مشكاة
12-09-02, 8:53 AM
نزهة الفضلاء مقدمة لمشكاة سير أعلام النبلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يَدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى، ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه ، ومن ضالٍ جاهلٍ قد هَـدوه ، فما أحسنَ أثـرَهم على الناس ، وأقبحَ أثـرَ الناس عليهم . يَـنْـفُـون عن كتاب الله تأويل الجاهلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال المبطلين .
هؤلاء أهل العلم ، وهم ورثة الأنبياء الذين ورِثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بِـحَـظٍّ وافـر .
وهم نجوم الدُّجـى يَهتدي بها السالكون إلى الله والدار الآخرة .
وهم مصابيح الظلام إذا احلولك الظلام فيلجأ الناس إليهم – بعد الله – يستنيرون بآرائهم ، ويسترشدون بعلمهم .
فما أعظم أثرهم على الناس
ولما كان وجود العلماء ضرورة للناس كان في ذهابهم ضلال وتِـيـه وضياع
" إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ، ولكن يقبض العلماء ، فيرفع العلم معهم ، ويبقى في الناس رؤسا جهالاً يُفتونهم بغير علم فيَضلون ويُضلون " متفق عليه .
الناس في صور التمثال أكفاء "="أبوهم آدم والأم حــواءُ
فإن يكن منهم في أصله شرفٌ "="يفاخرون به فالطين والماءُ
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم "="على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقدرُ كل امرىءٍ ما كان يحسنه "="والجاهلون لأهل العلم أعداءُ
ولما كانوا كذلك كانت عناية المؤلِّفين والمؤرخين بسير الرجال ، ابتداءً بسيرة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ثم العناية بسير الصحابة وأقوالهم وأحوالهم ثم من بعدهم على مـر الأزمنة .
ولا شك أن المتصفِّح لسير الرجال ومواقفهم وتأمل أقوالهم يُكسب القارئ عدة مكاسب ، منها :
1 - التأدّب بآدابهم
2 – اقتفاء آثارهم
3 – علو الهمّـة
4 – النظر للنفس بعين التقصير
5 – تربية النفس وتهذيبها
ومن هنا قال أبو حنيفة رحمه الله : سِير الرجال أحب إلينا من كثير من الفقه .
لما فيها من تلك المعاني والفوائد .
ومن ذلك المنطلق كان هذا القسم ( سير الأعلام )
وهو فكرة فريدة ، وخطوة رائدة ، في محاولة مِـنّـا لربط الفرع بالأصل ، إذ لا صلاح لآخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
ولا بُـد من ربط الأجيال بماضيها العريق ، الذي قام على أكتاف أولئك العِظام ، خاصة في مثل هذا الزمن الذي تغيّرت فيه المفاهيم ، واختلّت فيه المعايير ، فأصبح – أحياناً – حُـثالة الناس وسَقَـط المجتمعات هم القدوات .
وإذا أردت معرفة حقيقة ذلك فَـسَـلْ الناشئة :
من هو قدوتكم ؟
ومن هو مثلكم الأعلى ؟
ومن هو نجمك المفضل ؟
تأتيك الإجابات يندى لها الجبين !
في حين أن أولئك العِظام هم أولى الناس بالقدوة والاقتداء .
وهم وإن ماتوا ودُفِنوا فإن أثرهم باقٍ ، وكأنهم أحياء .
الناس صنفان موتى في حياتهمُ "="وآخرون ببطن الأرض أحياء
قال الإمام الشافعي
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم "="وعاش قوم وهم في الناس أموات !
فكونوا معنا في هذا القسم ، لعلنا نُحشر في زمرتهم ، فالرجل مع من أحب .
ولعلنا نتأسى بهم
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التّـشَـبُّـه بالكرام فـلاحُ
كاتب المقدمة للقسم
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السحيم
أخوكم في الله مشكاة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يَدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى، ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه ، ومن ضالٍ جاهلٍ قد هَـدوه ، فما أحسنَ أثـرَهم على الناس ، وأقبحَ أثـرَ الناس عليهم . يَـنْـفُـون عن كتاب الله تأويل الجاهلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال المبطلين .
هؤلاء أهل العلم ، وهم ورثة الأنبياء الذين ورِثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بِـحَـظٍّ وافـر .
وهم نجوم الدُّجـى يَهتدي بها السالكون إلى الله والدار الآخرة .
وهم مصابيح الظلام إذا احلولك الظلام فيلجأ الناس إليهم – بعد الله – يستنيرون بآرائهم ، ويسترشدون بعلمهم .
فما أعظم أثرهم على الناس
ولما كان وجود العلماء ضرورة للناس كان في ذهابهم ضلال وتِـيـه وضياع
" إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ، ولكن يقبض العلماء ، فيرفع العلم معهم ، ويبقى في الناس رؤسا جهالاً يُفتونهم بغير علم فيَضلون ويُضلون " متفق عليه .
الناس في صور التمثال أكفاء "="أبوهم آدم والأم حــواءُ
فإن يكن منهم في أصله شرفٌ "="يفاخرون به فالطين والماءُ
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم "="على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقدرُ كل امرىءٍ ما كان يحسنه "="والجاهلون لأهل العلم أعداءُ
ولما كانوا كذلك كانت عناية المؤلِّفين والمؤرخين بسير الرجال ، ابتداءً بسيرة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ثم العناية بسير الصحابة وأقوالهم وأحوالهم ثم من بعدهم على مـر الأزمنة .
ولا شك أن المتصفِّح لسير الرجال ومواقفهم وتأمل أقوالهم يُكسب القارئ عدة مكاسب ، منها :
1 - التأدّب بآدابهم
2 – اقتفاء آثارهم
3 – علو الهمّـة
4 – النظر للنفس بعين التقصير
5 – تربية النفس وتهذيبها
ومن هنا قال أبو حنيفة رحمه الله : سِير الرجال أحب إلينا من كثير من الفقه .
لما فيها من تلك المعاني والفوائد .
ومن ذلك المنطلق كان هذا القسم ( سير الأعلام )
وهو فكرة فريدة ، وخطوة رائدة ، في محاولة مِـنّـا لربط الفرع بالأصل ، إذ لا صلاح لآخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
ولا بُـد من ربط الأجيال بماضيها العريق ، الذي قام على أكتاف أولئك العِظام ، خاصة في مثل هذا الزمن الذي تغيّرت فيه المفاهيم ، واختلّت فيه المعايير ، فأصبح – أحياناً – حُـثالة الناس وسَقَـط المجتمعات هم القدوات .
وإذا أردت معرفة حقيقة ذلك فَـسَـلْ الناشئة :
من هو قدوتكم ؟
ومن هو مثلكم الأعلى ؟
ومن هو نجمك المفضل ؟
تأتيك الإجابات يندى لها الجبين !
في حين أن أولئك العِظام هم أولى الناس بالقدوة والاقتداء .
وهم وإن ماتوا ودُفِنوا فإن أثرهم باقٍ ، وكأنهم أحياء .
الناس صنفان موتى في حياتهمُ "="وآخرون ببطن الأرض أحياء
قال الإمام الشافعي
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم "="وعاش قوم وهم في الناس أموات !
فكونوا معنا في هذا القسم ، لعلنا نُحشر في زمرتهم ، فالرجل مع من أحب .
ولعلنا نتأسى بهم
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التّـشَـبُّـه بالكرام فـلاحُ
كاتب المقدمة للقسم
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السحيم
أخوكم في الله مشكاة