-
الوِقاية مِن شَرّ النّفْس
💎 كان النبي صلى الله عليه وسلم يَستعِيذ بِالله مِن شرّ النّفْس ، وفي أذكار الصباح والمساء : " أعوذ بِك مِن شَر نَفسِي ، ومِن شَرّ الشيطان وشَرَكِه " . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " وأبو داود والترمذي . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وضُبِطت " وشِرْكِه "
💎 وفي خُطبَة الْحَاجَة : ونَعوذ بالله مِن شُرُور أنفسِنا . رواه الإمام أحمد وأصحاب السُّنَنَ ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
🔴 ومِن شَرّ النّفْس : البُخل في العبادات !
فتَجِد مَن يَسأل :
هل يجوز أصُوم قضاء رمضان مع نِيّة السّت مِن شوال ؟!
هل يجوز أصُوم قضاء رمضان مع نِيّة صيام تسع ذي الحجّة ؟!
هل يجوز أصُوم قضاء رمضان مع نِيّة يوم عاشوراء ؟!
هل يجوز أن أحتَسِب الدّين الذي على مُعسِر مِن الزكاة ؟
وأمثلتها كثيرة !
وقد ذَمّ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الْمَسْلَك .
💎 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النّذْر : إنه لا يَأتي بِخَير ، وإنما يُستَخرَج بِه مِن البَخِيل . رواه البخاري ومسلم .
💎 وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يأتي ابنَ آدم النذرُ بِشيء لَم يَكُن قُدّر له ، ولكن يُلقِيه النّذر إلى القَدَر قد قُدّر له ، فيَستَخرِج الله به مِن البَخِيل ، فيُؤتَي عليه ما لَم يَكُن يُؤتَي عليه مِن قَبْل . رواه البخاري ومسلم .
يَعني : أنه لا يُخرِج شيئا ، ولا يَتَصَدّق إلاّ بِمُقابِل ، وكذلك لا يعمل عَمَلاً يَتبَرّر به إلاّ بِمُقابِل ؛ كأن يقول : لله عليّ كذا إن شَفَا الله مَرِيضِي ، أو إن تحقق لي كذا ، فَعَلتُ كذا وكذا .
وهذا مِن البُخل في العَمَل الصالح .
🔗 ,مِن وقاية شرّ النفس ، وشَرّ الشيطان وشِراكِه وحِيَلِه وحبائله : أن يُوفّق المسلم إلى المسارَعة في الخيرات ، والْمُتاجَرَة مع ربّ الأرض والسماوات ، كما قال عُمَير بن الْحُمَام الأنصاري :
رَكْضًا إلى الله بِغير زاد = إلاّ التّقَى وعَملِ المعادِ
والصبرِ في الله على الجهاد = وكلّ زادٍ عُرْضةُ النّفادِ
غير التّقَى والبِرِّ والرشادِ
(تاريخ الطبري : تاريخ الرّسُل والملُوك ، لابن جرير الطبري ، والْمُنتَظَم ، لابن الجوزي ، والاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البَر)
📌 وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر [مِن ذي الحجة] اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يَقدِر عليه . رواه الإمام الدارمي .
ورُوي عنه أنه قال : لا تُطفِئوا مَصَابِيحَكم في العَشْر - يُعجِبه العِبَادة .
(فتح الباري ، لابن رجب)
📚 قال ابن حَجَر : يَنبغي للمَرء أن لا يَزهَد في قليل مِن الخير أن يأتيَه ، ولا في قليل مِن الشر أن يَجتَنِبَه ؛ فإنه لا يَعلمُ الْحَسَنةَ التي يَرحَمُه الله بها ، ولا السّيئة التي يَسخَطُ عليه بها .
(فتح الباري)
📕 وَصَدَق رحمه الله ؛ فقد جاء في الصحيحين :
أن الله غَفَر لِمن أبعد غُصن الشوك عن طريق الناس .
وللبَغِيّ التي سَقَت كَلْبًا يَلْهَث مِن العَطَش .
-
مِن شَرّ النّفْس : أن تُزيّن النّفْس لِصاحِبها أنه يَعبُد الله ، وهو في الحقيقة (عَبْدٌ) لَهَا : يُطيعها ، ويَتّبِع هَوَاها وشَهَواتها !!
💎 قال الله عزّ وجَلّ : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا)
🔘 قال قتادة : هو الذي كُلّما هَوِيَ شيئا رَكِبَه ، وكلّما اشتَهَى شيئا أتاه ، لا يَحجُزه عن ذلك وَرَع ولا تَقوى . رواه ابن أبي حاتِم في " تفسيره " .
وبعض الناس اتّخَذ إلَهَه هَواه : فمَا تَهوَاه نَفسُه يأتِيه ويَفعله ، ولو جاءته كلُّ آية ! وما لا تَهواه نفسُه ، لا يَفعله !
