-
الوَفاء مِن أخلاق الكِرام
رَحِم الله امرأة حَفِظَت حَقّ زَوجها ورَاعَتْ واحْتَرَمَتْ وُجُوده في حَياتها
✅ ورَحِم الله
ورَحِم الله
ورَحِم الله : امرأة حَفِظَت حَقّ زوجها ورَاعت حَقّ العِشْرَة حتى بعد مَمَاته ، وأسكنها الله الفردوس الأعلى وبيّض وجهها .
💎 قالتْ أسْمَاء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها : تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ غيرَ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَه ، وأستقي الماء ، وأخرِزُ غَربَهُ وأعجِن ... وكُنتُ أنْقُل النّوَى مِن أرض الزّبير التي أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوما والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذَكَرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ، وكان أغيَرَ الناس . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية قالت : فَاسْتَحْيَيْتُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَك .
🔵 وقد وَفَتْ أمّ الدرداء رضي الله عنها لأبي الدرداء رضي الله عنه ..
قالت أمّ الدرداء لأبي الدرداء عند الموت : إنك خَطَبْتَنِي إلى أبَوَيّ في الدنيا فأنكَحُوك ، وأنا أخطِبك إلى نفسِك في الآخرة . قال : فلا تَنْكِحِي بَعدي . فخَطَبَها مُعاوية فأخْبَرَته بالذي كان ، فقال : عليك بالصيام . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
وفي رواية له : أنها قالت : اللهم إن أبا الدرداء خَطَبَنِي فتَزَوّجَنِي في الدنيا ، اللهم فأنا أخطِبه إليك ، فأسألك أن تُزَوّجْنِيه في الجنة . فقال لها أبو الدرداء : فإن أردْتِ ذلك ، فكُنْتُ أنا الأول فلا تَتَزَوّجي بعدي . فَمَات أبو الدرداء ، وكان لها جَمَال وحُسْن ، فَخَطَبها معاوية ، فقالت : لا والله لا أتَزَوّج زَوْجًا في الدنيا حتى أتزَوّج أبا الدرداء إن شاء الله في الْجَنّة .
كان ذلك في القَرْن الأول .. فما خَبَر هذا القَرْن ؟
في خَبَرِه عَجَب وأيّ عَجَب !
📹 قَبْل أكثر مِن عشر سَنوات أجْرَى مُرَاسِل أحد البرامِج التلفزيونية في مدينة أبها مُقابلات مع النساء الكَبِيرات واللاتي يُمَارِسْن البَيْع في أحد الأسواق الشعبية ..
قال الْمُرَاسِل : إنّ الخالة " أم فلان " رَفَضَت أن يَخْرُج صَوتُها أو صُورَتُها - حتى وَهِي مُحَجّبَة - على شاشة التلفاز ، والسبب :
أنّ زوجها الْمُتَوفَّى كان شَدِيد الغَيْرَة عليها ، فهي لا تُحِبّ أن تُخَالِفه بعد مَوْته !!
لله دَرّها .. ورَحِمها الله ورَحِم مَن رَبّاها ..
وفاء نادِر جدا !
🖥 شبيهة أسْمَاء بنت أبي بكر على شاشة التلفاز !
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=87938&p=448937
🔦 جَارَات أسْماء .. نِسْوة صِدق..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6459
💡 من سير الصالحات [4] (الفقيهة العالمة العابدة المليحة الجميلة) !
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=6914
-
لِماذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الفَقْر ؟
💎 في دُعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم إني أعوذ بك مِن الفَقر والقِلّة والذِّلّة ، وأعوذ بك أن أظْلِم أو أُظْلَم . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرَد " وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
ولأن الفقير يعيش مِسكِينا ، وقد يَمُوت مَدِينًا
ولذا دعا سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه بِالفَقر على مَن ظَلَمه !
🔶 قال سعد رضي الله عنه لِمَن ظَلَمه : أما والله لأدعونّ بثلاث : اللهم إن كان عبدُك هذا كَاذِبا ، قام رِياء وسُمْعَة ، فأطِل عُمرَه ، وأطِل فَقرَه ، وعَرّضه بِالفِتَن . رواه البخاري ومسلم .
🖋 قال القسطلاّني : وإنما ساغَ لِسَعد أن يَدعُو على أخِيه المسلم بِهذه الدّعوات ؛ لأنه ظَلَمه بِالافتِراء عليه .
(إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)
📌 والفقر فَقْرَان :
▪️ الأول : فَقْر ظاهِر قابِل للزّوال
وكان رَجل يجلِس في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ليس عليه إلاّ (إزار) يَستُر عَوْرَته ، كما في الصحيحين في قصة التي وَهَبَتْ نفسَها للنبي صلى الله عليه وسلم .
وفي وَقْتٍ مِن الأوقات قال النبي صلى الله عليه وسلم عن معاوية رضي الله عنه : صُعْلُوك لا مَال له . رواه مسلم .
ثم ما لَبِثَ معاوية رضي الله عنه أن أصبَح خَليفة للمسلمين !
▪️ والثاني : فَقْر باطِن كامِن في النّفس ، يَصعُب زَوَاله ، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الغِنَى عن كَثْرَة العَرَض ، ولكن الغِنَى غِنَى النّفْس . رواه البخاري ومسلم .
🔶 قال النووي : العَرَض هُنا : هو مَتَاع الدنيا ، ومعنى الحديث : الغِنَى الْمَحْمُود غِنَى النّفْس وشِبَعُها وقِلّةُ حِرْصِها ، لا كَثْرة الْمَال مع الْحِرْص على الزيادة ؛ لأن مَن كان طَالِبًا للزيادة لَم يَسْتَغْنِ بِمَا معه فليس له غَنَى .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحَجّاج : شرح صحيح مسلم)
🔵 قال ابن عبد البر : قال أبو حازِم : إذا كان ما يَكفِيك لا يُغْنِيك ؛ فليس في الدنيا شيء يُغْنِيك .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَستعيذ بِالله مِن فَقْر مُسْرِف ، وغِنًى مُطْغٍ .
وفي هذا دَليل بَيّن أن الغِنى والفَقْر طَرَفَان وغَايتَان مَذْمُومَتَان .
