-
افتِقار الْخَلْق إلى الله عَزّ وَجَلّ
لم أرَ فَقْر البَشرِية وافتِقارها وضَعفها أكثر مما هو في المشهَد الماثِل اليوم في العالَم أجْمَع !
لا المال أغنى أو دَفع
ولا مَفَر ولا مَلجأ مِن الله إلاّ إليه
اقرأ بِتَدبّر : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) .
وتأمّل في أذكار النوم :
اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إلَيك ، وَفَوَّضْت أَمْرِي إلَيك ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيك ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إلَيك ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاّ إلَيك . رواه البخاري ومسلم .
فلا مَلجأ ولا مَعاذ ولا مَهرَب ولا مَفَرّ مِن الله إلاّ إليه .
وفي الإنذار : (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)
قال ابن القيم : فِرَار السّعداء : الفِرَار إلى الله عَزّ وَجَلّ ، وفِرَار الأشقياء : الفِرَار منه لا إلَيه .
وأما الفِرَار منه إليه ؛ فَفِرَار أولِيائه . (مدارج السالكين)
ففِرّوا إلى الله.. أسعدكم الله .
-
انتِصار الله لأوْلِيائه : دَعْوتَان مُجَابَتَان
🔵 قال عامر بنُ سعد بن أبي وقّاص : أقبل سَعْدٌ مِن أرضٍ له ، فإذا الناس عُكوف على رَجُل ، فاطّلع فإذا هو يَسبّ طلحة والزبير وعَلِيّا ، فنَهَاه ، فكَأنّمَا زادَه إغْراء ، فقال : وَيلَك ! ما تُريد إلى أن تَسبّ أقوامًا هُم خُير مِنك ، لَتَنْتَهِيَنّ أو لأدْعُونّ عليك ، فقال : هِيه ! فكَأنّما تُخَوّفني نَبِيًّا مِن الأنبياء .
فانطلق [سعد] فَدَخَل دَارًا ، فتَوضّأ ودَخَل المسجد ، ثم قال : اللهم إن كان هذا قد سَبّ أقوامًا قد سَبَق لهم مِنك خير ، أسْخَطَك سَبّه إياهم ، فأرِني اليوم به آية تكون آية للمؤمنين . قال : وتخرج بُخْتِيّة من دار بني فلان نادّة لا يَردّها شيء ، حتى تَنتْهي إليه ، ويَتَفَرّق الناس عنه ، فتَجعَله بين قوائمها ، فتَطؤه حتى طَفئ . قال : فأنا رأيته يَتْبَعه الناس ويقولون : استجاب الله لك أبا إسحاق ، استجاب الله لك أبا إسحاق . رواه الطبراني ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ، ورواه ابن أبي شيبة مُختَصَرا مِن طريق مُصْعَب بن سَعْد عن أَبِيه .
قال الإمام الذهبي : في هذا كَرَامَة مُشْتركَة بَيْن الدَّاعِي وَالَّذينَ نِيْلَ مِنْهُم . (سِيَر أعلام النبلاء) .
🔵 2 - قال علي بن زيد بن جُدعان : كنت جالِسا إلى سعيد بن المسيب ، فقال : يا أبا الحسن ، مُر قائدك فيَذهب بك ، فينظر إلى وَجْه هذا الرّجُل وإلى جَسَدِه ، فانطلَق فإذا وَجْهه وَجْه زِنْجِيّ ، وجَسَده أبيض فقال سعيد : إني أتَيتُ على هذا وهو يَسبّ طلحة والزبير وعليا عليهم السلام ، فنَهَيته ، فَأبَى ، فقلت : إن كنتَ كاذِبا فَسَوّد الله وَجْهك ، فخَرَجَتْ في وَجهه قُرْحة فاسْوَدّ وَجْهه . رَوَاه ابن أبي الدنيا في " مجابو الدعوة " ، ومِن طَرِيقه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
فادعوا الله وأنت موقِنون بالإجابة
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادْعُوا اللَّه وَأَنْتُم مُوقِنُون بِالإِجَابَة ، وَاعْلَمُوا أنّ اللَّه لا يَسْتَجِيب دُعَاءً مِن قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ . رواه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عَمرو رضي الله عنهما ، ورواه الترمذي مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وحسّنه الألباني .
