك ، وَلَم يَجْعَلْك اللّهُ بِدَار هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَة ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِك ، فَقُلْتُ لَمّا قَرَأتُها : وَهَذا أيْضًا مِن البَلاَء ، فَتَيَمّمْتُ بِهَا التّنّورَ فَسَجَرْتُه بِها . أي : أحرق تلك الرسالة ..
والأنْبَاط : هُم فَلاّحُو الْعَجَم . كما قال النووي .
🔻 ويَشْتَدّ البَلاء ، ويأتي الأمْر بِاعْتِزَال النّساء :
💎 قال كَعْب رضي الله : حتّى إِذَا مَضَت أرْبَعُونَ لَيْلَةً مِن الْخَمْسِين [التي هُجِرُوا فيها] ، إذَا رَسُولُ رَسُولِ اللّه صلى الله عليه وسلم يَأْتِينِي ، فقال : إنّ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُك أنْ تَعْتَزِلَ امْرَأتَك ، فَقُلْتُ : أُطَلّقُها ؟ أمْ مَاذا أفْعَل ؟ قال : لا ، بَل اعْتَزِلْها وَلا تَقْرَبْها ؟
💎 وبَلَغ البَلاء ذُرْوَته ، وقد وَصَفَه الله تبارك وتعالى بِقَولِه : (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا)
🕯 ولكن عُقبَى الصبر جَمِيلَة ، وعاقِبَة الصِّدق حَمِيدَة
💎 قال كَعْب رضي الله بعد ذِكر القِصة كامِلة : يَا رَسُولَ اللّه ، إنّ اللّهَ إنّما نَجّانِي بِالصّدْق ، وَإنّ مِنْ تَوْبَتِي أنْ لا أُحَدّث إلاّ صِدْقًا مَا بَقِيت . فَوَاللّه مَا أعْلَم أحَدًا مِن المُسْلِمِينَ أبْلاَه اللّهُ فِي صِدْق الْحَدِيث مُنْذ ذَكَرْتُ ذَلِك لِرَسُولِ اللّه صلى الله عليه وسلم أحْسَنَ مِمّا أبْلاَنِي ، مَا تَعَمّدْتُ مُنْذ ذَكَرْت ذَلِك لِرَسُولِ اللّه صلى الله عليه وسلم إلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا ، وَإنّي لأرْجُو أنْ يَحْفَظَنِي اللّهُ فِيمَا بَقِيت . رواه البخاري ومسلم .
🔶 وكَعب بن مالِك رضي الله عنه شاعِر جَيِّد ، لَم يَحمِله البَلاء على الذَّمّ والْهِجاء
قال عنه الذهبي : شَاعِر رَسُوْل اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبُه ، وَأحَد الثّلاثَة الذين خُلّفُوا ، فَتَابَ اللهُ عَلَيهِم .
(سِيَر أعلام النبلاء)
🔻 وتَمُرّ الْمَواقِف بِكَعب رضي الله عنه فما تَزِيده إلاّ إيمانا وحُبًّا واستِجابَةً لله ولِرَسوله صلى الله عليه وسلم ..
فقد كان كَعْب رضي الله عنه سريع الاستِجَابة لله ولِرسولِه صلى الله عليه وسلم .
💎 لَمّا تَقَاضَى كَعب بن مالِك رضي الله عنه ابْنَ أبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا لَه عَلَيه .. ارتَفَعَت أصْوَاتُهُما حَتى سَمِعَها رَسُولُ اللّه صلى الله عليه وسلم وَهُو فِي بَيْتِه ، فَخَرَج إلَيْهِما رَسُولُ اللّه صلى الله عليه وسلم ، وَنَادَى كَعْبَ قال : يَا كَعْب ، قال : لَبّيْك يَا رَسُولَ اللّه ، فَأشَارَ بِيَدِه أنْ ضَع الشّطْرَ مِن دَيْنِك ، قال كَعْبٌ : قَد فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللّه ، قال رَسُولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : قُمْ فَاقْضِه . رواه البخاري ومسلم .
📌 وفي مُقابِل ذلك : الفَاشِل في دِراسَة ، أو في حَيَاة ، أو الْمُنْتَكِس : يُعلِّق ذلك كُلّه على أستاذ ، أو زَوْج ، أو وَالِدٍ ، أو شَيْخ !
🔻 النّاجِح يَتخطّى الذُّرَى ، ويَتحَدّى الصِّعَاب ، ولا يَلْتَفِت إلى الوَراء ، ولِسان حالِه :
وتَخَطّى الذُّرَى ونَادَى رُويْدًا *** أقْبِلِي يا صِعَاب أو لا تَكُوني
💡 إنما هي اختبارات الْحَياة : فنَاجِح وفاشِل
وابْتِلاءات الإيمان : فَثَابِت رَاسِخ ، ومُتَزَحْزِح ومُتْزَعْزِع
🛑 لم يجعلك الله بِدارِ هَوَان ولا مضيعة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7847