(الاستذكار)
🔸 قال الْمَاوَرْدِي : ما أحوَج مِن الفقر مَكرُوه ، وما أبطَر مِن الغِنى مَذمُوم .
(أدب الدنيا والدّين)
🔻 وأشدّ مِن فَقْر النّفْس : فَقْر الأخلاق والمبادئ
💰 قال الفضيل بن عياض : إنّما الفَقر والغِنى بعد العَرْض على الله عز وجل .
ما شِقْوةُ الْمَرء بِالإقتار مَقْتَرَةً ... ولا سَعادَته يوما بِإيسَارِ
إن الشّقِيّ الذي في النار مَنْزِلُه ... والفَوزَ فَوزُ الذي يَنجُو مِن النار
(الآداب الشرعية ، لابن مُفلِح)
-
لِماذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الدّيْن ؟
📌 لأن الدَّيْن هَمّ بالليل ، وذُلّ بالنّهار .
💎 ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعو في الصلاة : اللهم إني أعُوذ بك مِن عَذاب القَبر ، وأعوذ بِك مِن فِتنة المسيح الدّجّال ، وأعُوذ بِك مِن فِتنة الْمَحْيَا وفِتنة الممات ، اللهم إني أعُوذ بِك مِن الْمَأثَم والْمَغْرَم . فقال له قائل : ما أكثر ما تَستَعيذ مِن الْمَغْرَم ؟ فقال : إن الرّجُل إذا غَرِم ؛ حَدّث فَكَذَب ، ووَعَد فأخْلَف . رواه البخاري ومسلم .
والغُرم هو الدَّين . كما قال النووي .
💎 ومِن أكثر أدعية النبي صلى الله عليه وسلم التي يدعو بها : اللّهمّ إنّي أعُوذ بِك مِن الْهَمّ وَالْحَزَن ، والعَجْز والكَسَل ، والبُخْل وَالْجُبْن ، وَضَلَع الدَّيْن ، وغَلَبَة الرِّجَال . كما في الصحيحين .
🔹 " وضَلَع الدَّيْن " الْمُرَاد بِه هُنا : ثِقَلُ الدَّيْن وَشِدّتُه . كما قال ابن حَجَر .
🔶 قال محمد بن جَحش رضي الله عنه : كُنّا جُلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَفع رأسه إلى السماء ، ثم وَضَع رَاحته على جَبْهته ، ثم قال : سبحان الله ، ماذا نَزَل مِن التّشدِيد ؟ فَسَكَتْنا وفَزِعنا ، فلمّا كان مِن الغَد ، سألته : يا رسول الله ، ما هذا التّشدِيد الذي نَزَل ؟ فقال : والذي نفسي بيده ، لو أن رَجُلا قُتِل في سبيل الله ثم أُحْيِي ، ثم قُتِل ثم أُحْيِي ، ثم قُتِل وعليه دَيْن ، ما دَخَل الجنة حتى يُقْضَى عنه دَينه . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وحسّنه الألباني .
💎 وأخبَر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يُغفَر للشهيد كُلُّ ذَنْبٍ إلاّ الدّين . كما في صحيح مسلم .
🔴 ولأن ذِمّة الْمَيت مُتعلّقة بِدَيْنِه
💎 ولذا لَمّا قضى أبو قتادة رضي الله عنه الدّينارَيْن اللذين على الْمَيّت ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : الآن بَرّدتْ عَلَيْه جِلْدَه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط . وأصله في صحيح البخاري مِن حديث سَلَمَة بن الأكوع رضي الله عنه .
-
لِماذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الْجُبْن والبُخل معًا ؟
💎 في أدعيته صلى الله عليه وسلم : اللّهمّ إنّي أعُوذ بِك مِن البُخْل وَالْجُبْن . كما في الصحيحين .
⭕️ وفي الْجُبْن والبُخْل دَلالة على ضَعْف القَلب وضَعْف الإيمان ؛ لأن الْجُبْن نَتيجة الْخَوْف والْخَوَر ، والبُخْل نتيجة عدم الثقة بِمَوعُود الله وما عِنده ، فَهُمَا مُتلازِمان !
🔶 قال ابن عَبّاس رضي الله عنهما : الْجُبْن والْبُخْل والْحِرْص غَرَائِزُ سُوء يَجْمَعُهَا كُلُّها سُوءُ الظَّنّ بِاَللَّه عَزّ وَجَلّ .
(الآداب الشرعية ، لابن مُفلِح)
ولذلك قيل : الْجَبَان يَمُوت ألْف مَرّة ، والشّجَاع يَمُوت مَرّة .
قال الْمُتَنبّي :
إذا لم يكن مِن الْمَوت بُدٌّ ... فمِن العَجْز أن تَكون جَبَانا
وبين الشجاعة والكَرَم تلازُم
📚 قال ابن القيم في ذِكْر أسبابِ انشِرَاح الصّدْر :
🔹 ومنها : الإحسَان إلى الْخَلْق ونَفعُهم بِما يُمْكِنه مِن الْمَال والْجَاه ، والنّفعُ بِالبَدن وأنواعِ الإحسان ؛ فإن الكَريمَ الْمُحْسِنَ أشْرَحُ الناس صَدْرا ، وأطيبُهم نَفْسا ، وأنعمُهم قَلْبًا .
والبَخِيل الذي ليس فيه إحسَان أضيَقُ الناس صَدْرا ، وأنكدُهم عَيْشا ، وأعظمُهم هَمّا وغَمّا ...
🔹 ومنها : الشّجَاعة ، فإن الشّجَاعَ مُنْشَرِحُ الصّدْر ، واسِعُ البِطَان ، مُتّسِعُ القَلْب .
والْجَبَان أضيقُ الناس صَدْرا ، وأحْصَرُهم قَلْبا ، لا فَرحة له ولا سُرُور ، ولا لذة له ولا نَعيم إلاّ مِن جِنْس ما للحَيَوان البَهِيمِيّ ، وأمّا سُرُور الرّوح ولَذّتُها ونَعِيمُها وابْتِهَاجُها ؛ فَمُحَرّم على كُلّ جَبَان ، كمَا هو مُحَرّم على كُلّ بَخِيل ، وعلى كُلّ مُعْرِضٍ عن الله سبحانه ، غَافِلٍ عن ذِكْرِه ، جَاهِلٍ بِه وبِأسْمَائه تعالى وصِفَاتِه ودِينِه ، مُتَعَلّقِ القَلْب بِغَيرِه .
