حكم مشاركة بعض العلماء والمشايخ في القنوات الفضائية ؟؟

[فارس المشكاة]

الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله ورعاه .

ماحكم مشاركة بعض العلماء والمشايخ في القنوات الفضائية التي تبث السموم على الأمة الإسلامية في بعض البرامج ، فهم يستضيفون بعض العلماء كالفتاوى على الهواء أو بعض البرامج الدينية التي يخصصون لها بعض الأقوات ؟

علماً أن هذه القنوات لا تخلوا من المحرمات التي لا يشك أحد في حرمتها مثل الغناء والصور الفاتنة .

وهل يقال إن فعلهم هذا من باب ( قليلاً دائم خيرٌ من كثير من قطع )) .


نرجوا الإجابة :

أخوكم فارس المشكاة

[عبد الرحمن السحيم]

هذه مسألة تختلف فيها وجهات النظر .
وتختلف أيضا بحسب القنوات .
فإن كان الشيخ أو العالم سوف يتعرّض لإهانة سواء في شخصه أو في دعوته فلا يُجيب دعوة مثل تلك القنوات .
وأما إذا كانت تلك القنوات أو المحطات فيها خير ، وفيها شرّ ، فالذي يظهر أنه مثل المجتمع الذي نعيشه ، فيه الخير وفيه الشرّ .
ولو ترك أهل الخير والصلاح تلك القنوات التي فيها بقية خير لأصبحت بؤر فساد وشرّ .
فالمسألة تُقدّر بقدرها ، من حيث خروج الشيخ أو العالم في قناة ما ، ووقت خروجه أيضا ، ونوعية البرنامج .
والله تعالى أعلى وأعلم

[وشاح العزم]

عجباً لأمر الشيوخ كيف يظهرون في قنوات غنائية تدعو للمجون والطرب وقلة الحياء والأدب دون أن ينصحونهم ويحذرونهم مما هم فيه .....

فإن استجابوا وإلا تركوهم لزاماً لقوله تعالى : (( وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) الأنعام:68

وقال تعالى : (( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً )) النساء:140

[فارس المشكاة]

أخي وشاح العزم وضع سؤال مهماً نرجوا الإجابة عليه بارك الله فيك وفي الأخ وشاح العزم على السؤال المهم .

أخوكم فارس المشكاة .

[عبد الرحمن السحيم]

قلت ولا زلت أقول : إن كان الشيخ أو العالم سوف يتعرّض لإهانة سواء في شخصه أو في دعوته فلا يُجيب دعوة مثل تلك القنوات .
أما قنوات المجون المتخصصة بحراسة الرذيلة ! والدعاية لها ، فلا ، ولا كرامة !
وأما ذوات التخليط بين عمل صالح وآخر سيء ، فلهم وعليهم .
والمصلحة تُقدّر بوقتها بقدرها .
وأما الاستدلال بهذه الآيات فهو استدلال في غير محله
فالآية الأولى تمامها : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : والمراد بذلك كل فرد من آحاد الأمة أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها ، فإن جلس أحد معهم ناسيا ( فلا تقعد بعد الذكرى ) بعد التذكّر ( مع القوم الظالمين ) انتهى .

والآية الثانية أصرح من الأولى في مجالسة الذين يخوضون في آيات الله كفرا واستهزاءً
ومعناها – كما قال ابن كثير - : أي إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك ، فقد ساويتموهم فيما هم فيه .

ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتاد أندية قريش وهي على كُفرها يرتادها للدعوة إلى الله ، ويرتاد أسواق العرب يعرض دعوته على الناس .

وبعض القنوات حالها كحال تلك الأسواق الجاهلية !

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي حول البيت وفي البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنماً !
ولم يُزلها النبي صلى الله عليه وسلم إلا عام الفتح .
فهذا ليس من القرار في شيء ، وإنما في تقدير المصلحة .
والله تعالى أعلى وأعلم

[وشاح العزم]

.

[فارس المشكاة]

أخوكم فارس المشكاة