-
تَعظيمُ الله وتوقِيرُه
مِن تَعظيم الله وتَوقِيرِه : أن لا يُعصَى ، وهو مُطّلِع علينا ، وأن لا يُعصَى بِنِعمِه ، وأن يُجلّ اسمه .
☑️ قال مُطرِّف بن عبد الله : ليَعظُم جلال الله أن تذكُروه عند الحمار والكلب ، فيقول أحدكم لِكلبه أو لِشاتِه : أخزاك الله ، وفَعَلَ الله بك .
ومِن توقير الله وإجلاله : أن لا يُستَخَفّ بِمَعصِية ، ولا يُستَهان بها
💎 قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن المؤمن يَرى ذُنوبه كأنه قاعِد تحت جبل يَخَاف أن يَقَع عليه ، وإن الفاجِر يَرى ذُنوبه كَذُبَاب مَرّ على أنفِه . رواه البخاري .
🔺 قال ابن أبي جَمْرة : السبب في ذلك : أن قَلب المؤمن مُنَوَّر ، فإذا رأى مِن نفسه ما يُخالِف ما يُنَوّر به قَلْبه عَظُم الأمر عليه .
(فتح الباري)
💎 وقال أنس رضي الله عنه للتَابِعين : إنكم لَتَعْمَلُون أعْمَالاً هي أدَقُّ في أعيُنِكُم مِن الشّعْر ، إنْ كُنّا لَنَعُدّها على عَهدِ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الْمُوبِقَات . رواه البخاري . وقال : يَعنِي بِذَلك الْمُهْلِكات .
☑️ وقال بلال بن سعد : لا تَنظُر إلى صِغَر الخطيئة ولكن انظُر مَن عَصَيت . رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " الزُهد " لأبِيه .
🔹 قال ابن القيم : مَن عَظُم وَقَار الله فِي قَلبه أَن يَعصِيه ، وقّره الله فِي قُلُوب الْخَلْق أَن يُذِلّوه .
(الفوائد)
🔸 وقال : لو تَمَكّن وَقَارُ الله وعَظَمَتُه في قَلْب العَبْد لَمَا تَجَرّأ على مَعَاصِيه .
(الجواب الكافي)
🔹 قال أبو عُمَر بن سَعِيدٍ الْجُرْجَانِيّ :
ومَن يَرجُ مَوْلاَه ويَرجُو جِوارَه ... يُسابِق في الخيرَات غيرَ فَتُورِ
وما صادِقٌ مَن يَدّعي حُبَّ رَبّه ... وأمسَى عن اللذّات غيرَ صَبُورِ
(شُعب الإيمان ، للبيهقي)
🔶 قال ابن رجب : وكان وُهيب بن الوَرد يقول : خَفِ الله على قَدْر قُدرَته عليك ، واستحيِ مِنه على قَدر قُربِه منك .
وقال له رجل : عِظْنِي ، فقال له : اتّق الله أن يكون أهْونَ الناظرين إليك .
وكان بعض السلف يقول : أتُراك تَرْحَم مَن لَم تُقِرّ عَينَيْه بِمَعصِيتك حتى عَلِم أن لا عَيْن تَرَاه غَيْرك ؟
(جامع العلوم والْحِكم)
-
ما أقصر الدنيا : نَعيمُها لا يَدوم ، وسُرُورها لا يَخلُو مِن هُموم
🔵 دخل أبو الْجَلْد التميمي على عبد الملك بن مروان وبَيْن يَدَيْه كَانُون مِن فِضّة يُوقَد فيه بِالعُود الألَنْجُوج ، فألَحّ النّظر إلى عبد الملك ، فقال : أعجبك ما تَرى يا أبا الْجَلْد ؟
قال : أي والله يا أمير المؤمنين ، فَتَمّم الله ذلك لك بِرِضْوانه والجنة .
قال : فلا يُعجِبك ، هذا ابنُ هِند [يعني : مُعاوية رضي الله عنه ] مَلَك الناس أربعين سَنَة : عِشرين أميرا ، وعِشرين خليفة . وها هو ذاك قَبْره . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
وفي " رَبيع الأبْرار " للزمخشري : ثُم هو ذاك على قَبْره ثُمَامَة نَابِتَة .
💎 وحين فَتَح خالد بن الوليد رضي الله عنه عين التّمر ، سأل عن الْحُرَقَة بنت النعمان بن المنذر بن مَاء السماء ، فأتاها وسَألها عن حالِها ، فقالت : لقد طَلَعَت علينا الشمس وما مِن شيء يَدبّ حَول الْخَوَرْنَق إلاّ تَحت أيْدِينا ، ثم غَرَبت وقد رَحِمَنا كُلّ مَن يَدور بِه ، وما مِن بَيْت دَخَلَتْه حَبرة إلاّ دَخَلَته عَبرة ، وأنشأت تقول:
بينا نَسُوس الناس والأمر أمْرنا ... إذ نَحن مِنهم سُوقَه نَتَنَصّف
فأفٍّ لِدُنيا لا يَدُوم نَعِيمها ... تَقَلّب تَارات بِنَا وتَصَرّفُ
(رَبيع الأبْرار ، للزمخشري)
💎 ولََمّا قَدِم سعد بن أبي وقاص القادسية امِيرًا أتَتْه حُرَقَة بنت النعمان بن المنذر في جَوارٍ كُلّهن في مِثلِ زِيِّها تَطلب صِلَته ، فلما وَقَفْنَ بَيْن يَدَيْه قال : أيّتُكُنّ حُرَقة ؟ قلن : هذه ، فقال لها : أنت حُرَقة ؟
قالت : نعم ، فما تِكْرَارك استِفْهَامِي ؟! إن الدنيا دَار زوال ، وإنها لا تَدوم على حال ، تَنْتَقِل بِأهْلِها انْتِقَالاً ، وتُعقِبهم بعد حَال حالاً . أنا كُنّا مُلوك هذا الِمْصَر قَبْلك ، يُجْبَى إلينا خَرَاجه ، ويُطِيعنا أهْله مَدى الْمُدّة وزَمان الدّولة ، فلمّا أدْبَر الأمر وانْقَضى صَاح بِنَا صائح الدهر ، وصَدَع عَصَانا ، وشَتّت مَلأنا . وكذلك الدّهر يا سَعد ، إنه ليس مِن قَوم بِحَبَرَة إلاّ والدهر مُعْقِبهم عَبْرَه ...