وإن هذا النَعيمَ والسّرُورَ يَصيرُ في القَبْرِ رِيَاضًا وجَنّة ، وذلك الضّيقُ والْحَصْر يَنْقَلِبُ في القَبْر عَذَابا وسِجْنًا .
فَحَالُ العَبد في القَبْر كَحَالِ القَلْب في الصَدْر : نَعِيمًا وعَذَابًا ، وسِجْنًا وانْطِلاقا .
(زاد المعاد)
🔻 والْجُبْن والبُخْل مِن أسْوَأ أخلاقِ الرّجَال
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِع ، وَجُبْنٌ خَالِع . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
🔹 قال ابن الأثير :
" شُحٌّ هَالِعٌ " الْهَلَعُ : أشَدُّ الجَزَع والضَّجَر .
" وجُبْنٌ خَالِع " أي : شَدِيد ، كَأنّه يَخْلَعُ فُؤَادَه مِن شِدّة خَوْفه .. وَالْمُرَاد بِه مَا يَعْرِضُ مِن نوازِع الأَفْكَار وضَعْفِ الْقَلْب عِنْد الْخَوف .
(النهاية في غريب الحديث)
🗡 والشحّ أشدّ البُخْل حَمّال على القَتْل وسَفْكِ الدّم
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتَّقُوا الشُّحّ ، فإنّ الشُّحّ أهْلَك مَن كَان قَبْلَكُم ؛ حَمَلَهُم عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُم ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُم . رواه مسلم .
🔴 قال ابن القيم : وَأما الشُّح ، فَهُو خُلُق ذَمِيم يتَوَلَّد مِن سُوء الظّن وَضعْف النَّفْس ، ويُمِدّه وَعْد الشّيطان حتى يَصير هَلَعًا ، والْهَلَع شدّة الْحِرْص على الشَّيء والشّرَه بِه ، فَتَوَلّد عَنه الْمَنْع لِبَذْلِه ، والْجَزَع لِفَقْدِه .
(الفوائد)
اللهم قِنَا شُحّ وشرّ أنفسنا .
-
مَن هو البَخِيل ، وما حَدّ البُخْل ؟
💎 في الحديث : بَرِىء مِن الشّحّ مَن أدّى الزكاة ، وقَرَى الضّيْف ، وأعطَى في النّائبَة . رواه ابن جرير في " تفسيره " والبيهقي في " شُعَب الإيمان " .
⚫️ ولَمّا كَتَبَ الحجّاجُ إلى الصّحابي العابِد العالِم : ابنِ عمر رضي الله عنهما = مُعَيّرًا لَه : بَلَغَنِي أنك طَلَبْتَ الْخِلافة ، وإن الْخِلافة لا تَصلُح لِعَيِيّ ولا بَخِيلٍ ولا غَيُور .
فَكَتَب إليه ابن عُمر : أمّا مَا ذَكَرْت مِن الْخِلافة أني طَلَبتُها فمَا طَلَبتُها ، وما هي مِن بَالِي ، وأمّا مَا ذَكَرْتَ مِن العِيّ والبُخْل والغَيْرَة ؛ فإن مَن جَمَع كِتاب الله فليس بِعَيِيّ ، ومَن أدّى زَكَاة مَاله فليس بِبَخِيل ، وأمّا مَا ذَكَرتَ مِن الغَيْرَة ، فإن أحقَّ ما غِرْتُ فيه وَلَدِي أن يَشْرَكَني فيه غَيرِي . رواه الطبراني ، ومِن طريقِه : رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " .
📌 قال القرطبي : البُخْل في اللغة : أن يَمنَع الإنسان الْحَقّ الوَاجِب عليه ، فأما مَن مَنَع مَا لا يَجِب عليه ؛ فليس بِبَخِيل ؛ لأنه لا يُذَمّ بِذَلك .
(تفسير القرطبي : الجامع لأحكام القرآن)
🖋 وقال ابن مُفْلِح : ذَكَر بعضُ العُلماء في حَدّ البُخْل أقوالاً ، وذَكَر القاضي أيضا في كتابِه الْمُعْتَمَد في حَدّ البُخْل أقوالاً :
أحدها : مَنْع الزكاة ؛ فمَن أدّاها خَرَج مِن جَواز إطلاق البُخْل عليه ، ورُوِي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : مَن أدّى زَكاة مَاله فليس بِبَخِيل . قَالَه رَدّا على الْحَجّاج حين نَسَبَه إلى ذلك .
والثاني : مَنْع الوَاجِبات مِن الزّكاة ، والنّفَقَة ؛ فَعَلى هذا لَو أخْرَج الزّكاة ومَنَع غيرها مِن الوَاجِبات عُدّ بَخِيلاً .
والثالث : فِعل الوَاجِبات والْمَكْرُمَات ؛ فلو أخَلّ بِالثاني وَحْده كان بَخِيلا ، وهذا ظاهر قول أبي بَكر مِن أصحابنا ، حَكَاه عنه القاضي .
(الآداب الشرعية)
📚 وقد عَقَد ابن القيم فُصُولاً في آخر كِتاب " الرّوح " ذَكَر فيها عِدّة فُرُوقات بين أشياء قد تَلتَبِس بِغيرها
وكنت أشَرتُ إليها هنا :
مداهنة أم مُداراة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6609
-
الجزاء مِن جِنس العَمَل :
تجاوَزوا يَتجاوز الله عنكم
واعفوا يعفُ الله عنكم
وتَصَدّقوا يَتصدّق الله عليكم
وأخّروا الْمُعسِرِين ، أو سَامِحُوهم بِبَعضِ المبالِغ يُظلّكم الله في ظِلّه .
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تَلَقّت الملائكة رُوح رَجُل مِمّن كان قَبْلكم ، فقالوا : أعَمِلتَ مِن الْخَير شيئا ؟ قال : لا ، قالوا : تَذَكّر ، قال : كنتُ أُدَاينُ الناس فآمُر فِتْيَاني أن يُنْظِروا الْمُعْسِر ، ويَتَجَوّزُوا عن الْمُوسِر ، قال الله عَزّ وَجَلّ : تَجَوّزوا عنه . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : قال الله عَزّ وَجَلّ : نَحن أحَقّ بِذَلك مِنه ، تَجاوَزُوا عنه .