إن وَجَد رُخصة عالِم ، أو حتى زَلّة : اتّبَعها ، ليُقنِع نفسَه أنه على صَواب !
فإن أعيَتْه الْحِيَل ، ولم يَجِد رُخصَة ولا زَلّة ؛ تأوّل السُّنّة حسب ما يُوافِق هَواه !
🔴 وهذا مَجْمَع الشّر ، ومَكْمَن الْخَطَر !
💎 وقد اسْتَعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن مُنْكَرَات الأخْلاق والأعْمَال والأهْوَاء ، كما عند الترمذي .
🔶 قال سليمان التّيمِيّ : لو أخذت بِرُخصَة كُل عالِم ، أو زَلّة كُل عالِم ؛ اجتَمعَ فِيكَ الشّرُّ كُلُّه . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
فهذا : لَم يُوقَ شَرّ نفسِه ! وعَبَدَ صَنَم هَواه !
🖌 قال الحسن بن علي المطّوّعي : صَنَمُ كُلّ إنسانٍ هَوَاه .
🖋 قال ابن القيم : وتأمل قول الْخَلِيل لِقَومه : (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) كيف تَجِده مُطَابِقا للتّمَاثِيل التي يَهْوَاها القَلْب ، ويَعكُف عليها ، ويَعبُدها مِن دون الله . قال الله تعالى : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) .
(روضة الْمُحِبِّين)
💎 وتأمّل قوله عليه الصلاة والسلام : تَعِس عبد الدينار ، والدرهم ، والقَطِيفة ، والْخَمِيصة : إن أُعْطِي رَضِي ، وإن لم يُعْطَ لَم يَرْضَ . رواه البخاري .
💎 وفي رواية له : تَعِس عبد الدينار ، وعبد الدرهم ، وعبد الخميصة ، إن أُعْطِي رَضِي ، وإن لم يُعْطَ سَخِط .
فالنبي صلى الله عليه وسلم جَعَله عبدًا لهذه الأشياء التي يرضى لوُجودها ، ويسخَط لِفقدها ، ويُوالِي ويُعادِي عليها ، وإن لم يَركع ويسجد لها !
🔻 وقُل مثل ذلك في حَقّ بعض الدّعاة ؛ فيَظُنّ أنه يَدعُو إلى الله ، بينمَا هو يَدعُو إلى نفسِه ، ويَسعَى إلى رِفعتِها ومَكَاسِبها !
🔶 قال الإمام الْمُجدِّد : الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائل " باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله " : التّنْبِيه على الإخلاص ؛ لأنّ كَثيرا مِن الناس لَوْ دَعَا إلى الْحَقّ فهو يَدْعو إلى نَفسِه .
(كتاب التوحيد)
🔦 عُبوديات خَفيّة ... !!! ( فتّش في نفسك)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4325
-
مِن شَرّ النّفْس : أن تَجعل المعروف مُنكرا ، والمنكر معروفا ، وأن تُزيّن الغيبة والْحَسَد على أنه دِيانَة وقُربَة إلى الله عزّ وجَلّ
🛑 وهذا مِن أشرّ ما يَكون : أن يَكون لِسان الإنسان يَفْرِي في أعرَاض عِباد الله : حَسَدا وبَغيًا وغِيبَة ، وبُهتَانا وظُلْمًا ؛ فيأتي بِجِبال مِن السيئات ، وهو يَرى أنه على خَيْر !
💎 قال ابن دَقيق العِيد : ما تكلّمتُ كَلِمة ، ولا فَعلت فِعلا إلاّ وأعدَدت له جَوابا بَيْن يَديّ الله عَزّ وجَلّ .
🔴 والظُّلْم مما يُفرِّق كلِمة المسلمين ، ولا يَجمَعهم
🔷 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : عامّة ما نَهَى عنه الكتابُ والسّنّةُ مِن المعاملات يَعود إلى تَحقيق العَدل ، والنّهي عن الظّلْم : دِقِّه وجِلِّه .
(مجموع الفتاوى)
🔶 قال الإمام الذهبي في ترجمة أبي نُعيم الأصفهاني : الإمام ، الحافظ ، الثقة ، العلامة ، شيخ الإسلام ، أبو نُعيم الْمِهْرَانِي ، الأصبهاني ، الصوفي ، الأحوَل ، سِبط الزاهد محمد بن يوسف البَنّاء ، وصاحب " الْحِلْيَة " .
قال أبو طاهِر السِّلَفِي : سَمِعتُ أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفُرسَاني يقول :
حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي الذكواني المعدل في صِغَري مع أبي ، فلمّا فَرغ مِن إملائه قال إنسان : مَن أراد أن يَحضر مَجلس أبي نُعيم ، فليَقُم .
