المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحد الدعاة ينتقِص مِن أهل السُنَّة والجماعة ويعظِّم الأشاعرة فكيف نتصرَّف معه ؟



ياسين أعراب
02-18-11, 8:48 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يا شيخ أود أن أسألك عن شخص هاته صفاته :

عنده عدّة مواضيع مفيدة تربوية و أخلاقية ينشرها في المنتديات و لكنه يستهدف كثيرا الكثير من عوام السلفيين بالطعن و برميهم بالتعصب ويركّز على عيوب السلفيين بدرجة كبيرة جدا (من تلك العيوب ما هو حق و منها ما يظنه عيوبا) فيدعوهم إلى تمجيد علماء الأشاعرة المعاصرين و يرى أنّ عدم تمجيد علماء الأشاعرة المعاصرين و تمجيد علماء السلفيين المعاصرين فقط من التعصب.

و هو يركّز على السلفيين و لا تكاد تجد له و خاصة مؤخرا نقد لاذعا إلا على السلفيين في حين لا نكاد نسمع له طعنا في عوام الأشاعرة و لا في عوام جماعة الإخوان المسلمين.

بل إنّه يدعو إلى هجر من لم يعتبر القرضاوي عالما إذا كان ضعيفا و عاميا و أما من يفتي ذلك الشخص الضعيف بذلك فيظهر تمجيده له.

و يقرّر بأنّ :
- مسألة الموسيقى مسألة اختلافية (و)
- مسألة حلق اللحية مسألة اختلافية (و)
- مسألة هل الأشاعرة و الماتريدية من أهل السنة مسألة اختلافية.

و إذا خالفه شخص في هاته المسائل فإنّه يطعن فيه و يرميه بالتعصب إن كان ضعيفا و عاميا و أما من يفتي لهؤولاء الضعفاء فيتظاهر بحبهم و إحترامهم.

فعنده جرأة على الطعن في الضعفاء و العوام المعذورين بجهلهم و يُشنّع عليهم في المنتديات أما الكبار الذين أفتوا لأولئك العوام فيظهر حبه لهم و احترامهم و أنّه ما خالفهم إلا لأنّه لم يقتنع بكلامهم.

فتراه مثلا : يرمي بالتعصب عوام السلفيين إن لم يعتبروا الشيخ القرضاوي عالما في حين تراه يُظهر الإحترام للشيخ الألباني رغم أنّ الألباني حذّر من الشيخ القرضاوي.

و غيرها من الأمثلة الكثيرة جدا.

السؤال :
هل يصلح من هكذا حاله أن يكون من ضمن : "أسرة الدعوة و الإرشاد" و يُكرّم بهذا الوصف في المنتديات التي تحترم ابن باز و ابن عثيمين و بكر أبو زيد و ابن جبرين و الألباني و محمد صالح المنجد و لا تنقل إلا الفتاوى التي هي على منهج هؤولاء المشايخ.

مع العلم أنّ إدارة هاته المنتديات : ليسوا بمتورطين في الحزبيات الأخيرة التي ظهرت بين بعض المشايخ فهم بعيدين عنها كل البعد و هم أقرب منهم إلى عوام في العلم الشرعي منهم إلى طلبة علم شرعي حقيقيين و إن كان فيهم أطباء و أخصائيين نفسيين و إجتماعيين و و و و ...

و عندهم حسن ظن كبير في كل من يتكلم بالدين أو بشيء نافع فيرفعونه بينهم و لعلهم قد لا ينتبهوا إلى تلبيساته.

فما النصيحة التي تقدّمها لإدارة هذا المنتدى.


أعتذر عن الإطناب في الكلام و كلامك سأنقله إلى المشرفين على تلك المنتديات فإن تحرّجتَ عن الإجابة على سؤالي خوفا من أكون قد لبّست عليك في السؤال أو خشيت أن أستغل فتواك في غير مسارها الصحيح، فأتفهمك إن لم تجب على سؤالي بكل صدر رحب.