وفي رواية : فأدخَله الله الْجَنّة .
🔶 وفي قصة أبَي الْيَسَر كَعبِ بن عَمْرو رضي الله عنه قال : كان لي على فلان ابن فلان الْحَرَامِيّ مال ، فأتيتُ أهله ، فسلمت ، فقلت : ثَم هو ؟ قالوا : لا ، فَخَرَج عليّ ابن له جَفْر ، فقلتُ له : أين أبُوك ؟ قال : سَمِع صَوتَك فَدَخل أرِيكَة أُمّي ، فقلت : اخْرُج إليّ ، فقد عَلِمتُ أين أنت ! فَخَرَج ، فقلتُ : ما حَمَلك على أن اخْتَبَأتَ مِنّي ؟ قال : أنا ، والله أُحدّثُك ، ثم لا أكْذِبُك ، خَشيتُ والله أن أُحَدّثَك فأكْذِبَك ، وأن أعِدَك فأخْلِفَك ، وكنتَ صاحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنتُ والله مُعْسِرا . قال : قلت : آلله ؟ قال : الله . قلتُ : آلله ؟ قال : الله . قلتُ : آلله ؟ قال : الله . قال : فأتَى بِصَحِيفَته فمَحَاها بِيدِه ، فقال : إن وَجَدتَ قضاءً فاقْضِني وإلاّ أنت في حِلّ ، فأشْهَد بَصَرُ عَيْنَيّ هاتَيْن - ووَضَع أُصبُعَيْه على عَيْنَيْه - وسَمْعُ أُذُنَيّ هاتَيْن ، ووَعَاه قَلْبي هذا - وأشار إلى مَنَاطِ قَلْبه - رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : مَن أنْظَرَ مُعْسِرا أو وَضَع عنه ، أظَلّه الله في ظِلّه . رواه مسلم .
📚 وقوله : " فلان ابن فلان الْحَرَامِيّ " قال النووي : قال القاضي : رواه الأكثرون الْحَرَامِي بِفَتح الحاء وبالراء نسبة إلى بني حَرَام ، ورَواه الطبري وغيره بِالزّاي الْمُعْجَمة مع كَسْر الْحَاء ، ورواه ابن مَاهَان الْجُذَامِي بِجِيم مَضمومة وذال مُعْجَمة .
الْجَفْر : الذي قَارَب الْبُلُوغ .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحَجّاج : شرح صحيح مسلم)
💎 ولَمّا طالَب كَعب بن مالك رضي الله عنه ابنَ أبي حدرد رضي الله عنه دَيْنًا كان له عليه في المسجد ، فارتَفَعت أصْواتُهما حتى سَمِعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بَيْتِه ، فخَرَج إليهما حتى كَشَف سِجْف حُجْرَته ، فنادَى : يا كَعْب ، قال : لَبّيك يا رسول الله ، قال : ضَعْ مِن دَيْنِك هذا ، وأوْمَأ إليه : أي الشّطْر ، قال : لقد فعلتُ يا رسول الله ، قال : قُمْ فَاقْضِه . رواه البخاري ومسلم .
📌 ما معنى حديث : الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18475
-
إي والله ، لقد كَسَرَني أدَبُك يا عُمر عن كثير مِن الألفاظ ! وصِرْتُ أشْمَئِزّ مِن بعض الألفاظ
💎 لَمّا ذَكَر الله عيسى ابن مريم وأمّه عليهما السلام ، ذكَرَ في إثبات بشَرِيّتهما : (كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) ، ومَن أكَل الطعام احتاج إلى ما احتاج إليه البَشَر !
قال ابن عباس رضي الله عنهما في مسألة في التفسير : وَلَكِنَّ اللَّهَ يَكْنِي مَا يَشَاءُ بِمَا شَاء . رواه ابن جرير في " تفسيره " وابن أبي حاتِم في " تفسيره " .
🔷 قال ابن جرير : وقوله : (كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) خَبَر مِن الله تعالى ذِكْرُه عن المسيح وأمه أنهما كانا أهلَ حاجة إلى ما يَغْذُوهُما وتَقوم به أبْدَانهما مِن المطاعم والمشارب كَسَائر البَشَر مِن بني آدم ؛ فإن مَن كان كذلك فَغَيْرُ كائنٍ إلَهًا ؛ لأن المحتاج إلى الغذاء قِوامُه بِغيره , وفي قِوامِه بِغيرِه وحَاجَتِه إلى ما يُقيمُه دليل واضح على عَجزه , والعاجِز لا يكون إلاّ مَرْبُوبا لا رَبّا .
(جامع البيان : تفسير ابن جرير)
🔻 وكان السلف يَحفَظُون كلامَهم ويَعدّونه
💎 كان شَدّاد بن أَوْس رضي الله عنه فِي سَفَر ، فَنَزَل مَنْزِلا ، فقال لِغُلامِه : ائْتِنَا بِالسُّفْرَة نَعْبَثْ بِهَا ، فَأُنْكِر عَلَيه ، فقال : مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَة مُنْذ أَسْلَمْت إلاّ وَأنَا أَخْطِمُهَا وَأَزُمُّهَا غَيْرَ كَلِمَتِي هَذِه ، فَلا تَحْفَظُوهَا عَلَيّ . رواه الإمام أحمد .
🔵 وقال العلاء بن هارون : كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يَتَحفّظ في مَنْطِقِه لا يَتَكَلّم بِشَيء مِن الْخَنَا ، فَخَرَج به خُرّاج في إبطه ، فقالوا : أي شيء عسى أن يقول الآن ؟! قالوا : يا أبا حَفص ، أين خَرَج مِنك هذا الْخُرّاج ؟ قال : في بَاطِن يدِي . رواه ابن أبي الدنيا في " ذمّ الكذب " .
🔘 وَرَوى عبد العزيز الماجِشُون عن أبي عُبيد قال : ما رأيت رَجُلاً قط أشدَّ تَحَفُظا في مَنْطِقِه مِن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه . رواه ابن أبي الدنيا في " الصّمت " .