وكان أبو نُعيم في ذلك الوَقت مَهجُورا بَسبَب الْمَذْهَب ، وكان بين الأشعَرِية والْحَنَابِلة تَعَصّب زائد يؤدّي إلى فِتنة ، وقَيلٍ وقال ، وصُدَاعٍ طَويل ، فقامَ إليه أصحابُ الحديث بِسَكَاكِين الأقلام ، وكادَ الرّجُلُ يُقْتَل .
▪️ قال الذهبي : قلتُ : ما هؤلاء بِأصحَاب الْحَدِيث ، بل فجَرَة جَهَلة ، أبعدَ اللهُ شَرّهُم .
(سِيَر أعلام النبلاء)
🔵 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
مِن الناس مَن يُخرِج الغِيبة في قَوالِب شَتّى ؛ تارة في قالَب دِيانة وصلاح ...
ويخرجون الغيبة في قوالِب صلاح وديانة يُخادعون الله بذلك كما يُخادعون مَخلُوقا ...
ومنهم مَن يَحمِله الْحَسَد على الغِيبة ، فيَجمَع بين أمْرَيْن قَبِيحَيْن : الغِيبَة والْحَسَد ، وإذا أُثني على شَخص أزال ذلك عنه بِما استطاع مِن تَنقّصه في قالَب دِين وصَلاح ، أو في قالَب حَسَد وفُجور وقَدح ؛ لِيُسقِط ذلك عنه ...
ومِنهم مَن يُظهر الغِيبة في قالب غَضَب وإنكَار مَنْكَر ، فيُظهِر في هذا الباب أشياء مِن زخارِف القَول ، وقَصدُه غير ما أظهر ، والله المستعان .
(مجموع الفتاوى باختصار)
📌 في قالب الشفقة والإصلاح
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7844
-
مِن شَرّ النّفْس : أن تُظْهِر النّفْس الَوَرَع والتّقوى ! فيَظُنّ صَاحِبُها أنه يَتورّع في أدَقّ الأشياء ! بينما هو في الحقيقة ليس كذلك .
💎 سَأل رَجُلٌ عبدَ الله بنَ عُمر عن دَمِ البَعُوض ، فقال : مِمّن أنت ؟ فقال : مِن أهل العِراق ، قال : انظُروا إلى هذا ، يَسألُني عن دَم البَعُوض ، وقد قَتلُوا ابنَ النبي صلى الله عليه وسلم ، وسَمِعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : هُمَا رَيْحَانَتَاي مِن الدنيا . رواه البخاري .
🔷 وفي رواية له : سُئل عن الْمُحْرِم يَقتُل الذّبَاب . فقال : أهلُ العراق يَسألُون عن الذّباب ! وقد قَتَلُوا ابنَ ابْنَةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : هُمَا رَيْحَانَتَاي مِن الدنيا .
🔸 وقال سالِم بن عبد الله بن عمر : يا أهلَ العراق ما أسألَكُم عن الصغيرة ، وأرْكَبَكم للكَبِيرة ! . رواه مسلم .
◼️ قال ابن القيم : واتّفَقَ لي قَرِيب من هذه الحكاية : كُنتُ في حال الإحرام ، فأتاني قَوم مِن الأعراب المعرُوفين بِقَتْل النّفُوس ، والإغارَة على الأموال : يَسألُون عن قَتْل الْمُحْرِم القَمْلَ ! فقلتُ : يا عَجَبًا لِقَوم لا يَتَوَرّعُون عن قَتْل النّفْس التى حَرّم الله قَتْلَها ، ويسألون عن قَتْل القَمْلة في الإحرَام !
(عِدة الصابرين)
🔻 وأشدّ ما يَكون الوَرَع في اللسان
🔷 قال الْحَسَن بن صَالح : فَتَّشْنَا الْوَرَعَ ، فَلَم نَجِدْه في شيء أقَلَّ مِنْه في اللِّسَان . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔴 وقال ابن القيم : الصّبْر عن مَعاصِي اللسَان والفَرْج مِن أصعب أنواع الصّبْر ؛ لِشِدّة الدّاعي إليهِما وسُهُولَتِهما ؛ فإن معاصِي اللسان فاكِهة الإنسان ؛ كالنميمة والغيبة والكَذبِ والْمِرَاء ، والثناءِ على النّفْس تَعرِيضا وتَصْرِيحا ، وحكايةِ كلام الناس ، والطعنِ على مَن يُبْغِضه ، ومَدْحِ مَن يُحِبّه ، ونحو ذلك ؛ فَتَتّفِق قوّة الدّاعي ، وتَيَسُّر حَرَكة اللسان ؛ فيَضعُف الصّبْر ....
ولِهَذا تَجِد الرّجُل يقوم الليل ويصوم النهار ، ويتَوَرّع مِن استناده إلى وِسادة حَرير لَحظة واحدة ! ويُطلِق لِسَانه في الغيبة والنميمة ، والتّفَكّه في أعرَاض الْخَلْق - وربما خَصّ أهلَ الصلاح والعِلم بِالله والدِّين - والقَول على الله ما لا يَعلَم .
