-
جالِس مَن تنتفِع بِمُجالسته
في وصية عيسى ابن مريم عليه السلام : يا معشر الحواريين ، تَحّببوا إلى الله عزّ وجَلّ بِبُغض أهل المعاصي ، وتَقرّبوا إليه بِالْمَقْت لهم ، والْتَمِسُوا رِضاه بِسَخَطهم .
قالوا : يا نبي الله ، فمَن نُجاِلس ؟
قال : جالِسوا مَن يَزيد في أعمالكم مَنْطِقه ، ومَن تُذَكّركم بالله رُؤيته ، ويُزهّدكم في دنياكم عَمَله . رواه الإمام أحمد في " الزهد " .
-
هَدَايا الأحباب لها وَقْع وقيمة ..
رُئي على عليّ رضي الله عنه بُرْدٌ كَانَ يُكْثِرُ لُبْسَهُ .
فَقِيلَ لَهُ : إنَّك لَتُكْثِرُ لُبْسَ هَذَا الْبُرْدِ .
فَقَالَ : إِنَّهُ كَسَانِيهِ خَلِيلِي وَصَفِيِّي وَصَدِيقِي وَخَاصَّتِي عُمر ؛ إنَّ عُمَر نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ بَكَى . رواه ابن أبي شيبة .
-
تلطّف عُمر رضي الله عنه مع آل البيت رضي الله عنهم ، واعترافه بِفَضلِهم ، وتقديمهم على أولادِه .
قال الْحُسَين بن عَلِيٍّ رضي الله عنهما : أتيت عمر بن الخطاب وهو على المنبر ، فصعدت إليه ، فقلت : انزل عن منبر أبِي واذهب إلى منبر أبيك ، فقال عمر : لم يكن لأبي منبر ، وأخذني وأجلسني معه ، فجعلتُ أقلّب حَصى بيدي ، فلما نزل انطلق بي إلى منزله ، فقال لي : مَن علّمك ؟
فقلت : والله ما علّمنِيه أحد .
قال : يا بُني لو جعلت تغشَانا .
قال : فأتيته يوما وهو خالٍ بمعاوية وابن عُمر بالباب ، فرجع ابن عمر ورجعت معه ، فلَقِيني بعد ، فقال : لم أرَك ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني جئت وأنت خالٍ بمعاوية وابن عمر بالباب ، فرجع ابن عمر ورجعتُ معه .
فقال: أنت أحق بالإذن مِن ابن عمر .
وإنما أنْبَت ما تَرى في رؤوسنا الله ، ثم أنتم . رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " .
وذَكره الإمام الذهبي في " سِيَر أعلام النبلاء " والحافظ ابن حجر في " الإصابة " وصَحَّحَا إسناده .
وقوله رضي الله عنه : " وَإِنَّمَا أَنْبَتَ مَا تَرَى فِي رُؤوسِنَا اللَّهُ ثُمَّ أَنْتُمْ" أي : المكانة والرِّفعه ، وإنما كانت بالإسلام ، والإسلام جاء به جدّ الحسين ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم .
-
احتفاء عُمر بآل البيت ومكانتهم في نفسه
كَسَا عُمر رضي الله عنه أبناء الصحابة ، ولم يكن في ذلك ما يَصلح للحسَن والحُسين رضي الله عنهما ؛ فبَعث إلى اليَمن ، فأُتِي بِكسوة لهما ، فقال : الآن طابَتْ نفسي .
(سِيَر أعلام النبلاء ، للإمام الذهبي)
-
أخوّة عُمر لِعليّ رضي الله عنهما
لَمّا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كُنْتُ مَولاه ، فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " لَقِيَهُ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ : هَنِيئًا يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ، أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ . رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد .
فلَم يَحسِده عُمر على هذه الفَضِيلة ، ولم يُبغِضه ، بل هنّأه على ذلك .
-
لا يحتفل بأعياد النصارى إلاّ من أُعجب بهم وأحبّهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يُحِبّ رَجُل قومًا إلاَّ حُشِر معهم .
قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد . وقال الألباني : صحيح لغيره .
وقال عليه الصلاة والسلام لِرَجُل : أنت مع مَن أحْبَبْتَ . رواه البخاري ومسلم .
🔸قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا شابَه الزيّ الزيّ شابَهَ القَلب القَلب .
يعني المشابهة في الظاهر تورث المشابهة والمشاكلة في الباطن .
🔸وفي وَصَايا عليّ رضي الله عنه : خالِطُوا الناس بألْسِنتكم وأجسَادكم ، وزَايلُوهم بأعمالكم وقلوبكم ؛ فإن للمَرء ما اكتسَب ، وهو يوم القيامة مع مَن أحَبّ . رواه الدارمي .
-
النصراني يزعم أن لله صاحبة وولدا ، والكافر عموما : يُكذّب الله ورسوله ﷺ ..
قال القَرافي : لَمّا أتَى الشيخ أبو الوليد الطرطوشي رحمه الله الخليفةَ بمصر ، وَجَد عنده وزيرا راهبا وسَلّم إليه قياده ، وأخذ يَسمع رأيه ، ويُنفّذ كلماته المسمومة في المسلمين .
وكان هو ممن يَسمع قوله فيه ، فلما دخل عليه في صورة المغضب والوزير الراهب بإزائه جالس أنشده :
يا أيها الملك الذي جُوده ... يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شُرِّفت مِن أجله ... يَزعم هذا أنه كاذب
فاشتد غضب الخليفة عند سماع الأبيات ، وأمَر بالراهب فَسُحِب وضُرِب وقُتِل ، وأقبل على الشيخ أبي الوليد فأكرمه وعظّمه بعد عزمِه على إيذائه .
فلما استحضر الخليفة تكذيب الراهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو سبب شَرَفِه وشَرَف آبائه وأهل السماوات والأرضين - بَعَثَه ذلك على البعد عن السكون إليه ، والمودة له ، وأبعده عن منازل العزّ إلى ما يَليق به مِن الذل والصغار . اهـ .
خُطبة جمعة عن .. (الاحتفاء بالكفار)
أُلقيت أوائل في عام 1434 هـ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14556
-
حكم الاحتفال برأس السنة
للإمامين : ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
https://youtu.be/f_rxhDfxWZc
-
حكم تهنئة النصارى بأعيادهم
زعم بعضهم أنه ليس في القرآن ما يدل على منع تهنئة النصارى بأعيادهم
ولو لم يكن في القرآن إلا سورة الفاتحة ؛ لَكَفى !
ولو لم يكن في القرآن إلا سورة الكافرون ؛ لَكَفى !
كيف وسورة المائدة فيها آيات صريحة في تحريم موالاتهم ، التي من مظاهرها : تهنئتهم وتقديمهم ومحبتهم
قال ابن القيم :
وأما التّهنئة بشعائر الكُفر المختصّة به ؛ فحرام بالاتفاق ، مثل : أن يُهنّئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تَهنأ بهذا العيد ، ونحوه ؛ فهذا إن سَلِم قائله من الكُفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يُهنّئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشدّ مُقتًا من التهنئة بِشُرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفَرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قَدْر للدّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قُبح ما فعل ، فمن هنّأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كُفر ؛ فقد تعرّض لِمَقت الله وسَخطه . (أحكام أهل الذمة)
🔹وقد ذَكر د. محمد بن سعيد القحطاني في كتابه " الولاء والبراء
في الإسلام" كلام ابن القيم ، ثم قال :
وإذا كان هذا كلام العلامة ابن القيم وهو المتوفى سنة ٧٥١ هـ رحمه الله. فلينظر المسلم اليوم إلى هذا الغثاء الذي هو كَغُثاء السّيل ، يَنتسبون للإسلام وهُم يَتّبعون أعداء الله في كل صغيرة وكبيرة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه ! وليست تَبَعيّة لهم فحسب بل إنها تَبَعيّة بإعجاب وانبهار ! فما تمر بأعدائنا مناسبة إلاّ وتَنْهال التهاني عليهم من كل حَدب وصَوب بالتهنئة والتبريك ومَعسُول الأماني !!
◼أقول : إذا كان د. محمد بن سعيد القحطاني قال هذا الكلام تقريبا عام 1400 هـ ، فماذا تقول نحن في هذا الزمن ؟!
ما حكم محبة المسلم لصديقه النصراني وتعلّقه به ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11808
-
قال عليه الصلاة والسلام : خيرُ نِسائكمُ الودودُ الولودُ ، المواتيةُ المواسيةُ إذا اتَّقَينَ الله ، وشَرُّ نِسَائِكُمُ المتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاتُ ، وهُنَّ المنافِقَاتُ . لا يَدخلُ الجنةَ مِنْهُنّ إلا مثلُ الغُرَابِ الأعْصَم . رواه البيهقي ، وصححه الألباني .
قال ابن الأثير : وَفِي الْحَدِيثِ : " خَيْرُ النِّسَاء المُوَاتِيَةُ لِزَوْجها» " المُوَاتَاة : حُسْن المُطَاوعَة وَالْمُوَافَقَةِ .
وقال : الغُرَاب الأَعْصَم : هُوَ الأبْيضُ الْجَنَاحَيْنِ، وَقِيلَ : الأبْيَضُ الرِّجْلين . أَرَاد َ: قِلَّة مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ ؛ لأنَّ هَذَا الوصفَ فِي الغِرْبانِ عزيزٌ قَلِيلٌ . اهـ.
قوله : " أَرَاد َ: قِلَّة مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاء " أي : ممن اتّصَفن بذلك الوصف
-
وَعْد الحقّ حقّ ، ووَعْد الشيطان باطِل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للشيطان لَمّة بِابْن آدم ، وللمَلَك لَمّة ؛ فأمّا لَمّة الشيطان فإيعَاد بِالشّر وتكذيب بِالْحَقّ ، وأما لَمّة الْمَلَك فإيعَاد بالخير وتصديق بِالحَقّ ؛ فمَن وَجَد ذلك فليَعلَم أنه مِن الله فليحمد الله ، ومَن وَجَد الأخرى فليتَعَوّذ بِالله مِن الشيطان الرجيم ، ثم قرأ (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) . رواه الترمذي ، وقوّاه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .
اللمّة : المرّة الواحدة مِن الإلمام ، وهو القُرب مِن الشيء ، والمراد بها : الهمّة التي تقع في القلب مِن فعل الخير والشر والعَزْم عليه . (جامع الأصول في أحاديث الرسول ﷺ ، لابن الأثير)
-
بِالصّلاح تُحفظ الذّراري والأرواح
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) قال : حُفِظا بِصلاح أبِيهِمَا ، وما ذُكِر منهما صلاح .
وقال الْحَسَن هذه الآية : حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِحِفْظِ أَبِيهِمَا .
حِفْظ الأهل والوَلد بِصلاح الوالِد
◀️ قال ابن المبرَد الحنبلي عن الصالحين : وأولادهم ومَن بَعدهم مَحفوظون ِبحفظِهم ، وأزواجهم وكُلّ مَن سَمْتُهم كذلك
ثم ذَكَر قول عيسى عليه الصلاة والسلام : طُوبى للمُؤمن ، ثم طُوبى له ، كيف يَحفظ الله عزّ وَجَلّ وَلَده مِن بعده . (رسائل ابن عبد الهادي)
🔹قال القاسمي في تفسير قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا): في الآية إشارة إلى أن تَقْوَى الأصول تَحْفَظ الفُرُوع ، وأن الرجال الصالحين يُحفَظون في ذريّتهم الضِّعاف .
🔸قال محمد بن المنكدر : إن الله يَحفظ بِصلاح العبد ولده وولد ولده ، وعترته وعشيرته وأهل دُويرات حوله ؛ فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم .
🔸وقال سعيد بن المسيب : إني لأُصلّي فأذكر وَلَدي ؛ فأزيد في صلاتي .
-
قال ابن الأثير : عِتْرَة الرَّجُلِ: أخَصُّ أقَارِبه .
وعِتْرَة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَنْو عَبْد المُطَّلب.
وَقِيلَ: أهلُ بيتِه الأقْرَبُون، وَهُمْ أوْلادُه وعليٌّ وأوْلادُه.
وَقِيلَ: عِتْرَتُه الأقْربُون والأبْعدُون مِنْهُم .
-
مِن عجيب صُنع الله :
أن السمك إذا أُخرِج من الماء مات في الهواء
(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) .
وابن آدم يعيش في رحم أمه في الماء ، فإذا أُخرِج إلى الهواء عاش ، ولو أُعِيد إلى الماء لمات !!
(وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلا تُبْصِرُونَ)
-
*خُطورة تَرْك الصلاة*
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : لا يَختلف المسلمون أنّ تَرْك الصلاة المفروضة عَمْدا مِن أعظم الذنوب وأكبر الكبائر ، وأن إثْمَه عند الله أعظم مِن إثم قَتْل النفس ، وأخذ الأموال ، ومِن إثم الزنا والسرقة وشُرب الخمر ، وأنه مُتَعَرِّض لِعُقوبة الله وسَخَطه وخِزْيِه في الدنيا والآخرة .
(الصلاة وأحكام تاركها)
وبَين الإنسان وبَين ترك الصلاة عِدّة خطوات ؛ فأولها ترك النوافل ، ثم التكاسل عن الصلاة ، ثم ترك الجماعة .
فالذي يشقّ عليه فوات النافلة لا يَطمع الشيطان في تركه للصلاة .