🔸 وَرَوى الأوزاعي عن يحيى قال : أثنى رَجُل على رَجُل ، فقال له بعض السّلف : وما عِلْمُك به ؟ قال : رأيتُه يَتَحَفّظ في مَنْطِقِه . رواه ابن أبي الدنيا في " الصّمت " .
قال ابن القيم : ومِن الألفاظ المكرُوهة : الإفصاح عن الأشياء التي يَنبغي الكناية عنها بأسْمائها الصريحة .
(زاد المعاد)
⭐️ ومِن طريف ما يُرْوَى في هذا الباب : تَسْمِيَة العَرَب حَدَث الصّبِيّ : قَقَّة !
قال ابن مَنظُور : إِذَا أَحْدَثَ الصَّبِيُّ قَالَت أُمُّه : قَقَّةٌ دَعْهُ ، قَقَّةٌ دَعْهُ ، قَقَّةٌ دَعْهُ !
(لِسان العرب)
☑️ وقال الفيروز آبادي : حَدَثُ الصَّبِيّ : قَقَّةٌ ، كـ بَقَّة .
(القاموس المحيط)
وهذا يَعني : أن العَرَب لا تذكُر ما يَخرُج مِن الصّبِيّ بِاسْمِه الصريح !
🎯 قيْح الأذهان !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7860
-
مِن الأدب مع الله : التأدّب مع الله في الألفاظ
🔦 سبَق أن أشرتُ إلى أدب إبراهيمَ الخليل عليه الصلاة والسلام : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
وإلى أدَب الْجِنّ : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) .
📌 ومِن الأدَب مع الله : أن لا يُجزَع مِن قَضاء ، ولا يُتَسخّط مِن بَلاء ، ولذلك نُهينا عن سَبّ الدّهْر ..
فالذي يَنْغَشِل بِسَبّ الدنيا ، أو مَن كان سبَبًا في البلاء : انشَغَل بِما يُباعِده عن الله ، في حين أن المطلوب مِنه : الانشغال بِما يُقَرّبه إلى الله مِن الإخْبَات والتّضَرّع والاستكانة لله عزّ وجَلّ .
💎 قال الله عزّ وجَلّ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وقال تبارك وتعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)
🔶 قال الحسن البصري : إذا أصابَ الناس مِن قِبَل الشيطان بَلاء ، فإنما هي نِقْمَة ، فلا تَستَقْبِلُوا نِقْمَة الله بِالْحَمِيّة ولكن اسْتَقْبِلُوها بِالاستغفار ، وتَضَرّعوا إلى الله ، وقرأ هذه الآية : (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) . رواه ابن جرير في " تفسيره " .
🔷 قال ابن جرير في قوله عزّ وجَلّ : (فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ) يقول : فمَا خَضَعُوا لِرَبّهم فيَنْقَادوا لأمْرِه ونَهْيه , ويُنِيبُوا إلى طاعته . (وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) يقول : ومَا يَتَذَلّلُون له .
(جامع البيان : تفسير ابن جرير)
📚 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : أجْمَع المسلمون على أن المسلم يَجُوز له أن يشتكي إلى الله ما نَزل مِن الضر ، والله سبحانه في كتابه قد أمَر بِذلك ، وذَمّ مَن لا يَفْعَله ، قال تعالى : (فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) ، وقال تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) ...
والعبد إذا اشتَكَى إلى رَبّه ما نَزَل بِه مِن الضّر ، وسأله إزَالَته لم يَكُن مَذْمُوما على ذلك بِاتّفاق المسلمين ، والشّكْوى إلى الله لا تُنافي الصّبْر ، بل الشكوى إلى الْخَلْق قد تُنافِي الصّبْر .
(جامع المسائل)
🔻 ولذلك أُمِر المسلمون عند وُقُوع الآيات الكَوْنِيّة أن يَتضَرّعوا ويَتوبُوا ويَتصدّقوا ويُعتِقُوا
💎 ففي خُطبة الكُسُوف : إن الشمس والقَمر مِن آيات الله ، وإنهما لا يَنخَسِفان لِمَوْت أحدٍ ولا لِحَياته ، فإذا رَأيتُمُوهُمَا فكَبّروا ، وادْعُوا الله ، وصَلّوا ، وتَصَدّقوا . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : فَإِذَا رَأيْتُم ذَلِك فَادْعُوا اللَّه وَصَلُّوا ، وَتَصَدَّقُوا ، وَأعْتِقُوا . رواه الحاكم وصححه .
🖋 نريد كلمة توجيهية عن الزّلازل وما يحصل مِن الفِتَن ونَقْص الأموال والثّمَرات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8617
-
يا أيها الناس تُوبوا ، فإن الله يُحِبّ أن تَتُوبُوا : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)
💎 ويُريدُ أن تتُوبُوا : (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ)
💎 ويأمُرُكُم أن تَتُوبُوا : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
💎 وهو سُبحانه وتعالى يُنادِي عِباده في جَوْف كُلّ لَيلة ، يُنادِيهم تفضّلا وتَلطّفا وتَكَرّما وتَودّدا :
هل مِن مُسْتَغْفِر ؟ هل مِن تائب ؟ كما في الصحيحين .
🔻 وإن الذي غُفِر له ما تَقدّم مِن ذَنْبه وما تَأخّر يَستَغفِر في الْمَجْلِس الوَاحد أكثر مِن سَبْعِين مرّة
💎 وكان يقول : والله إني لأستَغفِرُ الله وأتوبُ إليه في اليوم أكثر مِن سَبْعِين مَرّة . رواه البخاري .
💎 ويقول : يا أيها الناس تُوبُوا إلى الله ، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مَرّة . رواه مسلم .
🔶 قال ابن عمر رضي الله عنهما : إن كُنّا لَنَعُدّ لِرَسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مَرّة : ربّ اغفِر لي وتُبْ عَليّ إنك أنت التّوّاب الرّحِيم . رواه أبو داود والترمذي والنسائي في " الكبرى " وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
💎 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لَيُغَان على قَلْبِي ، وإني لأستَغفِر الله في اليوم مائة مَرّة . رواه مسلم .
🔹 قال ابن الأثير : الغَيْن : الغَيْم . ... وَقِيل : الغَيْن : شَجَرٌ مُلْتَفّ .
