-
أعظَم العقوبة أن لا تَشْعر بالعقوبة ، ومَوْت القلب أشَدّ مِن موت البَدَن
قال ابن الجوزي :
اعْلَم أنه مِن أعظم الْمِحَن : الاغترار بالسلامة بعد الذَّنْب ، فإن العقوبة تتأخّر .
ومِن أعظم العقوبة ألاّ يُحِسّ الإنسان بها ، وأن تكون في سَلْب الدِّين ، وطَمْس القلوب ، وسُوء الاختيار للنَّفْس ، فيكون مِن آثارها : سَلامَة البَدَن ، وبُلوغ الأغراض .
قال بعض الْمُعْتَبِرِين : أطْلَقْت نَظَري فيما لا يَحلّ لي ، ثم كنت أنتظر العقوبة ، فأُلْجِئت إلى سَفَر طَويل ، لا نِيّة لي فيه ، فَلَقِيت الْمَشَاقّ ، ثم أعْقَب ذلك : مَوْت أعزّ الْخَلْق عندي ، وذهاب أشياء كان لها وَقْع عظيم عندي ، ثم تَلافَيْتُ أمْري بالتوبة ، فَصَلح حَالي .
ثم عاد الْهَوى ! فَحَمَلني على إطلاق بَصَري مَرّة أخرى ، فَطُمِس قلبي، وعُدِمْت رِقّته ، واسْتُلِب مِنّي ما هو أكثر مِن فَقْد الأوّل ، ووَقَع لي تعويض عن المفقود بما كان فَقْده أصْلَح .
فلما تأمّلْتُ ما عُوِّضْتُ وما سُلِب مِنّي ، صِحْتُ مِن ألَـمِ تلك السِّيَاط ، فها أنا أُنَادِي مِن على السَّاحِل :
إخواني ! احذرُوا لْجُة هذا البَحْر ، ولا تَغْتَرّوا بِسُكُونه ، وعَليكم بِالسَّاحِل ، ولازِمُوا حِصْن التقوى ، فالعقوبة مُرَّة .
-
مِن النعيم العاجل
قال ابن رجب :
مما يدل على الجنة والنار : ما يُعجّله الله في الدنيا لأهل طاعته وأهل معصيته ؛ فإن الله تعالى يُعجّل لأوليائه وأهل طاعته مِن نَفَحات نعيم الجنة ورَوْحها ما يَجدونه ويشهدونه بِقلوبهم مما لا يحيط به عبارة ولا تحصره إشارة حتى قال بعضهم : إنه لَتَمرّ بي أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه فإنهم في عيش طيب .
🔹قال أبو سليمان : أهل الليل في ليلهم ألَذّ من أهل اللهو في لَهْوهم .
وقال بعضهم : الرّضا باب الله الأعظم ، وجَنة الدنيا ، ومُستَراح العابدين .
قال الله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)
قال الحسن : نَرزقه طاعة يَجد لَذّتها في قلبه .
🔸أهل التقوى في نعيم حيث كانوا في الدنيا والبرزخ وفي الآخرة .
العيش عيشهم والملك ملكهم ... ما الناس إلاّ هُمو بانُوا أو اقتربوا
-
مِن العذاب الأدنى دون الأكبر ..
مِن عاجل العَذَاب
قال ابن رجب :
وأمّا أهل المعاصي والإعراض عن الله فإن الله يُعجّل لهم في الدنيا مِن أنموذج عقوبات جهنم ما يُعرَف أيضا بالتجربة والذوق ، فلا تسأل عمّا هُم فيه مِن ضِيق الصّدر وحَرَجه ونَكَده وعمّا يُعجّل لهم مِن عقوبات المعاصي في الدنيا ولو بعد حينٍ مِن زمن العصيان .
وهذا مِن نفحات الجحيم المُعجّلة لهم ثم ينتقلون بعد هذه الدار إلى أشدّ مِن ذلك وأضيق ، ولذلك يَضيق على أحدهم قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويُفتَح له باب إلى النار فيأتيه مِن سَمومها ، قال الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) .
-
هل ثبتَ عن رسول الله ﷺ أنه جَمَع الصلاة في وقت المطر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15647
-
ماذا تَنْتَظِر ؟!
قال ابن الجوزي :
فَوَا أَسَفَا لِمَضْروب بِالسِّيَاط ما يُحسّ بِالألم !
ولِمُثْخَنٍ بِالْجِرَاح وما عنده مِن نَفْسه خَبَر !
ولِمُتَقَلّب في عقوبات ما يَدري بها !
🔸 ولَعَمْرِي إن أعظم العُقوبة أن لا يَدْرِي بِالعُقوبة.
فَوَا عَجَبًا للمُغَالِط نَفْسه ! يُرْضِي رَبّه بِطاعة ، ثم يُرْضِي نَفْسه بِشَهوة ، ويَقول : حَسَنة وسَيّئة !
وَيَحك! مِن كِيْسِك تُنْفِق ، ومِن بِضَاعتك تَهْدِم ، وَوَجه جَاهِك تَشِين !
رُبّ جِرَاحة قَتَلَتْ ، ورُبّ عَثْرة أهْلَكَت ، ورُبّ فَارِط لا يُسْتَدْرَك .
وَيْحك ! انْتَبه لِنَفسك .
ما الذي تنتظر بِأوْبَتِك ؟
وماذا تَتَرَقّب بِتَوبَتِك ؟
-
أين قلبك ؟!
قال ابن القيم :
اطلب قلبك في ثلاثة مواطن :
عند سماع القرآن .
وفي مجالس الذّكْر .
وفي أوقات الخلوة .
فإن لم تجده في هذه المواطن ، فَسَل الله أن يَمنّ عليك بِقلب ، فإنه لا قلب لك .
-
مُعاقَب لا يشعر بالعقوبة
قال ابن الجوزي :
الْحَذَر الْحَذَر مِن المعاصي ؛ فإن عَوَاقِبها سَيئة .
وكَم مِن مَعصية لا يزال صاحبها في هبوط أبدًا ، مع تَعْثِير أقدامه ، وشِدّة فَقْره ، وحَسَرَاته على ما يَفُوته مِن الدّنيا .. واحَسْرة لِمَن نَالَها ..
فوا أسَفا لِمُعَاقَب لا يُحسّ بِعُقُوبته !
وآهٍ مِن عِقاب يَتأخّر حتى يُنْسَى سَبَبه .
أوَ لَيس ابن سيرين يقول : عَيّرْتُ رَجلا بِالفَقْر ، فَافْتَقَرتُ بعد أربعين سَنة ؟!
وابنُ الْجَلاء يقول : نَظَرتُ إلى شاب مُسْتَحْسَن ، فَنَسِيتُ القرآن بعد أربعين سَنة .
فَوا حَسْرة لِمُعَاقَب لا يدري أن أعظم العقوبة عَدَم الإحساس بها !
فالله الله في تَجويد التّوبة ، عساها تَكُفّ كَفّ الجزاء .
-
أخوك المسلم كَنَفْسِك ؛ فظُنّ به خيرا
قال الإمام مجاهد في قوله تعالى :
(ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)
قال لهم خيرا .
ألا ترى أنه يقول : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)
يقول : بعضكم بعضا .
(فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُم)
قال : يُسلّم بعضكم على بعض . رواه ابن جرير في تفسيره .
-
لا يُظن بأهل الفجور خير
قال ابن كثير : نَبّه الله سبحانه على صفات المنافقين لئلا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون ، فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم ، ومن اعتقاد إيمانهم ، وهم كُفّار في نفس الأمر .
وهذا مِن المحذورات الكبار : أن يُظن بأهل الفجور خير .
-
مخالفة الشرع سبب في ارتفاع الأسعار
وشُكر النِّعَم سبب في زيادتها وحِفْظها
قال نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام لِقومه : (إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)
قال ابن عباس : مُوسِرِين في نِعْمة .
وقال مجاهد : في خَصْب وسَعَة ، فَحَذّرهم زَوال النّعْمَة ، وغَلاء السِّعر ، وحُلول النّقْمة ، إن لم يَتَوبُوا . (تفسير البغوي : معالِم التّنزيل)
🔸وقال القرطبي : أي في سَعة مِن الرّزق ، وكَثْرة مِن النّعم .
وقال الحسَن : كان سِعْرهم رَخِيصا .
-
نَعوذ بالله من الْحِرْمَان ومِن الخذلان
مِن الخذلان : أن يكون عندك أوقات لكل برامج التواصل ، وأوقات للقَنَوات ، وأوقات للّهو والعبث والجلسات ... ولا يكون عندك وقت للقرآن الذي به حياتك وسعادتك .
قال خَبّاب بن الأرَتّ رضي الله عنه : تَقَرّب ما استطعت ، واعلم أنك لن تَتَقرّب إلى الله بِشيء أحبّ إليه مِن كلامه . ذَكَره محمد بن نصر في " قيام الليل " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .
-
بعض الدعاء يُوصل للكُفر
قال الإمام القرافي عن قَاعِدَةِ مَا هُوَ*مِنْ الدُّعَاءِ كُفْر*:* فَاَلَّذِي يَنْتَهِي لِلْكُفْرِ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ:
الْقِسْمُ الأوَّلُ : أَنْ يَطْلُبَ الدَّاعِي نَفْيَ مَا دَلَّ السَّمْعُ الْقَاطِعُ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى ثُبُوتِهِ وَلَهُ أَمْثِلَةٌ :
الأوَّلُ : أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ لا تُعَذِّبْ مَنْ كَفَرَ بِك ، أَوْ اغْفِرْ لَهُ ، وَقَدْ دَلَّتْ الْقَوَاطِعُ السَّمْعِيَّةُ عَلَى تَعْذِيبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنْ مَاتَ كَافِرًا بِاَللَّهِ تَعَالَى ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ فَيَكُونُ ذَلِكَ كُفْرًا ؛ لأَنَّهُ طَلَبٌ لِتَكْذِيبِ اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ ، وَطَلَبُ ذَلِكَ كُفْرٌ ، فَهَذَا الدُّعَاءُ كُفْرٌ .
الثَّانِي : أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ لا تُخَلِّدْ فُلانًا الْكَافِرَ فِي النَّارِ ، وَقَدْ دَلَّتْ النُّصُوصُ الْقَاطِعَةُ عَلَى تَخْلِيدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ ، فَيَكُونُ الدَّاعِي طَالِبًا لِتَكْذِيبِ خَبَرِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَيَكُونُ دُعَاؤُهُ كُفْر . اهـ .
وتُنظر بقية الأقسام في كتاب " الفروق " .
ما الرد على مَن يقول إنه لا ولاء ولا براء في الكُرة ، ويستشهد بمشاهدة عائشة للعب الأحباش؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14361
-
مِن فِقْه النّفْس : تقدير المصالح والمفاسد ، وما يترتب على القَول أو الفتوى
قال سلاّم بن مِسْكين : حَدّثنا ثابِت عن أنس أن نَاسًا كان بهم سَقَم ، قالوا : يا رسولَ الله آوِنا وأطْعِمْنا ، فلمّا صَحّوا قالوا : إن المدينة وَخِمَةٌ ، فأنزلهم الْحَرّة في ذَوْدٍ له ، فقال : اشْرَبُوا ألبانها ، فلمّا صَحّوا قَتَلُوا رَاعِي ﷺ واستاقُوا ذَوْدَه ، فَبَعَث في آثارهم ، فَقَطَع أيديهم وأرجلهم ، وَسَمَر أعينهم ، فرأيت الرجل منهم يَكْدِم الأرض بِلِسانه حتى يموت .
قال سلاّم : فَبَلَغَني أن الحجاج قال لأنس : حَدّثنِي بأشدّ عقوبة عاقَبَه النبي ﷺ ، فَحَدّثه بهذا ، فَبَلَغ الْحَسَن ، فقال : وَدِدت أنه لم يُحَدِّثه بهذا . رواه البخاري . وهو في صحيح مسلم من غير هذا الطريق .
🔹قال ابن حَجَر : وساق الإسماعيلي مِن وَجه آخر عن ثابت : حَدّثني أنس قال : ما نَدِمْتُ على شيء ما نَدِمْتُ على حديث حَدّثتُ به الحجّاج ، فَذَكَره .
🔸وإنما نَدِم أنَس على ذلك لأن الحجّاج كان مُسْرِفا في العقوبة ، كان يَتعلّق بأدنى شُبْهة ، ولا حُجّة له في قصة العُرَنِيّين ؛ لأنه وَقع التصريح في بعض طُرُقه أنهم ارْتَدّوا ، وكان ذلك أيضا قبل أن تنزل الحدود ، وقَبْل النهي عن الْمُثْلَة .
🔸وقال : قوله : " بأشد عقوبة عاقبه النبي ﷺ " كذا بالتذكير على إرادة العقاب .
وفي رواية بَهْز : " عاقَبَها " على ظاهر اللفظ .
-
في عُرف جميع الأمَم : مُخالفة شَرْع الله والعمل بالمنكرات : إفساد في الأرض
🔸في خبر نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام مع إخوته : (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) .
🔸وفي خبر نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام : (إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) .
الإفساد في الأرض..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6308
التلازم بين الكُفر والإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6309
-
أمَان وضَمَانات المجتمعات
قال القرطبي :
قيل : كل بلدة يكون فيها أربعة ؛ فأهلها معصومون مِن البلاء :
1- إمام عادل لا يَظلِم .
2- وعالِم على سبيل الهدى .
3- ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويُحرّضون على طلب العِلم والقرآن .
4- ونساؤهم مَستورات لا يتبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى .