-
جَوامِع الْخَيْر
قال مُطَرّف بن عبد الله : تَذَكّرت ما جِمَاع الْخَيْر ، فإذا الخير كَثير : الصوم والصلاة ، وإذا هو في يَدِ الله عزّ وَجَلّ ، وإذا أنت لاَ تَقْدِر على ما في يَدِ الله عزّ وَجَلّ إلاّ أن تسأله فيُعْطِيك ؛ فإذا جِمَاع الْخَيْر : الدّعَاء . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " .
🔹 قال ابن القيم رحمه الله : إذا كان كلُّ خيرٍ أصله التوفيق ، وهو بِيـدِ الله لا بِيَـدِ العبـد ؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصِدقِ اللجأ والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أَعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يَفتَح لـه … وما أُتي من أُتي ، إلاّ مِن قِبَل إضاعةِ الشكر وإهمالِ الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظَفِر – بمشيئة الله وعونه – إلاَّ بِقِيامه بالشكر وصِدق الافتقار والدعاء . اهـ .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما العَمل في أيام العَشر أفضل مِن العَمل في هذه . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلاّ رَجُل خَرَج يُخَاطِر بِنَفْسِه ومَالِه فلم يَرْجِع بِشيء . رواه البخاري .
🔸 وفى رواية للدّارِمِيّ : مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ وَلا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الأَضْحَى . قِيلَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ . قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ .
🔹 قال ابن رَجَب : هذا الحديث حديث عظيم جليل .
🔘 وهذا الحديث نَصّ في أن العَمَل المفْضُول يَصير فَاضِلا إذا وَقَع في زمان فاضِل ، حتى يَصِير أفضل مِن غيره مِن الأعمال الفاضلة ؛ لِفَضْل زَمَانِه .
🔘 وفيه أن العَمل في عشر ذي الحجة أفضل مِن جميع الأعمال الفاضلة في غيره ، ولا يُستثنى مِن ذلك سِوى أفضل أنواع الجهاد ، وهو أن يَخْرُج الرّجُل بِنَفْسِه ومَالِه ثم لا يَرْجِع مِنْهُما بِشَيء .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (2)
نَوّه الله بشأن عَشْر ذِي الْحِجَّة
🔸 قال الإمام البغوي في تفسيره : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) يَعْنِي : عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ .
🔘 قال الإمام البخاري : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) : أَيَّامُ العَشْرِ ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا . وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (4)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل أيام الدّنيا أيام العَشْر . رواه البَزّار ، وصححه الألباني .
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f538.png ورَوَى الحسَن عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : كان يُقَال في أيام العَشْر : بِكُلّ يَوم ألْف ، ويوم عَرَفة عَشْرة آلاف يوم . يعني في الفَضْل . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f539.png قال البيهقي : وهذا إنما يَختَلِف بِاخْتِلاف الصائمين في الإخلاص والتّحَفّظ في الصّوم ، فَكُلّ مَن كان أشدّ تَحَفّظا وأكثر يَقِينًا ؛ كان صَومه أكثر ثَوابًا . وبالله التوفيق . وهذا إنما يُسْتَحَبّ لِغَيْر الْحَاجّ . اهـ . يعني : صيام يوم عرفة .
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f518.png قال أبو عثمان النّهْدِي : كانوا يُعَظّمون ثلاث عشرات : العشر الأخير مِن رمضان ، والعشر الأول مِن ذي الحجة ، والعشر الأول مِن مُحرّم (لطائف المعارف ، لابن رَجَب)
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (6)
تعاهَدوا الْمَحَاوِيج ؛ فإن تعاهُدهم والقيام على شُؤونهم خير كثير وأجْر كبير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : السّاعي على الأرْمَلَة والْمِسْكِين كَالْمُجَاهِد في سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم النهار . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : وكَالقائم لا يَفتُر ، وكَالصائم لا يُفطِر .
-
لا يلزم أن تكون ثريّا لتتعاهد المحاويج
قال ابن عمر : أُهدِي لِرَجُل مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة ، فقال : إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا مِنّا ، فبعثه إليهم ، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات ، حتى رجعت إلى أولئك ، فنزلت : (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِم) .
وذكره الثعلبي عن أنس قال : أُهدِي لِرَجُل مِن الصحابة رأس شاة وكان مجهودا ، فوجّه به إلى جارٍ له ، فتَداوَلتْه سبعة أنفس في سبعة أبيات ، ثم عاد إلى الأول ، فنزلت : (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِم) الآية .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)
-
تعاهُُد المحاويج
قال سعيد بن المسيب : لأن أُشبع كبدا جائعة أحب إليّ مِن حجة بعد حجة .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (8)
بُشرى
رَوَى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أَهَلّ مُهِلّ قَطّ إلاّ بُشّر ، ولا كَبّر مُكَبّر قَطّ إلاّ بُشّر .
قيل : يا رسول الله ، بِالجَنّة ؟
قال : نعم . رواه الطبراني في " الْمُعجَم الأوسط " ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح .
وحسّنه الألباني .
-
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (9)
الدعاء يوم عرفة تُرجَى إجابته حتى لِغير الحاج ؛ لِقوله عليه الصلاة والسلام : خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيُّون مِن قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . رواه الترمذي مرفوعا ، وهو حديث حسن بمجموع طُرقه .
🔸 قال ابن عبد البر عن هذا الحديث : وفيه تفضيل الدعاء بعضه على بعض ، وتفضيل الأيام بعضها على بعض ، ولا يُعرف شيء مِن ذلك إلاّ بِتَوقِيف ، فقد ثبت في يوم الجمعة ويوم عاشوراء ويوم عرفة ...
وجاء الاستدلال بهذا الحديث على أن دعاء عَرفة مُجَاب كُله في الأغلب إن شاء الله إلاّ للمُعتدِين في الدعاء بِمَا لا يُرضي الله . اهـ .
🔸 وفي هذا الحديث أن الثناء على الله دعاء ..
قال الحسين بن الحسن المروزي :
سألت سفيان بن عيينة، عن تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير" ، وإنما هو ذِكر ليس فيه دعاء .
قَالَ سُفْيَانُ : أَتَدْرِي مَا قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ حِينَ أَتَى ابْنَ جُدْعَانَ يَطْلُبُ نَائِلَهُ وَمَعْرُوفَهُ ؟
قُلْتُ : لا .
قَال َ: لَمَّا أتاه قال :
أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي ...
حِباؤُكَ أَنَّ شِيمَتَكَ الْحِبَاءُ
إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا ...
كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ
قَالَ سُفْيَانُ : فَهَذَا مَخْلُوقٌ حِينَ يُنْسَبُ إِلَى الْجُودِ قِيلَ يَكْفِينَا مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى حَاجَتِنَا ، فَكَيْفَ بِالْخَالِقِ ؟
-
عِزّة النّفْس .. لا تَسْأل ولو تَمْرَة !
عن إبراهيم النّخَعِي أنه بَلَغَه أن تَمِيم بن سَلَمة خَرَج يوم الفِطْر ومعه صاحِب له ، فقال لصاحبه : هل طَعِمْتَ شيئا ؟ قال : لا ، فمَشَى تَمِيم إلى بَقّال فسَأله تمرة أن يُعطِيه ، أو غير ذلك ففَعل ، فأعطاه صاحِبه فأكَله .
فقال إبراهيم : مَمْشَاه إلى رَجل يَسْأله ، أشدّ عليه مِن تَرْكه الطعام لو تَرَكه .
-
خماسيات
🔸 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ". رواه البخاري ومسلم.
🔹 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مَضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ مُنِعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلاّ سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله إلاّ جعل الله بأسهم بينهم ". رواه ابن ماجه، وحسّنه الألباني .
🔸 عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمسٔ من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة : من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن ، وصام رمضان ، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا ، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه ، وأدى الأمانة . قالوا : يا أبا الدرداء وما أداء الأمانة ؟ قال : الغُسل من الجنابة ؛ فإن الله لم يأمن ابن آدم على شئ مِن دينه غيرها . رواه أبو داود .
🔘 قال الإمام الشافعي : خير الدنيا والآخرة في خمس خصال :
غِنى النفس ، وكفّ الأذى ، وكسب الحلال ، ولباس التقوى ، والثقة بالله تعالى على كل حال .
-
سُداسِيات
🔸 قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " اضمنوا لي سِتّا مِن أنفسكم أضمن لكم الجنة :
اصدُقوا إذا حَدّثتم، وأوفُوا إذا وَعَدتم، وأدّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فُروجكم، وغُضّوا أبصاركم، وكُفّوا أيديكم ". رواه الإمام أحمد ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
🔸 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ خِصَالا سِتّا :
إمرة السفهاء، وكثرة الشّرَط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونَشْوا يتّخذون القرآن مزامير يُقدّمونه يُغنّيهم، وإن كان أقلّ منهم فِقْها " ، رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
🔹 وقال محمد بن منصور : سِتّ خِصال يُعرف بها الجاهل :
الغضب في غير شيء، والكلام في غير نفع ، والعِظَة في غير موضعها ، وإفشاء السّر ، والثّقة بِكل أحَد ، ولا يَعرِف صَديقه مِن عَدوّه .
(حلية الأولياء)
🔘 وقال أبو عمرو بن العلاء : كان أهل الجاهلية لا يُسَوّدون إلاّ مَن كانت فيه ست خصال : السخاء ، والجِدة ، والحِلم ، والصبر ، والتواضع ، والتأنّي ، تمامهن في الإسلام العفاف . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
-
سُباعيات
قال الْبَرَاء بن عَازِب رضي اللَّه عنهما : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ :
أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ - أَوِ الْمُقْسِمِ - وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلامِ .
وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمَ - أَوْ عَنْ تَخَتُّمٍ بِالذَّهَبِ - وَعَنْ شُرْبٍ بِالْفِضَّةِ، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالإسْتَبْرَقِ، وَالدِّيبَاجِ . رواه البخاري ومسلم .
🔘 قال ابن الأثير :
" نَهَى عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ "
هِيَ ثِيَابٌ مِنْ كَتَّان مَخْلوط بحَريِر يُؤتَى بِهَا مِنْ مِصْرَ، نُسِبَت إلى قَرْية على شاطىء الْبَحْرِ قَرِيبًا مِنْ تِنِّيس، يُقَالُ لَهَا القَسُّ بِفَتْحِ الْقَافِ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ يكْسِرها . اهـ .
🔹 وقال أبو ذر رضي اللَّه عنه : أمَرَني خليلي صلى الله عليه وسلم بِسَبع :
أمَرَني بِحُب المساكين، والدنو منهم.
وأمَرَني أن أنظر إلى مَن هو دوني، ولا أنظر إلى مَن هو فوقي .
وأمَرَني أن أصِل الرّحِم وإن أدْبَرت .
وأمَرَني أن لا أسأل أحدا شيئا .
وأمَرَني أن أقول بالحق وإن كان مُرّا .
وأمَرَني أن لا أخاف في الله لومة لائم .
وأمَرَني أن أكثر مِن قول : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، فإنهن مِن كَنز تحت العرش . رواه الإمام أحمد وابن حبان ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
🔸 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضّل الله قريشا بِسَبع خِصال : فضّلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يَعبُده إلاّ قرشي ، وفضّلهم بأنه نصرهم يوم الفِيل وهم مشركون، وفضّلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيهم غيرهم: (لإيلاف قريش) ، وفضّلهم بأن فيهم النبوة، والخلافة، والحجابة، والسّقَايَة . رواه الحاكم، وحسّنه الألباني .
🔘 قال المناوي :
" فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قريش "
الظاهر أن المراد : لا يعبده عبادة صحيحة إلاّ هُم ليَخرج أهل الكتابين ، فإنهم كانوا موجودين حينئذ يعبدون في الديورات والصوامع لكنها عبادة فاسدة . اهـ .
🔸 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
سبعة يُظلّهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظِلّه :
الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة ربه ، ورَجل قَلبه مُعلّق في المساجد ، ورَجُلان تحابّا في الله ؛ اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ، ورَجل طلبته امرأة ذات منصب وجَمال فقال : إني أخاف الله ، ورَجل تَصدّق بِصَدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه ، ورَجل ذَكر الله خالِيًا فَفاضَت عيناه . رواه البخاري ومسلم .
⏪ قال ابن القيم :
إذا تأمّلت السّبْعة الذين يُظلّهم الله عزّ وجلّ في ظِل عرشه يوم لا ظل إلاّ ظِله وجدتهم إنما نالوا ذلك الظّل بِمُخالَفة الهَوى .
-
مِن إجلال الله تبارك وتعالى :
تعظيم المصحف ؛ فلا يُتناول باليد اليسرى ، ولا تُمدّ أمامه الأقدام ، ولا يُجتاز مِن فوقه ، ولا يُتّكأ عليه .
ولا يَتمخّط القارئ والمصحف بين يديه .
🔘 قالَ شيخُنا العثيمينُ رحمَهُ اللهُ :*
لا شـكَّ أنَّ تعظيمَ كتابِ اللهِ عزَّ وجلّ مِنْ كمالِ الإيمانِ ، وكَمالِ تعظيمِ الإنسانِ لِربِّـهِ تباركَ وتعالى .*
ومَـدُّ الرِّجْلِ إلى المُصحفِ أوْ إلى الحوامِلِ التي فيها المصاحفُ أو الجلوسُ على كُرسي أو مَاصَّةٍ تحتُها مُصْحَفٍ يُنافي كَمَالَ التعظيمِ لكلامِ اللهِ عزَّ وجلّ ...
وإذا رأيتم أحدًا قَدْ مَـدَّ رِجْليهِ إلى المصحفِ سواءً كان على حَامِلٍ أو على الأرضِ ، أو رأيتم أحدًا جالسًا على شيءٍ وتحتُه مصحفٌ ، فأزيلوا المصحفَ عن أمامِ رِجْليه أوْ عنِ الكُرسي الذي هُوَ جَالِسٌ عَليهِ ، أو قولوا له : لا تمـدّ رجليكَ إلى المصحفِ . احْتَرِمْ كلامَ اللهِ عزَّ وجلّ .
والدليلُ ما ذكرتُه لك مِن أنَّ ذلك يُنافي كَمالَ التعظيمِ لِكلامِ الله ، ولهذا لو أنَّ رَجُلاً مُحتَرمًا عندكَ أمامكَ ما استطعتَ أن تمـدَّ رجليك إليهِ تعظيماً له ، فكتابُ اللهِ أوْلى بالتَّعظيمِ .
خُطبة جُمعة عن (تَعْظِيم الْمُصْحَف)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14049
-
مِن أعداء النّجاح : الإعجاب بالنّفْس والثّقَة بها ! والإعجاب بالعَمَل .
🔶 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو لم تَكونوا تُذْنِبُون لَخَشِيتُ عليكم ما هو أكبر مِن ذلك : العُجْب العُجْب . رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " ، وحسنه الألباني .
🔶 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثَلاث مُهْلِكَات : شُحّ مُطَاع ، وَهَوى مُتّبَع ، وإعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِه .
وثَلاث مُنْجِيَات : خَشْيَة الله في السّرّ والعَلانِيَة ، والقَصْد في الغِنَى والفَقْر ، وكَلَمَة الْحَقّ في الرّضَا والغَضَب . رواه ابن شَاهِين في " الترغيب " وأبو نُعيم في " حِلْيَة الأوْلِياء " والبيهقي في " شُعَب الإيمان " ، وقال المنذري في " التّرْغيب والتّرهِيب " : واه البَزّار واللفظ له والبيهقي وغيرهما ، وهو مَرْوِيّ عن جماعة مِن الصحابة ، وأسَانِيده وإن كان لا يَسْلَم شيء منها مِن مَقَال ، فهو بِمَجْمُوعِها حَسَن إن شاء الله تعالى .
وحسنه الألباني بِمَجْمُوع طُرُقه .
🔸 وقال عمر رضي الله عنه : إن أخْوَف ما أتَخَوّف عليكم أن تَهْلِكُوا فيه ثَلاث خِلال : شُحّ مُطَاع ، وإعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِه ، وهَوى مُتّبَع . رواه أبو داود في " الزّهْد " وابن عبد البَرّ " جامع بيان العِلْم وفضله " .
🔅 وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : عَلامَة الْجَهْل ثلاث : العُجْب ، وكَثْرة الْمَنْطِق فيما لا يَعْنِيه ، وأن يَنْهَى عن شيء ويَأتِيه .
🔆 وقال علي رضي الله عنه : الإعْجَاب ضِدّ الصّوَاب وآفَة الألْبَاب .
⏪ وقال مَسْرُوق : كَفَى بِالْمَرْء عِلْمًا أن يخشى الله ، وكَفَى بِالْمَرْء جَهْلاً أن يُعْجَب بِعِلْمِه .
وقال غيره : إعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِه دَلِيل على ضَعْف عَقْله .
وقالوا : مَن أُعْجِب بِرَأيه ضَلّ ، ومَن اسْتَغْنَى بِعَقْلِه زَلّ ، ومَن تَكَبّر على الناس ذلّ ، ومَن خَالَط الأنْذَال حُقِر ، ومَن جَالَس العُلَماء وُقّر .
(جامع بيان العِلْم وفضله ، لابن عبد البَرّ) و (أدب الدنيا والدين ، للمَاوَرْدِيّ)
⏺ هل يصح قَول ( الثقة بِالنّفْس أو ثِقْ بِنَفْسِك) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=612