أَرَادَ مَا يَغْشَاه مِن السَّهْو الَّذِي لا يَخْلو مِنْه البَشَر ؛ لأنّ قَلْبَه أبَدًا كَان مَشْغولا بِاللَّه تَعَالَى ، فإن عَرَض لَه وَقْتًا مَا عارِضٌ بَشَرِيٌّ يَشْغَله مِن أُمُور الأُمَّةِ والْمِلَّةِ وَمَصَالِحِهِمَا عَدّ ذَلِك ذَنْبا وَتَقْصِيرًا ، فَيَفْزَعُ إلى الاسْتغفار .
(النهاية في غريب الحديث)
💎 وفي دُعائه صلى الله عليه وسلم : رَبّ تَقَبّل تَوْبَتِي ، وَاغْسِل حَوْبَتِي ، وَأجِب دَعْوَتِي ، وَثَبِّت حُجَّتِي ، وَاهْدِ قَلْبِي ، وَسَدِّد لِسَانِي ، وَاسْلُل سَخِيمَة قَلْبِي . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " وأبو داود والترمذي وابن ماجه .
قال ابن الْجَوْزِي : قَوْله : " اغْسِل حَوْبَتِي " أي : أثْمِي .
(غريب الحديث)
🔸 ولابْنِ الْمُعْتَز :
خَلِّ الذُّنُوبَ حَقِيرَهَا ... وَكَثِيرَهَا فَهُوَ التُّقَى
كُنْ مِثْلَ مَاشٍ فَوْقَ أَرْ ... ضِ الشَّوْكِ يحْذَرُ مَا يَرَى
(شُعب الإيمان)
☑️ قال رجل لِبعض الْحُكماء : أوْصِنِي .
فقال : إيّاك أن تُسِيء إلى مَن تُحِبّ !
قال : وهل يُِسيء أحدٌ إلى مَن يُحِبّ ؟
قال : نَعم ، تَعصِي فتُعَذَّب ، فَتَكُون مُسِيئا إلى نَفْسِك .
(التبْصِرة ، لابن الجوزي)
🖋 هل ثمرات الاستغفار تتحقق في الدنيا أم قد لا تتحقق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13632
-
لا تَتَبَرّع بإخبار الناس بأسعار السِّلَع في هذه الْحَالَة ..
📣 تَسمَع بين حين وآخر إخبار عن رُخص سِلَع ، وأنها في المكان الفلاني أرخَص مِمّا هِي عند التّاجِر الفلاني ، وربما تسمع نحو عبارة : لا يَلعَبون عليكم التجّار ..
💎 وهذا خِلاف ما أرشد إليه رسول الْهُدَى صلى الله عليه وسلم بِقَولِه : دعُوا الناس فليُصِب بعضهم مِن بعض ، فإذا استَنصَح رَجُل أخَاه فليَنْصَح له . رواه الإمام أحمد .
وفي رواية مُرْسَلة : دَعْوا الناس في غَفَلاتهم يَرزُق الله بعضَهم مِن بعض ، وإذا استَنصَحك أخُوك فانصَح له .
ويَشهد له الحديث السابق وما في معناه .
💎 ومما يشهد لعموم معناه : قوله عليه الصلاة والسلام : دَعُوا الناس يَرزُق الله بعضَهم مِن بعض . رواه مسلم .
🔸 ومِمّا يدلّ على ذلك : أن الْمُخْبِر لو كان هو التّاجر ، لَمَا أخبَر الناس بِذَلك ، ولأحَبّ أن يَشتَري الناس مِنه .
مع عدم عِلْمِنا أصلا : كيف اشترى ، وكيف باع ؟ وما هي تَبِعَات تِجارَته ، وكم هي خَسائره ؟
ويُستَثنَى مِن ذلك : إذا وُجِدت سِلَع في مكان ما في البلد ، وليست عند بَقيّة التّجّار .
⭕️ وليس مِن الأدب ولا مِن المروءة : أن تَرى سِلْعَة قد اشتراها إنسان ، فتقول له : مَلعُوب عليك ! أو تقول له : تُباع عند فُلان بِأقّل مِن كذا ، وقد انتهى الأمر وانقضى ، فتُزَهّده فيما اشتراه ، وتُقلّله في عينِه ! إلاّ أن يَكون قد غُبِن غَبْنًا بَيّنًا ؛ فَتَنْصَح له .
📌 فـ " دَعُوا الناس يَرزق الله بعضَهم مِن بعض "
أمّا إذا استنصحك واستشارك فأشِر عليه بِما تَرى فيه الرّشْد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أشار على أخِيه بِأمْر يعلَم أن الرّشد في غيره فقَد خَانه . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
✋🏽 دعوا الناس في غفلاتهم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6311
-
🎥 تأمّل هذه المشاهِد المصاحِبَة ، وانظر كيف يتَجَاذَب الأطفال رأس شاة ، بل انظر إلى أحدهم كيف سَحب قطعة اللحم مِن فَمِ صاحِبه !
هذه ليست مَشاهِد تَمثِيلية ، فقد رأيت ورأى غيري مثلَها كثير
📹 ثم تأمّل المشهَد الثاني – وقد كُنتُ شاهِدا – حيث تَجَمّع الناس عند السيارة ليُوزّع عليهم قِطَع الْخَبْز ، لِيَحصُل كلّ واحد مِنهم على قِطعَة بِحَجْم رأس العصفور ..
🔻 هذا ما يصنَعه الْجُوع والعَوَز ، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن مِن الْجُوع ، فَإنّه بِئْس الضَّجِيع .
💎 وصَدَق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : مَن أصْبَحَ آمِنًا في سِرْبِه ، مُعَافًى في جَسَدِه ، عِنْدَه طَعَامُ يَوْمِه ، فَكَأنّمَا حِيزَت لَه الدُّنْيَا . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " والترمذي وابن ماجه ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
🔵 فتأمّل هذه النّعَم الْمُترادِفَة ، والعيش الرّغيد ، والأمْن الوَفِير ، والصَّحّة التّامّة ، وقد ذَكّر الله بها ، فقال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) ، وقال تبارك وتعالى مُمْتَنّا على قريش : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) .
