-
خوْف المؤمن مِن الزّيغ والضلال
🔶 قال الإمام البخاري : باب خَوف المؤمن مِن أن يَحبَط عَمَله وهو لا يَشعر
وقال إبراهيم التّيمِيّ : ما عَرَضْتُ قَولي على عَمَلِي إلاّ خَشِيت أن أكُون مُكَذّبا .
وقال ابن أبي مُلَيْكَة : أدْرَكتُ ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كُلّهم يَخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل .
ويُذْكَر عن الْحَسَن : ما خَافَه إلاّ مُؤمِن ، ولا أمِنَه إلاّ مُنَافِق .
وما يُحْذَر مِن الإصرار على النفاق والعصيان مِن غير تَوبة ، لقول الله تعالى : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) . اهـ .
☑️ وقال الْحَلِيمِي : أثْنَى الله عزّ وجَلّ على الذين يَدْعُونه فيقولون : (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) وسَمّاهُم رَاسِخِين في العِلْم . ومعلوم أن أحَدا لا يَدعو فيقول : ربّ لا تُزِغ قَلْبي بعد إذْ هَدَيْتَني إلاّ وهو خائف على الْهُدَى الذي أكْرَمه الله تعالى به مِن أن يُسْلِبه إياه ...
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدعو : "ربّ لا تَكِلنِي إلى نَفسي طَرْفة عين " ، وهذا أيضا للإشفاق مِن أنه إذا سُلِب التوفيق لم يَمْلك نفسه ، ولا يأمن أن يُضيع الطاعات ، ويَتّبِع الشهوات ؛ فينبغي لِكُلّ مُسْلم أن يَكون هذا الْخَوف مِن هَمّه ..
وقال نافع : كان ابن عمر رضي الله عنه إذا فتح المصحف ليقرأ ، بدأ فقال : اللهم أنت هَدَيْتَنِي لو شئت لم أهْتَد ، لا تُزِغ قَلبي بعد إذْ هَدَيتني ، وهَب لي مِن لَدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
(المنهاج في شعب الإيمان)
هل يصح القول ( الثقة بِالنّفْس أوْ ثِقْ بِنَفْسِك) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=612
-
خَلَل في الاعتقاد
يَنسِب بعضُهم المصائب للزّمَن ، ويَنسِب بعضُهم ما نَعِيشه إلى سَنَة 2020
وهذا خطأ مِن وجُوه :
🔸 الأول : نِسبة الأفعال إلى الزمان
قال ابن القيم عن سبّ الدّهر ونِسبة الأفعال إليه :
سَبّه مُتَضَمّن للشرك ، فإنه إنما سَبّه لِظَنّه أنه يَضُرّ ويَنْفع ، وأنه مع ذلك ظالِم قد ضَرّ مَن لا يستحق الضّرَر ، وأعطَى مَن لا يَستَحِقّ العَطاء ، ورَفَع مَن لا يَستَحِق الرّفْعَة ، وحَرَم مَن لا يَستَحِق الْحِرْمان ...
وفي حقيقة الأمْر : فَرَبّ الدّهر تعالى هو الْمُعْطِي الْمَانِع ، الْخَافِض الرّافِع ، الْمُعِزّ الْمُذِلّ ، والدهر ليس له مِن الأمر شيء ؛ فَمَسَبّتهم للدهر مَسَبّة لله عزّ وجَلّ .
(زاد المعاد)
🔸 الثاني : أن هذا مِن تسخّط الأقدار ، وعدم الرضا والتسليم .
ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الْجَامِعة : اذهبْ فلا تَتَّهِم الله على نَفْسِك . رواه الإمام أحمد .
وفي رواية له : لا تَتَّهم الله في شيء قَضَى لك بِه .
🔸 الثالث : اعتماد التاريخ الميلادي ، وعلى المسلم أن يعتمد التاريخ الهجري ، وأن يَعتزّ ويَفتَخِر بِه ؛ لأنه تاريخ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم .
والمسلم يعتَزّ بِدِينه ، ولا يَتَشبّه بإعداء دِينِه .
حتى لو قيل : إنه التاريخ العالمي ، فالواجب على المسلم أن يستعمل التاريخ الهجري ، وإن احتاج إلى التاريخ الميلادي أن يَجعَله تَبَعًا للتاريخ الهجري .
🔘 كيف نَفهم حديث : " لا تسبوا الدهر " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3514
🔘 ما حكم استخدام التاريخ الميلادي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16142
🔘 ما الأسباب المعينة على تقبّل القضاء والقَدَر والرّضا به ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18795
-
مِن طَبائع اليهود :
أخْذُ ما وَافَق الْهَوى ، وردّ ما خَالَف الْهَوى
💎في وَصْفِهم : (يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا)
وتِلْك فِتْنة : (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)
وهو دليل على نَجَاسَة قُلُوبِهم : (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ)
وتِلك القُلوب لَهَا الْخِزيُ والعَارُ والنار : (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
🔴 وهذا مُتضمّن للتحذير مِن فِعل اليهود وطَريقَتِهم
ومِن هُنا : فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم مِن سُلوك طُرُقهم ، ونَهَى عن التّشبّه بهم
💎قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَتَتّبِعُنّ سَنَن مَن كان قبلكم ، شِبْرا شِبْرا وذِراعا بِذرَاع ، حتى لو دَخَلُوا جُحْر ضَبّ تَبِعْتُمُوهم . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فَمَن ! رواه البخاري ومسلم .