🔦 قال مُطَرِّف : نَظَرْت في بَدْء هَذا الأَمْر مِمَّن هُو ؟ فإذا هُو مِن الله تعالى . قال : قُلْت : فَعَلَى مَن تَمَامُه ؟ فإذا هُو عَلى الله تَعَالى ، وَنَظَرْت مَا مِلاكُه ؟ فإذا مِلاكُه الدُّعَاء . رواه ابن أبي شيبة وأبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " .
🖌 هل يوجد دعاء مستجاب مِن القرآن والسنة لقضاء الحوائج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18738
-
قِف مع قوله تعالى : (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى)
ما صَنَعتَه اليوم سَتَراه غدا ..
ثم قِف مع آية طالَما سمعتها ومرّت عليك كثيرا ، وهي قوله تبارك وتعالى : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ)
غدا سترى ما صنعته يداك
مقطع قصير في 3 دقائق
https://www.youtube.com/watch?v=7ZWS2s3ABlU
-
حُبّ الصّالِحِين للصلاة
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَرَرْتُ على موسى ليلة أُسْرِي بي عند الكَثِيب الأحْمَر ، وهو قائم يُصلّي في قَبْرِه . رواه مسلم .
🟠 قال ثَابِت البُناني : اللهم إن كُنتَ أعطَيْتَ أحدًا الصلاة في قَبْره فأعطِنِي الصلاة في قَبْرِي . رواه ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في " القُبُور " وأبو نُعيم في " حلية الأولياء " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .
🔻 وسُئلت ابْنَة ثابِت : ما كان عَمَل أبِيك ثابِت ؟
فقالت : كان يقوم الليل خمسين سَنة ، فإذا كان السّحَر قال في دُعائه : اللهم إن كنتَ أعْطَيْتَ أحدًا مِن خَلْقِك الصلاة في قَبْرِه فأعْطِنِيها . فمَا كان الله ليَردّ ذلك الدعاء .
قال الإمام الْمِزّي : ويُقال : إن هذه الدّعوة استُجِيبت لَه ، وأنه رُئي بعد مَوْته يُصلّي فِي قَبْرِه .
(تهذيب الكمال)
وذَكَره الذهبي في " سِيَر أعلام النبلاء " .
🟤 وكان الربيع بن خُثيم يُقاد إلى الصلاة ، وكان به الفالِج [ الشّلَل ] فقِيل له : يا أبا يزيد ، إنه قد رُخِّص لك في ذلك . قال : إني أسمع حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، فإن استطعتم أن تأتُوها ولو حَبْوًا . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
وفي رواية : أصاب الرّبِيع الفَالِج ، فكان يُحمَل إلى الصلاة ، فقيل له : إنه قد رُخّص لك . قال : قد عَلِمْتُ ، ولكن أسْمَع النداء بِالفَلاح !
🔴 وأصاب عبد الواحد بن زيد الفَالِج ، فسَأل الله أن يُطْلِقه في وَقت الوُضوء ، فإذا أراد أن يَتَوضأ انْطَلَق ، وإذا رَجَع إلى سَرِيره عادَ عليه الفَالِج . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
-
كم من كلمة طيبة أصلحت أقواماً وصنعت مجداً وبنت صرحاً وخلدت ذكراً..
ومن جميل ما يروى في ذلك أن البخاري رحمه الله الف صحيحه لما قال شيخه إسحاق بن راهويه ( لو جمعتم كتاباً مختصراً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ) فوقع ذلك في قلبه .
وكذا الإمام الذهبي رحمه الله اشتغل بالحديث حتى صار من أئمة الحديث لما قال له شيخه البرزالي : خطك يشبه خط المحدثين ..
-
بهجة الحياة في حب الصحابة للصلاة
مقطع قصير في دقيقة و35 ثانية
https://www.youtube.com/watch?v=pLA7SZX9QZ8
-
حَرِصُوا على الصلاة حتى الْمَمَات ؛ فَخُتِم لهم بِخَيْر
💎 قال أبو الزاهِرِية : سَمِعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول : إني لأرجو أن لا يَخْنُقَني الله عزّ وَجَلّ كما أراكم تُخْنَقُون عند الموت قال : فَبَيْنما هو يُصَلّي في جَوْف الليل قُبِض وهو ساجد ، فَرَأت ابْنَته أن أباها قد مات ، فاسْتَيْقَظَت فَزِعَة ، فنادت أمّها : أين أَبِي ؟ قالت : في مُصَلاّه ، فَنَادَته فَلم يُجِبْها ، فأيْقَظَته فوَجَدته ساجِدا ، فحَرّكَته فَوَقَع لِجَنْبه مَيتا . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔶 وسَمِع عامِرُ بن عبد الله بن الزبير المؤذّن ، وهو يَجُود بِنَفسِه ، ومَنْزِله قَريب مِن المسجد فقال : خُذُوا بِيِدي ، فقيل له : إنك عَلِيل ! قال : اسْمَع دَاعِي الله فلا أُجِيبه ؟! فاخَذُوا بِيدِه ، فَدَخَل في صلاة المغرب فَرَكَع مع الإمام رَكْعة ثم مَات رحمه الله .
(التمهيد ، لابن عبد البر ، وَصِفة الصفوة ، لابن الجوزي ، وسِيَر أعلام النبلاء ، للذهبي)
🔹 قال الإمام الذهبي في ترجمة زُرَارَة بن أَوْفَى : صَحّ أنه قَرأ في صلاة الفَجر ، فلمّا قَرأ : (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) خَرّ مَيتا .
(سِيَر أعلام النبلاء)
وقصته رواها ابن سعد في " الطبقات الكبرى " .
🔸 وفي ترجمة يعقوب بن إبراهيم البزاز : مات وهو ساجِد في ليلة الجمعة .
(تاريخ بغداد)
-
الناس تشتاق ، وتختلف أشتياقاتهم ..
اشتاق الأنبياء والصالحون ..
فلأيّ شيء كان شوقهم ؟
وما هو أعظم الشوق ؟
هل أنت من المشتاقين ؟
مقطع قصير في دقيقة و30 ثانية
https://youtube.com/watch?v=JjnmBfKr...ature=youtu.be
-
ما أزهَد الناس في الخير
في هذه الأوضاع التي لَزِم كثير مِن الناس بُيوتهم ، يَزهَد بعضهم في أداء النوافِل ، رَغْم خِفّتها ، وعِظَم أجْرِها
💎 قال عُبيد بن عُمير لأمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها : أخْبِرِينا بِأعجَبِ شيء رأيتِه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : فَسَكَتَت ثم قالت : لَمّا كان لَيْلة مِن الليالي ، قال : يا عائشة ذَرِيني أتَعبّد الليلة لِرَبّي .
قلت : والله إني لأُحِبّ قُرْبك ، وأحِبّ ما سَرّك .
قالت : فقام فتَطَهّر ، ثم قام يُصلّي ، قالت : فلم يَزَل يَبْكِي حتى بَلّ حِجْرَه ، قالت : ثم بَكى فلم يزل يبكي حتى بَلّ لِحْيَته ، قالت : ثم بَكى فلم يَزل يَبْكي حتى بَلّ الأرض ، فجاء بلال يُؤذِنه بِالصلاة ، فلمّا رَآه يَبْكي ، قال : يا رسول الله ، لِمَ تَبْكِي ، وقد غَفَر الله لك ما تَقدّم وما تأخّر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ، لقد نَزَلَت عليّ الليلة آية ، وَيْل لِمَن قَرَأها ولم يَتَفَكّر فيها : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) الآية كُلَّها [آل عمران: 190] . رواه ابن حِبّان وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ، وحسّنه الألباني وَصحّحه الأرنؤوط .
☑️ من يَشتري الدّار في الفِرْدوس يَعمُرها * بِرَكعة في ظلام الليل يُحيِيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * إلاّ التي كان قبل الموت يَبْنِيهـا
فإن بَنَاها بِخَير طاب مَسْكنه *** وإن بَنَاها بِشَرّ خَاب بَانِيها
🔸 صلاة النّوافل : عددها ، أوقاتها ، شروطها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4891
🔹 هل صلاة النوافل على الإطلاق أفضل في البيت حتى لو كنا في المسجد الحرام أو المسجد النبوي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8740
🔸 ما النوافل التي يحب الله بها عَبدَه ؟ وهل قراءة القرآن مِن النوافل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5010
📌 أرشدوني إلى ما يُحبب إليّ ربي ، والأمور المعينة على ذلك
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5008
📋 خطبة جُمعة : فوائد الصلاة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12160
-
هذا اجتهادهم في حال كِبَر السِّنّ والضّعْف ، فكيف كان اجتهادهم في حال الشباب والقوّة ؟
🔶 قال أبو إسحاق السَّبِيعي : ذَهَبت الصلاة مِنّي وضَعُفت ، وإني لأُصَلّي وأنا قائم ، فمَا أقرأ إلاّ البقرة وآل عمران . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔸 وقال ابْنُه يُونس : كان أَبِي يَقْرأ كُلّ لَيْلة ألْف آية .
📌 وقال العلاء بن سالم العبدي : ضَعُف أبو إسحاق عن القيام ، فكان لا يَقدِر أن يَقوم إلى الصلاة حتى يُقام ، فإذا أقامُوه فاسْتَتَمّ قائما قَرأ ألْفَ آية وهو قائم .
(سِيَر أعلام النبلاء ، للذهبي)
🕯 وقال أبو الأحْوَص : قال لنا أبو إسحاق : يا معشر الشّبَاب ، اغْتَنِموا – يعني : قُوّتَكم وشَبَابَكم- قَلّمَا مَرّت بِي لَيْلة إلاّ وأنا أقرأ فيها ألْف آية ، وإني لأقْرأ البَقَرة في رَكْعة . رواه الحاكم ، ومِن طريقِه : رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " ، ومِن طريقه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
🔹 رَوَى الوليد بن علي عن أبيه ، قال : كان سُويْد بن غَفَلَة يَؤمّنا ، فيَقوم بِنَا في شهر رمضان وهو ابن عشرين ومائة سَنَة . رواه ابن أبي شيبة .
-
كلمات مِن القلوب .. فأصغُوا إليها بِقلوبكم
المقطع الأول : لِسماحة شيخنا الإمام العلامة : ابن باز عليه رحمات الله
https://www.youtube.com/watch?v=Ss_Yw8SwEjE
والمقطع الثاني لمعالي الشيخ العلامة محمد الشنقيطي حفظه الله .
https://www.youtube.com/watch?v=sI28BnRnIP4
-
حكم قول : (الله وكبر)
وخطورة هذا اللفظ إذا كان في تكبيرة الإحرام .
لشيخنا الإمام العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله .
https://youtu.be/nHjOulR4Hmc
-
في وصايا الأنبياء : لُزُوم البُيوت للسّلامة مِن الإثم ؛ فإن مَن خَرَج مِن بَييْتِه لَزِمَته أمور ، منها :
إنكار الْمُنكَر ، وغضّ البصر ، وردّ السلام ، وإغاثة الملهوف ..
قال عيسى ابن مريم عليه السلام : طُوبَى لِمَن بَكى على خطيئته ، وخَزَن لِسانه ، ووَسِعه بَيْته . رواه ابن المبارك في " الزّهد " ، وَوَكِيع في " الزهد " ومِن طريقِه : رواه الإمام أحمد في " الزهد " وابن أبي الدنيا في " الصمت " .
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله ما النّجَاة ؟
قال : امْلِك عليك لِسَانك ، وليَسَعك بَيْتك ، وابْكِ على خَطِيئتك . رواه الإمام أحمد والترمذي وحسّنه ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طُوبى لِمَن مَلَك لِسَانه ، ووَسِعه بَيْته ، وبَكَى على خَطِيئته . رواه أبو داود في " الزهد " والطبراني في " الصغير " ، وحسّنه الألباني .
وفي وَصِيّته صلى الله عليه وسلم لأبي ذرّ رضي الله عنه في وَقت الفِتَن والقِتال فيها :
تَلْزَم بَيْتك . قال أبو ذر رضي الله عنه قلت : فإن دُخِل عليّ بَيْتِي ؟ قال : فإن خَشِيت أن يَبْهَرك شُعَاع السّيْف ، فألْقِ ثَوبك على وَجْهك يَبُوء بِإثْمِك وإثْمِه . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
-
قَومٌ يُريدُون النّجَاة ؛ فَتَزوّدُوا لِمَا أمَامَهم
🔵 قِيل للأَحْنَف بن قَيْس : إنك كَبِير ، وَالصَّوْم يُضْعِفُك .
قال : إنِّي أُعِدُّه لِسَفَر طَوِيْل .
(سير أعلام النبلاء)
🔵 ويُروَى عن الأصمَعِي أنه قال : هَجَم عليَّ شهر رمضان وأنا بمكة ، فخَرَجْت إلى الطائف لأَصُوم بها ، هَربًا مِن حَرّ مكّة ، فلقِيني أعرابي ، فقلت له : أين تُريد ? فقال : أريد هذا البلد المبارك لأَصُوم هذا الشهر المبارَك فيه . فقلت له : أما تَخاف الْحَرّ ? فقال : مِن الْحَرّ أفِرّ .
وهذا الكلام نظير كلام الربيع بن خثيم ، فإن رجلاً قال له - وقد صَلّى ليلةً حتى أصبح - أتْعَبتَ نفسَك ، فقال : راحتَها أطلُب ، إن أفْـرَه العَبيد أكْيَسُهم .
(الكامل في اللغة والأدب)
-
لا يَشتَكُون ، ولا يَتَشَكّون ! بل يَصبِرون ويَحتَسِبُون
🟤 قال مُغِيْرَة : ذَهَبَتْ عَيْنُ الأَحْنَف بن قَيْس ، فقال : ذَهَبَتْ مِن أَرْبَعِيْنَ سَنَة ، مَا شَكَوْتُهَا إلى أَحَد .
(سير أعلام النبلاء)
🔵 قال ابن الجوزي : كُنّا نَجْلس إلى الوزير ابن هُبَيْرَة ، فيُمْلِي علينا كتابه " الإفصاح " ، فبينا نحن كذلك إذْ قَدِم رَجُل - معه رَجُل ادّعى عليه أنه قَتل أخاه ، فقال له عَوْن الدّين [ابن هُبَيْرَة] : أقتَلْته ؟
قال : نعم ، جَرَى بيني وبينه كلام ؛ فَقَتَلْته .
فقال الْخَصْم : سَلّمه إلَيْنا حتى نَقْتُله ، فقد أقَرّ بِالقَتل .
فقال عَوْن الدّين : أطلِقُوه ولا تَقْتُلوه .
قالوا : كيف ذلك ، وقد قَتَل أخَانا ؟
قال : فتَبِيعُونِيه ، فاشتراه منهم بِستمائة دينار ، وسَلّم الذهب إليهم وذَهَبوا ، فقال للقاتِل : اقعُد عندنا لا تَبْرَح .
قال : فجَلَس عندهم ، وأعطاه الوَزِير خَمْسِين دينارا .
قال : فقُلنا للوزير : لقد أحسنتَ إلى هذا ، وعَمِلت معه أمرا عظيما ، وبَالَغَت في الإحسان إليه !
فقال الوزير : مِنْكم أحَد يَعلَم أن عَيْنِي اليُمْنى لا أُبْصِر بها شيئا ؟
فقلنا : معاذ الله ، فقال : بلى والله . أتَدْرُون ما سبب ذلك ؟
قلنا: لا .
قال : هذا الذي خَلّصْتُه مِن القَتْل جاء إلي وأنا في الدّور ومعي كِتاب مِن الفِقه أقرأ فيه ، ومعه سَلّة فاكهة ، فقال : احْمِل هذه السّلّة ، قلتُ له : ما هذا شُغْلِي ، فاطْلُب غَيْري ، فشَاكَلَني ، ولَكَمَنِي فقَلَع عَيْني ، ومَضَى ، ولم أرَه بعد ذلك إلى يَومِي هذا .
فَذَكَرت ما صَنَع بِي ، فأرَدت أن أُقَابِل إساءته إليّ بِالإحسان مع القُدْرة .
(ذيل طبقات الحنابلة ، وشَذَرَات الذّهب)
🔴 رَأَى بَعْضُهُم رَجُلا يَشْكُو إلى آخَر فَاقَةً وَضَرُورَةً ، فقال : يَا هَذا ! تَشْكُو مَنْ يَرْحَمُك إلى مَنْ لا يَرْحَمُك ، ثُمَّ أَنْشَدَه :
وَإِذَا عَرَاك بَلِيَّةٌ فَاصْبِرْ لَهَا *** صَبْرَ الْكَرِيمِ فَإِنَّهُ بِك أَعْلَمُ
وَإِذَا شَكَوْت إلى ابْنِ آدَمَ إنَّمَا *** تَشْكُو الرَّحِيمَ إلى الذي لا يَرْحَمُ
(غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)