(عِدة الصابرين)
⛔️ أحمي سمعي وبصري ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6338
-
مِن شَرّ النّفْس : أن تتقَمّص قَمِيص " الْمَظْلُومِيّة " ، وتُمثّل دَوْر الْمَظْلُوم ، وهي ظالِمَة !
⚫️ وفي خَبَر يوسف عليه الصلاة والسلام مع امرأة العزيز : (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ! فأظْهَرَت أنها مَظلومة وهي ظالِمَة آثِمَة !
💎 وفي زَمَن ابن عباس رضي الله عنهما ادّعَتْ امرأة على أخرى دَعوى ، فَرُفِع أمْرها إلى ابن عباس ، فقال ابن عباس : ذَكِّرُوها بِالله ، واقرءوا عليها : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ) [آل عمران: 77] ، فَذَكّرُوها فَاعْتَرَفَت . رواه البخاري ومسلم .
◼️ وقد يَكون الإنسان مَظلوما فِعلا ، إلاّ أنه قد يَنقَلب ويَتحوّل إلى ظالِم دون أن يَشعُر بذلك ؛ وذلك إذا استَوْفَى حَقّه مِن الظِّالِم وزادَ عليه ، فالذي يَقَع في عِرْض مَن ظَلَمه ، ويَتكلَّم فيه ، ويَشتُمُه في كُل مَجلِس ، ويَدعُو عليه - وربما زاد : الكذبَ والافتراءَ عليه - : قد يكون اسْتَوْفَى حقَّه وزيادة ؛ فيكون حينئذ ظالِمًا ، وليس مَظلُوما .
وهذا خِلاف الحكمة مِن الابتلاء ، وهي التّمْحِيص والمغفرة ورِفعة الدرجات ، إلاّ أن بعض الناس إذا ابْتُلِي كَفَر .
💎 قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
🔹 قال عَون بن عبد الله : فَكَم مِن مُنْعَم عليه غيرِ شاكِر ، وكَم مِن مُبْتَلى غيرِ صابِر . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔸 وقال قتادة : نِعمَ العبدُ عَبْدٌ إذا ابْتُلِي صَبَر ، وإذا أُعْطِي شَكَر . رواه ابن جرير في " تفسيره " .
🔶 قال أحمد بن أبي الحواري : قلتُ لِسُفيان بن عُيينة : مَن الزاهد في الدنيا ؟ قال : مَن إذا أُنْعِم عليه شَكَر ، وإذا ابْتُلِي صَبَر ، فقلت : يا أبا محمد ، قد أُنْعِم عليه فَشَكَر ، وإذا ابْتُلِي فَصَبَر ، وَحَبَس النّعمَة ، كيف يكون زاهدا ؟ فقال : اسكُت ، مَن لَم تَمْنَعه النعماء مِن الشُّكْر ، ولا البَلوى من الصَّبر ، فذلك الزاهد . رواه ابن أبي الدنيا في " الزهد " .
🔷 والعاقِل : مَن ينظر إلى مَن ظَلَمه على أنه " أدَاة " لِتكفير السيئات ! وأنه ما سُلِّط عليه إلاّ بِذُنوبِه .
أغلظ رجل القَوْل للإمام وكيع بن الْجَرّاح ، فَدَخَل بَيْتا فَعَفّر وَجْهه ، ثم خرج إلى الرجل . فقال : زِد وَكِيعا بِذَنْبِه ، فَلَوْلاه ما سُلِّطْتَ عَلَيْه . رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " .
أي : لَوْلا ذَنْبِي لَمَا سُلّطت عليّ تُغلِظ لي القَوْل .
وهذا المعنى كثير في كلام السّلف ، فينظرون إلى أن ما أصَابهم مِن بَلاء ، أو تَسليط أشْرَار إنما هو بِسبب ذُنُوبهم .
🔻 وصاحِب النّظَر الثاقب : مَن يَرحَم مَن ظَلَمه !
🔵 قال رَجُل لعَمرو بن عُبيد : إنّي لأرحَمك مما يقول النّاس فِيك .
قال : فما تَسمَعني أقُول فيهم ؟
قال : ما سَمِعتك تقول إلاّ خيرا .
قال : إيّاهم فارحَم .
(بَهْجَة الْمَجَالِس ، لابن عبد البر)
🛑 وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة وحِماية للظالِم !
🔶 قال ابن القيم : اقتَضَت حِكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظّالِم البَاغِي ويَتمَتّع في خَفَارَة ذُنوب الْمَظْلُوم الْمَبْغِيّ عليه ؛ فَذُنُوبه مِن أعظم أسباب الرَّحْمة في حقّ ظَالِمِه .