🔵 وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا : ليأتين على أُمتِي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بِمِثل حَذْو النّعْل بِالنّعْل ، حتى لو كان فيهم مَن نَكَح أمَّه علانية كان في أُمّتي مثله . رواه الترمذي والحاكم ، وحسّنه الألباني .
🔶 وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إن أشْبَه الناس سَمْتًا وهَيئة بِبَني إسرائيل أنتُم ، تَتّبِعون آثارهم حَذْو القُذّة بِالقُذّة ، لا يكون فيهم شيء إلاّ كان فيكم مثله . رواه المروزي في " السّنّة " .
🖊 قال ابن كثير في تفسير قوله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) :
والمقصود : التحذير مِن عُلماء السّوء وعُبّاد الضّلال ...
والحاصل : التحذير مِن التّشَبّه بِهم في أحوالهم وأقوالِهم ؛ ولهذا قال تعالى : (لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) ، وذلك أنهم يَأكُلُون الدنيا بِالدّين ، ومَنَاصِبِهم ورِيَاسَتِهم في الناس ، يأكلون أموالهم بذلك .
(تفسير القرآن العظيم)
-
مِن الصِّفَات الْمُشتَرَكة بين أهل الباطِل : أكْل أموال الناس بِالبَاطِل
قال الله عزّ وَجَلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)
🔵 قال القرطبي : الأحبَار علماء اليهود . والرّهْبَان مُجْتَهِدُو النَّصَارَى فِي الْعِبَادَة .
(بِالْبَاطِلِ) قِيل : إِنَّهُمْ كَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ أَمْوَالِ أَتْبَاعِهِم ضَرَائِبَ وَفُرُوضًا بِاسْم الْكَنَائِس وَالْبِيَع وَغَيْر ذَلِك ، مِمَّا يُوهِمُونَهُم أن النَّفَقَةَ فِيهِ مِن الشَّرْعِ وَالتَّزَلُّفِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَهُمْ خِلالَ ذَلِكَ يَحْجُبُونَ تِلْكَ الأَمْوَال .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
🔶 وقابلْتُ مرّة قِسّيسًا في بعض الدول الأفريقية وقد هَدَاه الله إلى الإسلام ، فأخْبَرَنا أنهم في الكَنيسة يَطلُبون مِن عامّة النصارى الذين يُريدون التوبة بعض الأطعمة ، كالرّز والفاصوليا والبطاطس !ثم يُوهمونه أن الله تاب عليه ، وهم الذين يأكلون تلك الأطعمة !!
وأما مَن فَوقه في الرُّتبة فيَطلُب الدجاج أو اللحم !!
وأولئك القساوسة يأكُلُون أموال الناس بِالباطِل .
🔴 ومثلهم : شيوخ الضلال ، مِن الرافضة والصوفية ، الذين يُوهِمون الناس أن الأموال تذهَب إلى الأولياء !
وهُم يَجمَعونها ، ثم يأكُلُونها !!
والسُّذّج مِن عامة الناس يَبذُلون أموالهم مِن خلال الأضرحة طَلَبًا للشّفاء أو قَضاء الحوائج !!
📹 تأمّل هذه المشاهِد كيف جُمِعت الأموال في بعض الأضرحة بِكمّيات كَبيرة جدا !!
(في المقطع المرئي المرفق)
💵 والقاسِم الْمُشتَرَك : أكْل أمْوال الناس بِالبَاطِل !!
https://f.top4top.io/m_162674x6b1.mov
-
صَدَق الله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)
هل مِن عاقل يَعتَبر ويتّعظ ؟!
هذا هو التقارب المنشود !!
📹 تأمل هذا المقطَع الْمُرفَق لِكَبِير النصارى !
https://www.youtube.com/watch?v=wMXPkrModQ0
-
مِن لافِتَات الإعلانات في الشوارع : شُكرا لِكُلّ الأبطال في الميدَان
❌ (اللاعِبِين) لم يُذكَروا
❌ (الْمُغنّين) تم تَهمِشيُهم !
❌ (الْمُهرّجِين الممَثّلِين) ليس لهم دَوْر !
❌ (مشاهير الإعلام الحديث) كَسَد سُوقُهم !
⭕️ كُلّ هؤلاء خَارِج دائرة الاهتمام !
✅ وقد أبَانَت الأحداث مَن هُم أبطال المجتمعات على الحقيقة ..
💎 وصدق الله عزّ وَجَلّ القائل : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)
قال البغوي : (فَيَذْهَبُ جُفَاءً) أي : ضَائِعًا بَاطِلا . وَالْجُفَاءُ مَا رَمَى بِه الْوَادِي مِن الزَّبَد ، وَالْقِدْر إلى جَنَبَاتِه ...
مَعْنَاه : أنّ الْبَاطِل وَإن عَلا فِي وَقْتٍ فإنّه يَضْمَحِلّ .
(مَعالِم التّنْزِيل)
وكما قيل :
إذا اشْتَبَهَتْ دُموعٌ في خُدود *** تبيّن مَن بَكَى مِمّن تَبَاكَى
⚫️ أبانَتْ هذه الأزمَة : الزّبَد ، وما يَنفَع الناس .
🔇 وأن الإعلام يَنفُخ كثيرا في قِرْبَة مَقْطُوعة ! كما يُقال .
-
مَن أيْنَعَت لَه ثَمَرَته ، فهو يَجْنِيها
💎 قال خَبّاب بن الأرَتّ رضي الله عنه : هاجَرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله ، نَبْتَغِي وَجْه الله ، فَوَجَب أجْرُنا على الله ، فَمِنّا مَن مَضَى لَم يَأكُل مِن أجْرِه شيئا ، مِنهم مُصْعب بن عُميَر رضي الله عنه ، قُتِل يوم أُحُد ، فلم يُوجَد له شيء يُكَفّن فيه إلاّ نَمِرَة ، فكُنّا إذا وَضَعْنَاها على رأسِه ، خَرَجَت رِجْلاه ، وإذا وَضَعناها على رِجْلَيْه ، خَرَج رأسُه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضَعُوها مِمّا يَلِي رأسَه ، واجعلوا على رِجْلَيْه الإذْخِر . ومِنّا مَن أيْنَعَتْ له ثَمَرَته ، فهو يَهْدِبُها . رواه البخاري ومسلم .
📕 قال النووي : أي : يَجْتَنِيها ... وهذا استعارة لِمَا فُتِح عليهم مِن الدّنْيا .
(المنهَاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج : شرح النووي على صحيح مسلم)
✈️ تذَكّرتُ حديث خَبّاب هذا مرّتَيْن : مرّة في أحد الدول الأوربية وكنت عائدا إلى بَلَدِي فأخَذَت الموظفة في المطار بطاقة الصعود - وكانت على الدرجة السياحية – واستَبْدَلَتْها بِبطَاقةٍ على درجة رجال الأعمال .
ومرّة أكْرَمَنِي السفير السعودي في فنْزُويلا – أكرمه الله – بِاسْتِبْدَال تَذكِرة العودة بِتذكرة أخرى على درجة رجال الأعمال .
🚲 وتذكّرت أثناء السفر على " درجة رجال الأعمال " حينما كُنت صغيرا ، وكنت أفْرَح إذا أرْدَفَنِي أخِي الأكبر معه على دَرّاجَة هَوَائيّة داخِل البَيْت !
وربما ذَهَبْنا إلى مَزْرَعة الوالد رحمه الله ، ونحن ثلاثة نَرْكَب على حِمَار ! وربما كان صَعبًا قِيادُه !
فَكَم بين رُكواب الحمار وبين رُكوب درجة رجال الأعمال ؟!
✅ فاللهمّ لك الحمد مِلء السماوات ومِلء الأرض ومِلء ما شِئت مِن شيء بَعْد ..
ونعوذ بِك أن نَكُون مِمّن عُجّلَت لَهُم طَيّبَاتهم .
💎 أتِيَ عبدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بِطَعام وكان صائما ، فقال : قُتِل مُصعبُ بن عمير وهو خَيْر مِنّي ، كُفّن في بُرْدَة ، إن غُطّي رأسُه ، بَدَت رِجْلاه ، وإن غُطّي رِجْلاه بَدَا رأسُه ، وقُتِل حَمْزة وهو خَيْر مِنّي ؛ ثم بُسِط لَنَا مِن الدنيا ما بُسِط - أو قال : أُعْطِينا مِن الدنيا ما أُعْطِينا - وقد خَشِينا أن تَكُون حَسَنَاتُنا عُجّلَت لَنَا ، ثم جَعَل يَبْكِي حتى تَرَك الطعام . رواه البخاري .
💎 وفي مُعاَتبَة عمر رضي الله عنه لِنفسِه : يا ابن الخطّاب ، كنتَ وَضِيعًا فَرَفَعك الله ، وكنتَ ضَالاّ فَهَدَاك الله ، وكنتَ ذَلِيلا فأعَزّك الله . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " وابن الأثير في " أُسْد الغابة " .
-
إذا عافاك الله مِن القضاء ، فلا تكُن بين الناس حَكَمًا
لا تُصدِّق كُلّ دَعْوى
ولا كُلّ مُتَظَلّم .. ولو جاءك يَسْعَى !
ولو كانت عَينُه في يَدِه تُرَى !! أوْ على خَدّه تَتَدَلّى !!
💎 قال عليّ رضي الله عنه : بَعَثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال : فقلتُ : يا رسول الله تَبْعَثني إلى قومٍ أسَنّ مِنّي ، وأنا حَدَث لا أُبْصِر القَضَاء ؟ قال : فَوَضَع يَدَه على صَدْري وقال : اللهم ثَبّت لِسَانه ، واهْدِ قَلْبه ، يا علي ، إذا جَلَس إليك الْخَصْمَان فلا تَقْضِ بينهما حتى تَسْمَع مِن الآخر كَمَا سَمِعتَ مِن الأول ، فإنك إذا فَعَلْتَ ذلك تَبَيّن لك القضاء . قال علي رضي الله عنه : فمَا اخْتَلَفَ عليّ قَضَاء بَعْد ، أوْ مَا أشْكَل عليّ قَضَاء بَعْد . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وحسّنه ، والنسائي في " الكُبرَى " ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
🔵 وقال عَمرو بن عثمان بن عفان : أَتَى عمرَ بن الخطاب رَجلٌ قد فُقِئت عينه ، فقال له عمر : تُحضِر خَصْمك ، فقال له : يا أمير المؤمنين أما بِك مِن الغضب إلاَّ ما أرَى ؟
فقال له عمر : فلعلك قد فَقَأت عينيّ خَصمك معًا ؟!
فحَضَر خَصْمه قد فُقِئت عَينَاه معًا ، فقال عمر : إذا سُمِعْت حُجّة الآخر بَانَ القضاء . رواه ابن حَزم في " الْمُحَلّى " .
🔷 وقال عمر بن عبد العزيز : قال لُقْمَان : إذا جاءك الرّجُل وقد سَقَطَت عَينَاه في يَدِه فلا تَقْضِ له حتى يأتي خَصْمه . رواه عبد الرزاق .
🔸 وقال الشعبي : شهدتُ شُريحا وجاءته امرأة تُخاصِم رَجُلاً ، فأرسَلَت عَينَيها وبَكَت ! فقلتُ : يا أبا أُمَيّة ما أظنّها إلاّ مَظلُومَة . فقال : يا شَعْبِي ! إن إخْوة يُوسف جَاؤوا أبَاهُم عشاء يَبْكُون ! رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔻 وإذا وَقَع الكَذِب في الدّعَاوى في القُرون الفاضِلة ؛ ففي غيرها مِن الأزمِنَة أوْلَى
🔶 روَى ابن جُرَيْج عن ابن أبي مُلَيْكَة أن امْرَأتَيْن كانَتَا تَخْرِزَان في بَيْت أو في حُجْرَة ، فخَرَجَتْ إحداهُمَا وقد أُنْفِذ بِإشْفًى في كَفّهَا ، فادّعَتْ على الأخرى ، فَرُفِع إلى ابن عباس ، فقال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يُعْطَى الناس بِدَعْوَاهُم لَذَهَب دِماءُ قَوْم وأمْوَالُهُم " ذَكِّرُوها بِالله ، واقرءوا عليها : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ) [آل عمران: 77] فَذَكّرُوها فَاعْتَرَفَت . رواه البخاري ومسلم .
قوله : " وقد أُنْفِذ بِإشْفًى في كَفّهَا " أي آلة الْخَرْز جَرَحَتها وثَبَتَت في كَفّها .
:fok20: والْخُلاصَة : أنك لو رأيتَ الْمُتَظَلِّم صَوتا وصُورة يَدّعي أنه مَظلُوم ، فلا تَستعجِل بِتَصدِيقِه والتعاطُف معه ، والْحُكْم على غيره ، فَرُبّما كان هو الظّالِم الْمُتَبَاكِي !
-
اصْرِف بَصَرَك ، واحفَظ قلبَك
وكُفّ يَدَك ، واحفَظ دِينَك
🔴 حينما كُنّا نَمْتَنِع عن مُصافَحة النساء الأجنبيات عَنّا كُنّا نُوصَف بالتشدّد ! وربما سَخِر مِنّا بعض الناس !
وعندما جاءت أزْمَة وباء " كورونا " قِيل لنا : كُفّوا أيديَكم ! واحفَظُوا صِحّتَكم ..
☑️ ونَحن نَقول مُجَدّدا : كُفّوا أيديَكم ، واقتَدُوا بِنَبِيّكم ﷺ ، واحْفَظُوا دِينَكم .
✋🏽 وزُرْتُ دُولاً كَثيرة ، ولَم أُجَامِل مرّة واحِدة في مُصافَحَة النساء الأجنَبِيّات ، وإنْ جَامَل كُلّ مَن مَعِي !
💎 ونَبِيّنا صلى الله عليه وسلّم لم يُجامِل امرأة أجنبيّة واحدة ، بل كان يَمتَنِع عن مُصافَحة النساء الأجنبيّات عنه ، ويُبايَعهُنّ بِالقَوْل دُون المصافَحَة ، ويقول : إني لا أُصَافِح النساء . رواه الإمَامَان : مالِك وأحمد والنسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وكان يَقول للنساء إذا أخَذَ عَلَيْهِنّ البَيْعة : قد بايَعْتُكُنّ كَلامًا . رواه البخاري ومسلم .
🤝 سؤال عن مصافحة الرجل للمرأة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=690
💍 ما حُكم لمس الرجل الأجنبي لِيَد المرأة الأجنبية بدون قصد ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15500
👁 اصرف بَصَرك ..واحفَظ قلبك..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5997
-
سَجُود وخُضُوع وخُشوع كُلِّي
💎 في أدعية سُجوده صلى الله عليه وسلم : اللهُمّ لَك سَجَدْت ، وَبِك آمَنْت ، وَلَكَ أَسْلَمْت ، سَجَدَ وَجْهِي لِلّذي خَلَقَه وَصَوَّرَه ، وَشَقَّ سَمْعَه وَبَصَرَه ، تَبَارَك اللهُ أَحْسَن الْخَالِقِين . رواه مسلم .
💎 وفي الرّكُوع : اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي . رواه مسلم .
🔻 بل حتى شَعْر وثَوْب الْمُصَلّي يَسجُد معه
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُمِرْتُ أن أسْجُدَ عَلى سَبْعَة أَعْظُم : عَلى الجَبْهَة ، وَأَشَار بِيَدِه عَلى أَنْفِه ، وَاليَدَيْن ، وَالرُّكْبَتَيْن ، وَأَطْرَاف القَدَمَين ، وَلاَ نَكْفِتَ الثِّيَاب وَالشَّعَر . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : أُمِرْتُ أن أسجُد على سَبْع ، ولا أكْفِتُ الشّعَر .
🔶 قال ابن رَجَب : معنى نَكْفِت ، أي : نَضُمّ ونَجْمَع .
(فتح الباري)
🔷 وقال ابن حَجَر : والمراد أنه لا يَجمَع ثيابَه ولا شَعْرَه .
(فتح الباري)
📚 قال النووي : مَذْهَب الجمهور : أن النهي مُطْلَقا لِمَن صَلَّى كَذَلِك ، سَوَاءٌ تَعَمَّدَه لِلصَّلاة أم كَان قَبْلَهَا كَذَلِك لا لَهَا بَل لِمَعْنًى آخَر .
(شرح صحيح مسلم)
🖊 وقال شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله : المعنى أن الْمُصَلّي إذا أراد أن يَسجُد وعليه شَعَر أوْ وعليه عِمَامة لا يَكُفّها عن الأرض ، يَسجُد وتَسجُد معه . اهـ .
🔵 ورَوَى كُرَيْب أن ابن عباس رضي الله عنهما رَأى عبدَ الله بنَ الحارِث يُصَلّي ورَأسُه مَعْقُوص مِن وَرائه ، فقام فَجَعَل يَحُلّه ، فلمّا انصَرَف أقْبَل إلى ابنِ عباس ، فقال : ما لَكَ ورَأسِي ؟! فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقول : إنما مثل هذا ، مَثَلُ الذي يُصَلّي وهو مَكْتُوف . رواه مسلم .
-
ونُكْرَان الْجَمِيل قَبيحُ !
جاء دِيننا بِحِفْظ المعروف لأهله : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)
وعَلّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حِفْظ الجميل ورَدّ المعروف ، فقال : مَنْ صَنَعَ إليكم مَعْرُوفا فَكَافِئوه ، فإن لم تجدوا ما تُكَافئونه فادعُوا له حتى تَعلَموا أنكُم قد كَافَأتُمُوه . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " وأبو داود والنسائي ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن صُنِع إليه مَعْروف فليُجْزِئه ، فإن لم يَجِد ما يُجْزئه فليُثْنِ عليه ، فإنه إذا أثْنَى فقد شَكَرَه ، وإن كَتَمَه فقد كَفَرَه . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " ، وَصحّحه الألباني .
وفي حديث أنس رضي الله عنه أن المهاجرين قالوا : يا رسول الله ، ذَهَب الأنصار بِالأجْر كُلّه ؟
قال : لا ، ما دَعوتم الله لهم ، وأثْنَيْتُم عليهم بِه . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " ، وَصحّحه الألباني .
ونُكْرَان الْجَمِيل قَبيحُ !
سَيّد وَلَد آدَم يَذكُر ويَتَذكّر مَعرُوف مُشْرِك ، فيقول : لَو كَان الْمُطْعِمُ بن عَدِيٍّ حَيًّا ، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ . رواه البخاري .
أي : لو كان حيّا وشَفَع في أُسارى بَدْر ، لأطْلَقْتهم له
قال القسطلاّني : " لو كان المطعم بن عدي " أي : ابن نوفل بن عبد مناف ، مات كافرًا في صَفَر قَبْل بَدْر بنحو سبعة أشهر ...
" لَتَرَكْتُهم له " أي : لأطْلَقْتُهم لأجْله بِغير فِدَاء ؛ مُكافأة له لِمَا كان أحسَن السّعْي في نَقْض الصحيفة التي كَتَبَتْها قُرَيش في أن لا يُبَايِعُوا الْهَاشِمِية والْمُطّلِبِيّة ولا يُنَاكِحُوهم ، أو لأنه عليه الصلاة والسلام لَمّا رَجَع مِن الطائف لِمَكة رَجَع في جِوَاره .
(إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)
ونُكْرَان الْجَمِيل قَبيحُ !
هل يجوز أن أقول : (وإياك) لِمَن يدعو لي ؟ أو هو بِدعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17735
-
مِن أسْرَار التّكرَار في القُرآن
💎 قال العلاّمة القاسِمِيّ : مَطْلَب في سِرّ التّكْرِير :
فتَكْرِير صِفات الله دالّ على الاعتناء بِمَعرِفَتِها ، والعَمَلِ بِمُوجِبها .
وتَكْرِير القَصص دالّ على الاهتمام بالوعظ للإيقاظ والاعتبار .
وفائدة تكرير القصص : تَطْرئة المواعِظ وتشديدها ؛ لأن منها : ما يحث على الطاعة والإيمان ، ومِنها ما يَزجُر عن الكُفر والعصيان .
وكذلك تكرير الوَعْد والوَعِيد ، وكذلك تَكرِير ذِكْر الأحكام ، وكذلك تَكرِير المدح والذمّ ، وما يترتب على المأمورات والمنهيات مِن المؤكّدَات المذكورات .
فتَكرِير الوَعْد يَدلّ على الاهتمام بِفعل الطاعات ترغيبا في ثوابها .
وتكرِير الوَعيد يَدلّ على الاهتمام بِتَرك الْمُخَالَفَات تَرْهِيبًا مِن عِقَابِها .
وتكرِير القرآن بين الوَعْد والوَعِيد يَدلّ على الاهتمام بِوُقُوف العباد بَيْن الْخَوْف والرجاء ؛ فلا يقنطوا من رحمة الله وأفضاله، ولا يَغْتَرّوا بِحِلْمِه وإمْهَالِه .
وتكرِير الأحكام يَدلّ على الاعتناء بِفِعل الطاعات ، واجتناب الْمُخَالَفَات .
وتكرِير الأمثال يدلّ على الإيضاح والبيان .
وتكرير تَذكِير النّعَم يَدلّ على الاعتناء بِشُكْرِها ...
💎 وأما قوله : (فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) فيَجُوز أن تكون مُكَرّرَة على جَمِيع أنْعُمِه ، ويَجُوز أن يُراد بِكُلّ واحِدة مِنْهنّ ما وَقَع بينها وبَيْن التي قَبْلَها مِن نِعْمَة ، ويَجُوز أن يُراد بِالأُولى ما تَقَدّمَها مِن النّعَم ، وبِالثّانِية ما تَقَدّمَها ، وبِالثالثة ما تَقَدّم على الأولى والثانية ، وبِالرّابِعة ما تَقَدّم على الأولى والثانية والثالثة ...
وهكذا إلى آخر السورة .
🔻 فإن قيل : كيف يكون قوله : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) [الرحمن: 31] نِعْمَة ؟
وقوله : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ) [الرحمن: 41] نِعْمَة ؟
وكذلك قوله : (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ) [الرحمن: 43] ؟
وقوله : (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ) [الرحمن: 35] ؟
وقوله : (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ) [الرحمن: 44] ؟
✅ قُلْنا : هذه كُلّها نِعَم جِسَام ؛ لأن الله هَدّد العباد بها استِصْلاحا لهم ليَخْرُجُوا مِن حَيّز الكُفر والطغيان والفُسُوق والعِصْيان إلى حَيّز الطاعة والإيمان والانقياد والإذعان ، فإنّ مَن حَذّر مِن طُرُق الرّدَى وبَيَّن ماَ فيها مِن الأذَى ، وحَثّ على طُرُق السلامة الْمُوصِلة إلى الْمَثُوبَة والكَرَامَة : كان مُنْعِمًا غَايَة الإنعام ، ومُحْسِنًا غَايَة الإحسان .
(محاسِن التأويل)
🔶 وَيُرْوَى أَنَّ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ سُئِلَ : مَا مَعْنَى تَكْرِيرِ الْقَصَصِ فِي الْقُرْآنِ ؟
فقال : عَلِمَ اللَّهُ أنَّ كُلَّ النَّاسِ لا يَحْفَظُ الْقُرْآنَ ، فَلَو لَم تَكُنِ الْقِصَّةُ مُكَرَّرَةً لَجَازَ أن تَكُونَ عِنْد بَعْضِ النَّاسِ وَلا تَكُونُ عِنْدَ بَعْضٍ ، فَكُرِّرَتْ لِتَكُونَ عِنْد مَن حَفِظَ الْبَعْض .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
-
ما يَتَمَنّاه كثير مِن الناس هي عِندك نِعَم مَوْفُورَة مُتتَابِعة لا تَشعُر بها ؛ فاشْكُرها .
💎 في قِصة الثلاثة الذين ابْتَلاهُم الله : الأبْرَص والأقْرَع والأعمى :
في أُمنِيّة الأبْرَص : لَوْن حَسَن ، وجِلْد حَسَن ، قد قَذِرَنِي الناس ، قال: فَمَسَحه [أي : الْمَلَك] فَذَهَب عنه ، فأُعْطِي لَوْنا حَسَنا ، وجِلْدا حَسَنا .
وفي أُمنِيّة الأقرع : شَعْر حَسَن ، ويَذهَب عَنّي هذا ، قد قَذِرَنِي الناس ، قال : فمَسَحه فَذَهَب وأُعْطِي شَعْرا حَسَنا .
وفي أُمنِيّة الأعمى : يَرُدّ الله إليّ بَصَرِي ، فأُبْصِر بِه الناس ، قال : فَمَسَحه ، فَرَدّ الله إليه بَصَره . رواه البخاري ومسلم .
نِعَم الله لا تُعدّ ولا تُحصَى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا)
🛏 النّوم نِعمة ، يَتَمَنّاها بعض الْمَرْضَى والخائفِين
🔶 الأكل والشرب السائغ نِعَم يَتَمَنّاها كثير مِن الناس
🖊 قال ابن الأثير : في حديث الْحَسَن : كان مَلِكٌ من ملوك هذه القَرية يَرى الغلامَ من غلمانه يأْتي الْحُبَّ يَكْتازُ منه ثم يُجَرْجِر قائما ، فيقول : يا ليتني مِثْلُك ! يا لها نِعْمة ؛ تأْكل لَذَّةً ، وتُخْرجُ سرحا . وكان بهذا الملك أُسْرٌ ، وهو احتِبَاس بَوْله ، فتَمَنّى حَال غُلامه .
يَكْتازُ ، أي : يَغْتَرِفُ بِالكُوز .
وفي " لسان العرب " : والْحُبّ : الْجَرَّة ، أو الضَّخْمَة منها .
🔴💊 إخراج فَضَلات البَدَن يَتَمَنّاها بعض الْمَرْضَى ؛ فلا تَخرُج إلاّ بِمَشَقّة بَالِغة وأدْوِية
💡 النّظر ، السّمع ، البَصَر ، الْمَشي ... كُلّ هذه نِعَم يَتَمَنّاها كثير مِن الناس ، وأنت تَتَقلّب فيها صَبَاح مَسَاء .. فهل شَكَرْتَ مَن مَنَحَك إياها ؟
💎 في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : رب اجعلني لك شكّارا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط .
-
قد سَوّاك الله وَجَمّلَك وعَدّلَك ، فَجَمِّل أنت ظاهِرَك وبَاطِنَك
وإيّاك وما يُسقِطك مِن أعْيُن الناس ! فإن مَن سَقَط مِن عين الله سَقَط مِن أعين الناس .
🔸 قال ابن القيم : مَن تَزَيّن للناس بما لَيْس فيه سَقَط مِن عَيْن الله .
(مَدَارِج السالكين)
🔻 وكان الصحابة رضي الله عنهم يَحرِصُون على الْجَمَال والتجمّل
💎 لمّا أُصِيبَت عَيْن قَتَادة بن النعمان رضي الله عنه يوم أُحُد ، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهي في يَدِه ، فقال : ما هذا يا قَتَادة ؟ قال : هذا ما تَرَى يا رسول اللَّه ، قال : إن شِئت صَبَرْتَ ولَك الجنّة ، وإن شئتَ رَدَدْتها ، ودَعَوت اللَّه لك ، فلم تَفقِد فيها شيئا ، فقال : يا رسول اللَّه ، واللَّه إن الْجَنّة لَجَزَاء جَزِيل ، وعَطاء جَلِيل ، ولكني رَجُل مُبْتَلًى بِحُبّ النساء ، وأخاف أن يَقُلْن : أعوَر ، فلا يُرِدْنَني ، ولكن تَرُدّها لي ، وتَسأل اللَّه لي الجنّة ، فقال : أفعَل يا قَتادة ، ثم أخَذَها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بِيدِه ، فأعادَها إلى مَوضِعها ، فكانت أحسَن عَينيه إلى أن مات ، ودعا اللَّه له بِالْجَنّة .
(إمتاع الأسماع ، للمَقريزي)
🔶 وفي رواية : قال قتادة : يا رَسُول اللَّه إن عندي امْرَأة أُحِبّها ، وإن هي رأت عَينِي خَشِيت أن تَقذِرني ، قال : فَرَدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيدِه ، فاسْتَوت ورَجَعَت ، وكانت أقْوى عَيْنَيه وأصَحّهما بعد أن كَبُر .
(الطبقات الكبرى ، لابن سَعد ، وتاريخ دمشق ، لابن عساكر)
📚 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَفِي رِوَايَة : فَرَفَع حَدَقَتَه حَتّى وَضَعَها مَوْضِعَها ، ثُمّ غَمَزَهَا بِرَاحَتِه ، وقال : اللَّهُمّ اكْسِبْه جَمَالا . فَمَات وَمَا يَدْرِي مَن لَقِيَه أَيُّ عَيْنَيْه أُصِيبَت . رَواه عَنه أَهْل الْمَغَازِي .
(مجموع الفتاوى)
🎙 وحَدّثَنِي صاحبي أن مَجْنونا – كان في قَرْيَتِنا – أراد أن يَزُور مَجُنونا آخَر قد بُتِرَت قَدَمه وهو في المستشفى ، وفي الطريق نَظَر الْمَجُنون " الزّائر " إلى ثِيابِه الْمُتّسِخَة ، فقال : ما يَصلُح أرُوح بهذه الثّيَاب للمستشفى !
فمَرّوا على سُوق تُباع فيه الملابس واشتَرَوا له ثوبا جديدا وغُترَة جديدة !
⭕️ هذا مَجنون مَرفوع عنه قَلَم التكليف ، ونَظَر النّقْد ، ومع ذلك : حرِص على الظهور بِمَظهَر سَلِيم جَمِيل !
وفي نَظْرَة سريعة إلى الأسواق والمطارات تَلفِت نَظَرك مَشاهِد لِمَلابس أجْزِم أنه يَستَحيِي مِن لُبْسِها ذلك الْمَجُنون !!
بل هناك مَلابس غَربِيّة كُتِب عليها عبارة : (مَلابس الْمَجَانِين) ، ويَلْبَسها مَن يَدّعِي العَقل !!!
💎 مرّ سَهْلُ بنُ الْحَنْظَلِيَّة رضي الله عنه على أبي الدرداء رضي الله عنه ، فقال له أبو الدرداء : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلا تَضُرُّك . فقال سَهْلُ : قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّكُم قَادِمُون عَلى إِخْوَانِكُم ، فَأَحْسِنُوا لِبَاسَكُم ، وَأَصْلِحُوا رِحَالَكُم حتّى تَكُونُوا كَأَنّكُم شَامَةٌ فِي النَّاسِ ؛ فَإنّ اللَّه لا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّش . رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، ورواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " . وحسّن إسنادَه ابنُ مفلح في " الآداب الشرعية " .
🖋 هل يَصلح أن يَخرج طالب العِلم للناس بِرأس مَكشوف ولباس أعجمي ويكثِر مِن المزاح ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14041
📌 دهَنَتْنِي بالطِّيب
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3603
-
مِن تَربِية القُرآن (1) :
🔷 العدل والإنصاف مع كل الناس : الأقارب والأباعد ، الموافِق والْمُخَالِف
💎 قال الله عَزّ وَجَلّ : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ)
🔶 قال ابن جرير : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُه : إنّ اللَّه يَأْمُر فِي هَذا الْكِتَاب الذي أَنْزَلَه إلَيْك يَا مُحَمَّدُ بِالْعَدْل ، وَهُو الإِنْصَاف ، وَمِن الإنْصَافِ : الإِقْرَارُ بِمَن أَنْعَم عَلَيْنَا بِنِعْمَتِه ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى إفْضَالِه ، وَتُولِي الْحَمْدَ أَهْلَه .
(جامع البيان عن تأويل آي القرآن : تفسير الطبري)
💎 وقال الله تبارك وتعالى : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)
💎 وقال جلّ جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ)
🔻 حتى مع ظُهُور العَداوة والبغضاء : أُمِرْنا بالعَدْل
💎 قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)
🔵 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا يَحِلُّ لأحَدٍ أنْ يَظْلِم أَحَدًا وَلَو كَان كَافِرًا .
وقال : أَمَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمِين ألاّ يَحْمِلَهُم بُغْضُهُم لِلْكُفَّار عَلى أَلاّ يَعْدِلُوا .
(مجموع الفتاوى)
🗡 بل أُمِرنا بالعَدل حتى مع الكفّار الْمُحارِبين الصادّين عن بَيْت الله وعن دِينِه
💎 قال الله تبارك وتعالى : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا)
🔶 قال البغوي في تفسيره : مَعْنَى الآية : وَلا يَحْمِلَنَّكُمْ عَدَاوَةُ قَوْمٍ عَلَى الاعْتِدَاءِ لأنّهُم صَدُّوكُم .
(معالِم التّنْزِيل : تفسير البغوي)