📽 إذا كنت في نعمة فارعها
مقطع قصير في دقيقة ونصف
https://youtu.be/smHgOL_4_eA
📌 مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6171
📌 هل يمكن أن يَمَلّ الإنسان مِن الأمْن والأمان ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7855
-
ما أرجَى عملٍ عندك ..؟
💎 يَسمَع النبي صلى الله عليه وسلم صَوت حَرَكَة نِعَال بلال رضي الله عنه تَقْرَع في الْجَنّة ، فيسأله : يا بلال حدّثني بِأرْجَى عَمَل عَمِلته عندك في الإسلام مَنْفَعَة ، فإني سَمِعت الليلة خَشْف نَعْلَيك بين يَدَيّ في الجنة . قال بلال : ما عَمِلتُ عَمَلاً في الإسلام أرْجَى عندي مَنْفَعة مِن أني لا أتَطَهّر طُهُورًا تامّا في ساعة مِن لَيل ولا نَهار إلاّ صَلّيت بِذَلك الطُّهُور ما كَتَب الله لي أن أُصَلّي . رواه البخاري ومسلم .
بلال رضي الله عنه يَمشِي في الجنّة ، وهو يَعيش على الأرض ..
في رواية : خَشْف نَعْلَيك
وفي رواية : حَفِيف نَعْلَيك
وفي رواية : دَفّ نَعْلَيك
وفي رواية : خَشْخَشَة نَعْلَيك .. وهي كلّها تدلّ على الْحَرَكة والصّوت في الْجَنّة .
🔘 قال الْمُهَلّب : فيه دَلِيل أن الله يُعظِم الْمُجَازَاة على ما سَتَر العبد بينه وبَيْن رَبّه مِمّا لا يَطّلَع عليه أحَد ، ولذلك استَحَبّ العُلَماء أن يكون بَيْن العَبْد وبَيْن رَبّه خَبِيئة عَمَل مِن الطاعة يَدّخِرُها لِنَفْسه عند رَبّه ، ويَدَلّ أنها كانت خَبِيئة بَيْن بلال وبَيْن رَبّه أن النبي صلى الله عليه وسلم لَم يَعرِفها حتى سألَه عنها ، وفي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك دَلِيل على سُؤال الصّالِحِين عمّا يَهدِيهم الله إليه مِن الأعمال الْمُقْتَدَى بِهم فيها ، ويُمْتَثَل رَجَاء بَرَكَتها .
(شرح صحيح البخاري ، لابن بطّال)
🔶 ودَخَل قَومٌ على عبد الملك بن مَرْوان وهو شَديد الْمَرَض ، وقد ارْبَدّ لَوْنه ، وجَرَى مَنْخَرَاه ، وشَخَصَت عَيْناه ، فقال : دَخلتُم عليّ في حالِ إقبَال آخِرتي ، وإدبَارِ دُنياي ، وإني تَذَكّرت أرْجَى عَمَلِي فَوَجَدته غَزْوة غَزَوْتها في سبيل الله وأنا خِلْو مِن هذه الأشياء . رواه ابن أبي الدنيا في كتاب " الْمُحْتضَرِين " .
🔵 قال عمر بن عبد العزيز : ما حَسَدت الْحَجّاج - عَدُوّ الله - على شيء حَسَدِي إيّاه على حُبِّه القُرآن وإعطَائه أهَلَه ، وقَولِه حَين حَضَرته الوَفاة : اللهم اغفِر لي ، فإن الناس يَزعُمون أنك لا تَفعَل . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " ومِن طريقِه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
🔷 قال الأصمَعِي : لَمّا حَضَرَت الحجّاجَ الوَفاةُ أنشَأ يَقُول :
يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا ... بِأنّنِي رَجُلٌ مِن سَاكِنِي النَّارِ
أيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ وَيْحَهُمُ ... مَا عِلْمُهُمْ بِعَظِيمِ الْعَفْوِ غَفَّارِ
قال : فأُخْبِر بِذَلك الْحَسَن ، فقال : تالله إن نَجَا فَبِهِما .
وزاد بعضهم في ذلك :
إنّ الْمَوَالِيَ إذا شَابَتْ عَبِيدُهُمْ ... فِي رِقِّهِم عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارِ
وَأنْتَ يَا خَالِقِي أَوْلَى بِذَا كَرَمًا ... قَدْ شِبْتُ فِي الرِّقّ فَاعْتِقْنِي مِن النَّارِ
(البداية والنهاية ، لابن كثير)
🔦 وسألتُ صاحبي : ما أرجَى عَمَل عندك في العام الماضي (1440هـ) ، فقال : انقضى العام المنصَرِم ما فاتَتْنِي رَكعة مِن الصلاة خَلْف الإمام إلاّ مرّة واحدة ، وكان السبب فيها مِن قِبَل غيري ، أي : لم يَكُن تَهَاونا ولا تَكاسُلا !
وانقضى العام المنصَرِم ما فاتَتْنِي راتِبَة الفَجر قَبْل الصلاة إلاّ مرّة واحدة .
✅ قلت : هذا – والله – صَنِيع مَن جَعَل الصلاة أوْلى وأوّل وأعلَى اهتمَامَاته ، ومَن جَعَل الآخِرَة أكبَر هَمّه .
📕 ورَحِم الله ابنَ القيم إذْ قال : كُلّما عَمِل العبد مَعصِية نَزَل إلى أسْفَل ، دَرَجة ، ولا يَزال في نُزُول حتى يكون مِن الأسْفَلِين ، وكُلّما عَمِل طَاعة ارتفع بها دَرَجة ، ولا يَزال في ارتفاع حتى يكون مِن الأعْلَيْن .
(الجواب الكافي)
اللهم اجعَل الآخرة أكبَر هَمّنا ، واجعلها في قلوبنا ، ولا تَجعَل الدنيا أكبَر هَمّنا ، واجعلها في أيدينا ، ولا تَجعَلها في قلوبنا .
-
وكان فضل الله عليك عظيما
فضْلُ اللهِ عليك عظيمٌ حينما شرّفَك وكرّمَك وحَبَاك وأعطاك وكَفَاك وآواك
بلْ فضّلَكَ ومَنَّ عليك بِما مَنّ به على الْمُرْسَلِين ؛ فإنُّه سبحانه وتعالى أعطَى المؤمنين ما أعطَى الْمُرْسَلِين إلاّ ما خَصّ الرُّسُلَ به ، كالعِصْمَةِ الوَحِي .
💎 تأمّلَ قولَ اللهِ عزّ وجَلّ : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ)
وقالَ في حقِّ المؤمنين : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)
وقال الله تبارك وتعالى في شأن نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم : (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)
وقال في شأن المؤمنين : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا)
💎 ووَعَدَ الله تعالى المؤمنين بِما وَعَد به المرسَلِين ، فقالَ تباركَ وتعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)
وقال تبارك وتعالى عن رسولِه صلى الله عليه وسلم : (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
وقال عنِ المؤمنين : (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا)
💎 وجَعَل الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم شَاهِدًا على المؤمنين ، فقال : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)
وقال تعالى عن المؤمنين : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
💎وقال تبارك وتعالى عن أجْرِ رسولِه صلى الله عليه وسلم : (وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ)
وقال تعالى عن أُجُور المؤمنين : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
فَهَل تَعِي قَدْرَك ؟
🔶 قال ابن الجوزي : يا مُختَار الكَوْن وما يعرف قَدْر نفسِه . أمَا أسجَدت الْمَلائِكَة بالأمْس لَك ، وجَعَلتُهم الْيَوم فِي خِدْمَتِك ؟
(الْمُدْهِش)
🔵 وقال ابنُ القيِّم عن تكريم ابن آدَم : فَسُبْحَان مَن ألْبَسَه خِلَع الْكَرَامَة كُلّهَا مِن الْعقل وَالْعِلْم وَالْبَيَان والنُّطْق والشَّكْل وَالصُّورَة الْحَسَنَة والهيئة الشَّرِيفَة وَالْقَدّ المعتَدِل ، واكْتِسَاب الْعُلُوم بِالاستدلال والفِكْر واقْتِنَاص الأخلاق الشَّرِيفَة الفاضلة مِن الْبِرّ وَالطَّاعَة والانقياد ؛ فَكم بَيْن حَالِه وَهُو نُطْفَة فِي دَاخِل الرَّحِم مُسْتَوْدَعٌ هُنَاك ، وَبَين حَالِه وَالْمَلَكُ يَدْخُل عَلَيه فِي جنَّات عَدْن (فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) .
فالدُّنيا قَرْيَة ، والمؤمِنُ رَئيسُها ، والكُلّ مَشغول به ، سَاعٍ في مَصالِحه ، والكُلّ قد أُقِيم في خِدمَتِه وحَوائجِه ؛ فالملائكة الذين هُم حَمَلة عَرْش الرَّحْمَن ومَن حَولَهُ يَسْتَغْفِرُون لَه ، والْمَلائكة الْمُوَكّلُون به يَحْفَظونَه ، والْمُوَكّلُون بِالقَطْر والنبات يَسْعَون في رِزْقِه ويَعْمَلُون فِيه .
والأفْلاك مُسَخّرَة مُنْقَادَة دَائرة بِمَا فِيه مَصالِحُه ، والشمسُ والقمرُ والنجومُ مُسَخّراتٌ جارياتٌ بِحِسَاب أزْمِنَتِه وأوقاتِه ، وإصلاحِ رواتِب أقْوَاتِه .
والعَالَمُ الْجَويُّ مُسَخَّرٌ له بِرِيَاحِه وهَوائه وسَحابِه وطَيْرِه وَمَا أُودِعَ فِيهِ .
والعَالَمُ السُّفْليُّ كُلُّه مُسَخَّرٌ لَهُ ، مَخْلُوقٌ لِمَصَالِحِه : أرْضُه وجِبَالُه وبِحَارُه وأنْهَارُه وأشْجَارُه وثِمَارُه وَنَبَاتُه وَحَيَوانُه وَكُلُّ مَا فِيه .
(مفتاح دار السعادة)
📌 وكان فضل الله عليك عظيما
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16550
🎙 خُطبة جُمعة عنوانها .. (اعرف قَدْرَك)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13905
-
أخلِصُوا في دُعائكم ، وأحضِروا قُلوبكم
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادْعُوا اللَّهَ وَأنْتُم مُوقِنُون بِالإجَابَة ، وَاعْلَمُوا أنّ اللَّه لا يَسْتَجِيب دُعَاءً مِن قَلْبٍ غَافِلٍ لاَه . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني .
🔶 مَرّ عمر بن عبد العزيز بِرَجُل وفي يَدِه حَصَاة يَلعَب بها ، وهو يقول : اللهم زَوّجْنِي مِن الْحُور العِين ، فَمَال إليه عمر فقال : بئس الخاطب أنت ، ألاَ ألْقَيْت الْحَصَاة ، وأخْلَصْتَ إلى الله الدعاء ؟ رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔸 قال عمر بن عبد العزيز : لا يَنفع القَلب إلاّ ما خَرَج مِن القَلب . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
-
قد رَشّحُوك لأمْر إن فَطِنْت له ... فاربأ بِنَفسك أن تَرعَى مع الْهَمَلِ
💎 كان عمر بن عبد العزيز يَتَمَثّل بِهَذَيْن البَيْتَيْن:
نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَك لازِمُ
وَتَنْصَبُ فِيمَا سَوْف تَكْرَه غِبّه ... كَذَلِك فِي الدُّنْيا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ
ثُمَّ يَتْلُوهَا بِآيَتَيْن : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔵 وفي " لامِيّة العَجم " للطُّغرَائي :
يا وَارِدا سؤْرَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ ... أنفقتَ عُمرَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ
فيمَ اعتِراضُكَ لُجَّ البَحرِ تَركَبُهُ ... وأنتَ تَكفِيك مِنه مَصّةُ الوَشَلِ
مُلْكُ القناعةِ لا يُخْشَى عليه ولا ... يُحتاجُ فيه إِلى الأنصار والْخَوَلِ
ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لَهَا ... فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ مُنْتَقلِ
قد رَشّحُوك لأمْر إن فَطِنْت له ... فاربأ بِنَفسك أن تَرعَى مع الْهَمَلِ
🕯 وقال الشريف أبو الحسن العُقَيْلِي :
وَقائِلٍ ما الْمُلكُ قُلتُ : الغِنى ... فَقال : لا ، بَل راحَةُ القَلبِ
وَصَونُ ماءِ الوَجهِ عَن ذِلَّةٍ ... في نَيلِ ما يَنفَدُ عَن قُربِ
(شرح لامِيّة العجم ، للدَّمِيري)