(مفتاح دار السعادة)
📌 سؤال عن معنى قول : وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة للظالِم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9987
-
مِن شَرّ النّفْس : أن لا تَشكُر ، ولا تَحفَظ الوُدّ ، ولا تَعتَرف بِمَعروف ظَنّا مِنها أن هذا يُنقِص قَدْرها ! أو تَظُنّ أن ما تتَلَقّاه مِن مَعروف وفَضْل هو واجِب مَحَض !!
🔻 وقد كان أهل الجاهلية يَعتَرِفون بِالفَضْل لأهلِه ، ويُكافِئون علَيه !
🔵 جاء عُروة بن مَسعود إلى المسلمين يوم الْحُدَيْبِية ، فقال له أبو بكر رضي الله عنه كلمة شديدة ! فقال عُروَة : مَن ذا ؟ قالوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بِيدِه ، لولا يَدٌ كانت لك عندي لَم أجْزِك بها لأجَبْتُك . رواه البخاري .
🔻 فَحَفِظ عُروَة الْمعروف ، ولم يَرُدّ على الصّدّيق رضي الله عنه ؛ اعترافا مِنه بِفَضْله ومَعرُوفه ! وكان عُروَة آنذاك مُشرِكا ، وأبو بكر مُسلِمًا ، وبين المسلمين والمشركين عَدَاوت وحُروب ، ولم يَمنَعه ذلك كُلّه مِن حِفظ المعروف والاعتراف به !
✅ وفي صحيح السُّنّة :
💎 " مَن لَم يَشكُرِ الناس لَم يَشكُرِ الله " . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " . وأبو داود والترمذي . وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية : لا يَشكرُ اللهَ مَن لا يشكرُ الناس .
💎 وفي الحديث الآخر : إن أشكَرَ الناس لله عزّ وَجَلّ أشكَرُهم للناس . رواه الإمام أحمد .
💎 وفي حِفْظ المعروف ومُجازَاة الْمُحسِن على إحسانه : " مَن أسْدَى إليكم معروفا فكافِئوه ، فإن لم تَجدوا ما تُكافِئونه به فادْعُوا له حتى تَعلمُوا أن قد كَافأتُمُوه " . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " وأبو داود والنسائي ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
📌 قال السباعي : إن شَرّ ما في النفس البَشَرِيّة : أن تَعتَاد الفَضْل مِن صاحِب الفَضْل , فلا تَعود تُحسّ به فَضلاً .. بل تَراه أمْرًا طَبِيعيا .. ويَدفَعها ما جُبِلَت عليه مِن طَمَع إلى أن تَستَزِيد مِنه !!
🖌 هل يجوز أن أقول : وإياك لِمَن يدعو لي ؟ أو هو بِدعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17735
-
الْمُوفّق مَن يَضرِب في كُل غَنِيمَة بِسَهْم .
💎 قال سلمان رضي الله عنه : إذا صلّى الناس العشاء كانوا على ثلاثة مَنَازل : مِنهم مَن له ولا عليه ، ومِنهم مَن عليه ولا له ، ومِنهم مَن لا له ولا عليه . فسُئل عن ذلك .
فقال : رَجل صلّى العشاء فاغتَنَم غَفْلة الناس ، وظُلْمَة الليل ، فَرَكِب رأسه في المعاصي ؛ فذلك عليه ولا له .
ورَجُل اغْتَنَم غَفْلة الناس ، وظُلْمَة الليل ، فَرَكِب رأسه فقام يُصلّي ؛ فَذَلك له ولا عليه .
ورَجُل نَام ؛ فذلك لا له ولا عليه . وإياك والْحَقْحَقَة ، وعليك بِالقَصْد والدّوَام . رواه عبد الرزاق وأبو داود في " الزهد " .
🖌 سُئل الإمام أحمد : ما يعني بِالْحَقْحَقَة ؟ قال : السّيْر الشّدِيد الْمُعْنّف .
(مسائل ابن هانئ)
كان عامِر بن عبدِالله يقول : والله لأجتَهِدنّ ، ثم والله لأجتَهِدنّ ، فإن نَجوت فَبِرَحمة الله ، وإلاّ لَمْ ألُم نفسِي .
(صِفَة الصفوة ، لابن الجوزي)
🔷 وكان زياد مَوْلى ابن عيّاش يقول لابن المنكَدِر ولِصَفوان بن سُليم : الْجِد الْجِد ، والْحَذر الْحَذر ؛ فإن يكن الأمر على ما نرجو كان ما عَمِلتُما فَضْلا ، وإلاّ لَم تَلُوما أنفسَكما .
(جامع العلوم والْحِكَم ، لابن رَجب)
🔶 وكان مُطَرّف بن عبد الله يقول : اجتَهِدُوا في العَمل ، فإن يكُن الأمر كمَا نَرجُو مِن رحْمَة الله وعَفْوه ، كانت لنا دَرَجاتٌ في الجنّة ، وإن يكن الأمر شديدا كمَا نَخاف ونُحاذر ، لم نَقُل : (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) ، نقول : قد عَمِلنا فلَم يَنفَعْنا ذلك . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
وانظر : صِفَة الصفوة ، لابن الجوزي ، وجامع العلوم والْحِكَم ، لابن رَجب .