وفقك الله.

مشكاة الفتاوى
02-24-11, 9:26 AM
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إن كان كَما قيل ، وكما ذُكِر في السؤال ، مِن تمجيد الأشاعرة والتعصب لهم ، ورَمْي مُخالفيهم مِن أهل السنة والجماعة بِنحو ما ذُكِر ؛ فلا يُكرَم ولا كَرَامة ، وهو الجاني على نفسه بِتَعَصُّبِه ، ورَمْيه لغيره بالـتُّهم والتعصب للأشاعرة .

ولا يجوز تمكين مَن كان على هذه الشاكلة في الدعوة إلى الله ؛ لأنه يُلبِّس الحق بالباطل .
ومثل هذا يدعو إلى نفسه وإلى مذهبه أكثر مما يدعو إلى الحقّ .

ولأنه يُلبِّس على العوام ، وينشر الباطل ! ويُمجِّد أهله !

والأشاعرة مِن أهل الأهواء الذين حذَّر السلف مِن الإصغاء إليهم !
وكان السلف يُحذّرون مِن أصحاب الأهواء والبِدَع .
كان الحسن ومحمد يقولان : لا تُجَالِسُوا أصحاب الأهواء ، ولا تجادلوهم ، ولا تَسْمَعُوا منهم .

ودَخَل رَجُلان على محمد بن سيرين مِن أهل الأهواء ، فقالا : يا أبا بكر نُحَدِّثك بِحَدِيث ؟ قال : لا ، قالا : فنقرأ عليك آية مِن كتاب الله ؟ قال : لا ، لتقومَان عَني ، أو لأقُومَنّ !
وقال رجل لابن سيرين : إن فلانا يريد أن يأتيك ، ولا يتكلم بشيء . قال : قُل لفلان : لا ما يأتيني ، فإن قَلب ابن آدم ضعيف ، وإني أخاف أن أسمع منه كلمة ، فلا يرجع قلبي إلى ما كان !
وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، قال : كان ابن طاوس جالِسًا ، فجاء رجل من المعتزلة ، فجعل يتكلم ، قال : فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه ، قال : وقال لابنه : أي بني ، أدخل إصبعيك في أذنيك ، واشْدُد ، ولا تَسْمَع مِن كلامه شيئا . قال معمر : يعني أن القلب ضعيف .

وقال مفضل بن مهلهل : لو كان صاحِب البدعة إذا جَلَست إليه يُحَدِّثك ببدعته حَذَرته ، وفَرَرْت منه ، ولكنه يُحَدِّثك بأحاديث السُّـنَّة في بُدُوّ مَجْلسه ، ثم يُدْخِل عليك بِدعته ، فلعلها تَلْزَم قَلبك ، فمتى تخرج من قلبك ؟

وقال الإمام السجزي في " الرد على من أنكر الحرف والصوت " : فَكُلّ مُدّعٍ للسُّـنَّة يَجِب أن يُطَالَب بالنقل الصحيح بما يقوله ، فإن أتى بذلك عُلِم صِدْقه ، وقُبِل قوله ، وإن لم يتمكن مِن نَقْل ما يقوله عن السلف عُلِم أنه مُحْدِث زائغ ! وأنه لا يستحقّ أن يُصْغَى إليه ، أو يُنَاظَر في قوله .

وقال الإمام مالك : لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء .
قال ابن خويز منداد : أهل الأهواء عند مالِك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فَكُلّ مُتَكَلِّم فهو مِن أهل الأهواء والبِدع ؛ أشعريا كان أو غير أشعري ، ولا تُقْبَل له شهادة في الإسلام أبَدًا ، ويُهْجَر ويُؤدَّب على بِدعته ، فإن تَمَادى عليها اسْتُتِيب منها . نقله ابن عبد البر في " جامع بيان العِلم " .

والله تعالى أعلم .