فقال سعد رضي الله عنه : قاتَل الله عَدِيّ بن زيد كأنه كان يَنظر إليها حيث يقول :
إن للدهر صَرْعَةً فاحْذَرَنْهَا ... لا تَبِيتَنّ قد أمِنت الشّرُورا
قد يَبِيت الفَتَى مُعَافًى فَيَرْدَى ... ولقد كان آمِنًا مَسْرورا
فأكْرَمَها سَعدٌ وأحسَن جائِزتها ، فلمّا أرادتْ فِرَاقَه قالت له حتى أُحَيّيك بِتَحِيّة أمْلاكِنا بعضهم بعضا :
لا جَعل الله لك إلى لَئيم حَاجَة ، ولا زَالَت لِكَريم عِندك حَاجَة ، ولا نَزَع مِن عَبدٍ صَالِح نِعْمة إلاّ جَعَلك سَبَبًا لِرَدّها عليه .
فلمّا خَرَجَتْ مِن عنده تلقّاها نِسَاء الْمِصْر ، فَقُلْن لها : ما صَنع بِك الأمير ؟
قالت :
حاط لي ذِمّتِي وأكْرَم وَجْهي *** إنما يُكرِم الكريمُ الكريما . رواه المعافَى بن زكريا في " الجليس الصالح " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
-
كراهية اختصار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
يكتبها بعض الناس اختصارا (ص) أو (صلعم) ، وربما اقتَصَر بعضهم على قول : عليه السلام
وكذلك عند النطق يُدغِمُون حروفها حتى لا تكاد تَبِين !
وكمال الأجر في كمال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كتابة ونُطقا صحيحا غير مُختَصَر ولا مُختَزَل !
وقد كَرِه العلماء الاقتصار على قول ( عليه السلام ) في حقّ نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) .
قال ابن جماعة : ويُكْرَه الاقتصار على الصلاة دون التسليم ، ويُكْرَه الرّمز بِالصلاة والترضِّي بِالكتابة ، بل يكتب ذلك بِكَمَاله . اهـ .
وقال ابن كثير : قال النووي : إذا صَلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم ، فلا يَقْتَصِر على أحدِهِما ، فلا يقول : صلى الله عليه فقط ، ولا : عليه السلام فقط . وهذا الذي قاله مُنْتَزَع مِن هذه الآية الكريمة ، وهي قَوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) .
وقال السيوطي : وينبغي أن يُحافِظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يسأم مِن تِكْرَاره ، ومَن أغْفَلَه حُرِمَ حَظّا عَظِيما . اهـ .
ما حكم اختصار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والاقتصار على مثل : (ص) ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=39720
هل يجوز تخصيص أحد بِقَول : عليه السلام ؟ أو : كَرَّم الله وجهه ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=87666
-
ما أقصر الدنيا : نَعيمُها لا يَدوم ، وسُرُورها لا يَخلُو مِن هُموم
💎 عاش نَبِيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام أكثر مِن ألْف سَنة ، وسُئل عند مَوتِه : كَيْف وَجَدْتَ الدّنيا ؟ قال : مِثْلَ دَارٍ لَهَا بَابَان ؛ دَخَلْتُ مِن هَذا ، وَخَرَجْتُ مِن هَذا .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
🔵 قال وُهَيْبُ بن الْوَرْد : بَنَى نُوحٌ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ ، فَقِيل لَه : لَو بَنَيْتَ غَير هَذا ، فقال : هَذا كَثِيرٌ لِمَن يَمُوت . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
📩 لَمّا بَنَى هشام بن عبد الملك الرّصَافة قال : أُحِبّ أن أخْلُو يَوما لا يأتِينِي فيه خَبَر غَمّ ، فمَا انْتَصَف النهار حتى أتَتْه رِيشة دم مِن بَعض الثّغُور ، فأُوصِلَتْ إليه ، فقال : ولا يَومًا وَاحِدا .
(تاريخ دمشق ، لابن عساكر)
🕯وفي سِيرَة عبد الرحمن الناصر - مِن أعظَم حُكّام الأندلس - : وُجِد بِخَطّه : أيام السرور التي صَفَتْ لي دون تَكْدِير في مُدّة سُلْطَاني : يوم كذا مِن شهر كذا مِن سَنَة كذا . فَعُدّت تلك الأيام ؛ فَوُجِد فيها أربَعة عشر يوما .
(البيان الْمُغْرِب في أخبار الأندلس والْمَغرب)
وقال الذهبي : ذَكَرَ: ابْنُ أَبِي الفَيَّاضِ فِي (تَارِيْخِهِ) ، قَال :
أُخْبِرْتُ أَنَّهُ وُجِدَ فِي تَارِيْخِ النَّاصِرِ أَيَّامُ السُّرُوْرِ الَّتِي صَفَتْ لَهُ ، فَعُدَّتْ ، فَكَانَتْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْما ، وَقَدْ مَلَكَ خَمْسِيْنَ سَنَةً وَنِصْفا .
(سِيَر أعلام النبلاء)
🌾
فَلا تَغُرَّنَكَ الدُّنْيَا وَزِيْنَتُهَا ... وانْظُرْ إلى فِعْلِهَا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُر إلى مَن حَوَى الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا ... هَلْ رَاحَ مِنْهَا بِغَيْرِ الزَّادِ وَالكَفَنِ
خُذ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاكَ وَارْضَ بِها ... لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
🌓 ما أقصر الدنيا
https://youtu.be/Wd0Y20rggNY
🎙 ما أقرب الموت جدّا *** أتاك يشتدّ شدّا ، لأبي العتاهية
https://www.youtube.com/watch?v=Aucg4lChxX4
🚪 قصيدة : هو الموت يا ابن الموت ، لأبي العتاهية
https://www.youtube.com/watch?v=jeGA7df2wqE
-
مَن أوّل مَن جَمَع القُرآن ؟
وهل يَصِحّ أن يُقال : حَفِظْت القُرآن ؟
في مَقطع مَرْئِي أتَى دكتور بما لم تأتِ به الأوائل ! حيث قال : إن أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه لم يَجمَع القرآن ، ولا عثمان رضي الله عنه . يقول : وإنما الذي جَمَعه هو (الله) ؛ لأنه لا أحَد مِن البَشَر يَقدر على جَمْع القرآن ...
واستدلّ بِقوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) .
وغَلَّطَ الدكتور مَن يقول : أنا أحفَظ القرآن ؛ يقول : لأن الله تعالى هو الذي يَحفَظ القرآن .
واستدلّ بِقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
وهذا الكلام والاستدلال غير صحيح ولا سديد ، وهذه نتيجة الكَلام العاطِفِيّ الذي يَتَبَادر إلى ذِْهن الْمُتكلِّم دون الرجوع إلى كُتب السّنّة وإلى كلام أهل العِلم .
أمّا قوله تبارك وتعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) ؛ فهو خِطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والْمُراد به جَمْع القرآن في صَدره صلى الله عليه وسلم .
قال ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) قَال : كَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْي ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي " لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ" : (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) قَال : عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِك ، وَقُرْآنَهُ فَتَقْرَؤُه ، (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) ، فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ ، قَال : فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَق ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّه . رواه البخاري ومسلم .
وقال تعالى : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) ، قال ابن عباس : يَعْنِي : لا تَعْجَلْ حَتَّى نُبَيِّنَهُ لَكَ . رواه ابن جرير في تفسيره : جامع البيان عن تأويل آي القرآن .
قال الإمام القرطبي : عَلَّمَ الله نَبِيَّهُ كَيْفَ يَتَلَقَّى الْقُرْآن .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ عَلَيْهِ الصلاة السَّلَامُ يُبَادِرُ جِبْرِيلَ فَيَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ جِبْرِيلُ مِنَ الْوَحْيِ حِرْصًا عَلَى الْحِفْظ ِ، وَشَفَقَةً عَلَى الْقُرْآنِ مَخَافَةَ النِّسْيَان ، فَنَهَاهُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ، وَأَنْزَلَ : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ) ، وهذا كَقَولِه تَعَالَى : (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
وأما قول : أحفَظ القرآن ؛ فهو لفظ صحيح ؛ لأن الذي يحفظ حروفه يُقال له : حافِظ .
وهذا لَفْظ وَارِد في السُّنّة ، وعلى ألْسِنة العلماء مِن غير نَكِير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِن أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِن الدَّجَّال . رواه مسلم .
وقال الإمام مُجَاهد : كنت أفخَر الناس بِالْحِفظ للقُرآن حتى صَلَّيْتُ خَلْف مَسلَمة بن مَخلَد ، فافْتَتَح " البَقرة " فمَا أخطأ فيها وَاوًا، ولا ألِفًا . رواه ابن أبي شيبة .
وقال البَاقِلاني : ولقد كَثُر حفَّاظ القُرآن على عَهْد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانْتَشَروا ، وعُرِفُوا به حتى كانوا يُدْعَون أهل القرآن ، وقُرّاء القرآن ، والقَرَأة مِن الصحابة .
(الانتصار للقُرآن)
وقال ابن عبد البَرّ : وَكَانَ ابن عُمَرَ فَاضِلا ، وَقَد حَفِظَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ : عُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وابن مَسْعُودٍ ، وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَغَيْرُهُمْ .
(الاستذكار)
وأمّا جَمْع القُرآن ؛ فالعُلَماء مُتّفِقون على أنّ أوَل مَن جَمَعه في المصاحِف هو أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه ، وكان أوّل ذلك بِمَشُورة مِن عُمر الفاروق رضي الله عنه ، كما في صحيح البخاري .
قال زَيْد بن ثَابِت الأنْصَارِيّ رَضِي اللَّه عَنه عن جَمْع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه :
فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَال . رواه البخاري .
فَلَفْظ الْجَمْع كان معروفا عند الصحابة رضي الله عنهم .
وقال ابن أبي شَيْبة : أَوَّلُ مَن جَمَعَ الْقُرْآن ، ثم رَوَى بإسناده إلى عليّ رضي الله عنه أنه قال : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ هُوَ أَوَّلُ مَن جَمَعَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ .
وقال صَعْصَعة بن صَوْحَان : أَوَّل مَن جَمَعَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ ، وَوَرَّثَ الْكَلالَةَ أَبُو بَكْر . رواه ابن أبي شيبة .
والْجَمْع الثاني ؛ هو جَمْع عثمان ذي النّورين رضي الله عنه ، وهو الذي يُوافِق العَرْضَة الأخيرة التي عرَضَها جبريل عليه الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان مِن حياته عليه الصلاة والسلام .
قال عَليّ رضي الله عنه عن الْجَمْع الثاني - جَمْع عثمان رضي الله عنه - : يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَغْلُوا فِي عُثْمَانَ ، وَلا تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا فِي الْمَصَاحِفِ وَإِحْرَاقِ الْمَصَاحِفِ ، فَوَ اللَّهِ مَا فَعَلَ الَّذِي فَعَلَ فِي الْمَصَاحِفِ إِلاَّ عَنْ مَلأٍ مِنَّا جَمِيعًا . رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف .
وقد يُعبّر عن الْجَمْع بـ " التألِيف " .
قال زيد بن ثابت رضي الله عنه : كُنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نُؤلِّف القُرآن مِن الرّقاع . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .
وللفائدة :
هل ترتيب السّوَر في المصحف وتَسمِياتها والتجزيء والتّحزِيب مِن فِعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=178
مَن هو المخوّل والذي يَحِقّ له تفسير القرآن الكريم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12836
هل ضرب الزوجة في القرآن الكريم يعني الْمُبَاعَدَة والْمُفَارَقَة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12837
مَن أوّل من جمع القرآن ؟ وهل يصح أن يقال : حَفِظْت القرآن ؟
https://youtu.be/ZSb3EhztXQs
-
قالت أُمّي حَفِظها رَبّي :
الله يُغْنِيكُم غَنَاة به بِجَح
🕯 فتَذكّرت مُباشَرة حديث أم زَرْع ، وفيه :
قالَت الحادية عشرة : زَوجِي أبُو زَرْع ، وما أبو زَرْع ، أناس مِن حُلِيّ أُذُنَيّ ، ومَلأ مِن شَحْم عَضُديّ ، وبَجّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي . رواه البخاري ومسلم .
وفي " الصّحاح " : البَجَحُ : الفرَحُ .
قال النووي : وَمَعْنَاهُ : فَرّحَنِي فَفَرِحْتُ . (شرح صحيح مسلم)
🔶 قال ابن كثير في قوله تعالى عن الجِنّ : (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)[سورة اﻷحقاف 31] :
وقد استدل بهذه الآية مَن ذَهب مِن العلماء إلى أن الْجِنّ المؤمنين لا يَدخُلون الجنة ، وإنما جَزاء صَالِحيهم أن يُجَارُوا مِن عذاب النار يوم القيامة ؛ ولهذا قالوا هذا في هذا المقام ، وهو مَقَام تَبَجّح ومُبالغة فلو كان لهم جزاء على الإيمان أعلى مِن هذا لأوْشَك أن يَذكُروه .
(تفسير القرآن العظيم)
✅ الشاهد مِن هذا : جَمَال وقُوّة ومَتانَة وعَرَاقَة اللغة العربية ؛ فالكلمات التي تكلّم بها العربي قبل 1500 سنة أو أكثر يَفهَمُهما اليوم الطفل والكبير .
فكلمة (يد) و (رأس) و (رِجل) وغيرها : يَفهَمُهما حتى الطفل الصغير .
بينما كثير مِن اللغات - وعلى رأسها اللغة الإنجليزية - لا تُقرأ النصوص التي كُتِبت قبل 400 سنة إلاّ بِمُتَرجِم !
وكثير مِن اللغات استفادت مِن اللغة العربية ؛ كـ : السّواحِيلية ، الأوردِيّة ، الألْبَانِيّة ، والأسبَانِيّة ...
الله يُغْنِيكُم غَنَاة به بِجَح ، ويسعدكم .
-
تابِع لمعنى (التّبَجّح)
يأتي التّبَجّح بمعنى الفَخْر .
🔶 قال ابن كثير في قوله تعالى عن اليهود : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) :
فَأَظْهَرَ الْيَهُودُ أَنَّهُمْ سَعَوا فِي صَلْبِه وَتَبَجَّحُوا بِذَلِك .
🔸 وقال في قوله تعالى : (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ) :
قال عَلِيُّ بن أَبِي طَلْحَة عَن ابن عَبَّاس: أَكْثَرُ قَوْلِهِم يَكْذِبُونَ فِيه .
وَهَذا الذي قَالَه ابن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما هُوَ الْوَاقِعُ فِي نَفْسِ الأَمْر ؛ فإنّ الشُّعَرَاء يتَبجَّحُون بِأَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ لَم تَصْدُر مِنْهُم وَلا عَنْهُم ، فَيَتَكَثَّرُونَ بِمَا لَيْسَ لَهُم .
🔸 وقال في قوله تعالى : (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) :
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَن فِرْعَوْنَ وَتَمَرُّدِه وَعُتُوِّه وَكُفْرِه وَعِنَادِه : أنّه جَمَع قَوْمَه فَنَادَى فِيهِم مُتَبَجِّحًا مُفْتَخِرًا بِمُلْك مِصْر وَتَصَرُّفِه فِيها : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) .
(تفسير القرآن العظيم)
✅ وفي " لِسان العَرب " : وتَبَجَّحَ بِهِ : فَخَرَ. وَفُلانٌ يَتَبَجَّحُ عَلَيْنَا ويَتَمَجَّحُ إِذا كَانَ يَهْذي بِهِ إِعجابا ، وَكَذَلِك إذا تَمَزَّحَ بِهِ . قال اللِّحْيَانِيّ : فُلانٌ يَتَبَجَّحُ ويَتَمَجَّح ، أي : يَفْتَخِرُ وَيُبَاهِي بشيءٍ مَا . وَقِيلَ: يَتَعَظَّمُ . اهـ .
⭕️ وكثير مِن الناس يَستَعمِلون هذا الوَصْف (التّبَجّح) للتعبير عن قِلّة الحياء وصَفَاقَة الوَجْه !
وهذا يُقال له : صَفِيق أو سَفِيق ! ولا يُقَال له : بَجِيح !
قال الجوهري : ثوب سَفيق ، أي : صَفِيق ... ورَجُل سَفيقُ الوَجْه ، أي : وَقِح .
(الصِّحَاح)
-
الأمراض والابتلاءات كفّارات
💎لَمَّا نَزَلَتْ هذه الآية : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، إنا لَنُجَازَى بِكُل سُوء نَعمَله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يَرحمك الله يا أبا بكر ، ألستَ تَنْصب ؟ ألستَ تَحْزن ؟ ألستَ تُصيبك اللأواء ؟ فهذا ما تُجْزَون به . رواه الإمام أحمد وابن حِبّان ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي حديث عَائِشَة رَضِي اللَّه عنها عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا اشْتَكَى الْمُؤْمِنُ أَخْلَصَهُ اللَّهُ كَمَا يُخَلِّصُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيد . رواه البخاري في " الأدب الْمُفْرَد " ، وصححه الألباني .
💎 وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء أعرابي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل أخَذَتك أمّ مِلْدَم قطّ ؟
قال : وما أمّ مِلْدَم ؟
قال : حَرّ بَيْن الْجِلْد واللحْم .
قال : مَا وَجَدْتُ هَذا قَطّ .
قال : فَهَل أَخَذَك الصُّدَاعُ قَطّ ؟
قال : وَمَا الصُّدَاع ؟
قال : عُرُوقٌ تَضْرِبُ عَلَى الإِنْسَان فِي رَأْسِه .
قال : مَا وَجَدْتُ هَذا قَطّ .
قال : فَلَمَّا وَلَّى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أَحَبّ أن يَنْظُر إلى رَجُل مِن أَهْلِ النَّار فَلْيَنْظُر إلى هَذا . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " والنسائي في " الكُبرى " وابن حِبّان ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
🔶 قال ابن حِبّان جَعَل اللَّه جَلَّ وَعَلا الْعِلَلَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَالْغُمُوم وَالأَحْزَان سَبَبَ تَكْفِيرِ الْخَطَايَا عَن الْمُسْلِمِين ، فَأَرَادَ صلى الله عليه وسلم إِعْلامَ أُمَّتِه أنّ الْمَرء لا يَكَادُ يَتَعَرَّى عَن مُقَارَفَة مَا نَهَى اللَّهُ عَنه فِي أَيَّامِهِ وَلَيَالِيهِ ، وَإِيجَابِ النَّارِ لَه بِذَلِك إِن لَم يُتَفَضَّل عَلَيه بِالْعَفْو . فَكَأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مُرْتَهَنٌ بِمَا كَسَبَتْ يَدَاه . وَالْعِلَلُ تُكَفَّرُ بَعْضُهَا عَنه فِي هَذِهِ الدُّنْيَا ، لا أنّ مَن عُوفِيَ فِي هَذِه الدنيا يكون مِن أهلِ النار .
(الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان)
🔴 وجَاء أَعْرَابِيّ إلى أبي الدرداء رضي الله عنه ، فقال : مَا صُدِعْتُ قَطُّ ، وَلا حُمِمْتُ ، وَلا ، وَلا ، فقال أبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه : أَخْرِجُوه ، إنّ خَطَايَاك عَلَيْك كَمَا هِي ، مَا يَسُرُّنِي بِوَصَب وَاحِدٍ أُصِبْتُهُ حُمْرُ النَّعَم ، إنّ وَصَبَ الْمُسْلِمِ كَفَّارَة لِخَطَايَاهُ . (الزهد والرقائق لابن المبارك مع زوائد نُعيم بن حمّاد)
🔻قال ابن الأثير : الْوَصَب : دَوام الوَجَع ولُزومُه ... وَقَد يُطْلق الْوَصَبُ عَلى التَّعَب ، والفُتُورِ فِي البَدَن .
(النهاية في غريب الحديث والأثر)
🕯 قال ابن رَجَب : أول ما ابْتُدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن مَرَضه وَجَع رأسه ، ولهذا خَطَب وقد عَصَب رأسه بِعِصابة دَسْماء .
وكان صُداع الرأس والشّقِيقَة يَعْتَرِيه كَثيرا في حَيَاته ، ويَتَألّم منه أيّامًا .
وصُدَاع الرّأس مِن علامَات أهلِ الإيمان وأهلِ الْجَنّة .
(لطائف المعارف)
🔻 وكان الصحابة رضي الله عنهم مَع تَقواهم وتَخفّفهم مِن الذّنُوب يَرون أن ما يُصيبهم يكون كفّارة لهم ، وليس لهم فيه أجر
🔵 قال عِيَاض بن غُطَيْف : دَخَلْنَا عَلى أبِي عُبَيْدَة بن الْجَرَّاح نَعُودُه مِن شَكْوًى أَصَابَه ، وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ قَاعِدَةٌ عِنْد رَأْسِه ، قلنا : كَيف بَات أبو عُبَيْدَةَ ؟
قَالَت : وَاللهِ لَقَدْ بَاتَ بِأَجْرٍ .
فقال أبو عُبَيْدَة : مَا بِتُّ بِأَجْرٍ - وَكَان مُقْبِلا بِوَجْهِه عَلى الْحَائِط - فَأَقْبَل عَلى الْقَوْم بِوَجْهِه ، فقال : أَلا تَسْأَلُونَنِي عَمَّا قُلْتُ ؟
قَالُوا : مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْت ، فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ !
قال : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُول : مَن أنْفَق نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيل الله ؛ فَبِسَبْعِ مِائَة ، وَمَن أنْفَق عَلى نَفْسِه وَأَهْلِه ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا ، أَوْ مَازَ أَذًى ؛ فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا ، وَمَن ابْتَلاهُ اللهُ بِبَلاء فِي جَسَدِه ؛ فَهُوَ لَهُ حِطَّة . رواه الإمام أحمد والبَزّار ، وحسّنه الأرنؤوط .
📌هل المصيبة تكون بسبب الذنوب الصغيرة ؟ وهل يكون لي أجر بالصبر إذا كانت المصائب بسبب ذنوب ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16063
💊 تأملات في المَرض
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7935
-
مِن الحكمة واللطف بك أحيانا أن لا يكون لك تَفكير ولا تَقدِير ولا تَدبير في بعض المواقف
🛑 فّكر إبليس فقَاده تفكِيره وسُوء تَدبيره إلى الشقاء الأبدي .
📌 وأعْمَل فِرعون عَقْلَه ، فعاد فِكْره وَبَالاً عليه ..
(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ)
📚 قال ابن القيم : ما الذي أغرَقَ فِرعونَ وقومَه في البحر ، ثم نَقَلَ أرواحَهم إلى جهنمَ ؛ فالأجسادُ للغَرق ، والأرواحِ للحَرَق ؟
📌 وفكّر " الوَلِيد " الشّقِيّ وقَدّر ، فلُعِن وطُرِد ..
(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ)
🖊 نريد كلمة توجيهية عن الزلازل وما يحصل مِن الفِتن ونقص الأموال والثمرات
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8617
-
أعطني همّك..
مقطع قصير ومؤثر
https://youtu.be/tgpYhUihgvk
-
لا تَسْتَكثِر الدّقائق لِتَنَال شَرَف الدنيا والآخرة
🔻فَرِفْعَة الدنيا بِالقرآن :
💎 لَقِي نافعُ بنُ عبد الحارث عمرَ رضي الله عنه بِعُسْفَان ، وكان عُمر يَستعمِله على مكة ، فقال : مَن استعمَلتَ على أهل الوادي ؟
فقال : ابن أبْزَى .
قال : ومَن ابن أبْزَى ؟
قال : مَوْلًى مِن مَوَالِينا .
قال: فاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلى ؟
قال : إنه قارئ لِكِتاب الله عزّ وَجَلّ ، وإنه عَالِم بِالفَرائض .
قال عمر : أمَا إن نَبِيَّكُم صلى الله عليه وسلم قد قال : إن الله يَرفع بهذا الكتاب أقْواما ، ويَضَع بِه آخرين . رواه مسلم .
🔻 ورِفْعَة الحياة البَرْزَخِيّة بِالقرآن :
💎 قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم يَجْمَع بَيْن الرّجُلَيْن مِن قَتْلى أُحُد في ثوب واحِد ، ثم يقول : أيّهم أكثر أخَذًا للقُرآن ، فإذا أُشِير له إلى أحدهما قَدّمه في اللّحْد ، وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة . رواه البخاري .
🔻 ورِفْعَة الآخرة بِالقرآن :
💎قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِن النَّاسِ . قِيلَ : مَن هُم يَا رَسُول الله ؟
قال : أَهْلُ الْقُرْآن هُم أَهْل الله وَخَاصَّتُه . رواه الإمام أحمد والنسائي في " الكُبرى " وابن ماجه ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .
🕯 ماذا لو قيل لك : سيأتي الآن رَجُل مِن خاصّة الْمَلِك ، أو الرئيس ؟
كيف سَتَمْتدّ إليه أعناق الناس ، وكيف ستكون حفاوتهم به ؟
وأهل القرآن هُم أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُه . فأيّ شَرَف فوق هذا الشَّرَف ؟ وأي عِزّ أعظَم مِن هذا العِزّ ؟
💎 وفي الحديث : " يُقال لِصاحب القُرآن اقرأ وارْتَقِ ورَتِّل كمَا كُنت تُرَتِّل في الدنيا ، فإن مَنْزِلتك عند آخر آية تقرؤها " . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وصححه الألباني والأرنؤوط .
🔻 وقراءة القرآن شَرَف لِصاحِبه في الدنيا والآخِرة
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذرّ رضي الله عنه : عَلَيْك بِتِلاوَة الْقُرْآن وَذِكْرِ اللَّه ؛ فإنّه نُورٌ لَك في الأرض ، وَذُخْر لك في السماء . رواه ابن حِبّان وأبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " والبيهقي في " شُعَب الإيمان " ، وقال الألباني : صحيح لغيره .
✅ القرآن : فيه رَاحَة النفس ، وطُمأنية القَلب ، وانْشِراح الصّدر
فلا تستكثِر 10 دقائق بعد كل صلاة لتقرأ القرآن ، فإنك إذا فَعَلت ذلك قَرأت كل يوم 3 أجزاء ، وخَتَمت القرآن في 10 أيام .
وكم هي الأوقات الضائعة في غير فائدة ؟ بل ربما تكون سبب قَسوة القَلب وضِيق الصّدر .
🖋مَا الذي رَفَعَ قَدرَهم؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=10338
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5285
📌 اقْرَأ و ارْقَـأ
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9256
-
" إنْ لَم تَرِدْ فَاعْلَم بِأنّك هَالِك "
يا حَسْرَة الْمُفَرِّطِين بِسُنّتَه صلى الله عليه وسلم حينما يُطرَدُون عن حَوضِه
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُجَاء بِرِجَالٍ مِن أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِم ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُول : يَا رَبِّ أَصْحَابِي . فَيُقَالُ : لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ : (شَهِيدٌ) ، فَيُقَالُ : إِنَّ هَؤُلاء لَم يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلى أَعْقَابِهِم مُنْذ فَارَقْتَهُم . رواه البخاري ومسلم .
💎 وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه : قَال : قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُول : سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي . رواه البخاري ومسلم .
💎 وفي حديث أَبِى هُريرة رضي الله عنه أنّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال : أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَن حَوْضِى كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ ، أُنَادِيهِم : ألاَ هَلُمَّ . فَيُقَالُ : إِنَّهُم قَد بَدَّلُوا بَعْدَك ، فَأَقُول : سُحْقًا سُحْقًا . رواه مسلم .
🔵 قال ابن القيم : وُرُود النَّاس الْحَوْضَ وَشُرْبُهم مِنْهُ يَوْمَ الْعَطَش الأَكْبَر بِحَسَب وُرُودِهِم سُنَّةَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشُرْبِهِم مِنها ، فَمَن وَرَدَهَا فِي هَذه الدَّار وَشَرِبَ مِنها وَتَضَلَّع : وَرَدَ هُنَاك حَوْضَه وَشَرِب مِنه وَتَضَلَّع ، فَلَهُ صلى الله عليه وسلم حَوْضَان عَظِيمَان :
حَوْضٌ فِي الدُّنْيَا ، وَهُوَ سُنَّتُهُ وَمَا جَاءَ بِهِ .
وَحَوْضٌ فِي الآخِرَةِ .
فَالشَّارِبُونَ مِن هَذا الْحَوْض فِي الدُّنْيَا هُم الشَّارِبُون مِن حَوْضِه يَوْم الْقِيَامَة .
فَشَارِبٌ وَمَحْرُومٌ وَمُسْتَقِلٌّ وَمُسْتَكْثِرٌ .
وَالَّذِينَ يَذُودهُم هُوَ وَالْمَلائِكَةُ عَن حَوْضِه يَوْم الْقِيَامَة : هُم الَّذِينَ كَانُوا يَذُودُونَ أَنْفُسَهُم وَأَتْبَاعَهُم عَن سُنَّتِه ، وَيُؤْثِرُونَ عَلَيْهَا غَيْرَهَا .
فَمَنْ ظَمِئ مِن سُنَّتِه فِي هَذه الدُّنيا ، وَلَم يَكُن لَه مِنها شُرْبٌ ؛ فَهُو فِي الآخِرَة أَشَدّ ظَمَأً ، وَأَحَرّ كَبِدًا ...
فَإِنْ لَمْ تَرِدْ فَاعْلَم بِأَنَّك هَالِك .
(اجتماع الجيوش الإسلامية)
🔴 وإني لأستغرب أشدّ الاستغراب : أن يكون الرّجُل عاقِلاً ثُم يتّخِذ إمامًا ومَتبُوعا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُطيعه ويتّبِعه ، ويَتَعصّب له ، ويُقدِّم قَولَه على قَول المعصوم صلى الله عليه وسلم !
ويتّبِع تَعلِيمات الْحِزب أو الْجَمَاعة وإن خَالَفَت السُّنّة ..
فليَحذر كلّ الْحَذَر مِن الطّرْد والإبعاد يوم القيامة .
وفي مُحْكَم التّنْزِيل : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
قال أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل : أتَدرِي ما الفِتْنة ؟ الفِتْنة الشِّرْك ، لَعلّه إذا رَدّ بعض قَوله أن يَقَع في قَلبِه شَيء مِن الزَّيغ فَيَهْلِك .
📌 سؤال عن صِحة حديث : إني لكم فَرَط على الحوض ؟ والجواب عن شُبهة رِدّة الصحابة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4574
📹 محاضرة قصيرة .. وَرَثة ذي الخويصرة منتقدو العلماء والشريعة
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=21742
" إن لم ترِد فأنت هالك"
https://youtu.be/aez4CWBi-4c
-
مِن توقير النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله : أن لا يُعارَض قوله بِقول أحد مِن الناس كائنا مَن كان
كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : أُرَاهم سَيِهْلِكُون أقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقول : نَهَى أبو بكر وعمر . رواه الإمام أحمد .
وفي رواية : فقال ابن عباس : والله ما أراكم مُنْتَهِين حتى يُعذّبكم الله ، نُحَدّثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتُحَدّثونا عن أبي بكر وعمر .
(التمهيد)
هذا والمعارَضَة بِقَول مَن أُمِرْنا أن نَقتَدِي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : اقْتَدُوا بِاللّذَيْن مِن بَعدي : أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كان عبد الله بن عمر إذا بَيَّن لهم معنى كلام عُمر ، يُنَازِعونه في ذلك ، فيقول لهم : فَقَدِّرُوا أن عُمر نَهَى عن ذلك . أمْرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحَقّ أن تَتَّبِعُوه أم عُمر ؟
وكذلك كان عبد الله بن عباس إذا بَيّن لهم سُنة النبي صلى الله عليه وسلم في تَمَتّعه يُعارِضُونه بمَا تَوَهّمُوه على أبي بكر وعمر ، فيقول لهم : يُوشك أن تنزل عليكم حجارة مِن السماء . أقول لكم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر .
يُبَيّن لهم أنه ليس لأحدٍ أن يُعارِض سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم بِقَول أحدٍ مِن الناس ، مع أن أولئك المعارِضين كانوا يُخطئون على أبي بكر وعمر . وهُم سَواء كانوا عَلِمُوا حال أبي بكر وعمر أم أخطئوا عليهما ؛ ليس لأحدٍ أن يَدْفَع المَعْلوم مِن سُنّةرسول الله صلى الله عليه وسلم بِقَول أحدٍ مِن الخَلْق ، بل كُلّ أحدٍ مِن الناس فإنه يُؤخَذ مِن قَولِه ويُتْرَك إلاّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا مُتّفَق عليه بَين عُلماء الأمة وأئمّتها .
(مجموع الفتاوى)
من توقير النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله
https://youtu.be/EB71JLH4HKY
-
مِن فَضْل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَيْنا :
💎 أن أنقذنا الله به مِن النار .
وأن أخرَجَنا به مِن الظلمات إلى النور
وهَدَانا به مِن الضّلالة
وسَاقَ الله لنا البشارات على لسانه صلى الله عليه وسلم
قال الله عزّ وَجَلّ : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا)
وقال تبارك وتعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) .
🔷 قال الْحَلِيمي : مَعْلوم أن حُقوق رَسول الله صلى الله عليه أجَلّ وأعظَم وأكْرَم وألْزَم لَنا وأوْجَب علينا مِن حُقوق السَّادات على مَمَالِيكهم ، والآباء على أولادهم ؛ لأن الله تعالى أنْقَذَنا به مِن النار في الآخرة ، وعَصَم به لَنا أرْوَاحنا وأبْدَانَنا وأعرْاضَنا وأموالَنا وأهْلِينا وأولادَنا في العَاجِلة ، وهَدَانا به ، كمَا إذا أطَعناه أدّانا إلى جَنات النّعيم ، فأيَّةُ نِعمة تُوازِي هذه النِّعم ؟ وأيَّة مِنّة تُدانِي هذه الْمِنَن ؟
...
فَحَقّ علينا إذًا أن نُحِبّه ونُجِلّه ونُعَظِّمه
(شُعب الإيمان ، للبيهقي)
قال الله عزّ وَجَلّ : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ) .
🔵 قال الإمام السمعاني : وقوله : (وَتُعَزِّرُوهُ) أَي : تُعظِّموه .
وقوله : (وَتُوَقِّرُوهُ) أَي : تُفخِّمُوه وتَبَجّلُوه .
(تفسير القرآن)
📚 وقال ابن القيم : كل خير نَالَته أُمّته في الدنيا والآخرة ، فإنّما نَالَته على يَدِه ، فَجَمَع الله لأُمّته بِه بَيْن خَيْرَيّ الدنيا والآخرة .
(زاد المعاد)
🔶 فكيف لا تُحبّ القُلُوب مَن هذا بَعض وصْفِه ، وهذا بعض فضْلِه علينا ؟
توقير النبي صلى الله عليه وسلم
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13169
🖋 محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم : مِن كَريم صِفاته ومُعجزاته ودلائل نُبُوّته
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16496
📽 محاضرة قصيرة بِعنوان : مع النبي صلى الله عليه وسلم
https://www.youtube.com/watch?v=0zHiF8myZdU
📹 محاضرة قصيرة بِعنوان : مِن فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=22123
مِن فَضْل رسول الله ﷺ علينا
https://youtu.be/FdGf8tBoOkA
-
خُطُورة التّرَحُّم على الكُفّار
والدعاء بالرحمة لمن مَات على الكُفر : كُفْرٌ بالله
💎 جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أبي كان يَصِل الرّحِم ، وكان وكان ، فأين هو ؟ قال : " في النار " قال : فكأنه وَجَد مِن ذلك ، فقال : يا رسول الله ، فأين أبُوك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حيثما مَرَرت بِقَبْرِ مُشْرِك فبَشّره بِالنار . قال: فأسْلَم الأعرابي بَعدُ ، وقال : لقد كَلّفَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم تَعَبًا ، مَا مَرَرتُ بِقَبْر كَافِر إلاّ بَشّرْته بِالنار . رواه ابن ماجه ، وَصحّحه الألباني .
ورواه الإمام أحمد وأبو داود مِن حديث أنس رضي الله عنه مُختَصَرا .
🔶 قال الإمام القَرَافِي عن مسألة مِن الدُّعَاءِ كُفْر ، وذَكر الأنواع ، وذَكَر منها :
أَنْ يَطْلُبَ الدَّاعِي نَفْيَ مَا دَلَّ السَّمْعُ الْقَاطِعُ مِن الْكِتَاب وَالسّنّة عَلَى ثُبُوتِهِ وَلَهُ أَمْثِلَة :
الأول : أن يَقُول : اللَّهُم لا تُعَذِّب مَن كَفَر بِك ، أَوْ اغْفِر لَه ، وَقَد دَلَّت الْقَوَاطِعُ السَّمْعِية عَلى تَعْذِيب كُلِ وَاحِد مِمن مَات كَافِرًا بِاَللَّه تَعَالى ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِه) ، وَغَيْر ذَلِك مِن النُّصُوص ؛ فَيَكُونُ ذَلِك كُفْرًا ؛ لأنه طَلَبٌ لِتَكْذِيب اللَّه تَعَالَى فِيمَا أَخْبَر به ، وَطَلَبُ ذَلِك كُفْرٌ . فَهَذَا الدُّعَاءُ كُفْرٌ
الثَّاني : أن يَقول : اللَّهُم لا تُخَلِّد فُلانًا الْكَافِرَ فِي النَّار ، وَقَد دَلَّت النُّصُوص الْقَاطِعَة عَلى تَخْلِيد كُلِّ وَاحِد مِن الْكُفَّار فِي النَّار ، فَيَكُونُ الدَّاعِي طَالِبًا لِتَكْذِيب خَبَر اللَّه تَعَالَى ؛ فَيَكُونُ دُعَاؤُهُ كُفْر .
(الفُرُوق)
🔵 والكافر لا تَشْمَله الرّحْمَة ، ولا يُدخِله الله في رحمته .
قال الله عزّ وجَلّ : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) ، والكافِر لا يدخل في هذا الوَصْف .
ولا يَدخُل في قوله تبارك وتعالى : (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ) وإنما يَدخُل في آخِر هذه الآية : (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) .
وسبق :
🔴 ما حُكم مدح الكفّار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4606
🖌 ما الرد على مَن يقول إنه لا ولاء ولا براء في الرياضة ، ويستشهد بمشاهدة عائشة لِلَعب الأحباش؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14361
🎙 خُطبة جمعة عن .. (الاحتفاء بالكفار)
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17623