✅ الْمُوفّق مَن عَمَر أوقاته بِالطاعَة ، وجَعَل أوقاته له ولا عليه .
والْمَخْذُول مَن ضيّع عُمرَه وفرّط في طاعة ربّه ، وكانت أوقاته عليه ولا له .
وفي التّنْزِيل : (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)
فَقَدّم لِحَيَاتِك قبَل مَمَاتِك
🎙 خُطبة عن التوفيق
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13471
-
العَدْل والإنصاف مِن أعظَم ما يُصلِح القَلْب
قال الله عزّ وجَلّ : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
💎 قَرَأَ الْحَسَن البصري يَوْمًا هَذِه الآيَة : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، ثُمّ وَقَف فقال : إنّ الله عَزّ وَجلّ جَمَع لَكُم الْخَيْر كُلَّه ، وَالشَّرّ كُلَّه في آيَة وَاحِدَة ، فَوَالله مَا تَرَك الْعَدْلُ وَالإحْسَانُ مِن طَاعَة الله شَيْئًا إلاّ جَمَعَه ، وَلا تَرَك الْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ وَالْبَغْيُ مِن مَعْصِيَة الله شَيْئًا إلاَّ جَمَعَه . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
🔶 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : صَلاح القَلْب في العَدل ، وفسَاده في الظّلْم ، وإذا ظَلَم العبدُ نفسَه فهو الظالِم ، وهو المظلوم كذلك ، وإذا عدل فهو العادل والمعدول عليه ؛ فَمِنْه العَمل ، وعليه تَعود ثَمَرة العمَل مِن خَير وشَرّ .
(مجموع الفتاوى)
-
مَنْزِلتك عند الله تبارك وتعالى :
💎 قال ابن مسعود رضي الله عنه : لا يَسأل أحدكم عن نَفْسِه إلاّ القرآن ؛ فإن كان يُحِبّ القرآن فهو يُحِبّ الله ، وإن كان يُبغِض القرآن فهو يُبغِض الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
(مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية)
وهو بِنحوه في : " الزّهد " لابن المبارك .
🔷 وقال مَيمُون بن مِهْران : مَن سَرّه أن يَعلَم ما مَنْزِلته غَدًا ، فلينظر ما عَمِله في الدنيا ، فَعَلَيْه يَنْزِل . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔵 قال ابن القيم : مَحَبّة كَلام الله مِن علامَة حُبّ الله ، وإذا أرَدت أن تَعلَم ما عندك وعند غَيرك مِن مَحَبّة الله ؛ فانظُر مَحَبة القرآن مِن قَلْبك ، والْتِذَاذَك بِسمَاعه أعظَمَ مِن الْتِذَاذ أصحاب الملاهي والغناء الْمُطْرِب بِسمَاعهم ؛ فإن مِن المعلوم أن مَن أحَب مَحْبُوبا كان كلامُه وحديثه أحبّ شيء إليه .
(الداء والدواء : الجواب الكافي)
🔶 وقال : مَن لم يَشفِه القرآن ، فلا شَفَاه الله ، ومَن لم يَكفِه فلا كَفَاه الله .
(زاد المعاد)
-
العيد هو مَوسِم الفَرح والسرور
🌹 قال ابن رجب : العيد هو مَوسِم الفَرح والسرور . وأفراح المؤمنين وسُرورهم في الدنيا إنما هو بِمَوْلاهُم ، إذا فازُوا بإكمال طاعته ، وحازُوا ثواب أعمالهم بِوثُوقِهم بِوَعده لهم عليها بِفَضْله ومَغْفِرته . اهـ .
🌷 قال الحسن البصري : كل يوم لا يُعصى الله فيه ؛ فهو عيد ، وكل يوم يَقطعه المؤمِن في طاعة مَوْلاه وذِكْرِه وشُكْرِه ؛ فهو له عيد .
(لطائف المعارف)
💐 وكلّ عام وأنتم بِخير وصِحّة وسلامة وسعادة وعافية وعِبادة ومِن كل خير في زيادة
-
انتبه 🛑 هذا اليوم ليس عادِيّا
✅ هذا اليوم مَجْمَع الفضائل :
يوم جمعة ، وهو أفضل أيام الأسبوع .
ويوم عيد الأضحى ، وهو أفضل الأيام عند الله .
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القَرّ . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
🔸 قال ابن الاثير : " يوم القَرّ " هو الغَد مِن يوم النحر ، وهو حادي عشر ذي الحجة ؛ لأن الناس يَقرّون فيه بِمِنى : أي، يَسكُنون ويُقِيمون .
🔶 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء .
وأفضل أيام العام هو يوم النحر . وقد قال بعضهم : يوم عرفة ، والأول هو الصحيح ؛ لأن في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَرّ " ؛ لأنه يوم الحج الأكبر في مذهب مالك والشافعي وأحمد ، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يوم النحر هو يوم الحج الأكبر " .
وفيه من الأعمال ما لا يعمل في غيره : كالوقوف بمزدلفة ورمي جمرة العقبة وحدَها والنحر والحَلق وطواف الإفاضة ، فإنّ فِعل هذه فيه أفضل بِالسّنّة واتفاق العلماء . والله أعلم .
(مجموع الفتاوى)
⏱ فلا أقلّ مِن أن تَستَغِلّ آخر نِصف ساعة مِن هذا اليوم .
🕯 قد لا يتكرر هذا الاجتماع للعيدين : (جمعة وعيد أضحى) خلال خمس سنين
-
الترغيب في الاقتداء بِأهل الفَضل
💎 قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)
🔵 قال ابن كثير : وإنما ذكّرَهم بِهذا لِيُتَشَبّه بِهم في كَثْرة طاعَتهم وعِبادَتهم ؛ ولِهذا شُرِع لنا السجود هاهنا لَمّا ذُكِر سُجودُهم لله عزّ وَجَلّ ، كمَا جاء في الحديث : ألاَ تَصفّون كمَا تصُف الملائكة عند ربها : يُتِمّون الصّفوف الأُوَل ، ويَتراصُّون في الصفّ .
وهذه أوّل سّجْدة في القرآن ، مما يُشرَع لِتَالِيها ومُسْتَمِعها السجودُ بِالإجْمَاع .
(تفسير القرآن العظيم)
💎 ولَمّا قَصّ الله تبارك وتعالى جُمْلَة مِن أخبار الأنبياء قال الله تبارك وتعالى لِنَبِيّه صلى الله عليه وسلم : (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)
🔶 قال قتادة : قوله : (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) قال :
قَصّ الله عليه ثَمَانِية عَشَر نَبِيّا ، ثم أُمِر نَبِيّكم أن يَقتَدِي بِهم . قال : وأنتم ، فاقْتَدُوا بِالصّالِحِين قَبْلَكم . رواه ابن أبي حاتِم في " تفسيره " .
💎 وقال جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه : خَرَج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألاَ تَصُفّون كمَا تَصُفّ الملائكة عند ربها ؟
فقلنا : يا رسول الله ، وكيف تَصُفّ الملائكة عند ربها ؟
قال : يُتِمّون الصفوف الأُوَل ، ويَتَرَاصّون في الصّفّ . رواه مسلم .
🔶 وكان عمر رضي الله عنه إذا أُقِيمَت الصلاة استَقبَل الناس بِوَجهه ، ثم قال : أقِيمُوا صُفُوفكم واستَوُوا ، فإنما يريد الله بكم هدي الملائكة ، يَقول : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) . رواه ابن جرير في " تفسيره " وابن أبي حاتِم في " تفسيره " .
💎 وقال حُذيفة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فُضّلْنا على الناس بِثلاث : جُعِلَت صُفوفنا كَصُفوف الملائكة ، وجُعِلَت لَنا الأرض كُلُّها مسجدا ، وجُعِلَت تُربَتُها لنا طَهورا ، إذا لم نَجد الماء . رواه مسلم .
قال قَتَادَة : إنّا وَاللّه مَا رَأينا الرّجُلَ يُصَاحِبُ مِن النَّاس إلاّ مِثْلَه وَشِكْلَه , فَصَاحِبُوا الصّالِحِين مِن عِبَاد اللّه لَعَلَّكم أن تَكُونوا مَعَهُم , أو مِثْلَهُم . رواه ابن بطة في " الإباانة الكبرى " .
✅ فَتَشَبّهوا أن لَم تَكُونوا مِثلَهم *** إنَّ التّشَبّه بِالكِرام فَلاحُ
-
لِماذا بَكى هذا الإمام ؟!
جاء أبو بَكر بن مَيمُون إلى أبي عبد الله الْحُمَيديّ ، فَدَقّ عليه بَابَه ، فَسَمِعه يُهَمْهِم ، فَظَنّه قد أُذِن له ، فَدَخَل عليه فجاءه فَوَجَده مَكْشُوف الفَخِذ ، فَبَكَى الْحُمَيدي بُكَاء شَدِيدا ، وقال : والله لقد نَظَرْتَ إلى مَوضِع لَم يَنْظُره أحَد مُنْذ عَقَلتُ . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
كَم يتساهَل الناس في كَشْف العَوْرات ، وكم ينظرون إلى العَوْرات مِن غير نَكِير ؟ سواء النّظر المباشِر أو مِن خلال الشاشات !
قال مُعاوية بن حَيْدَة رضي الله عنه : يا رسول الله ، عَوْرَاتنا ، ما نأتي منها وما نَذَر ؟ قال : احفَظ عَوْرَتك إلاّ مِن زَوجَتك أو ما مَلَكَت يَمِينُك ، قلت : يا رسول الله ، أرأيتَ إن كان القَوم بعضُهم في بعض ؟ قال : إن استطَعت أنْ لا يَرَاها أحَدٌ فلا يَرَينَّها ، قلت : يا رسول الله ، فإن كان أحدُنا خالِيًا ؟ قال : فالله أحَقّ أن يُسْتَحْيَا مِنه مِن الناس . رواه الإمام أحمد أبو داود والترمذي والنسائي في " الكُبرى " وابن ماجه ، وحسّنه الترمذي والألباني والأرنؤوط .
قال ابن رجب : أجْمَع العلماء على وُجُوب سَتر العَوْرة بين الناس عن أبصَار الناظِرين .
(فتح الباري)
هل عورة المرأة أمام المرأة كعورة الرجُل أمام الرجُل ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=78403
حدود وضوابط لباس المرأة أمام النساء
http://saaid.net/Doat/assuhaim/85.htm
هل أفتى أحد كِبار العلماء بأنَّ عورة المرأة أمام المرأة مِن السُّرة إلى الركبة ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=104863
صفة لباس الرجل والمرأة أمام أولادهم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4600
-
سَتْر العَوْرَات الحِسّيّة والْمَعنَويّة
💎 قال عقبة بن عامر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَن رأى عَوْرة فسَتَرَها كان كَمَن أحيَا مَوءودة مِن قَبْرِها . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرَد " وأبو داود والنسائي في " الكبرى " والحاكم وصحّحه ووَافَقه الذهبي .
💎 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن سَتَر مُسْلِمًا سَتَرَه الله يوم القيامة . رواه البخاري ومسلم .
💎 وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : مَن سَتَر مُسْلِمًا سَتَره الله في الدنيا والآخرة . رواه مسلم .
🔶 قال الإمام النووي : أما السّتْر المندُوب إليه هنا ؛ فالْمُرَاد به السّتْر على ذَوي الْهَيئات ونَحوهم مِمّن ليس هو مَعروفا بِالأذى والفَسَاد ، فأما المعروف بِذلك فيُسْتَحب أن لا يُسْتَر عليه ، بل تُرْفَع قَضِيّته إلى وَلِيّ الأمر إن لم يَخَف مِن ذلك مَفْسَدَة ؛ لأن السّتْر على هذا يُطْمِعُه في الإيذاء والفساد وانتهاك الْحُرُمَات وَجَسَارَة غيره على مِثل فِعْله . هذا كُلّه في سَتْر مَعصية وَقَعَت وانْقَضَت ، أما معصية رآه عليها وهو بعد مُتَلَبّس بها فتَجب المبادَرة بِإنكَارها عليه ومَنْعه منها على مَن قَدَر على ذلك ، ولا يَحِلّ تَأخِيرُها ، فإن عَجَز لَزِمه رَفْعها إلى وَليّ الأمر إذا لم تَتَرَتّب على ذلك مَفْسَدَة .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحَجّاج : شرح صحيح مسلم)
⭕️ فإذا وَقَفْتَ أو اطّلعت على كلام فيه فضيحة أو لا يصلح للنشر ؛ فاجعَل نفسَك مكان مَن قِيل الكلام في حَقّه ، أو انتَشَرَتْ فَضِيحته . وما يَسرّك أن يُعمَل فيك ومَعَك ، فاعْمَلْه مع غيرِك ، امتثالاً لِقَول رسولك صلى الله عليه وسلم : مَن أحَبّ أن يُزَحْزَح عن النار ، ويُدخَل الْجَنّة ؛ فلْتَأتِه مَنِيّته وهو يُؤمِن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبُّ أن يُؤتَى إليه . رواه مسلم .
🚪 لو سَتَرْتَه بِثَوْبِك
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=14568
-
ما أجْمَل الثّقة بالله عَزّ وَجَلّ
💎حدَّث مسلم بن عُبيد الصفّار عن أبِيه قال : بينما أنا رَاكِب في البَحر إذ هاجَ البَحر ، وهَمّتْ كُلّ إنسان نَفسُه ، وكان مَعَنَا أعرابي ، فَنَظر إلى مُصْحف مُعَلّق ، فأخذَه بِيدِه ، ثم قام ورَفع رأسه إلى السماء ، وقال : إلَهِي وسَيّدي تُغْرِقُنا وكَلامُك مَعَنَا ؛ فَسَكَن البَحر . رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " .
وهذا فيه تعظيم لِشعائر الله ، وفيه الثقة بالله عَزّ وَجَلّ .
🔵 قال يَحيى بن مُعاذ : ثلاث خِصال مِن صِفة الأوٍْلِياء : الثقة بِالله في كُل شيء ، والغِنى بِه عن كل شيء ، والرجوع إليه في كُل شيء . رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " .